ADVERTISEMENTS

مصطفى مديح: هل آن الأوان للرحيل؟

الخميس 10 أبريل 2014 - 12:37

ما عندناش لفلوس باش نشريوْ لْعابا»
«الحسنية كاتبيع الماتشات» هذا كلام خطيرا كفى من الأكاذيب والتشويش

كالعادة تصريحات المدرب مصطفى مديح مثيرة يا سادة، لأن الرجل يتحدث بواقعية وليس في قاموسه لغة الماكياج.. مديح أبو أميمة وبوثينة وضع تفسيرا لحالة الفريق في الدورات الأخيرة وتحدث عن إمكانيات مادية غائبة داخل الحسنية وبمنطقة غنية، كما كشف لـ «للمنتخب» التي استضافته عن عدة أمور ووجه رسائل لمن يهمهم الأمر نكتشفها تباعا من خلال هذا الحوار..
المنتخب: خمس هزائم متتالية آخرها أمام أولمبيك خريبكة، ما تفسيركم لذلك؟
مديح: الهزائم لها أسبابها وبعضها يعزى  للأخطاء التحكيمية ولا أعلق الشماعة على الحكام، وبالعودة إلى المباريات الأخيرة حتى نشرح ذلك بدقة، ففي مباراة الجديدة لعبنا بشكل جيد لكننا افتقدنا للتركيز ونحن على مشارف نهاية الموسم، حيث لا نملك بعد العقلية الإحترافية بمعنى الكلمة لدى اللاعبين بالتركيز حتى صافرة الحكم، أما في مباراة فاس فالحكم الرداد ارتكب عديد الأخطاء بما فيها طرد حيسا وحرمنا من ضربة جزاء لمفضل وذات الخطأ التحكيمي تكرر في مباراة تطوان وشاهدتم أحداثها، أما فيما يتعلق بالمباراتين الأخيرتين أمام أولمبيك آسفي وأولمبيك خريبكة فلم نكن في مستوانا بالمرة.
المنتخب: بعد الهزيمة، هل صحيح أنك ودعت اللاعبين بمستودع الملابس؟
مديح: قبل المباراة كانت لي جلسة مع اللاعبين لحثهم على بذل مجهود مضاعف لتحقيق الفوز في هذه المباراة لكي نعيد الثقة، لكن الفريق لعب حسب إمكانياته وفوق طاقتك لا تلام فهذا ما هو متوفر، وبعد نهاية المباراة شكرتهم وأخبرتهم أنه لن يكون بمقدوري الإستمرار وقد آن الأوان للرحيل.
المنتخب: إذن لن تجددوا عقدكم الذي ينتهي هذا الصيف؟
مديح: كرة القدم في هذا العصر هي المال وانظر كيف أصبح حال باريس سان جيرمان الفرنسي اليوم، لقد  كانت لي جلسة مع المكتب المسير قبل أسابيع وقبل أن يتعرض الفريق لهذه النكسات قلت أن تجديد العقد رهين بالطموح الذي يجب أن يكون أكبر، أما أن نساير المباريات ونقوم بتحسين رتبتنا فهذا لن يفيدنا في شيء وهذا ما يمكن للحسنية أن يقوم به لأن إمكانياته محدودة.. ودائما ما كنت  إنسانا طموحا لكن أحيانا  تصطدم بجدار والمتمثل في المادة غير المتوفرة لجلب لاعبين كبار وهذا لن يتيح لك المنافسة على اللقب.
المنتخب: بالعودة للمباريات، ما يعاب على الحسنية أنه ينتظر الخصم حتى يسجل عليه وبعدها يقوم بردة  الفعل، لماذا لا تكون لدى الفريق المبادرة من البداية؟
مديح: في المباريات التي خضناها بملعبنا دائما ما نقوم بالمبادرة لكن عيبنا أن المحاولات تكون محتشمة، أما في خارج الميدان فإننا ننتظر الخصم ونفاجئه بالهجمات المرتدة، ورغم أنني لا أود الحديث عن الغيابات إلا أن ذلك واقع وعانينا من غياب أسماء مؤثرة ورغم ذلك سايرنا المباريات.
المنتخب: غضب واحتجاج كبيرين كانا على حكم مباراة تطوان بعدما رفض لكم الهدف، ما تعليقك على ذلك؟
مديح: صراحة من الصعوبة بمكان أن تشتغل طيلة الأسبوع من خلال الحصص التدريبية والتكتيك والإعداد البدني وتأتي صافرة حَكم تقوم بهدم عمل الأسبوع بأكمله، أكيد أن الأخطاء واردة وما علينا إلا تقبلها لكن هدفنا كان مشروعا وكان بإمكاننا الخروج بنقطة، وبالمناسبة أحب أن أنوه بردة فعل اللاعبين خلال الشوط الثاني التي كانت أفضل وظهرت الرغبة والعزيمة رغم تخلفنا بهدفين وتمكنا من تقليص الفارق وكنا قريبين من التعديل لولا الخطأ التحكيمي.
وقبيل مواجهتنا لآسفي طوينا تلك الصفحة، والمحترف يجب أن ينسى بسرعة وهذا ما فعلناه، والتحكيم كما يقال مرة لك ومرة عليك.
المنتخب: كيف تفسر هذا التراجع على مستوى النتائج للفريق بخاصة في المباريات الأخيرة؟
مديح: حصدنا ثلاث هزائم متتالية، ولكن ذلك يعزى للأخطاء التحكيمية ولا أعلق الشماعة على الحكام، وبالعودة إلى المباريات الأخيرة حتى نشرح ذلك بدقة، ففي مباراة الجديدة لعبنا بشكل جيد لكننا افتقدنا للتركيز ونحن على مشارف نهاية الموسم، ولا نملك بعد العقلية الإحترافية بمعنى الكلمة لدى اللاعبين، حيث يجب أن تركز حتى صافرة الحكم، أما في مباراة فاس فالحكم الرداد إرتكب عديد الأخطاء بما فيها طرد حيسا وحرمنا من ضربة جزاء لمفضل، أما مباراة تطوان فقد شاهدتم أحداثها، وعلى العموم هزيمة الجديدة هي التي لا أصفها بالعادية لأننا افتقدنا للتركيز، والحكام مطالبون بالتركيز والصرامة والذكاء في الجولات القادمة.
المنتخب: ما يعاب على الحسنية أنه ينتظر الخصم حتى يسجل عليه وبعدها نشاهد ردة الفعل، لماذا لا تكون لدى الفريق المبادرة من البداية؟
مديح: في المباريات التي خضناها بملعبنا دائما ما نكون نحن المبادرين لكن عيبنا أن المحاولات تكون محتشمة، أما خارج الميدان فإننا ننتظر الخصم ونفاجئه بالهجمات المرتدة، ورغم أنني لا أود الحديث عن الغيابات إلا أن ذلك واقع ولقد عانينا من غياب أسماء مؤثرة لكن حال الحسنية أفضل والنتائج طيبة حتى اللحظة وسنحاول أن نحسن الأداء حتى نصنع الفرص بالشكل الأمثل.
المنتخب: الصورة الرائعة التي قدمها الفريق وترتيبه قبيل حصد الهزائم الأخيرة إنعكس على الجماهير التي طالبت باللقب، لكن يبدو أن ذلك بعيد عن المنال؟
مديح: لم نقل يوما أننا سننافس على اللقب وهذا الأمر حسمته منذ بداية الموسم، لأن فريق الحسنية تركيبته ليست بالغنية جدا لكي تنافس، فإذا كنت تريد المنافسة فيجب أن تكون لديك المادة، والمادة و«الفلوس» يوفران لك المنافسة رغما عن أنفك من أجل تحقيق طموح الجماهير، أما إذا لم تتوفر لديك المادة فتكتفي بالإجتهاد لا غير، ومرت تصيب ومرة تخيب وبالتالي الحسنية لا تتوفر على الإمكانيات التي تخول لها المنافسة.
من يريد اللقب يجب أن يتوفر على مجموعة قوية جدا ودكة بدلاء خارقة للعادة مثل الأندية التي نشاهدها الآن في المقدمة، نحن لا نتوفر على ذلك إنما نقاوم مع الأندية التي لها نفس مستوانا وحتى الأندية الكبيرة قارعناها لكن الفرق يتضح مع مرور المباريات.
المنتخب: كلام كثير على اللاعب حسن الصواري، حيث انتقد البعض المدرب مديح لانتداب هذا المهاجم الذي اعتبروه بأنه انتهى، ما تعليقك؟
مديح: في كرة القدم دائما لا نشاهد إلا ما هو سلبي ولا ننظر للأشياء الإيجابية، لماذا لم يتحدثوا عن محسن عبد المومن أو محمد الضو الذي أبلى البلاء الحسن أو واكيلي الذي سيقدم العرض المنتظر منه، وهنا سأعود لأقول لك أننا «ماعندناش الفلوس باش نجيبو لعابا»، لأن الحسنية ليس بمقدورها شراء عقد لاعب بثمن باهظ.
حسن الصواري أعرفه جيدا منذ أن كنت مدربا لأولمبيك خريبكة، فعلا افتقد للتنافسية بعدما أبعدته الإصابة، لكن عقده ستة أشهر فقط وهو الآن مع المجموعة وما زال بإمكانه تقديم الإضافة، وفي نهاية الموسم مدبرها حكيم، وباستثناء اللاعب الضو الذي وقع على عقد يمتد لموسمين ونصف فالبقية لديهم عقد ستة أشهر فقط، والصواري لديه ميزاته وعيوبه ولكنه ملأ الفراغ على مستوى الهجوم، وفي نهاية الموسم ستتضح لنا الصورة لما يجب القيام به في المستقبل وسنكون في حاجة لانتداب مهاجم.
المنتخب: هناك من يقوم بالتشويش على الفريق بعد كل هزيمة والبعض يردد مقولة أن الحسنية «كاتبيع الماتشات»؟
مديح: هذا كلام في غاية الخطورة ولا أعلم من يروج له، شخصيا ليس لي دراية كيف يتم ذلك والحسنية في مبارياته إنهزم إما نتيجة الأخطاء التحكيمية أو لأنه لم يكن في يومه، لأن الفريق من الممكن أن يؤدي أسوأ مبارياته أو مباراتين كمباراة الجيش بالرباط والكوكب بمراكش، وداخل الحسنية لا يوجد مثل هذه الأمور، وكفى من الأقاويل وشحن العقول بالأكاذيب ورمي الفريق بالبهتان.
المنتخب: مع حصولكم على أكثر من 30 نقطة، هل وصل الفريق لمرحلة الإشباع؟
مديح: لا أعتقد ذلك، لأن إستراتيجيتنا مع المكتب المسير تكمن في تحسين ترتيب الفريق سنة بعد أخرى لا غير، وفي اليوم الذي سيتوفرون فيه على الإمكانيات، سأقول لهم أنه الآن بإمكاننا اللعب على اللقب، وكما لاحظت أنني أربط لك دائما ذلك بالإمكانيات المادية، وعلى الجماهير أن تعلم أن فريقها لا يتوفر على الإمكانيات الكبيرة، وبالتالي فالنتائج التي يحققها رهينة بمستواها المالي، ونحن لم نصل بعد لمرحلة الإشباع ، وما زلنا نطمح في تحسين ترتيبنا لكن بعد أن تقام المباريات المؤجلة وسنحاول الحصول على نقاط إضافية بحول الله ونحن الآن نتواجد في مرتبة آمنة وأفكر في الفرق المتعذبة في أسفل الترتيب والتي لا تعلم مآلها حتى تقام المباريات المؤجلة.
المنتخب: لاحظنا أنه خلال مرحلة الإياب لم يلعب الحسنية وهو مكتمل الصفوف نتيجة الغيابات؟
مديح: هذا صحيح، إفتقدنا للاعبين هم من العناصر الأساسية وفي مراكز مختلفة ، كعبد العالي الشجيع وزكرياء سفيان اللذين يشغلان وسط الميدان والمدافع الأيسر ربيع أبو طالبي الذي تعرض للإصابة خلال لقاء ودي أمام أولمبيك خريبكة، وفي العام الماضي أحمدو  ديوماندي هو من تعرض للإصابة أمام نفس الفريق لنفتقده طيلة هذا الموسم، ويبدو أننا لن نلعب مرة أخرى مباريات ودية أمام أولمبيك خريبكة حتى لا نفتقد لاعبين آخرين (ضاحكا)، لكن الخبر السار هو عودة هؤلاء اللاعبين إلى التداريب مع المجموعة وقد نشركهم في المبارايات القادمة دون أن ننسى الغيابات بسبب الإيقاف ومع ذلك سايرنا المباريات ومع اكتمال الصفوف سنحاول إنهاء الموسم في رتبة أفضل.
المنتخب: دعنا نتحدث عن عقدكم الذي ينتهي هذا الصيف، هل تفكرون في التجديد؟
مديح: في هذه اللحظة لا أفكر في ذلك، تفكيري منصب على المباريات المتبقية، لكن كما قلت لإدارة الفريق على أن الطموح يجب أن يكون أكبر وطبعا يجب أن تكون الخزينة ممتلئة، المكتب المسير يجتهد بالبحث عن مستشهرين ومن الممكن أن لا يظهر مفعول ذلك هذه السنة لكن قد يظهر في الموسم المقبل، ودائما ما كنت إنسانا طموحا لكن أحيانا تصطدم بجدار والمتمثل في المادة غير المتوفرة لجلب لاعبين كبار وسنحاول أن نلعب بعزيمة أكبر خلال المقابلات المتبقية والتي سنقحم فيها بعض عناصر أمل الفريق لمنحهم الفرصة لأنني أتابع مبارياتهم، ومنذ سنوات لم نتواجد في رتبة آمنة حتى نقوم بإشراك العناصر الشابة وهذا الموسم البعض سيأخذ فرصته .
المنتخب: منذ مجيء زومانا كوني وأنت تطالب بمنحه الوقت، هل أقنعك الآن؟ 
مديح: التعامل مع اللاعبين الأفارقة يختلف، ويجب دائما أن تمنحهم الوقت للتأقلم كما حدث مع باتريك كواكو.. بالنسبة لزومانا كوني يعتبر من الأوراق الرابحة وله إمكانيات محترمة ويحافظ على الكرة بشكل جيد ويسجل وحتى الآن وصل عدد أهدافه إلى 7 وهذا رقم جيد بالنسبة له وفي أول موسم رفقة الحسنية، وما زال بجعبته الكثير ولدينا باتريك كواكو هو الآخر سجل 8 أهداف، وهذه ميزة اللاعب الأجنبي الذي يصنع لك الفارق ويقدم الإضافة. 
المنتخب: طيب، هل أنت راض على ما قدمه فريقك حتى اللحظة؟
مديح: نسبيا الأمور جيدة وأفضل بكثير من العام الماضي، لأنني دائما ما أضع مقارنة حتى نلمس إن كان هناك تقدم وتطور أو لا.. في هذا الموسم قارعنا الكبار وفزنا على الفرق الكبيرة وهذا ما رفع المعنويات ومن البديهي أن نمر بمرحلة فراغ في وقت من الأوقات.
الجميل هذا الموسم أن الظروف أصبحت مواتية من ملاعب للتداريب والملعب الكبير وكذا الانتدابات كانت نسبيا جيدة ولن أقول أنني راض بنسبة كبيرة لأنني في كل مقابلة أنتظر مجهودا أكبر من اللاعبين، وما قدموه أمام الوداد في أول مباراة رسمية بمركب أدرار كان مجهودا خرافيا ومن أجمل مباريات الحسنية.
المنتخب: مستوى البطولة الإحترافية، هل تحسن؟
مديح: كلما شاهدتَ فريقين على أرضية جيدة إلا وسيكون الأداء جيدا، هذه هي القاعدة، وللأسف لدينا ملاعب لا تساعد الفرق لكي تقدم منتوجا يرقى لمستوى تطلعات المشاهد والجمهور، بل حتى الأرضية المعشوشبة إصطناعيا ليست بالجودة العالية باستثناء ملعب سانت الرمل بتطوان.
لدينا مواهب في البطولة الإحترافية وأسماء بارزة وما ينقصنا هو البنيات التحتية والإمكانيات المادية لجميع الفرق وآنذاك قد نكون على موعد مع المتعة والفرجة.
المنتخب: سنعرج بك إلى المنتخب الوطني، لنطرح نفس السؤال، من المدرب الأنسب، الوطني أم الأجنبي؟
مديح: أن تكون مدربا للمنتخب الوطني ليس بالأمر الهين، إذا كان مدرب مغربي سيقود المنتخب ولا يفكر إلا في الراتب فهو مخطئ.. 
المنتخب مسؤولية كبيرة مسؤولية بلد، والمشكل الكبير هو عندما يصبح مدربا يغلق على نفسه وكأنه يتواجد في جزيرة بمفرده، أنظروا إلى الطاقم التقني للمنتخب البرازيلي الذي يتواجد به سكولاري وكذلك كارلوس بيريرا، لاحظوا إذن ماذا تفعل البرازيل وما أدراك ما البرازيل.
عندما نقوم بتعيين مدرب مغربي يجب أن يكون بجانبه أناس يمنحونه أفكارا وليس أناسا تكتفي بالجلوس وتقول آمين وإذن لن نشتغل، وبالتالي هل سنكون أفضل منهم، فالمغربي يأتي بأشخاص بجانبه يقولون فقط «آمين صدق الله العظيم»، في وقت يجب أن تكون هناك مناقشة وحوار ويبقى المدرب الرئيسي هو صاحب الكلمة الفصل، أما المدرب الأجنبي فقد كانت لدينا عدة تجارب، ولن أحسم لك في هذه القضية ولن أقول لك من الأنسب؟،  والمنتخبات الوطنية بجميع الفئات يجب أن تتوفر على أطقم جيدة وقوية لخدمة كرة القدم، وبالنسبة لسؤالك فقد وجهت إنتقادي للمدرب المغربي الذي يقود المنتخب الوطني.

 حوار: هشام صبرهوم

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS