سعيكم مكروه..
الإثنين 02 نونبر 2015 - 22:14لا شيء في مشهدنا الكروي يخلو من نظرية المؤامرة ومن ثقافة نشر الفتن ظاهرا وباطنا، فمع المرارة التي نجترها منذ سنوات والكرة المغربية ممثلة في منتخباتها الوطنية وحتى في أنديتها تمر بالسنوات العجاف التي لا تكاد تظهر فيها بارقة أمل حتى يعم الظلام الموحش، يكون سهلا على البعض أن يمد في الطريق مستنقعات يحلو له الإصطياد في مياهها العكرة، فإن لم يكن بالتأويل القبيح والشيطاني لما يقوله هذا المدرب أو ذاك فبالنفخ في نار الفتنة للإيقاع بالأشخاص وتوهيم الناس.
بعد الختم الجميل والرائع للمنتخب المحلي لمشواره الإقصائي الخاص بمنطقة شمال إفريقيا ليعلن مؤهلا لنهائيات كأس إفريقيا للأمم للاعبين المحليين، وبعد الذي قاله الربان المحنك امحمد فاخر لتمجيد الطريقة التي عبر بها المنتخب المحلي للنهائيات وتنسيب النجاح الأولي لظروفه وشخوصه، خرج من بين الثقوب من ينفث العديد من السموم التي لا حاجة لنا بها في هذا الوقت بالذات، فمن أراد أن يشهر مقارنة لا تجوز زمنا ومناخا وروحا بين ما أنجزه المنتخب المحلي بتأهله لـ «الشان» وبين ما يتهيأ له المنتخب الأول من رهانات صعبة ومصيرية، ومن أراد أن يفسر بطريقة مقيتة فيها كثير من الخبث كلام فاخر الذي لا يعرف مطلقا معنى المداهنة، كلما تكلم عن نفسه وعن منتخبه المحلي بضمير الغائب، فيقدم على أنه لسع للزاكي بادو وعلى أنه ضرب من تحت الحزام.
والحقيقة كما قدمتها عارية في نفس هذه الزاوية للعدد الماضي، أن الزاكي وفاخر يشتغلان في إطار مقاربة تقنية واستراتيجية متوافق عليها، تقع تحت الرعاية الأدبية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وتمثل إحدى أكبر أضلاع منظومتها التقنية، مقاربة مثلما تحترم التراتبية، فإنها تحترم الإختصاصات وتحفظ لكل إطار كرامته واستقلاليته في مباشرة عمله التقني، ومع الزاكي ومع فاخر لا تتقاطع السبل ولكنها تقود إلى هدف واحد، هو أن الكرة المغربية لا تتطلع لشيء آخر سوى أن تستعيد المنتخبات الوطنية الريادة المفقودة على المستوى القاري، قد يكون صحيحا أن المنتخب الأول هو من يحظى بالألوية لطبيعة منتشرة في العالم كله، ولكن هناك عزم أكيد على أن تنهض الجامعة بكل المنتخبات الوطنية.
ولأنني واثق من التوابل التي تتحكم في فكر امحمد فاخر وأيضا في أخلاقه المهنية العالية، وواثق أيضا في حكمة الزاكي بادو عند التعامل مع كل هذا الذي تتم إشاعته في محيطه القريب قبل البعيد، فإنني قلت وما زلت أن هذا الذي يرمى به في سماء الفريق الوطني من أشخاص لا يحلو لهم إلا نفث السموم، لن يؤثر في فكر وشخصية أي من الإطارين اللذين يحملان باسم كل الأطر التقنية الوطنية، أمانة تشريفهم والدفاع عن كفاءتهم المهنية، بالإعراض عن هذه الترهات وببناء مناخ الثقة والإحترام الواجب توفره في كل عمل يرمي إلى مصلحة الوطن.
..............................................
جاءت لائحة 26 لاعبا التي أشهرها الناخب الوطني الزاكي بادو متطابقة تطابقا كاملا مع ما كان قد قاله عند تقييم وديتي أسود الأطلس أمام كل من فيلة الكوت ديفوار ومنتخب غينيا، من أن هناك حاجة لتعديل الرأسمال البشري بما يضمن له الخصوبة في كل مواقع اللعب، كما أنها تأتي متطابقة مع كل التحليلات التقنية التي باشرناها داخل المنتخب ونحن نعرض على التشريح الدقيق كل الذي تداعى من خلاصات فنية من الوديتين الأخيرتين، فمع حرص الزاكي على الإبقاء على النواة الصلبة حفظا لكل العمل الذي أنجز لخلق التوليفة التقنية والمنظومات التكتيكية، كان هناك إجراء عملي لمواجهة النقص الكبير في الأداء الهجومي للفريق الوطني والذي عللناه بكم الفرص المهدرة بخاصة أمام كوت ديفوار، عندما تمت دعوة مصطفى الكبير وعندما تقرر الإستنجاد لأول مرة بفيصل فجر، وأيضا عندما قرر الزاكي إعادة المهاجم ياسين بامو الذي إنتزع رسميته داخل هجوم نانط الفرنسي ومعه أصبح هدافا للفريق الكناري.
وعندما ننازل منتخب غينيا الإستوائية ذهابا وإيابا في أقل من أربعة أيام خلال شهر نونبر القادم بهدف انتزاع بطاقة المرور إلى دور المجموعات الخمس المؤهلة لمونديال روسيا، فإننا سنكون بحاجة إلى كل العيارات الهجومية لننجح في تحويل أغلب الفرص السانحة إلى أهداف، كما سنكون بحاجة إلى بناء هجومي ناجع لإبطال مفعول المنتخب الغيني الإستوائي الذي يتأسس على القراصنة وعلى المرتزقة.