الرأس الأخضر يحتاج «الراس الكحل»
الثلاثاء 15 دجنبر 2015 - 11:27سأكون كاذبا لو اعترفت بكوني كنت أعرف قبل فترة من الآن لاعبا مغربيا ومحترفا بأحد بلاد الله الواسعة إسمه «توتوح»، بل حتى والخبر يتماهى أمامي لأستفسر الناخب الوطني عنه لم أتلق منه إجابة قطعية تؤكد لي وجود هذا اللاعب في خارطة الكرة العالمية، حتى اعتقدت أن ما جرى تسريبه تحت مسمى «توتوح» هي دعابة ساخرة أو واحدة من القفشات والنكات المتعقبة لرحلات وتنقلات الزاكي الأوروبية رصدا للاعبين يقترب عدد المجربين منه على امتداد سنة ونصف وهي زمن حضور الزاكي ربانا من رقم 100 لاعب.
بالقطع لا أعرف شيئا عن توتوح هذا مع كامل احترامي وتقديري لجذوره المغربية الريفية وتقديري أكبر لرغبته في تمثيل منتخب بلده وهو في ذلك يمنح حقا مكفولا بالدستور لكنه مشروط بالكفاءة والموهبة وليس بشيء آخر.
وكي تكتمل صورة الخلط عندي أضيف لقاموس جهلي ولمعرفتي السطحية لاعبا مغربيا آخر إسمه يحيل على الصبر وما أحوجنا نحن للصبر هذه الأيام وهو أيوب، لكن لكنته الثانية معجونة بالدانماركية «سورينسن» والتي لا قبل لنا بها عبر تاريخ منتخبنا الوطني الحافل بالأسماء المعبرة من (الكزار للهزاز ومن السماط لفرس ومن اعسيلة لبتشو ومرورا بالشريف وبابا والبهجة وغيرهم..) ورحمه الله زمن ولى.
بدا للبعض عصيا على الفهم عسيرا على الهضم وهم الذين توقعوا أن يكون ما لقيه الزاكي من جلد بعد العودة من باطا وما أثير من أرقام وما ناله تنقيط رحلاته الأوروبية من فشل بضياع مواهب (بوفال وبلعربي والحدادي) وهم لاعبون (ديال بصح)، سيكون كافيا ليقسم ظهر المدرب والناخب الوطني ويفرض عليه مراجعة الكتاب والكف عن التجريب والإنتصار لأطروحة «النواة» التي طالما دافع عنها.
وكي أنهي حالة الجهل الكروي الذي أنا غارق فيه كما هو حال غيري ممن هم عاجزون عن فك شفرات ما يحدث داخل عرين الأسود، وهل حقيقة أن لقجع غاضب من رحلات الزاكي ومسلسل التجريب؟ ولماذا رخص له بالسفر مرة آخرى صوب بلاد الفيكينغ والتي لم يسبق لها وأن قدمت لنا عبر تاريخها لاعبا فذا وموهبة لمنتخبنا الوطني وما نعرفه هو أن الدانمارك والسويد تكتفيا بقرصنة مواهب مغربية تبزغ ببلادها وتترك لغيرها ما عافه السبع.
فتشت عمن يكون «توتوح» وشقيقه في الإنتماء سورينسن ومعهما أخراز والمقريني والعبدلاوي وعدد من اللاعبين الذين رحل الزاكي لاكتشافهم قبل إلحاقهم بمباراة الرأس الأخضر الموعودة.
واعتمادا على خدمة العزيز «غوغل» والداهية «يوتوب» يمكنكم كما أمكنني الإطلاع على حقيقة محدودية توتوح وخاصة سورينسن وكونهما لا يتفوقان على بورزوق ولا بولديني ولا أي مهاجم محلي عادي إلا بالتقوى أو «الجواز الأحمر»..
هالني وأدهشني أن يكون الزاكي وهو الموقن أن الأسود سيشهدون عودة عيارات عديدة غابت عن آخر المباريات (لمرابط ودرار ثم الأحمدي وعوبادي وداكوسطا وطنان) وبتواجد من دعاهم مؤخرا (عدنان وفجر والكبير) بجانب حمد الله وياجور والعرابي وزياش وبامو وبقية ركب خط الوسط، سيجد الناخب الوطني نفسه داخل متاهة لا قبل له بها، وستمثل له ورطة مجانية ستدخله مدن الحيرة وعن طواعية وبلا داع.
هالني أن نكون قد أقبلنا على مبارتي الرأس الأخضر والتي لو نخسر جولة واحدة فيها سيكون ذلك مرادفا لإقصاء لا نرغبه في العبور للغابون، بما يملكه منتخب الرأس الأخضر من أفضلية تهديفية على حسابنا لكونه إلتهم ساوطومي التي عذبتنا بنصف دزينة أهداف وهزم ليبيا التي أحرجتنا بعقر الدار، وناخبنا الوطني ما يزال مصرا على التجريب وعلى البحث عن خلطات مختلفة تجهل جهلا كاملا ومطلقا أسرار القارة السمراء وكرة الأدغال.
فإن يعمد الزاكي للبحث عن قطع جديدة يضيفها للأسود فهذا أمر محبب ولا أحد ينكر جدواه، لكن سياق النزالات القريبة والسنة القادمة المضغوطة بمباريات عاصفة يفرض على الزاكي العودة لجادة الصواب وهي العودة المحمودة بدعم طرح ونظرية النواة التي ما عدنا نعرف جوهرها ولا من تكون؟
أمام الرأس الأخضر لن ينفعنا لا توتوح ولا سورينسن ولا غيرهما، وسيكون انتحارا الإقبال على هكذا نزال بلاعبين بينهم وبين رحلات الأدغال ما يقدمه لهم «غوغل» ولم يسبق لهم أن جربوه واقعا.
ولعل الزاكي إكتوى بهذه النار وهو يقذف باللاعب تيغادويني القريب جدا من المغرب ومن إفريقيا باللعب بإسبانيا وما عاد ذلك بدا اللاعب شاردا بـ «باطا» وانتهى مشواره الدولي عند حدود 40 دقيقة من اللعب.
أمام الرأس الأخضر لا ينفع سوى «الراس الكحل» العارف بحقيقة ما ينتظره الشارع المغربي، وبحقيقة ما يفكر فيه عبد القادر والعربي ومحماد وبوشتى.
أعتقد أن سورينسن وتوتوح لا يعرفان الكثير عن «الكاب فيردي»، وسيكون من الظلم لهما وللجمهور والمنتخب الوطني رميهما لهذه المحرقة كما رمى الطوسي ذات يوم أبناء البطولة لسلخانة دار السلام بطانزانيا.
فهل يوجد رجل رشيد داخل الجامعة يخبرنا اليقين عما يجري ويدور؟ وهل من أمل من يوضع قطار الأسود على سكته الصحيحة وينتهي هذا العبث الحارق للأعصاب والمستفز والمستبلد للذكاء؟