لائحة فاخر وهرطقات طوشاك
الإثنين 11 يناير 2016 - 15:58لو قام بمثل هذا الأمر بالجزائر أو تونس وخاصة بمصر لأحالوه بكل تأكيد على أول مطار وحجزوا له في أول رحلة عبر الطائرة ليرحل لبلاده.
في أرضنا الطيبة الأمور مختلفة والحبل متروك على الغارب، نحن شعب طيب متسامح ولا نغضب وحتى حين نغضب لا نعاقب بشدة.
18 شهرا من تواجده بيننا مرحبا به، وهو يمسح بنا الأرض ويتهكم على كرتنا التي يتفوق تاريخها على كرة بلاده المسماة «ويلز» التي اشتهرت بالريكبي ولم يصل منتخب بلاد الغال لما وصله المنتخب المغربي موندياليا بشهرته المكسيكية التاريخية.
18 شهرا وهذا الطوشاك يقدم لنا دروسا في محو الأمية، ولم يسلم من سخريته المقيتة لا برمجة ولا تحكيم ولا حتى جمهور ومسيرين ومدربين، وبلغ به التهكم مداه كل مرة وهو يعنف لاعبيه ويحقرهم بصورة مرضية ممجوجة.
صحيح نحترم طوشاط كقامة تدريبية كبيرة بمروره من ريال مدريد وتجارب كبيرة أخرى بليفربول وتركيا وغيرها، لكن هذا لا يعطيه الحق ولا الشرعية في أن يمرمدنا بين ظهرانينا ويقصفنا بقنابل عنقودية ولا من يحرك الساكن.
في مأثورات طوشاك الخالدة قال أنه لم يسبق له وأن تعايش مع واقع كرة هاوية على امتداد 50 سنة من مساره كمدرب، كما عايشها بالمغرب من خلال برمجة قال أنها لا ترقى للإحتراف وتستحق أن تدخل سجلات غينيس.
ولو كان الصحابي قد قال هذا لتم فصله عن المهنة وليس تجميد رخصته التدريبية، لأن لجنة الوردي لها أحكامها ومكيالها الذي تكيل به التصريحات على الهوى الذي يروق لها ولا تتجرأ على المحصنين مثل طوشاك.
كل مرة يفوز فيها الوداد يخرج طوشاك ليسخر من لاعبيه ويقلل من قيمتهم ويقول أنهم بهذا الشكل لا يستحقون أن يكونوا أبطالا، قبل أن يبتليه الله بشر القضاء ويحجب على فريقه نعمة الإنتصار لدورات عجز خلالها هجوم الفريق عن التسجيل، لأن الرجل بتر النعمة ولم يشكرها فكان جزاء الجحود هو تقلص منسوب الثقة لدى لاعبيه وهم يعاينون مدربا يبخسهم قيمتهم ولا يعطيهم أجر المجتهد.
ومؤخرا خرج طوشاك ليقول أن اللاعب حسني الذي تهلل له الجماهير الودادي هو لاعب «نص - ميطا» أي لاعب 30 دقيقة وهو بذلك يقول لشعب الحمراء «إنكم لا تفهمون الكرة أنا وحدي العالم الذي يضوي البلاد».
كل هذا في كفة وأن ينال طوشاك من الزاكي وفاخر والجامعة وينتقد معسكرات المحليين والأسود والطريقة التي يقوم بها الزاكي وفاخر باستدعاء لاعبي الوداد المغاربة لتمثيل منتخب المغرب، في كفة ثانية ويستحق تدخلا بالفعل ليتيح أمام هذا المدرب ومن يترجم له ما يرى ويكتب وهو يتناول فطوره بالمقاهي التي يرتادها كل صباح، إنه لا يحق له تحت أي طائل أن يأكل الغلة ويسب الملة ويتجاوز الخطوط الحمراء غير المسموح له بها وهي الجامعة ومنتخبات المغرب.
طوشاك ارتكب خطيئة كبيرة تسببت لفاخر في متاعب جمة من خلال انتقاداته المتكررة لاستدعاء 7 لاعبين من الوداد للمنتخب المحلي، لأنه حين قرر فاخر تقليص كوطة لاعبي الوداد المسافرين للشان بسبب ذهنهم المشتت وتراجع المستوى التقني والشرود والشك الذي أصبح يطاردهم، يكون قد أتاح الفرصة لفئة متعصبة من جماهير الوداد نالت من فاخر وسارت في طرح المؤامرة ووصفت تجاهله للاعبي الوداد الخمسة المقصيين من اللائحة مؤامرة.
طوشاك غرس في عقل الوداديين المتعصبين أفكارا مسمومة، وهي أن فاخر كان يستدعي 7 من لاعبي الفريق لمعسكراته ليتأثر أداء الحمراء بالبطولة، وحين اقترب الشان انقلب عليهم وهذا أمر خطير لطوشاك دور كبير في تفعيله وترسيخه ولو من حيث لا يدري ومن حيث لا يقصد.
كنت أتمنى لو يخرج مسؤول جامعي ولو لمرة ليثير انتباه طوشاك هذا إلى أنه لا يحق له شكلا ومضمونا الغوص والخوض في أمور لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد، من قبيل استدعاء لاعبين دوليين لمنتخبات بلادهم بترخيص من الفيفا وتواريخها الرسمية.
لا أحد فطن إلى أن تعبئة طوشاك النفسية وبركته انتهت أو أوشكت، وحماقاته التكتيكية وهرطقاته في المباريات باختيارات عشوائية لا تحظى بإجماع أنصار الفريق، انعكست على تفكيره وقادته لتصدير الأضواء بعيدا، حتى لا ينتبه أحد إلى أن الرجل يمضي سياحة مؤدى عنها ولا يفعل شيئا كبيرا بتداريب الفريق ويكتفي بملازمة كرسييه وأخذ حمام الشمس الذي يفتقده في ويلز وبعدها يعود للفندق لإتمام خلوته الشرعية.
من حق الزاكي وفاخر أن يختارا من يريدان من الوداد ومن غير الوداد، وليس من حق طوشاك أن يرتفع فوق الجميع ليعلن تأففه ويلعن أجندة المنتخبات ويكفر البرمجة.
ملخص الحكاية هو أن فاخر حسن فعل بترك القافلة تسير والبقية تعرفونها، لأن ما يقوله طوشاك كل مرة أصبح مثل اللغو في المجالس.
من يجلس بأرصفة المقاهي ويفرغ الحليب الزائد من الكأس على الرصيف قبل أن يصيف الباقي منه لقهوته في غياب تام لـ «الإتيكيت»، ومن يصرح أن أصباحي هو أفضل من دربه في تاريخه الكروي ويعود بعدها ليفرض على اللاعب ثلاجة باردة أبدية، ومن يوقع للاعبين ولا يشركهم.. تصبح تصريحاته مجرد هرطقة ويصبح هو بالفعل «غير داوي».