حصيلة «جوج فرنك»
الإثنين 04 يناير 2016 - 15:10في مثل هذه الفترة من سنة 2014، كان جيراننا يحصون غلة حصادهم الوفير في وقت كان أغلبنا يدس رأسه في الرمل ويغرق حتى ركبتيه خجلا ووجلا مما تسببت فيه فضيحة «الكراطة» التي صدرت للعالم صورة لم تكن لتتطابق مع رهانات الدولة والتطور الكبير المعلن في قطاعات كثيرة وبشهادة الغرماء قبل الحلفاء.
عجزنا يومها ونحن نفتش بين ثنايا إنجازات صارت مجرد ذكرى وأطلال نبكيها، فلم نجد ذهبا ولا صعودا للبوديوم ولا حتى ملامسة لـمحطات نهائية، بتواري الفرق والمنتخبات المغربية التي أصبحت وكأنها مصنوعة من الشمع الذي يذوب عند أول التحام بلهيب المواعيد القوية.
اليوم نفس الواقع يتكرر، طوت السنة سجلاتها وراحت 2015 كما راحت سنوات قبلها مؤرخة لكساد في الغلة وإفلاس في الـمحصلة وتقتير كبير في المردود .
إلا من رحم ربك أفرزت حالات هي نتاج للطبيعة ولا دخل للصناعة فيها، بعد أن أعلن قفاز ابن البرنوصي ربيعي تمرده على وضع بئيس ما عاد ينتج الفلتات، وانتصر لسمعة المغرب عالميا في رياضة نبيلة قدمت قبله أسماء رفعت العلم الوطني أولـمبيا.
في سنة «إيبولا» حضر الفيروس ليشتت شملنا بين منتصر لطرح سلامة الأفراد ومهاجم للوزير أوزين وتحميله حجم الخراب الذي لحق الكرة المغربية والإقتصاد والسياحة وسوق الإشهار بأن ركب عنتريته ورأسه وفرض منطق التأجيل الذي لا يطيق حياتو سماعه لموعد يجعله من المقدسات.
«إيبولا» حضرت فقط في الفترة التي ارتبط فيها اسم المغرب بتنظيم «الكان» وبعدها غابت وما عاد لها أثر، ومن تحولوا فجأة لخبراء في الطب يقدمون الفتاوي ويبثون الرعب في النفوس، ويتحدثون عن غياب اللقاح لدى وزارة الوردي لم يعد لهم أثر بعد أن نشرت تقارير المنظمة الإنسانية قبل 4 أشهر من الآن معطيات عن نهاية حتمية لوباء وحصر حزامه في دول غرب القارة.
«إيبولا» جرتنا للطاس ولصداع الراس واتهم المغربي شقيقه بالخيانة والعمالة، وزرعت الشك في النفوس وردمت جسور الثقة، وصار المنتمي لــ «الكاف» في تقديرات البعض غريما وليس حليفا وفي ذلك سارت ركبان كثيرة.
«إيبولا» حرمتنا من الفوز بكأس إفريقيا لأن الزاكي كان واثقاً من فعل هذا، وهو الذي ما إن انتهت مباريات «الكان» حتى حطم رقما قياسيا في عدد الهزائم بالمغرب في مباريات ودية مختلفة الحجم والقيمة.
في سنة كانت للنسيان تعرف جاهلنا وعالـمنا على من تكون «طاس» سويسرا وكم هو عدد محامي هذه المحكمة ومتى يحكمون وبأي منطق يصدرون هذه الأحكام، وشكل إعفاؤنا من غرامة 20 مليار نصرا وفتحا أنسى الجميع أن المغرب خرج من مولد «الكان» بلا حمص وأصبح قريبا من نادي المائة في تصنيف (الفيفا)، بعدما مدد السيد اوزين في عطالة الأسود ومنحهم هامشا طويلا للعب مباريات «ضاحوكي» في وقت كانت منتخبات القارة تعرك بعضها في المواعيد الرسمية.
السلة المغربية كانت مثقوبة في سنة خيبة الرجاء، والطائرة لم تقلد واليد بدت مشلولة في المحافل الرسمية، ولم يلمع غير أبطال الملاكمة والكراطي وباقي فنون الحرب والقتال.
لم نتعرف على الرجاء العالـمي الذي نعرفه في نفس السنة، وما ترسخ في الذاكرة بخصوص مشاركة الرجاء القارية هي «الصفعة» التي تلقاها بودريقة من حمار سطيف ونسب الإقصاء لأكثر من مجهول بشهادة الأسطول الإعلامي الذي أرفقه رئيس الرجاء مع ولد العياشية فهيد في نفس الطائرة.
خرج فريق بركان مبكرا وتوقف الفتح عند محطة الزمالك وأهدر المغرب التطواني فرصة بلوغ مربع الكبار في عصبة لا تعترف إلا بالكبار وليس من يخسر بالخمسة ويتورط في فنادق لوبومباتشي.
في نفس السنة كاد رئيس الجامعة يوقف دوران «البالون» لو لم يلعن الشيطان، وتورط بنكيران في تصريحات جعلته يلعن بدوره اليوم الذي فكر فيه في أن يتحدث عن الكرة، وتداخل السياسي بالرياضي فحدث ميلاد قيصري لعصبة إحترافية ما زالت تفوض تسيير البطولة للجامعة بالتبني.
تعرفنا أيضا خلال نفس السنة على أسواق مدن مغربية كثيرة بعدما قصدها مسؤولو الجامعة في رحلاتهم اليومية لتوزيع ملاعب محشوة بالـمطاط الإصطناعي الذي كان سببا في ضياع جيل كامل من مواهب مغربية إحتارت بين أن تحتفظ بمشيتها أو تقلد مشية الحمامة، طالما أن الجامعة رفعت شعار محاربة الملاعب الإصطناعية للفرق المحترفة وتوزعها بسخاء على أندية الهواة.
نتيجة كهاته تعكس حقيقة واحدة و هي اشتغال المسير الرياضي المغربي لــ 22 ساعة باليوم لينتج لنا حصيلة «جوج فرنك».