عزيز العامري الفيلسوف: لقب هذه المرة غالي جدا في حياتي
الإثنين 02 يونيو 2014 - 13:48آمنت بفلسفتي وكنت أعلم بأن اللقب سيعود إلينا
شكرا لجمهور تطوان، لقد كنت رائعا
المشاركة في مونديال الأندية وعصبة أبطال إفريقيا سيحظيان بأهمية كبيرة
آمن بفلسفته حتى أخر دورة من البطولة الإحترافية، ظل متشبتا بالأمل في الفوز باللقب برغم سيوف النقد التي نزلت عليه بمجرد الخسارة أمام الرجاء البيضاوي، طار بالحمامة نحو العالي لتعلق بجناحيها، تحمل الفرح، وتباشير العرس الخالذ الذي صنعه لاعبون قال عنهم الفيلسوف بأنهم كانوا «رجالة».
عزيز العامري البروفسور الجراح الذي نجح في عمليته وأدخل البسمة لكل بيت تطواني داخل المغرب وخارجه، يعيش أحلى وأجمل لحظات عمره وهو يتوج بلقبين في ظرف ثلاث سنوات، هو من صنع اللعب الجميل، هو من خلق النقاش في البطولة حول أسلوب اللعب، هو من خلق هذه الإثارة والتشويق التي حبست القلوب عن الخفقان.
في هذا الحوار نستعيد مع الفيلسوف العامري بعضا من شريط الموسم، حتى تحقق الحلم، بالفوز باللقب والمشاركة في مونديال الأندية، ثم المشاركة في عصبة أبطال إفريقيا، تابعوا التفاصيل:
- المنتخب: تفوزون بلقب ثاني في ظرف ثلاث سنوات، أود أن أسألك ما الفرق بين اللقب الأول واللقب الثاني، وما هي أوجه الإختلاف بينهما؟
العامري: دعني في البداية أن اشكر كل المكونات التي ساهمت في تحقيق هذا اللقب، من لاعبين وطاقم تقني وطبي وإداري ومكتب مسير وجمهور، وسلطات محلية ومنتخبة، والواقع أنا جد سعيد بتحقيق هذا الإنجاز لساكنة مدينة تطوان التي تستحقه لأنها ساندتنا وآمنت بنا منذ إنطلاق البطولة، وبالعودة لسؤالك أقول إن الأمر يختلف عن سنة 2012، وهنا أحيلكم على ما قلته أنذاك ونحن نتوج بلقب أول بطولة إحترافية لقد قلت بان الفريق سيتغير كثيرا في السنوات القادمة، سيصبح لاعبوه أكثر نضجا وخبرة وتجربة لكونهم كانوا شبانا أنذاك، والحمد لله أنني كنت على صواب، لقد لاحظتم كيف تغير الفريق على مستوى الأداء مقارنة مع سنة 2012، وفرضنا أسلوبنا الذي أصبح قائما بذاته في البطولة الإحترافية.
- المنتخب: بفوزكم بلقب البطولة ستشاركون في عصبة أبطال إفريقيا التي خرجتم منها في الدور الأول قبل عامين، هل هناك ضمانات للظهور بوجه مشرف هذه المرة؟
العامري: عندما فزنا بلقب البطولة الاحترافية، عملنا على تحضير الفريق بشكل جيد لعصبة أبطال إفريقيا، مع كامل الأسف كان اللاعبون أنذاك شبانا ويفتقدون للتجربة الافريقية، لكن هذه المرة سنعمل على إعداد الفريق بشكل جيد لأننا سنكون ممثلين للكرة المغربية إلى جانب الرجاء البيضاوي، واللاعبون حاليا وصلوا إلى مرحلة مهمة من النضج للدفاع عن صورة الكرة الوطنية إفريقيا، بطبيعة الحال الأمر هنا يتطلب تحضيرا من المستوى العالي، وإن شاء الله سنكون في الموعد.
- المنتخب: عشتم مرحلة فراغ في مرحلة الذهاب بتحقيقكم ستة تعادلات، ألم يشكل لكم هذا شكا في الإبتعاد عن المنافسة على اللقب؟
العامري: وهل في نظركم يجب أن نفوز في ثلاثين مباراة؟ المهم أننا فزنا بلقب البطولة الإحترافية، وعندما تفوز تبقى مسألة الحسابات مجرد حديث.
- المنتخب: وهل يمكن الحديث عن عدم الإستقرار على تشكلة قارة، وغياب للاعبين من العيار الثقيل في كرسي الإحتياط؟
العامري: فعلا عانينا من هذا الأمر لكننا تغلبنا عليه في كثير من المباريات، لكننا حافظنا على إيقاعنا طيلة هذا الموسم.
- المنتخب: وهل هذا أدخل نوعا من الشك في فلسفتك؟
العامري: الفلسفة ظلت قائمة، لم تتغير في كل المباريات، حيث حافظنا على التكتيك الذي يميزنا، والحمد لله أن اللاعبين ظلوا في خط متوازي، ويطبقون العمل التقني الذي نشتغل عليه أثناء التداريب.
- المنتخب: لنعود لمباراة الرجاء البيضاوي التي خسر فيها الفريق بخماسية، هل يمكن القول بأنك لعبت بخطة بديلة، واعتمدت على أسلوب مكشوف في هذه المواجهة؟
العامري: لم أكن أرغب في العودة للحديث عن هذه المباراة لكوننا فزنا باللقب، تصور معي لو كان العكس، بأن ربح الرجاء مباراته أمام أولمبيك أسفي وخسرنا نحن المباراة أمام نهضة بركان، لكان الوضع مختلفا، لقد لعبنا فعلا مباراة عادية كجميع المبارايات التي خضناها، صحيح إنهزمنا، لكن هذه هي سنة الكرة، هل في إعتقادك سيظل رصيدنا خال من الهزيمة، وحتى الاندية الكبيرة على المستوى العالمي تتعرض للهزيمة.
لقد نسينا تلك المباراة في حينها وركزنا على تحضيراتنا بمعنويات جد مرتفعة لمباراة نهضة بركان.. مباراة الرجاء البيضاوي أصبحت من الماضي، والمهم أننا توجنا بلقب البطولة الإحترافية.
- المنتخب: غضب الجمهور التطواني غضبا شديدا جراء الهزيمة أمام الرجاء، كيف كان رد فعلك في هذا الصدد؟
العامري: وهل هناك في العالم جمهور لا يغضب من خسارة فريقه؟
- المنتخب: كيف كانت نفسية عزيز العامري بعد الهزيمة أمام الرجاء؟
العامري: هل كانت خسارتنا أمام الرجاء هي الأولى في البطولة؟ لقد إنهزمنا في أكثر من مناسبة، ثم لماذا أعطيتم كل هذا الحجم لمباراة الرجاء؟ علما أنها كانت حلقة من حلقات البحث عن البطولة، وتأتى لنا ذلك حتى الدورة الأخيرة، فأين يكمن المشكل؟ شخصيا تعاملت مع الخسارة بشكل عادي، دخلنا تربصا عاديا طلبت من اللاعبين أن ينسوا هذه المواجهة ويفكرون في المباراة الأخيرة ضد نهضة بركان والحمد لله تجاوزنا الأمر في وقت وجيز جدا، ولا أنسى هنا دعم المكتب المسير الذي عقد ندوة صحفية للرفع من معنويات اللاعبين وتزكية العمل الذي نقوم به كطاقم تقني قبل مواجهة النهضة البركانية.
- المنتخب: وهل يمكن إعتبار هذا اللقب إستثنائيا في مشوارك دخلت على إثره التاريخ، بعد أطر سابقة كفاخر الذي فاز بلقبين متتاليين مع الحسنية، هل لهذا الإنجاز الذي حققته مرتين في ظرف ثلاث سنوات مذاق خاص؟
العامري: بطبيعة الحال، هذا اللقب له مذاق خاص، حيث جاء عقب منافسة شديدة ومشوقة مع الرجاء البيضاوي وحتى آخر دورة كما حدث مع الفتح الرباطي، عام 2012 لكن هذه السنة سنشارك في مونديال الأندية الذي كان حلما وتحقق.
- المنتخب: هناك مجموعة من عقود اللاعبين الذين يشكلون الثوابت الأساسية في الفريق إنتهت مدتها، لما لم يتم التفاوض مع هؤلاء لتجديد عقودهم حتى لا يفقدهم الفريق في المرحلة القادمة؟
العامري: أنا أشتغل مع الفريق وليس اللاعب، الفريق هو الذي يشكل الكثلة المطلوبة، تتذكرون أن الفريق هجره أزيد من 14 لاعبا وعملنا على تكوين لاعبين جدد، والحمد لله بهؤلاء اللاعبين فزنا بلقب البطولة الإحترافية وقبلها بالنسخة الأولى لمسابقة الشالنج، المغرب التطواني اليوم أصبح منجما للاعبين الشبان الذين يقدمون الإضافة المرجوة، أنا غير متخوف من هذا الأمر.
- المنتخب: يلاحظ أن فريقكم المتوج بلقب البطولة الإحترافية لم يكن يسجل كثيرا، فهو ليس صاحب أقوى خط هجوم ولا صاحب أقوى خط دفاع، كيف تفسر هذه المعادلة؟
العامري: عندما تتوج بلقب البطولة الإحترافية، فإن المعادلة الرقمية تصبح على الهامش وغير ذي جدوى، المهم في هذه العملية هو عدد الإنتصارات الذي يؤهلك في التتويج، صحيح أننا لم نكن نسجل أهدافا كثيرة لكننا كنا نحقق الإنتصار المطلوب.
- المنتخب: عندما توجتم باللقب تم الترويج لكونه رد على المشككين، من كنتم تقصدون بالمشككين؟
العامري: عندما تفوز وتتوج ينتهي الأمر، لهذا لا أريد أن أغوص في هذا الموضوع مادام أنني أعيش على الفرحة والسعادة التي أتقاسمها مع كل التطوانيين وكل الشماليين أينما وجدوا.
- المنتخب: راج في موقع التواصل الإجتماعي الفايسبوك بأنك ستغادر المغرب التطواني بعد نهاية المباراة ضد النهضة البركانية وشكرت الجميع، هل هذا صحيح؟
العامري: أولا لا بد من التوضيح بأنني لا أتوفر على صفحة خاصة بي في الفايسبوك، وما قرأتموه أنا أتبرا منه، لكوني ملتزم مع الفريق، ثم عندما أقرر مغادرة الفريق فإنني لن أتوجه إلى الفايسبوك، هناك المكتب المسير الذي به عقد إحترافي، لهذا أقول بأن كل ما يكتب في صفحتي المزورة على الفايسبوك مجرد كذب وبهتان وأدعو صاحب هذه الصفحة أن يكف عن نشر الإشاعات عني.
المنتخب: هل ستعملون على تعزيز الفريق بعناصر جديدة خاصة وأنكم ستلعبون على واجهتين عصبة أبطال إفريقيا ومونديال الأندية؟
العامري: بكل تأكيد سنعمل على تحضير فريقنا بشكل جيد، الحمد لله نحن نتوفر على خزان مهم من اللاعبين الشبان، بطبيعة الحال أصحاب الخبرة لا بد وأن يكونوا ضمن الأجندة، لن نسبق الأحداث، الآن نحن في حالة نشوة إحتفالا باللقب، ستكون لنا جلسة مع المكتب المسير للفريق، لتحديد خاطة الطريق التي سنشتغل عليها.
- المنتخب: قضيت ما يقارب الخمس سنوات مع المغرب التطواني، هل يمكن القول بأنك وجدت ضالتك في هذا الفريق؟
العامري: تعرفون أن أي مدرب عندما يطول بقاءه بفريق معين، فالسبب هو النتائج التي تكون صديقة المدرب الحمد لله التجربة كانت ناجحة مع المغرب التطواني، قمنا بعمل كبير على مستوى الفئات الصغرى، جنينا الثمار، وجنبنا الفريق من إنتدابات كانت يقوم بها بمبالغ مالية ضخمة، بعد أن أصبح يعتمد على منتوجه وهذا أخذ منا وقتا طويلا، بالإضافة هناك دعم المكتب المسير وعلى رأسه الرئيس عبد المالك أبرون الذي يعود له الفضل في بمعية مكتبه المسير في توفير الظروف والإمكانيات المادية، ثم رئيس اللجنة التقنية عماد أبرون وكل مكونات الفريق، أظن بأن بقائي طيلة هذه المدة إرتبط بعمل تقني كبير أعطى أكله، بالفوز بلقبي البطولة الاحترافية، والمشاركو لأول مرة في عصبة أبطال إفريقيا.
- المنتخب: ماذا تقول في كلمة ختامية؟
العامري: أجدني عاجزا عن الكلام وتقديم الشكر لكل من ساهم معنا في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، أشكر اللاعبين الطاقم التقني والطبي والاداري، والمكتب المسير والجمهور التطواني الذي أحييه تحية إستثنائية، لحضوره الكبير والغفير في كل المباريات والذي أمن بحظوظنا في الفوز باللقب والذي لم تغيره نتيجة مباراتنا ضد الرجاء البيضاوي، وهنيئا لنا باللقب، وإن شاء الله سنكون في الموعد مع الجمهور التطواني والمغربي.
حاوره: جلول التويجر