ADVERTISEMENTS

ضربة معلم

الجمعة 13 نونبر 2015 - 13:37

رسائل كثيرة بعثت بها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وهي تنظم بفكر خلاق مباراة إستعراضية ولا أجمل، أثثها بملعب الشيخ الأغضف بالعيون يوم الجمعة الأخير في ذروة إحتفالاتنا بعيد المسيرة الخضراء مشاهير نجوم الكرة العالمية يتقدمهم بالطبع الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا.
الرسالة الأولى تقول أن المغرب آمن ومطمئن ما شاء الله له الإطمئنان في صحرائه، وأن ما تعاقب من سنوات منذ أن صمم المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني لتاريخ الإنسانية ولتاريخ الإبداع الإنساني تلك المسيرة الخلاقة التى ما زال صداها يتردد على مسمع من العالم، لم تزد المغرب إلا إصرارا على عدالة القضية ومشروعية توحيد المغرب من شماله لجنوبه ولم تزده إلا توثبا من أجل موصلة البناء والإعمار.
وتقول الرسالة الثانية أن وجود 40 من كبار أساطير ومشاهير كرة القدم العالمية هو أصدق تعبير عن مباركة العالم بكل رموزه لجهود المغرب الخلاقة في تنمية وتطوير صحرائه على أسس من الحكامة، وليكونوا شهودا على نعمة السلم والأمان التي تسود هذه الربوع الطيبة من بلدنا الحبيب.
وتقول الرسالة الثالثة أن المغرب بكل أنسجته السياسية والثقافية والسياحية والإقتصادية والرياضية بات متمتعا بثقة كل الشركاء في هذه الدينامية القوية التي يشهدها المغرب بفضل حنكة وحكمة وتبصر عاهله المفدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس متعه الله بالصحة والعافية، لذلك كان النجاح الباهر لهذه المباراة الإستعراضية إن على مستوى الحضور القياسي للمشاهير وإن على مستوى التنظيم بكافة أوجهه، دليلا آخر على قدرة المغرب اليوم بما تراكم لنسائه ورجاله من خبرة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى على جلب تظاهرات رياضية كونية.
وكانت الرسالة الرابعة التي جننت خصوم وحدتنا الترابية مع ما أحاط بهذه المباراة الإستعراضية التي أهدتها عائلة كرة القدم لأهالي العيون، هو مناخ الثقة الذي يطبع علاقة المغرب بمحيطه الخارجي، ما يضفي طابع المصداقية على كل مبادراته ومساعيه.
أسعدني كثيرا أن أكون شاهدا على ذاك اليوم التاريخي الذي شهد في نهاية مسائه المباراة الإستعراضية، من اللحظة التي أقلعنا فيها جميعا من مطار المنارة بمراكش صوب مطار الحسن الأول بالعيون، إلى الساعة المتأخرة من الليل التي عدنا فيها إلى مراكش، فقد توالت على العين مشاهد رائعة هي بالمئات إلى الدرجة أنه يصعب إلى اليوم ترتيبها، ولعل ما أسعدني وملأني إسوة بكل المغاربة فخرا بما رصدته العين في ذاك اليوم التاريخي الذي كنا خلاله نحتفل بمرور أربعين سنة على مسيرة خضراء نحتت كل رموزها وأبعادها الإنسانية في فكرنا، هو أن تتعانق المشاعر بشكل رائع من دون تكلف بين أساطير كرويين إنبهروا وبين جماهير مغربية تفننت في إبداع الإستقبال لتكون اللوحة في النهاية غاية في الروعة والجمال.
وفي تلك الخيام التي نصبت على ربوة جميلة بمدينة العيون قبل التحول لملعب الشيخ الأغضف وفي حمأة اشتعال المشاعر الجميلة وجدت النجم الأرجنتيني السابق عمر دا فونسيكا الذي لعب لكبريات الأندية الفرنسية وأصبح بعد إعتزاله كرة القدم واحدا من أمهر المحللين الرياضيين بدليل أنه يمثل عنصرا وازنا في فريق التعليق والتحليل بقناة «بين سبور» القطرية في طبعتها الفرنسية، يسألني بفضول من يريد أن يفهم هذا الذي يجري حوله، عن المغزى من تسمية المسيرة الخضراء، ولعله طاف بسؤاله على من تعرف إليهم في تلك الخيام ولم يجد من يشفي له الغليل، وبعد أن أفضت في شرح الدلالات والرمزية والأبعاد الإنسانية للمسيرة الخضراء إسما ومسمى، وجدته يقول لي: «من أبدع مثل هذه المسيرة في زمن لم تكن الشعوب فيه تستعيد حقها سوى بلغة الرصاص، لا بد وأنه عبقري، فما أروع أن تسود هذه الثقافة وهذه العبقرية عند نزع فتيل الخلاف بين الدول، عوض ما نشاهده اليوم من حروب الإبادة والتشريد والتجويع.
هنيئا للمغرب بمسيرته الخلاقة وبقدرة قائده على إبداع مثل هذه الأفكار الخلاقة».
تلك هي الرسالة الأبلغ والأغلى والأثمن التي قدمتها الجامعة بتنظيمها لهذه المباراة الإستعراضية في التوقيت والمكان المحددين بكل براعة وحذاقة.
كانت بالفعل ضربة معلم.   

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS