فاردي من عامل مصنع الى سجل كبار البطولة الانجليزية الممتازة
الجمعة 27 نونبر 2015 - 14:08المنتخب: وكالات
في عصر يتم فيه التعاقد مع اليافعين قبل ان يتمكنوا حتى من اتقان "فن" ربط شريط الحذاء, نجح لاعب ليستر سيتي جيمي فاردي في فرض نفسه من كبار البطولة الانجليزية الممتازة الممتاز رغم سلوكه دربا مختلفا تماما.
فقبل خمسة اعوام, كان فاردي لاعبا هاويا يدافع عن الوان ستوكسبريدج بارك ستيلز في الدرجة السادسة الانجليزية (السابعة فعليا) الى جانب عمله بدوام جزئي في مصنع للجبائر الطبية.
ومن المؤكد ان فاردي, البالغ من العمر 28 عاما, لم يكن يحلم حتى بأن يصل به الامر لان يدافع عن الوان المنتخب الانجليزي لكن هذا الامر تحقق هذا الموسم بعدما فرض نجوميته بتسجيله 13 هدفا في 13 مباراة, بينها 10 اهداف على التوالي, ليساهم بشكل اساسي في تربع ليستر على صدارة الدوري للمرة الاولى منذ اوائل موسم 2000-2001.
"انه مثال لكل لاعب طموح", هذا ما قاله قائد ليستر السابق ستيف وولش لوكالة فرانس برس.
ويجد فاردي نفسه على عتبة دخول تاريخ البطولة الممتازة عندما يتواجه فريقه مع ضيفه مانشستر يونايتد الثاني غدا السبت في المرحلة الرابعة عشرة, اذ سيتمكن من ان يصبح اول لاعب يجد طريقه الى الشباك في 11 مباراة متتالية منذ انطلاق الدوري الممتاز موسم 1992-1993.
وسجل فاردي هدفه العاشر على التوالي الاسبوع الماضي في مرمى نيوكاسل يونايتد (3-صفر), ليعادل بذلك انجاز هداف يونايتد السابق الهولندي رود فان نيسلتروي, لكن الاخير سجل اهدافه في موسمين بين 22 مارس و23 غشت 2003.
ويمني فادري نفسه في موقعة السبت التي تجمع بين المتصدر ووصيفه الى الوصول للرقم القياسي الذي يحمله الراحل جيمي دان (شيفيلد يونايتد) الذي سجل في 12 مباراة على التوالي في موسم 1931-1932 في دوري الدرجة الاولى القديم, علما بان ستان مورتنسن سجل في 15 مباراة متتالية له مع بلاكبول في موسم 1950-1951 لكنها لم تكن متتالية لفريقه اذ غاب لفترتين ضمن سلسلته بسبب الاصابة.
واللافت ان اهداف فاردي ال`13 بعد 13 مرحلة عادلت رقم طوني كوتي لاكبر عدد من الاهداف في موسم كامل مع ليستر في البرميير ليغ (1999-2000).
وترك المستوى الذي يقدمه فاردي اثره على مدربه الايطالي كلاوديو رانييري الذي كشف بانه لا يتذكر شخصيا اي لاعب وجد طريقه الى الشباك في 11 مباراة على التوالي سوى الارجنتيني غابرييل باتيستوتا مع فيورنتينا الايطالي.
ومن المؤكد ان فاردي الذي تخلى عنه شفيليد ونزداي حين كان في الخامسة عشرة من عمره بسبب صغر قامته حينها, لم يكن يحلم بان يصل الى مستوى نجم كبير مثل باتيستوتا, افضل هداف في تاريخ الارجنتين.
يتميز فاردي ببنيته الصلبة وسرعته وقوته في الكرات الهوائية, وهذه الصفات سمحت للاعب الذي يدافع عن الوان ليستر منذ 2012 في فرض نفسه نجم الموسم الجديد ومتصدر ترتيب هدافيه (13 حتى الان مقابل 4 في كامل الموسم الماضي), ما دفع بايان رايت هداف ارسنال السابق الى وصفه بالايطالي سالفاتوري سكيلاتشي الذي احرز لقب هداف مونديال 1990 بعدما كان بديلا.
بعد ان ترك شيفيلد ونزداي, بقي فاردي بعيدا عن كرة القدم لفترة, متفرغا لدراسة علوم الرياضة في جامعة محلية قبل ان يجد نفسه مع ستوكسبريدج حيث شق طريقه في الصفوف العمرية للنادي.
"كان اول الحاضرين الى التمارين واخر من يرحل", هذا ما يتذكره رئيس ستوكسبريدج الن بيثيل عن فاردي, مضيفا: "كان ايضا حياة وروح الحفلة...", في اشارة الى حماسه وحيويته.
ولم يكن فاردي خلال بداياته بالشخص الرصين, بل عرف بطباعه "النارية" اذ طرد في اربع مناسبات خلال موسمه الاخير مع الفريق, ما دفع بشيفيلد يونايتد الى العدول عن فكرة الحصول عليه.
ولم تنحصر مشاكل فاردي بالمباريات وحسب, بل اضطر لوضع سوار الكتروني بعد الساعة السادسة والنصف مساء من اجل تحديد مكان تواجده, وذلك بعد ان وجد مذنبا بالاعتداء على شخص في وقت متأخر من الليل. وحظر التجول هذا, اجبره على عدم اكمال المباريات لانه مضطر للعودة الى منزله قبل السادسة والنصف مساء.
ويتذكر مدرب ستوكسبريدج السابق غاري مورو فترة حظر التجول بحق فاردي, قائلا: "قفز مرة من فوق السور وصعد الى سيارة ذويه قبل ان يتمكن حتى من استبدال ملابسه".
ترك فاردي ستوكسبريدج وانضم الى هاليفاكس تاون عام 2010 ومن الاخير الى فليتوود تاون عام 2011 قبل ان يحط في ليستر عام 2012 مقابل مبلغ قياسي للاعب قادم من فريق هواة وقدره 4ر1 مليون يورو.
ومنذ حينها, بدأت المسيرة التصاعدية لهذا اللاعب الذي سجل 16 هدفا في الموسم الذي عاد فيها ليستر الى دوري الاضواء ثم اضاف 6 في موسمه الاول بين الكبار, بينها هدف في المباراة التي فاز بها ليستر على خصمه المقبل مانشستر يونايتد 5-,3 وتواصل تصاعده هذا الموسم ما فتح الباب امامه للانضمام الى المنتخب الانكليزي الذي استدعي اليه لاول مرة في يونيو الماضي.
ويأمل فاردي السير على خطى لاعبين اخرين من ليستر تألقا مع المنتخب الانكليزي وهما غاري لينيكر وايميل هيسكي, وسيكون الهدف الاساسي له التواجد في تشكيلة المدرب روي هودسون التي ستسافر الصيف المقبل الى فرنسا لخوض نهائيات كأس اوروبا.
لكن على فاردي تجنب امور مشابهة لتلك التي حصلت في غشت الماضي عندما وجد ليستر نفسه مضطرا الى تغريم لاعبه بعدما التقطته الكاميرات وهو يوجه اهانات عنصرية الى شخص اسيوي في احد الكازينوهات, وقد اضطر بعدها الى الاعتذار من الاخير.
ما هو مؤكد ان فاردي يثبت بأن هناك اكثر من سبيل للوصول الى القمة, وهو مر بالمسار الذي سلكه النجوم الكبار ستيوارت بيرس وكريس وودل وايان رايت الذين اصبحوا من كبار الدوري والمنتخب الوطني رغم انهم بدأوا مسيرتهم وشقوا طريقهم في فرق هاوية.
"هذه هي السعادة التي تولدها كرة القدم. لقد خضت طريقي الخاص وجاءت الامور في مصلحتي بأفضل طريقة", هذه هي الجملة التي لخص بها فاردي المسار الذي سلكه وقاده من عامل مصنع الى سجل كبار البطولة الممتازة.