ADVERTISEMENTS

رأس الزاكي مقابل الرأس الأخضر

الجمعة 27 نونبر 2015 - 08:47

إختار الزاكي أن يركب قارب العناد بشكل قوي هذه المرة فاق ما روي عن هذه الخصلة فيه وهو ما جعل الكثيرين ممن واكبوا خطوات الرجل يصفونه بـ «الكناوي» تارة وبـ «البوهيمي» في أحيان أخرى.
وهو يمر من قناة «الرياضية» مدافعا عن اختياراته ومستميثا في التصدي لـمن حاول تسفيه قناعاته، لم يكن الزاكي مقنعا كثيرا هذه المرة، وحتى الأعذار التي جاءت أقبح من الزلة كانت مثار سخرية من طرف فئة أعلنت عبر الفيسبوك صدمتها في الرجل الذي طالما جعلت منه خيارها الأفلاطوني لترويض الأسود.
قال الزاكي وهو الذي أدمن الإحتراف قولا وفعلا وحرفية، أن مباراة غينيا الإستوائية  ما كان يصلح لها غير أسلوب «اطبع واتبع» لذلك حاول تبرير دمج بالطباعية على حساب «الرقايقية» في مباراة قدمت أسوأ نسخة ممكنة للأسود في الأدغال وهم يمنحون هامشا واسعا من السيطرة على الكرة لم يألفها منتخبنا حتى وهو يواجه صناديد القارة وليس مجرد اسم مغمور بالكاد يحبو في أدغالها.
ولأن الزاكي بدا خلال نفس الحوار وهو يدير ظهره للعاصفة ويصنف ما سيق ويساق حوله كونه حملة مسعورة ورياحا مسمومة واستهدافا ممنهجا، وعلى أنه سيواصل بنفس القناعات ونفس الرؤية وبنفس المنطق فيما يلخص كتلة العناد التي تسيطر عليه وهو ما كان موجبا كي يقدم له رفيقه بالوداد والـمنتخب الوطني ذات يوم محمد سهيل نصيحة للتخلي عن هذا العناد الذي دمر أفراداً وأمماً وحتى حضارات..
الزاكي قال وهو يصدر حكما مسبقا على نفسه أنه واثق من تحقيق الأهداف التي تواعد معها وهو يوقع  مع رئيس الجامعة، وأصدر قرارا بل حكماً مشمولا بالنفاذ المعجل في حق رأسه بحلقها إن لم ينجح في مساعيه الحميدة.
ولأن أول جسر على الزاكي عبوره هو جسر الرأس الأخضر شهر مارس المقبل، فإن خسارة الرهان أمام هذا الـمنتخب ستكون سببا في حلق رأس الزاكي ويومها قد لا ينفعنا حلق رأسه لأن حلاقتها لن تعيد لنا اللبن الذي سيهدر ويضيع لحظتها.
وما دام الكل يجمع هذه الأيام على أن أكثر ما أثر على توازن الـمنتخب الوطني هو عناد الزاكي واستفراده بالقرارات، وتصنيف مساعديه نحويا ضمن خانة «واو عمرو الزائدة» والتي لا تقدم ولا تؤخر في الحمل، فإنه لا يضر إن هو قرأ هذه الحكاية المثيرة ليخلص لحقيقة المأساة التي يتسبب فيها العناد:
يحكى أن جزيرة كانت تتعايش فيها جميع المشاعر الإنسانية معا، وفي يوم من الأيام هبت عاصفة هوجاء على هذه الجزيرة وكانت الجزيرة على وشك الغرق، كل المشاعر كان يقتلها الخوف إلا الحب كان منشغلا بصناعة قارب ليهرب بكل المشاعر، وبعد أن نجح الحب في صناعة القارب صعدت كل المشاعر فوقه إلا شعور واحد تخلف عن الركوب؟؟
نزل الحب ليتفحص من هو هذا الشعور الذي تخلف وقد يتسبب في انتحار جماعي لكل المشاعر، فوجد العناد يصر على البقاء..
حاول الحب أن يقنع العناد بالهروب معهم، حاول وحاول وعرض كل مساعيه عليه، لكن العناد أصر على موقفه في وقت كانت المياه تصعد أكثر وأكثر..
جميع المشاعر توسلت للحب أن يترك العناد ويهرب بجلده معهم، ولأن الحب خلق ليحب فقد أصر على البقاء لإقناعه..
في النهاية ارتفع الماء عاليا فهربت جميع المشاعر عبر القارب، لكن الحب ظل مؤمنا بأنه سيقنع العناد فكان الأخير سببا في موت الحب بسبب عناد العناد، فراح الحب والعناد غرقا في الجزيرة..
لذلك فالعناد يقتل الحب دائما، فلماذا لا نمسح مشاعر العناد من قاموسنا كي يحيى الحب دائما؟
العناد مقبرة الحب والعناد يجب أن يدفن كي يستمر الحب حيا، فالعناد ثمرة الغرور وهو نجله بالتبني، وكم من رجل وكم من حضارة وكم من طاغوت مزقه العناد فأصبح مجرد ذكرى..
هذه القصة إهداء للزاكي، المغاربة كلهم غمروه بالحب ذات يوم وعناده قد يقتل كل هذا الحب فيتحول الغرام السابق لمجرد ذكرى، وقديما قال الفرنسيون « من يحب كثيرا يهجو كثيرا».. ولعلها رسالة قد وصلت..

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS