ADVERTISEMENTS

اطلبوا شهادة عبّور

الجمعة 08 يناير 2016 - 11:56

في إحدى الروايات الشهيرة للفلسطيني غسان كنفاني، وهي الرواية التي شكلت سندا للتحريات الأمنية التي  تتعقب ألغاز جرائم يستعصى حلها، طالب الروائي على لسان البطل الشيخ عصفور بالبحث  التفتيش عن المرأة لتقود لسر جريمة استعصى فكها.
لذلك ظل «سبيشل وان» البرتغالي يعتقد نفسه بحنون عظمته المبالغ فيه ومن فرط  نشوة الإعتزاز بالنفس كما فعل الأسطورة «نرجس» وهو يلمح انعكاس جمال وجهه على ماء النهر حتى جرفه تيار النهر فأغرقه دون أن ينتبه، فربح سجالات كبيرة مع مدربين زملاء له في الـمهنة ومع لاعبين كبار ومع رؤساء فرق، ومع منصات البوديوم، لكن في النهاية من أطاح به من داخل قلعة «البلوز» التي اعتقد وهو يعود ذات يوم للفريق على أنها محصنة ومحمية من محمياته، قبل أن تسقطه مع عرشه إمراة في شخص طبيبة الفريق «إيفا» الوديعة.
تعاطف اللاعبون مع «إيفا» وتآمروا ضد مدربهم لأجل سواد عيون العزيزة كارينيرو وعذوبة ملمسها الناعم ضد خشونة وصلافة رجل يحول فمه لـمدفع رشاش أمامهم..
في واقعة الرجاء وإشراك المسكين والمغلوب على أمره كروشي في مباراة عادية بالبطولة، لا توجد المرأة ولا وجود لـ «إيفا كارينيرو» بل كان يتواجد طبيب بلحيته الكثيفة وصرامته واستقامته المشهود له بها وهو الدكتور عبور.
عبور هذا أعلن أسبوعاً واحداً قبل واقعة كروشي إستقالته من منصبه وقال أنه يرفض باسم قسم «أبو قراط» الذي أداه أن يخون الأمانة وأن تملى عليه الأوامر أو يتدخل الطوسي فيما هو صميم الإختصاص وصلب الأمانة.
رحل عبور وقال أنه يستحيل عليه أن يسمح بمشاركة الوادي وقديوي والبولديني وغيرهم قبل أن يكملوا عدة الراحة وفترة النقاهة الملتزم بها.
ترك عبور منصبه ولا أحد دقق في محتوى وسند الرحيل والتحلل من المسؤولية ولا هم فتشوا في التفاصيل حيث يتوغل الشيطان عادة وفي الغالب.
وما إن رحل عبور حتى لعب كروشي بقدم إلا ربع أمام آسفي، وهو الذي قدم من مراكش قبلها بيومين وهو يتأبط ملفا طبيا يمنعه من لمس العشب والجلد المدور لما يربو عن 3 أسابيع وقد أوجع من أسمع وأعذر من أنذر.
ما كان يحمله كروشي معه لطبيب الرجاء هو تقرير من زميل بالمهنة، هو تقرير «ليريم» المعروف في أوساط أطباء الكرة والرياضة أنه لا يطاله تعقيب  ولا نقض.
لعب كروشي وتصدر العناوين في نهاية السنة كما تصدرها بطرده الشهير قبل رحلة باطا، ووضع الجميع في حيرة من أمرهم يحاولون البحث وبلوغ حقيقة الظهور ومن أفتى به ومن تحمل مسؤولية ترخيصه.
كروشي خرج كأي انتحاري وحمّل نفسه مسؤولية حمل الحزام الناسف ليفجر به نفسه وكونه هو من قدر وقرر المشاركة، ولم يضغط عليه أحد.
والجامعة تحاول التقصي وهي تنبش في هذا الملف، لا يضرها في شيء لو طالبت شهادة الطبيب عبور  المعتزل في «زمن الرويبضة» وفرض الفتاوي ليخبرهم عن الخفي الأعظم وكيف تورد الإبل في مستودعات الملابس ضدا على تقارير وتراخيص النقاهة.
ليسألوا عبور فيخبرهم إن كان كروشي لعب بمحض الإرادة أم بالتخذير أم حتى ببيع الوهم، ولا يهم سبب ظهوره المهم معرفة لـماذا لعب وكيف تم ذلك؟
تذكرت وأنا أتتبع فصول هذه القضية المسلية، تصريحا لعزيز الخياطي فور تقلده مهمة مساعدة الطوسي على حمل اللحم الذي فاحت ريحته بالرجاء، حين أطل ليخبر الجميع والرجاء يتلقى صفعة على خده من حمامة تطوان أن الكادر والجهاز التقني لعب بالوادي وهو يحمل 42 درجة على زئبق الحرارة.
لم أتعجب ولم أندهش بعدها إن كان كروشي سيلعب بكاحل معطوب والصالحي بجسد مترهل ودهون زائدة طالـما أن هناك مدربا يسمح للاعب على حافة الخطر اسمه الوادي يلعب بجسد يغلي كالبركان من فرط الحرارة؟

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS