الفورما تبدأ من الصيف
الإثنين 09 يونيو 2014 - 14:50لن نكذب على أنفسنا إن قلنا أن المونديال المقبل سيكون بنفس الشراسة المضاعفة للدوليين العالميين مع مسار موسم شاق لعب فيه الجميع ما يفوق 60 مباراة، والجهد البدني والتحضير النفسي للمونديال سيكون واضحا على أنقاض موسم شاق بريد من خلاله اللاعبون استراحة المحارب، والمونديال المقبل أيضا سيضع جميع المنتخبات على وثر واحد هو المقاومة ومضاعفة الجهد للوصول إلى الأهداف التي سيربح فيها منتخب واحد كأسا واحدة، قد تكون بعض المباريات هلامية وبإيقاعات مختلفة لربح الثلث الأول من مباريات المجموعة وتحت تأثيرات مناخية متقلبة بين الحرارة والأمطار التي تعيشها البرازيل، وما يهمني تحليله في سياق الفورما أو الجاهزية المكتملة على مستوى الأحداث وهي أن المنتخب المغربي يدخل كسائر المنتخبات العالمية في مدار المباريات الودية لقياس أولوية الثوابت المستقبلية وليس اللعب أمام روسيا بفكرة التحضير للمونديال من جانب الاهداف الرسمية، لكون الفريق الوطني في مقاسه الودي الثالث هو الوصول إلى درجة الإستقرار البشري الذي سيعول عليه الزاكي في شهر شتنبر لإقفال اللائحة النهاية التي سيشتغل معها إلى غاية الحدث القاري، وهنا يمكن أن نتحدث عن إيجابيات المطمح الإرادي للاعبين على أنهم في منتصف طريق البطولات الأوروبية والمحلية، ومكاسب اللياقة البدنية العالية من جانبها العلمي على أنها في هذا التوقيت بالذات في قمة الطراوة والتنافسية التي يطمح إليها أي مدرب، والمنتخب الوطني سيلعب مباراته المثيرة بروسيا من خلال تقديم جميع اللاعبين آخر اللمسات المعول عليها لضمان المكانة الرسمية باللائحة، ومن خلال تقديم أقصى جهد أمام منتخب روسي معروف بالقوة البدنية وسيترجم أداءه وإيقاعه لقياس أداء الأسود كما لو أنه المنتخب الجزائري في ملاءمة ذات الأداء.
والفورما كما قلت، سيتأسس بناؤها بداية من انطلاق تحضيرات الأندية الأوروبية نهاية شهر يونيو، واللاعبون المغاربة باختلاف اختياراتهم سيشتغلون على هذا المعيار التحضيري في شقه البدني لفترة معينة تملأ بها الأجساد بمواقيت دقيقة ترتفع بدرجات المعسكرات قبل الدخول في المباريات الرسمية للبطولات الأوروبية، وعندما يؤكد الزاكي على ارتفاع المنسوب البدني والتنافسية الرسمية من الصيف إلى شهر يناير ومن دون إصابات اللاعبين الدوليين، فإنما يريد شكلا ومضمونا لاعبا محترفا ودوليا جاهزا لا يشتغل معه بالقساوة البدنية، بل بالنجاعة الممكنة واستراتيجية اللعب المحفوظة بقالب مقروءة على الخصم، ووصول لاعبي المنتخب الوطني بهذه القدرة البدنية والتنافسية من يونيو حتى دجنبر، سيقدم نجاحا كبيرا في المعطى البدني والتنافسي، وسيناقش العامل النفسي والذهني والتكتيكي فقط على الخصوم التي سيواجهها، ومن هذا المنطلق تبدو المحاكمة على اللاعبين ليس من المباريات الودية التي خاضوها أمام الموزمبيق وأنغولا وروسيا، بل من نتائج المستقبل القريب بين يونيو ودجنبر كما قدم نفس الزاكي نفس الخلاصة للحارس الدولي محمد أمسيف لإسترجاع الثقة والمكانة والتنافسية مع ناديه الجديد، ونفس الأمر ينطبق على جميع الدوليين الذين يجد بعضهم مخاضا نفسيا لربح المكانة مع أنديتهم الأوروبية.
صحيح أن مكاسب الثقة والإنضباط تظل من مميزات الناخب الزاكي للإشتغال بوضوح وروح المسؤولية، لكن ما يفهم عند البعض أن الرجل يعتبر ديكتاتوريا في كلامه الدائم حول احترام الواجب والقميص ومسح تفاصيل السيبة وكأنه منظف لأوساخ المنتخب، والحقيقة أن من يعيش هذا الوازع هم اللاعبون أساسا وما يترجمونه على أرض الواقع من تصريحات ومعنويات عالية لا يتوقف عند هذا الشكل الإنضباطي، بل من روح التعايش الذي يشعرون به داخل فريق وطني يتأسس على كل شيء وليس الإنضباط والصرامة التي يفتعلها البعض لضرب العمل الجديد للمنتخب الوطني وللناخب على أنه ديكتاتوري وبلا قلب رحيم، لا ليس هذا هو المقصود، بل الأساس هو بناء منتخب متعايش مع مدربه وقميصه ورغبته في المقاومة من أجل الفوز وإرادة الفوز من صلب إرادة اللاعب المحترف على أنه آت لمعركة الفوز وليس للسياحة . فهل في ذلك عيب مع أننا كنا وما زلنا نقيس نجاح المنتخب مع تقدمه التدريجي في أسس النجاح وليس الكلام المعسول الذي ضربنا به أكثر المدربين من أنه سينظف بيت المنتخب من المتهاونين، ولكنه سقط هو في المحظور، ونتمنى أن يجد الزاكي إجابة وجيهة لهذا السؤال الكبير.
المشكلة في النهاية أن البعض منا يعيش دائما في الوحل ويختار دائما الحديث عن الوحل، ولا يريد تنظيف كلامه وربما حتى فكره وجسده وحتى بيته.