هذا هو ناخب المرحلة

تتعدد الألسنة والإشاعة والتأويلات والمقارنات بين أطياف المجتمع المغربي حول تأكيد الصفة النهائية للمعيار الذي نقيس به رجل المرحلة المقبل، ولكن لا بد من التأشير على مسألة مهمة في هذه العملية بالذات التي جالس فيها المكتب الجامعي ثلة من الهيآت الممثلة للقطاع الكروي (الصحافة الرياضية، ودادية المدربين المغاربة، جمعيات لاعبي كرة القدم الوطنية والمحترفين)، وهي أن هذه القفزة العلنية في عملية التشاور ليس الغرض منها التشاور في تعيين الناخب الوطني بحكم أن هذا الوازع له لجنته التقنية ولا يمكن للإعلام أن يكون فيه الحكم الآخر والمساهم الفعلي في القرار، ولكن الغرض منه هو تحديد المعايير الممكن المساعدة فيها على اختيار الرجل الأنسب كما تدوول في الإجتماع الذي شهد جملة وتفصيلا على توافق بالإجماع على المعايير المحددة لإختيار رجل المرحلة انطلاقا من حصوله على شواهد التأهيل لممارسة مهام التدريب على أعلى المستويات، وكذا حصوله وتوليه السابق.

على مسؤولية تدريب منتخبات وطنية مع تحقيق نتائج ايجابية معها، وعلى علم بالكرة المغربية وبثقافة اللاعب المغربي، ومتمتع بقوة الشخصية والقدرة على بعت روح الإنضباط والتضامن لأجل بلوغ الأهداف الرياضية المرسومة، وقادرا على التواصل مع اللاعبين.

وطبيعة هذا الجديد الذي ترجمه المكتب الجامعي في تسريع العملية الثانية على التوالي بعد القفزة الجديرة بالتقدير لتنزيل وتفعيل وعود صرف مستحقات الشطر الثالث لمنحة النقل التلفزيوني وبمضاعفة مبلغ 125 مليون سنتيم لينال كل فريق من البطولة الإحترافية 250 مليون سنتيم، مع امتيازات جديدة في أفق الموسم المقبل، تؤكد أن الجامعة الجديدة لها توجه استراتيجي لتنفيذ لبّ الملفات التي ينتظرها المغاربة وأبرزها ملف المنتخبات الوطنية كلازمة أساسية يقاس بها الأداء الجامعي على مستوى نتائج المنتخبات وأولها المنتخب الأول بعيدا عن المشاريع الأخرى التي لا تهم الجمهور المغربي. 

وطبيعة هذا الجديد الذي تؤسسه الجامعة بعمل تشاركي مع كل الأطياف بما فيها الإعلام الرياضي، يؤسس فعلا لثقافة الحوار والنقاش الذي يفضي للإصلاح الحقيقي لكرة القدم الوطنية بداية من الوضع الأولي لوضع معايير اختيار الناخب الوطني قبل التشاور في العديد من القضايا المرتبطة بواقع الكرة ووضع سياسة عاقلة وهيكلة واضحة لجميع الملفات المرتبطة بما هو إداري وتقني، واليوم عندما يتحدث عن المعايير المحددة للناخب الوطني القادم، يتحدث عن قلة قليلة من المدربين الذين ينضمون لهذا الوازع بعيدا عن ما هو مطروح حاليا بالجامعة من لدن مدربين أجانب أبرزهم البرازيلي زيكو، والفرنسي لويس فيرنانديز، والصربي رافاييتش، والفرنسي ديدي سيكس، والفرنسي الآخر هيرفي رونار، وهؤلاء جميعا لا يدخلون على الإطلاق خانة المعايير عدا هيرفي رونار الذي يملك مجموعة من المعايير المذكورة، ولكنه لا يعرف كرة القدم الوطنية على الإطلاق ولا حتى ثقافة اللاعب المغربي، ويعرف بعض الإستثناءات القليلة من اللاعبين المحترفين، مما يؤكد عدم تكامله مع جملة المعايير المذكورة في وقت لم ينجح حاليا في إنقاذ نادي سوشو الفرنسي من النزول، دون أن نعرف مقاس قوة شخصيته وقدرة بعثه لروح الإنضباط، مع أنه نجح مع زامبيا في حيازة اللقب عام 2012 ثم تراجع مع نفس المنتخب وأقصي في الكأس الموالية، وكل هذه العوامل لا تجتمع في هيرفي رونار، ولا حتى في المدربين الأجانب الآخرين الذين لا يعرفون المنتخب المغربي ولا يملكون كل المعايير المذكورة.. ويبقى في النهاية الإطار المصري حسن شحاتة والاطر المغربية في ملف الساعة من قبيل الإنجازات وتآلف المعايير المحددة في المصري شحاتة وزاكي بادو على صعيد الإنجازات والألقاب، مع أن شحاتة يبقى الرقم واحد في المعادلة، لكن من الصعب التوافق عليه على اعتبار أن الأطر العربية لم يؤشر عليها على مدار تاريخ كرة القدم الوطنية، ويبقى زاكي هو المعني بالمعايير المتكاملة جملة وتفصيلا ، ما يعني أن رجل المرحلة في هذا السياق هو زاكي بعيدا عن أي عاطفة، ولكن قانون المعايير يمنح للرجل هذا المكسب الذي طالما نادى به الجمهور المغربي في أكثر المواقف تعاطفا مع نتائجه رغم أن أعدائه كثر على أكثر من صعيد.

وفي النهاية، ما يهمنا هو أن يكون العهد الجديد لكرة القدم الوطنية، بعيدا عن الشوفينية الضيقة، وبعيدا عن الصراعات التقنية حتى بين الأطر الوطنية واللاعبين القدامى وغيرها من الخلفيات الضيقة، ومحفوفا بأوثار نغمة متطابقة اللحن لرجل المرحلة مدعوما بكوموندو تقني فعال بنفس القيمة الألمانية في توحد المفاهيم والشورى.