مونديال 2014: السوريون حائرون في كيفية متابعة النهائيات
الأربعاء 11 يونيو 2014 - 13:03 (أ ف ب) - يعرف عن السوريين عشقهم لكرة القدم شأنهم شان العديد من شعوب العالم ولن تثنيهم الاحداث المؤلمة الدامية التي تعيشها سوريا منذ اكثر من ثلاث سنوات عن ممارسة عشقهم ومتابعتهم وتشجيعهم للمنتخبات المشاركة في مونديال البرازيل.
هذا عبر عنه العديد من السوريين ومن مختلف الاعمار ومنهم اللاعب الدولي السابق محمد شواهين, وان كانت المشكلة التي يعانى منها غالبية السوريين هي في ارتفاع تكلفة شراء البطاقة الذكية والتي تصل الى نحو 60 الف ليرة سورية (نحو 400 دولار) ولم يكن هذا المبلغ كبيرا قبل الازمة اذ كان الدولار يساوي نحو 50 ليرة اي ان قيمة الاشتراك لم تكن تتعدى مبلغ 20 الف ليرة, لكن الامور اختلفت الان مع وصول سعر الدولار الى نحو 170 ليرة وبات البحث عن تأمين لقمة العيش اهم من البطاقة الذكية.
بدأ السوريون البحث عن السبل الكفيلة لمتابعة مباريات كأس العالم بأقل تكلفة ممكنة ممكنة, ومنهم كما يقول الاعلامي الرياضي عماد الاميري يبحث عن طريق الانترنت عن الدول التي تبث مباريات المونديال عبر القنوات الفضائية غير المشفرة ومنها قنوات تركية والمانية وغيرها من قنوات فضائية في دول اخرى.
اما خبراء الحاسوب فوجدوا حسب قول احدهم طريقة ذكية لمتابعة المباريات على الانترنت.
وفي بعض الاحياء الدمشقية المعروفة كما حي التجارة, تقوم بعض المحال التجارية المتخصصة بالصحون اللاقطة بتقديم خدمة الاشتراك الشهري للقنوات المشفرة ومنها القنوات الرياضية للعديد من الشقق السكنية مقابل مبلغ شهري معقول, لكن هذه الخدمة غير متوفرة في معظم الاحياء الاخرى سواء في دمشق او في باقي المدن السورية.
واذا كان شراء البطاقة الذكية محدودا ومحصورا بطبقة الميسورين, فان الغالبية ستضطر كما يرى ابو سمير للتوجه الى المقاهي والمطاعم التي استعدت لشهر المونديال وان كان يعتر انه من الصعب متابعة جميع مباريات المونديال على مدى شهر كامل لان هذا يتطلب ان يدفع الشخص الواحد في المقهى ما بين 300 الى 500 ليرة يوميا ما يعني دفع مبالغ كبيرة لو اراد مثلا اصطحاب اسرته, اما ارتياد المطاعم فسيكلف مبالغ كبيرة والمقاهي تبقى الاختيار الافضل.
واذا كانت الخيارات متاحة لمتابعة مباريات المونديال في المدن الامنة البعيدة عن جبهات الاقتتال فان الوضع يختلف في الاماكن الساخنة التي يشتد فيها القتال والقصف, فبعض المدن السورية تعيش دون تيار كهربائي كما في الحسكة وقسم كبير من مدينة حلب, فمن اين لهم متابعة المونديال?, كما ان تطبيق تقنين الكهرباء يسري على معظم المدن والمناطق ما يحد من امكانية متابعة جميع المباريات وهذا سيدفع الكثيرين الى خيار ارتياد المقاهي التي تتوفر فيها المولدات الكهربائية والشاشات الكبيرة, والاهم البطاقة الذكية.
واذا كانت كل خيارات متابعة مباريات المونديال مكلفة فان غالبية السوريين يتنظرون حدوث معجزة, والمعجزة هي اخبار تناقلتها صفحات التواصل الاجتماعي على الانترنت عن نية احدى القنوات السورية الخاصة نقل مباريات المونديال على قناتها الارضية, فبعض الاعلاميين اكدوا صحة الخبر الذي سيتأكد مساء غد الخميس, والمهم بالنسبة للسوريين ان تحدث المعجزة.