يَدُو ويدْ الْقَابْلَة
الجمعة 25 أبريل 2014 - 10:58كثيرون شبهوا دخول لقجع رحاب الجامعة بدخول الفقيه للجامع ببلغته، وبعد أن هوجم الفهري وكريم عالم سابقا على غلق مساحات التواصل وتسييج محيط الـمنتخب الوطني بالأسلاك الصاعقة، ها هو اليوم لقجع يهاجم مع اختلاف صريح في المقاربة بعد أن فتح باب الجامعة على الغربي، وجعلها مشرعة أمام الغث والسمين، والكل يلغي بلغاه وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم..
قدر هذا الـمنتخب الوطني أن يكون مشتلا للبدع وأن يصبح العرف قاعدة بداخله، وقدر الأسود يشبه رأس اليتيم الذي يتعلم فيه حلاقو الدرب الحسانة.. لذلك تم تجريب وصفة رباعية وخلطة بتوابل غريبة أفرزت سابقا عسر هضم غريب لـ «الـمنتخب»، جعلت السبل تتفرق به فعجز عن مواصلة المسير..
بعدها عادت موضة التركيبة الرباعية لتظهر لكن هذه المرة على صعيد اللجنة التي تكلفت باختيار الطوسي، ودائما بشعار الشروط المستهلكة اليوم كما أطلعنا عليها بلاغ الجامعة، والمطلوب توفرها في الناخب القادم.
ولعمري إنها لواحدة من الغرائب والمغربات أن يطالعنا بلاغ الجامعة بالفتح العظيم وشرط توفر مدرب الأسود على دبلوم عالي، وأن يكون قادرا على إشاعة ثقافة الإنضباط وغيرها من أوزان القافية التي تثير فعلا الشعور بالقرف حتى لا أقول الإحباط، لأنه إذا لم يتوفر الناخب الوطني على دبلوم من المستوى العالي فعلى ماذا يجب أن يتوفر، اللهم إذا كان المقصود «اللي على بالكوم» لأن الأطر الوطنية قليل منهم من بجعبته ديبلوم من المستوى العالي..؟
ما حدث يوم الخميس المنصرم حول الجامعة لسوق بشرية بمزاد العرض، وقليلون هم من احترموا أنفسهم قبل أن يحترموا إطار الإختصاص فجاءت مداخلاتهم مطابقة لقامتهم وقيمتهم في الساحة، بعد أن استغلها آخرون فرصة للإستعراض وهاك يا «فم وقول»..
وضع لقجع ولجنته يدهم مع يد القابلات الذين تمت إستشارتهم بخصوص "البروفيل" المطلوب توفره في الناخب الموعود، لا بد وأنها ستقود في نهاية المطاف لمشاهدة مولود مشوه كالعادة ولا يمكن أن تنتج هذه المقاربة التشاركية غير المزيد من التصادم والتشرذم..
فالسيد ماندوزا لا يمكنه أن يدافع عن ألفيس ولويس وسيدافع بكل تأكيد عن أبناء وداديته، فهو يرفع دائما شعار «أنصر الإطار الوطني ظالما أو ظالما».. وغيره ممن دعوا يومها لتقديم تصورهم لو أن بعضهم أستغلها فرصة ليحضر بقبعات وهمية لا لشيء سوى ليقول «أنا أستشار إذن أنا موجود»، منهم من إنتصر لطرح "البروفيل" ومنهم من خرج لها «فاص» وحدد الإسم ودل على عنوانه..
حذرت سابقا ومباشرة بعد الترديد المتكرر لأسطوانة المقاربة التشاركية من أن يقود انفتاح لقجع على الإعلاميين على تمزيق لحمتهم وإحداث تصدع قوي داخل كيانهم، وحذرت بجانبها من أن يسقط بعض الرفاق في المحظور فيتبنوا طرحا يحولهم مستقبلا لحكم وخصم فتسقط منهم وعنهم خاصية المحاسبة.
هناك من ذهب لمدى أبعد وأكد أن المقاربة التشاركية هي حق أريد به باطل، وعلى أن الجامعة ومن يوجهها بــ «الريموت كونترول» في الجلسات الـمخملية، ذكية للحد الذي استفادت فيه من دروس الماضي فقررت احتواء خربشات بعض الأظافر مبكرا قصد تقليمها بطريقة ناعمة، وأحسن ما في السوق من وصفات هو ضمها للصف برفع الشعار الشهير «معي أفضل من أن تكون ضدي»..
إن الطريقة التي تم من خلالها تقويض مؤسسة الجامعة فيما سبق، والطريقة التي نسف بها الضلع الكبير المسمى الإدارة التقنية الوطنية، هما اليوم سبب كل هذا البلاء وهذا المسخ الذي نعيشه..
وبدل انفتاح السي لقجع على مكونات الجسم الإعلامي واستشارتهم، كان عليه استشارة نوبير الأموي وباقي النقابات العالمية التي ستتظاهر بالفاتح من ماي إن كان من حقه أن يعلن في اليوم العالمي للشغل المرادف للبطالة، أن يعين مدربا سيتقاضى ملايين السنتيمات وبالعملة الصعبة في وقت سيخرج فيه كادحون للتظاهر مطالبين بتحسين جودة السميك ولربما استفز إعلان اسم الناخب الوطني في هذا اليوم تحديدا عاطلي المغرب فيخرجوا في أول تظاهر ضد القابلة التي ستخرج هذا المولود لحيز الوجود..