ADVERTISEMENTS

2015.. عام المفارقات الرياضية بين النجاح والفشل والتحدي

الأحد 20 دجنبر 2015 - 12:30

(إفي): في يوم 12 يناير الماضي، صعد البرتغالي كريستيانو رونالدو منصات التتويج من جديد بعدما حصل على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم للمرة الثالثة في مسيرته والثانية على التوالي.
فأرقامه كانت تتحدث عنه حينئذ وذاكرة الفوز باللقب العاشر في دوري الأبطال في تاريخ ريال مدريد في مسقط رأسه لا زالت عالقة في الأذهان، ولم يكن هناك أدنى شك في استحقاقه الفوز بلقب الأفضل في هذا العام.

وبعد صعوده على منصة التتويج والنظر لجموع الحاضرين، توجه النجم البرتغالي بالشكر لعائلته وأعرب عن ثقته في أن هذه الجائزة لن تكون الأخيرة في مسيرته “أتمنى معادلة رقم ميسي والفوز بالجائزة للمرة الرابعة” وبعد ذلك، قام بتقليد احتفاله الشهير بالقفز في الهواء بعد إحرازه للأهداف.

فاز البرتغالي بالجائزة التي يسيطر عليها الثنائي الأبرز على الساحة الكروية في الوقت الحالي (هو وميسي) في آخر سبع سنوات، ووضع أمام نفسه تحدي بالعودة لمنصة التتويج من جديد.

سيفعلها مرة أخرى. فالإصابة الطويلة هي العائق الوحيد الذي بإمكانه أن يحول دون تواجده في حفل الكرة الذهبية بزيورخ، وكريستيانو لم يُعهد عليه أن تعرض لإصابة بهذا الشكل، لكن هذه المرة سيذهب وسيكتفي فقط في الأغلب بمشاهدة ميسي وهو يفوز بها للمرة الخامسة، فالبرغوث الأرجنتيني هو المرشح الأبرز للتتويج بالجائزة، بعد أدائه الرائع طوال عام 2015 سواء الفردي أو على المستوى الجماعي مع الفريق.

وكانت المشاركة الفعالة لميسي مع الفريق الكتالوني خلال الموسم الماضي بمثابة الامتداد للمواسم السابقة، فأرقامه كانت استثنائية، وتعادل تقريبا أرقام كريستيانو، ولكن المحصلة النهائية لكلا الفريقين هي ما صنعت الفارق.
فقد كان موسم ريال مدريد كارثيا حيث خرج خالي الوفاض من جميع البطولات في الوقت الذي حصد فيه غريمه التقليدي برشلونة الأخضر واليابس وتوج بالثلاثية التاريخية (الليجا والكأس ودوري الأبطال) ليعطي انطباعا لدى الجميع بأن فترة الهيمنة الكتالونية ستعود من جديد.

واختتم أبناء المدرب لويس إنريكي موسم 2015 بلقب دوري الأبطال الخامس بعد اكتساح يوفنتوس الإيطالي بثلاثية نظيفة، بعد أن تخطى عقبة العملاق الألماني بايرن ميونخ في الدور قبل النهائي، حيث شهدت ظهور ميسي في الوقت المناسب كما جرت العادة محرزا ثنائية في مباراة الذهاب على ملعب “الكامب نو” والتي انتهت بثلاثية نظيفة.

في المقابل، لم يكونا هدفي رونالدو كافيين للصعود بفريقه للمباراة النهائية بعدما خسر أمام يوفنتوس الإيطالي في مباراة نصف النهائي الأخرى (2ـ3) بمجموع اللقاءين.

وعلى الرغم من أن الفريق الملكي افتتح الموسم برقم قياسي في عد دمرات الفوز المتتالي في المباريات ليجعل طموح جماهير البرنابيو يعانق السماء، قبل أن تستفيق على كابوس الخروج خالي الوفاض دون الفوز بأي بطولة في 2015.

هذا بالإضافة إلى المشاكل الكثيرة التي كانت تحيط بالفريق وعلاقة أيقونات النادي بالجماهير، لاسيما الحارس الأسطوري إيكر كاسياس، الذي لاقى صافرات استهجان كلما كانت تلمس قدماه الكرة. وبعد هذا الموسم الكارثي للميرينجي، لم يكن هناك مفر آخر لإدارة النادي الملكي سوى إقالة الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي تحمل المسئولية الكاملة لهذا الإخفاق.

فبحلول يوم 11 يناير المقبل، سيصعد “سي آر 7” على منصات التتويج من جديد وأهدافه فضلا عن أرقامه القياسية الفردية تتحدث عنه، ولكن كل هذه الإنجازات من المحتمل ألا تشفع له في معادلة رقم ميسي، حيث أن أرقامه المذهلة تتناقض تماما مع الموسم الكارثي لناديه الملكي وهو ما يزيد من فرص الأرجنتيني بالفوز بالكرة الذهبية من جديد.

وكما هو الحال مع برشلونة الإسباني، شهدت ملاعب التنس مواصلة هيمنة الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المصنف الأول عالميا، خلال هذا العام. حيث تمكن نولي من حصد 11 لقبا محققا الفوز في 88 مباراة ولم يتذوق طعم الهزيمة سوى في ست منها، حيث كانت أصعبها تلك التي تلقاها في نهائي بطولة رولان جاروس، إحدى البطولات الأربع الكبرى (جراند سلام)، أمام السويسري ستانيسلاس فافرينكا، وهو اللقب الوحيد ضمن هذه السلسلة الذي لم يفز به.

فالمنافسة مع هذا اللاعب الصربي تعد شرسة، وهو الذي تحول في السنوات الأخيرة لماكينة لا تهزم على جميع أنواع أرضيات الملاعب، وكان يمثل عقابا للاعبين كبار بحجم السويسري روجيه فيدرير والإسباني رافائيل نادال، وهو ما دفع الأخير للتصريح بأن ديوكوفيتش يلعب في مستوى ودوري آخر.

وباستثناء ديوكوفيتش، كان فيدرير هو بطل الموسم دون منازع، فعلى الرغم من بلوغه عامه الـ34 ، إلا أنه أظهر توازنا بدنيا كبيرا طيلة الموسم، حيث تمكن هذا اللاعب الاستثنائي من الفوز بستة ألقاب والتأهل لثلاث نهائيات، أمريكا المفتوحة وويمبلدون والبطولة الختامية، حيث خسرها جميعا أمام المصنف الأول الصربي.

فموسمه الحالي الرائع وتصريحه بأن الجماهير هي السبب الذي يجعله يؤدي في الملعب حتى هذا العمر، جعلهم يتمنون استمراره لأعوام أخرى حتى يتسنى لهم الاستمتاع بموهبته الفريدة.

في المقابل، كان عام 2015 بمثابة الكابوس الأسوأ خلال العقد الأخير في مسيرة نادال، حيث لم يفز للمرة الأولى بأي لقب في بطولات “الجراند سلام”، حيث خرج من الدور ربع النهائي لبطولته المفضلة، رولان جاروس التي فاز بها في تسع مناسبات، وتمكن في النهاية من جمع ثلاثة ألقاب فقط.

واستطاع نادال من تحسين ترتيبه في الرمق الأخير من الموسم ليصعد للمركز الخامس في التصنيف العالمي ويستقبل عام 2016 بتحد جديد وهو محاولة الصعود، إذا كان ممكنا، للدوري الخاص بديوكوفيتش.

وفي عالم ألعاب القوى، لم يختلف الحال كثيرا، حيث واصل العداء الجاميكي أوسين بولت أرقامه القياسية التي ينفرد بها، وسط عام اصطبغ بالأجواء الفاسدة بعد فضائح المنشطات.

وتم ترجمة هذه الهيمنة على أرض الواقع، فباستثناء سباق 100 متر في بطولة العالم عام 2011 والتي أقصي منها بعد البداية الخاطئة، بدا العداء الأسرع في العالم وكأنه يتبارى مع نفسه في بطولة العالم الأخيرة في العاصمة الصينية بكين والتي احتضنها ملعب “العش الطائر” الأولمبي.

ADVERTISEMENTS
تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS