ADVERTISEMENTS

«تيكي- تاكا» حجي وغموض بنعطية

الجمعة 18 دجنبر 2015 - 11:13

حين كنا سباقين ونحن نواكب بنظرية «الخبر مقدس والتعليق حر» إعلان نهاية  شهر العسل بين الزاكي وحجي، لامنا البعض وقالوا أننا اخترنا توقيتا غير مناسب، فحجي عريس والمفروض أن لا نعكر صفو عرسه، وكان ذلك متزامنا مع حدث اعتزاله وحفله الكروي الذي غاب عنه الزاكي وصدق يومها رصدنا وليس حدسنا، فكذبنا أنفسنا ومصادرنا وصدقنا رواية محبي الصلح خير وباقي مشتقاته.
وحين بلغنا خبر قوي من مصدر قوي أيضا، قبل مباراتي غينيا الإستوائية وكشفنا أن بنعطية تلقى تحذيرات صارمة من علماء البايرن وقياصرته بأن لا يلعب 180 دقيقة كاملة في ظرف 3 أيام، خرج من يسفه كلامنا ويقول أن الحق ظهر وبطل ادعاؤنا وانكشف وبلعب بنعطية الدقائق كاملة مكمولة، دون أن تقود ذاكرة هؤلاء القصيرة لاستحضار عدد المباريات التي غاب عنها بنعطية قبل حضوره وكم عدد اعتذاراته التي جعلت عصام العدوة عميدا استثنائيا وللطوارئ ولكثير من النزالات.
هذه المرة قائد الأسود وعميدهم يحضر في نار الخلاف، وفي بركان ثائر وبحر هائج أمواجه عاتية أكيد ستفيض على البعض، وكما قلنا سابقا وأنا أجد غرابة كبيرة في موقف بنعطية حين أقدم على مبادرة الخروج للرد على قصاصة موقع فرنسي تحدث عن إقدام وكيل أعماله سيسوكو بالبحث مفوضا من طرف لقجع عن مدرب للفريق الوطني.
لم يتردد بنعطية على مستوى الرد واستعار قاموس النفي عبر الفيسبوك ليضحد التهمة عن موكله وينزه سيسوكو الذي لم يحرك ساكنا وهو ما أغضب يومها الزاكي الذي رأى في خطوة العميد تحريكا لرماد الفتنة لان سكوته كان سيكون من ذهب ولكون المغاربة قيموا الحركة على أنها «مول الفز كيقفز».
واليوم أكرر ما قلته وهو كون بنعطية كان ملزما بالرد والتحرك ليجنب حجي كل هذا الحرج وهذه الورطة التي دخلها المسكين، والذي رحل ليتعلم «التي- تاكا» فوضع يده في عش دبابير وعصيدة حارقة سيصعب عليه هذه المرة الخروج منها سالما غانما كما كان الحال في سابقاتها.
كان على بنعطية الخروج ليؤكد أنه لا يرضى بأن تفرض عليه إدارة بايرن ميونيخ كوطة دولية يحضر خلالها اللاعب لخوض نزالات يعزف فيها نشيد بلده.
كان عليه التحلي بالجرأة والإحترافية ليقول لماتياس سامر وغيره، أنا لست قاصرا ولا محجرا عليه للتفاوض بإسمي ولا معاقا أو ناقص أهلية كي تحددوا لي متى أرحل لتمثيل وطني ومتى أظل هنا بينكم؟
للأسف هي مواقف غامضة لبنعطية ومواقف دالة على أن هناك شيء ما ليس على ما يرام في الكواليس، والبعض يدفع للأسف ثمنها باهظا وبسذاجة بالغة.
المنتخب المغربي ليس حائطا قصيرا كما يخاله ماتيوس أو غيره من المتعصبين من  الألمان من سامر حتى قيصرهم بكنباور كي يحددوا لنا متى يحضر لاعب يمثل حجر زاوية مهم ولبنة على قدر كبير من الأهمية، ومتى يحتفظون به في ثلاجتهم، ولنا أن نتصور إن كان بمقدورهم فعل ذلك مع البرازيلي الكارثة الذي تخلصوا منه بعدما أيقنوا أنه مصيبة بمونديال البرازيل وهو دانطي الذي «تمرمد» كما هو حال رفيقه سيلفا ودافيد لويز كما خسروا بسباعية نظيفة فقررت إدارة البايرن في الفترة التالية تسريحه وبقبلة على الخد.
لا أعتقد أن ماتياس سامر كان سيتجرأ على استدعاء دونغا أو مساعده ليقول له «سنترك لكم دانطي لمباراة الأرجنتين ولن يحضر لمباراة فنزويلا» إلا إذا كانوا ينظرون للأمور نظرة عنصرية مقيتة مستمدة من عرقهم وتاريخهم الآري المؤمن بالسامية والتميز وأمور أخرى يشهد عليها التاريخ ولا نرضاها نحن بنخوتنا المغربية؟
منتهى الهراء والإستعباد إن كان فعلا سامر الألماني ومن يدور في فلك إدارة البايرن يفكرون بهذا المنطق الأخرق والغريب، لأنه لا الإحتراف ولا أعراف الفيفا ولا قوانينها يسمحون بهكذا مساومة وهكذا «شانطاج».
أرض الله الواسعة وفرق الدنيا التي تخطب ودك وحفظ ماء وجه الكرامة بعد الحملة المسمومة التي تطالك من رموز وقادة بنتاغون البايرن، كانت تلزمك الرد القوي بكونك لا تضع المنتخب المغربي أبدا وقطعا في ميزان المفاضلة والمساومة مهما كان حجم الإغراءات وإن تركك البايرن هناك عشرات الفرق التي في حجم البايرن مستعدة لتقديم مهرك وصداقك.
كنت بهذا الموقف ستنال حب وتقدير المغاربة أكثر وكنت ستجنب حجي مقلبا وورطة ذهب إليها بقدميه، حجي الذي رحل ليتعلم «تيكي – تكا» أكيد سيلعن يوم قرر فعل هذا وسيردد ما ردده المرحوم إسماعيل أحمد «أش داني.. لاش مشيت» لأن خفة الرجل واللسان كثيرا من جنت كما هو حال براقش على أهلها.
والجرة لا يبدو أنها سالمة هذه المرة إلا بعفو صريح من الزاكي أو فيطو آخر من لقجع كما رفعه في صلح مراكش.

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS