متولي أول الغلطات
الإثنين 26 ماي 2014 - 19:26الزاكي الذي عود الجميع على وضع صمامات داخل صماخ أذنيه، وإدارة ظهره للنداءات القادمة من المدرجات والمنتديات وكل مواقع التواصل الإجتماعي، والإنتصار لقناعاته ومبادئه ومن بعدهم جميعا الطوفان، صار لينا وعكس الآية وبدا متجاوبا مع أول هبة ريح قوية أمامه، فاستدعى متولي لاعب الرجاء.
متولي ظاهرة، ولاعب فنان يكاد يجمع كل من يفهم القليل في فن الكرة على أنه يختلف في كثير من مهاراته عن بقية لاعبي البطولة.
البعض رأى فيه ملمحا من ملامح بودربالة الذي كان «يقصد» المدافعين بلغة «الكوايرية» واللاعب الجريء الذي يقرر دون أن يفكر ويتعامل مع الكرة بالفطرة والسليقة وتلك خصلة المبدعين.
لكن الزاكي لم يكن بحاجة ليوجه للاعب بطاقة الدعوة لحور معسكر البرتغال، بل سيحضر الهزيع الأخير منه والنور القليل من التربص والمقدر بيومين ثم يعود.
خلال الندوة الصحفية توجهت شخصيا بسؤال للزاكي حول مقاصد دعوة لاعبي البطولة للحاق بمعسكر لشبونة، ليسافروا الإثنين ويعودوا الخميس، فجاء جواب الزاكي أن العبرة ليست بالمدة بل بالدخول بالأجواء ولو لساعة.
ضربة جزاء التي سددها متولي ببرودة دم ناذرة، والهدف الذي مسح من خلاله كل مدافعي المغرب التطواني لم يكن الشهادة الواحدة التي كان يحتاجها هذا الفتى لدخول عرين الفريق الوطني على عهد الزاكي.
الزاكي تابع أكثر منا جميعا متولي بمونديال الأندية وحرر بشأنه تقاسمها كما تناقلها هو ورومينيغي ووضعوا متولي في نفس خانة فيليب لام وريبيري، وكان مرشحا للكرة الذهبية للدورة ولو سجل أمام الباييرن لربما توج بها هدافا.
خطأ أو غلطة الزاكي أنه قدم واحدا من الصورة الهشة لمدرب يتجاوب مع واقع الأحداث بكل هذه السهولة، فيوجه الدعوة للاعب للحاق بمعسكر يوشك على نهايته، ملتقطا إشارات عتاب اللاعب بالمباراة وغضب المناصرين الرجاويين الذين ينحزون لمتولي على أنه عازف جوقتهم.
لو فكر الزاكي مليا وبهدوء لأقدم على خطوة استدعاء متولي بعد العودة من المعسكر وتهييء وجوه جديدة لمباراة روسيا الودية، وليس بالإستعجال الذي جعل محرري الجامعة يدونون «السكوب» منتصف الليل تجسيدا لرغبة الناخب الوطني.
نتذكر جميعنا مقاربات الزاكي الصادرة والمنظار الذي كان ينظر به وحده للاعبين لاستدعائهم خلال الفترة التي مر فيها من عرين الأسود.
الكثيرون لم يكونوا يشاطرون يومها استدعاء روماني على حساب القادوري والوفاء لحديود وشهاب ووضع الأول في الرواق الأيسر.
يومها كان الزاكي يستميت في فرض فلسفته وأفكاره، كان يقرأ في سبورته بطريقته والنتائج أنصفت اختياراته، وكان أكثر ما جلب له الإحترام هو عدم التماوج والتمايل، حيث تميل ريح الإحتجاج وهتافات الجمهور.
بدأها بتاعرابت صارما وأنهاها مع متولي وديعا خنوعا، لذاك هو خطأ في تقييمي الشخصي لا يتوافق ورفض الخروج المائل من الخيمة كما نطق به الزاكي.
اليوم تجاوب مع متولي وغدا إذا لم يقفل هذا الباب سيفتح المجال أمام بورزوق وغيره ليتوجهوا صوبه بإشارات العتاب، لا لشيء سوى لكونهم يسجلون في بطولة حراسها صف ثاني ودفاعاتها مشروخة..