المغرب الفاسي والوداد الفاسي في خطر
الثلاثاء 06 ماي 2014 - 10:52المغرب الفاسي والوداد الفاسي في خطر
هل هي مفاجأة أم تحصيل حاصل؟
على بعد ثلاث دورات من نهاية بطولة الموسم الحالي تجد مدينة فاس نفسها على شفا فقدان ممثليها في البطولة الإحترافية بعد سنة كارثية للرياضة في العاصمة العلمية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص في مشهد لا يخلي أي مسئول من مسؤوليته في ما وصلت إليه الرياضة الفاسية التي أصبحت أسيرة حسابات شخصية وسياسية.
أسباب عديدة ومتشعبة وأيادي خفية قادت الماص نحو هذا الوضع الذي أصبح ينذر بحدوث الأسوأ وهو فقدان الفريق الذي كان صيحة الكرة العربية في إفريقيا قبل أربع سنوات لمكانه في البطولة الإحترافية وليتغير الخطاب من المنافسة على الألقاب في بداية الموسم إلى البحث عن البقاء ونحن على بعد ثلاث دورات من نهاية البطولة، في حين كان الوداد الفاسي الذي اعتاد على رقصة الهروب من أسفل الترتيب مستسلما لقدره المحتوم إثر صراعات خفية داخل مكتب الفريق ومشاكل كبيرة بين جمهوره ورئيس الفريق وصلت في بعض الأحيان إلى لقطات سيريالية حدثت في إحدى تدريبات الفريق عندما حاصرت جماهير الواف رئيس المكتب المسير لفريقها.
وفي هذه الفسحة سنحاول معرفة أسباب هذا التراجع الكبير لفريقي العاصمة العلمية وجعلهما أبرز المرشحين لمغادرة البطولة الإحترافية.
مشاكل تسييرية مشتركة
قمة المشاكل التي عانى منها الفريقان جاءت من الجانب التسييري، فبعد تزكية الثقة برئيسي الفريقين مروان بناني كرئيس لولاية جديدة للمغرب الفاسي وعبد الرزاق السبتي كشخص وحيد قادر على تسيير الوداد الفاسي حدثت العديد من الأمور التي أحدثت شرخا كبيرا داخل المكتب المسير للفريقين وأول هذه الأمور هي الإستقالات التي ضربت أركان الفريقين ووجود مكتب مسير مواز من قبل أشخاص أرادوا القيام بعملية تشويش كبيرة على أداء المكتب المسير للفريقين.
وإذا كانت الإستقالات التي شهدها المكتب المسير لأبناء فاس الجديد لم تؤثر بشكل كبير على الوداد الفاسي لاعتبارات كثيرة أبرزها غياب أية شخصية قادرة على منافسة رئيس الوداد الفاسي عبد الرزاق السبتي وغياب الضغط الجماهيري الكبير على مسيري الواف فإن ما حدث داخل المغرب الفاسي أحدث شرخا كبيرا وصراعا مكشوفا بين عدة أطراف دفع ثمنها الفريق الذي إضطر رئيسه في نهاية الأمر إلى الإعلان على عقد جمع عام استثنائي، إلا أن هذا الموعد لم يحترم بعد محاولة البعض فرض رئيس جديد للفريق عبر مشروع مالي تم تسويقه بقوة ليتبين فيما بعد أنه أضغاث أحلام وليستمر بناني رئيسا للفريق مانحا صلاحيات واسعة جدا لرشيد والي العلمي الذي أخذ على عاتقه مهمة إنقاذ الفريق فقاد عملية التصحيح داخل المغرب الفاسي بتكوين فريق جديد خلال مرحلة الإياب ووضع خطة مالية لترشيد النفقات ودفع المستحقات المتأخرة.
تغيير المدربين
من العوامل الرئيسية في تدهور حال ممثلي العاصمة العلمية كان تغيير المدربين فغادر جمال فتحي الوداد الفاسي بعد أن لم يستطع تحمل غياب الإمكانيات داخل الفريق تاركا الواف بدون مدرب لمدة ثلاث دورات قبل التعاقد مع المدرب خالد كرامة الذي دخل في صراعات جانبية مع إدارة الوداد الفاسي، حيث اتهم بكونه يسعى لتحريض جماهير الواف على إدارة الفريق وهو ما نفاه كرامة الذي طالب في أكثر من مرة بفسخ العقد الذي يربطه بالفريق.
كرامة لم تسعفه النتائج ووقف عاجزا أمام تمرد العديد من اللاعبين اللذين طالبوا بمستحقاتهم المادية إضافة للجوئه في العديد من المناسبات إلى جبر الخواطر وإقحام بعض اللاعبين لمجرد غضبهم من البقاء كاحتياطيين لتكون النتيجة انتصارين و6 هزائم وتعادل رفقة خالد كرامة الذي غادر الفريق، ليأتي المدرب فؤاد الصحابي الذي حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه إلا أن سوء الحظ الذي رافق لاعبيه وتراجع رئيس الفريق عن تنفيذ ما تم الإتفاق عليه بمنح كل لاعب 3000 درهم عن كل نقطة يتم التحصل عليها، إضافة إلى تنكره لوعده بمنح كل لاعب 10 آلاف درهم عن الإنتصار على أولمبيك أسفي جعل وضعية الواف تزداد سوء وبات يحتاج إلى معجزة حقيقية للهروب من النزول إلى القسم الثاني.
نفس الأمر تقريبا حدث للمغرب الفاسي الذي تخلى عن مدربه السكتيوي في صورة سيريالية، فقبل لقاء الكوكب المراكشي تمت إقالة طارق السكتيوي لتتم إعادته بعد ذلك بساعات ثم إقالته من جديد والتعاقد مع المدرب السويسري شارل روسلي الذي عانى كثيرا قبل أن يشرف على أول حصة تدريبية للفريق.
روسلي من جهته اختار البحث عن إثارة الجدل مجددا بلجوئه إلى أن يكون وكيلا لأعمال اللاعبين عوضا عن مدرب للفريق، ودخل في صراع مع المكتب المسير معتبرا أن المغرب الفاسي يعيش في غيبوبة ليكون الإنفصال حتميا عن روسلي بعد فشله في إدارة لقاء الديربي وتعويضه بالمدرب الثالث عبد الرحيم طاليب الذي وجد نفسه أمام اختبارات قوية سواء في مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي أو البطولة الإحترافية، حيث احتاج لبعض الوقت من أجل فرض أسلوبه فقاد الفريق للوصول إلى المركز الثاني عشر قبل التراجع إثر الهزيمة الأخيرة أمام أولمبيك خريبكة والتي أثارت الخوف في نفوس مشجعي نمور العاصمة العلمية.
إنتدابات فاشلة
عامل مشترك إضافي يجمع الفريقين وهو الإنتدابات الفاشلة، هذه الإنتدابات التي أجريت بطريقة غير مفهومة وبناء على علاقات شخصية تربط مسيري الفريقين بوكلاء أعمال اللاعبين.
فالمغرب الفاسي انتدب خمسة أسماء من اللاعبين الممارسين في بطولة الهواة الأوربية رغم صفة البعض الأولمبية لمشاركتهم في استعدادات المنتخب الأولمبي أو مقابلات ودية قبل تعرضهم للإصابة.
الخروبي الذي ابتعد عن المنافسة لثمانية أشهر تعاقد معه الفريق بصفقة كبيرة جدا وبموجب راتب شهري يتجاوز60 ألف درهم وهو الذي عجز عن الإثبات أنه قريب من مستوى حراس مدرسة الفريق، في حين كانت الطامة الكبرى هو التعاقد مع رضوان ستاوت الذي خاض لقاءين قبل أن يقرر سواء المدرب السكتيوي آو شارل روسلي استبعاده، وهو ما كان نفس المصير للاعب إلياس لمحاف الذي خاض 90 دقيقة، أما خالد كركيش فتم إشراكه مع قدوم المدرب شارل روسلي من أجل أن يحل بديلا لسعيد الحموني الذي قارب عقده على الإنتهاء بينما كانت 20 دقيقة كافية لفسخ عقد ابراهيم المعروفي.
خلافا لهذه الأسماء التي تم التعاقد معها كانت هناك أسماء أخرى انضمت للمغرب الفاسي كمحمد أمين نجمي الذي لم يشارك سوى في ثلاث لقاءات وتعرض بعدها للإصابة ثم توجه إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من اجل المطالبة بمستحقاته وزكريا الاسماعيلي الذي أريد له أن يشكل ثنائيا رفقة زميله السابق في النادي المكناسي بلعروصي.
سبعة أسماء إضافة إلى عودة جيرارد وتيغانا من الإعارة كانت غير كافية لتقديم ذهاب بمستوى جيد مما دفع جمهور الفريق إلى المطالبة بوجوب محاسبة من أقدم على هذه التعاقدات الكارثية التي تم الإستغناء عن أربعة منها.
وإذا كانت انتدابات مرحلة الذهاب قد تمت بشكل عشوائي فإن إدارة الفريق حاولت في مرحلة الإياب أن تكون الإنتدابات عقلانية وفق ما يحتاجه الفريق من خلال عملية إعادة البناء فتم الإستغناء عن 11 لاعبا والتعاقد مع 7 هم حارسي مرمى الكيناني والحواصلي وضم الرحماني في صفقة ناجحة كحال صفقة الغيني ديو والمهاجم الفاتحي ولاعب وسط الميدان عبد المالكي في حين ما زال المهاجم البرازيلي كليتون في حاجة إلى مزيد من الوقت للتأقلم مع أجواء البطولة الإحترافية.
بالمقابل حقق الوداد الفاسي مرة أخرى الرقم القياسي في انتداب اللاعبين، حيث أرغمت إدارة الفريق على تلبية مطالب المدرب جمال فتحي بانتداب العديد من اللاعبين هشام غوفير، الساهل، أخميس، الغازوفي، بركات، سفيان سعدان، بدر بانون، الدحماني، الذهبي ، ترينا، مفتال والثلاثي الإفريقي سيرج وبامبا واوكا، إضافة إلى البرازيلي غوستافو وضم تحلوشت من النصر الفاسي.
هذه الأسماء لم تظهر كثيرا رفقة الوداد الفاسي فبعد البداية القوية لسيرج وبامبا وغوستافو اختفى هذا الثلاثي وتراجع مستواه منذ لقاء الديربي، حيث اعتبر اللاعبون أن المشاكل المادية وعدم توصلهم بالمستحقات المالية هي سبب عدم رغبتهم بتقديم المزيد لأبناء فاس الجديد في الوقت الذي تم فسخ عقد أوكا اللاعب الغابوني وهو الذي لم يخض أي دقيقة رفقة الواف ونفس الأمر كان لدى سفيان سعدان وبدر بانون المعارين من الرجاء البيضاوي.
وربما ما يثبت أن الإنتدابات التي أجريت لم تكن في المستوى المطلوب هو مغادرة 9 لاعبين من أصل 12 ضمتهم إدارة الفريق في حين كانت انتدابات الفترة الشتوية قليلة مقتصرة على المنقاري لمدة ستة أشهر والعثماني من نادي بلدية تولال وباهي الذي اختفى بعد أول مواجهة له رفقة الفريق، إضافة إلى تبيركانين أفضل لاعبي الفريق.
أمجد أبو جادالله
السبتي: لا تحملوني فوق طاقتي
قال عبد الرزاق السبتي رئيس الوداد الفاسي أنه حاول خلال المواسم الماضية أن يسير الفريق وفق موارده المالية لكن الأمور أصبحت خلال هذا الموسم فوق طاقة الإحتمال بسبب التشويش الذي مارسته فئة من الجمهور تنفيذا لمصالح أشخاص آخرين ومحاولة إقحام الوداد الفاسي في معارك سياسية.
وقال السبتي أنه ليس من العيب مغادرة القسم الإحترافي، بل العيب هو عدم الإستفادة من تجربة الموسم الحالي وأن يعمل عشاق الواف على إعادته من جديد لقسم الإحتراف.
وأرجع السبتي أسباب تدهور الفريق إلى غياب الدعم المالي متسائلا ماذا سأستفيد من دعم السلطات المحلية في شهر يونيو بعد انتهاء البطولة؟
العلمي: نحن أمام 270 دقيقة حاسمة في تاريخ الماص
قال رشيد والي العلمي الرئيس المنتدب للمغرب الفاسي أن مكونات الماص تدرك جيدا أهمية اللقاءات الثلاث القادمة في تاريخ الماص وأن الوضعية الحالية للفريق تختلف كثيرا عن ما حدث سابقا وأنه في حالة حدوث الأسوء هذا الموسم فإن المغرب الفاسي سيكون مسرحا لصراعات كبيرة قد لا تنتهي.
وطالب العلمي كل غيور على الفريق وكل عاشق لمدينة فاس الوقوف خلف الفريق في المواجهات الثلاث القادمة من أجل ضمان البقاء في البطولة الإحترافية.
وقال العلمي أن الحالة الراهنة للفريق كانت نتيجة أخطاء متسلسلة وغياب إستراتيجية واضحة منذ بداية الموسم وأن هذا الموسم بمساوئه سيبقى درسا للجميع.
مقابلات كانت سببا في حالة الفريقين
خلال الدورات السبع والعشرين الماضية هناك محطات كانت حاسمة في تحديد الوضعية الحالية للفريقين، فالمغرب الفاسي أضاع خلال مرحلة الإياب خمسة نقاط ثمينة بأخطاء ساذجة مشتركة بين الحارس الكيناني ولاعبي الفريق، كما كان الحال في مواجهة جمعية سلا والهزيمة في الدقائق الأخيرة وضياع الإنتصار في الثواني الأخيرة أمام الفتح الرباطي والمغرب التطواني دون أن ننسى الهزيمة التي أزمت الأوضاع أمام أولمبيك خريبكة.
بالمقابل الوداد الفاسي سيندم كثيرا على النقاط الثلاث التي أضاعها في مواجهة النادي القنيطري، إضافة إلى ضياع نقطتين أمام المغرب الفاسي بعد إضاعة الغازوفي لضربة جزاء، كذلك مقابلات أخرى وقف الحظ فيها في وجه لاعبي الفريق كلقاءات نهضة بركان وشباب الريف الحسيمي والمغرب التطواني لتكون النتيجة الرتبة الأخيرة.
الواف والحل الوحيد
لا يملك الوداد الفاسي مصيره بيده فعليه بداية الإنتصار في المواجهات الأربعة ليرفع رصيده إلى 32 نقطة وانتظار نتائج باقي المتنافسين بشرط عدم وصول أي من الفرق إلى النقطة 32.
إحتمال يبدو في غاية الصعوبة خاصة في ظل الحالة النفسية السيئة، للاعبي الفريق اللذين تخلت عنهم الإدارة ورفضت منحهم المستحقات المالية كما أن المواجهات التي تنتظر الفريق ستجمعه مع فرق تسعى لاحتلال مركز متقدم بداية بالوداد البيضاوي وختاما بالدفاع الجديدي مرورا بالكوكب المراكشي، إضافة إلى استضافته حسنية أكادير.
وستكون مواجهة السبت حاسمة في تحديد مصير الوداد الفاسي ففي حالة الهزيمة فسيعلن رسميا عن مغادرة الفريق للبطولة الإحترافية.
دور جمهور الفريقين
لم يشهد هذا الموسم حضورا جماهيريا كبيرا في جميع مقابلات الفريقين، حيث اقتصر الأمر على 5 آلاف كأقصى حضور جماهيري في مواجهة الديربي وعدا ذلك كانت المقابلات تجرى في مدرجات شبه خالية في حين شهدت تدريبات الفريقين أحداثا غير مسبوقة تخلى من خلالها الجمهور عن دوره كمشجع للفريق فأقدمت جماهير الواف على محاصرة رئيس فريقها قبل بدء إحدى تدريبات الفريق وعملت على الإعتصام أمام مقر النادي للمطالبة برحيل السبتي في مرات عديدة لتتناسى بذلك جماهير الواف أن مكانها الأساسي هو مدرجات المركب الرياضي بفاس.
بالمقابل جماهير الماص تقمصت أدوارا كثيرة خلال بطولة هذا الموسم فتقمصت دور الناصح عندما طالبت اللاعبين بخوض مواجهة جمعية سلا في ذهاب الموسم الحالي بعد لجوء اللاعبين للإضراب إحتجاجا على عدم تسلم مستحقاتهم المالية وتقمصت دور المعلم الصارم عندما اجتمعت بلاعبي الفريق مطالبة إياهم ببذل الجهد والدفاع عن قميص النادي بحديث يمزج بين التهديد والوعيد لكل من يفكر ببيع قميص النادي.
جماهير الماص رافقت الفريق في العديد من المحطات إلا أن تواجدها في المركب الرياضي بفاس كان دون المتوقع ولكن الجميع يرجع عدم ذهابه لتشجيع الفريق لغياب النتائج.