حجي وماتيوس
الجمعة 18 دجنبر 2015 - 11:09صعب، صعب جدا هذا التضارب الجديد في التصريحات الخاصة بمصطفى حجي الذي نفى جملة وتفصيلا ما حورته واحدة من الصحف الألمانية حول مغزى قدومه لباييرن ميونيخ والهدف الآخر الذي كان وراء اللقاء مع زامر المسؤول الرياضي للباييرن، وما كتب على صفحات الجرائد الوطنية حول ذات المعطيات التي أقدم عليها مصطفى حجي لحضور تداريب غوارديولا. وما يعنينا هو ما قيل على صفحاتنا من خلال الإتصال بحجي مباشرة لتبرير موقفه ولا يعنينيا ما قالته الصحف الأخرى. وما قاله حجي بالضبط: «تفاجأت لما تم تداوله بخصوص لقائي مع المسؤول الرياضي لبايرن ميونيخ ماتياس زامر وتحديد عدد المباريات الدولية التي سيلعبها بنعطية رفقة الأسود. أوووف، ليس صحيحا هذا أمر خطير للغاية ليس دوري ولا هو اختصاصي. المنتخب المغربي مسؤول من الجامعة والسيد الزاكي.. صحيح تواجدت في ضيافة بايرن ميونيخ لأمر يهمني وهو الخضوع لدورة تكوينية تحت إشراف غوارديولا، غير أني دعيت للقاء السيد زامر وخلال نفس اللقاء تحدث معي عن بنعطية ووضعه ومستقبله وكان نقاشا وديا ولم أقدم فيه رأيا ولا مواقف لأن الزاكي هو المؤهل للخوض في هذا الأمر».
وعن ما راج بهذا الخصوص من الصحافة الألمانية نفى حجي قائلا: «هذا إفتراء أنا محترف وأعرف أين أضع قدمي، الأمور كلها جرى تحويرها، صحيح قال لي زامر أن وضع بنعطية يفرض تعاملا خاصا بالسنة المقبلة لكني كنت لاعبا محترفا وأعلم أنه حين يقو المدرب بدعوتك في تواريخ (الفيفا) عليك تلبية الدعوة وعرض حالتك على طبيب الأسود وليس بناء على رغبة فريقك».
وقال حجي أنه سينقل مواقفه للزاكي ورئيس الجامعة لإزالة الغموض المرافق للحالة التي أثارت الزوابع بينه وبين الزاكي من جديد .
إلى كل هذا، هل كان البيت الجامعي والزاكي معا يعرفان بتحول حجي إلى الباييرن؟ ولـماذا قللت وسائل الإتصال الخاصة بالجامعة بالموضوع مع أن المفروض هو الإبلاغ بكل التفاصيل والمعطيات الخاصة بالأخبار المتعلقة بالأشكال التقنية المحضة ذات الحساسيات بين الزاكي وطاقمه تلافيا لأي مشاكل ؟ وهل كان من المفروض أن يعطي حجي رأيه في موضوع بنعطية حتى ولو كان وديا لكون الحديث عن بنعطية أصلا بداخل النادي هو حديث غير مقبول من طرف حجي، وكان مفروضا عليه أن يقول لزامر لا يمكنني أن أتحدث في الموضوع لأنه يعني جهاز الجامعة والطاقم العام الذي يرأسه الزاكي حتى وإن كان حجي لم يقدم رأيا في الموضوع، وزامر المسؤول الرياضي هو المعني بالتحدث مع الجامعة والزاكي من خلال تأشير الباييرن على ذلك. ولهذه الغاية مثل هاته الحالات تؤجج الصراع وربما فيها لا قدر نية مبيتة من خلال أسلوب سبق هذه الحالة من أن أحد الصحف الألمانية تتحرك بوضع أحد مدربي الألمان وراء تدريب المنتخب لما بعد الزاكي، ولا ندري من حاك هذا السيناريو المبيت. وفي كل الأحوال حتى وإن كانت نية حجي بريئة، كان عليه أن يرفض الحديث مع أي كان حول المنتخب الوطني حتى ولو كان من باب الصداقة بحكم أن من يعنيه الأمر بالدرجة الأولى هو الجامعة والزاكي.
على كل هي واقعة تطرح علامات استفهام حتى ولو اعتبرها رواة الإعلام بالجامعة بالعادية مع أن التواصل الأساسي في مثل هذه الأمور المتشنجة بين الزاكي وحجي يزيد من الفتيل، وكان بوسع صحافة الجامعة أن تصدر بلاغا في الموضوع قبل أن يثار بهذه الدرجة من السخرية.
طيب لنأتي للدولي الألماني السابق ماتيوس الذي هاجم الدولي المغربي المهدي بنعطية قبل إصابته بساعات من خلال عموده على صحيفة «بيلد شبورت» حين أكد أن المغربي لا يتطابق مع أداء ولا نهج الباييرن، بل هو نقطة ضعفه الكبير منذ رحيل البرازيلي دانطي. والبايرن بحاجة للاعب بقوة وحجم جيروم بواتينغ». وعندما يتحدث ماتيوس عن بنعطية واعتبار صفقته المالية بالخيالية ولا تتناسب مع مؤهلاته البدنية والتقنية، لا يرى جيدا كيف كان المدافع البرازيلي دانتي بمثابة البهدلة الكبرى أمام البارصا في الموسم الماضي وكيف استهزأ به ميسي من دون أن يحرك هذا الماتيوس المتعصب ساكنا نحو هذه الفضاعة التي يقول عنها اليوم بكون دانتي شكل خسارة للفريق البافاري. ربما لا يرى هذا المتعصب البافاراري من كون أن الكثير من الإصابات التي جرت على الفريق وعلى المدرب غوارديولا معاناة كبيرة تأتي عادة من الإنهاك البدني لكثير من الأسماء الدولية من قيمة ريبيري وروبن وغيرهما الذي طال غيابه لإصابات متفاوتة وطويلة المد لحد قاد غوارديولا إلى تدوير الدفاع عن طريق المناوبة للحفاظ على مسار الفريق .وأكثر من ذلك يظل الدولي من غير الباييرن مثار متابعة كبيرة من أقوياء العالم حتى ولو رحل عن الباييرن مع أن الأخير ذاته هو من صنع هذا الفخر المغربي بأكبر صفقة تاريخية، ويظل ماتيوس هو الصادق في كلامه مع أنه ظل صامتا طيلة هذه المدة قبل أن يخرج بهذا التصريح الخارج عن نطاق لاعب قال في البداية عن قدوم لاعب مغربي كبير ثم يأتي اليوم لينافق نفسه .