الصلح خير يا نافخي الكير
الجمعة 30 أكتوبر 2015 - 12:57بعد اليوم لن يخرج بودريقة ليقول أن الناصيري مجرد أرنب سباق لا يملك طول النفس للفوز بالدرع، ولن يرد الأخير عليه بأنه للقلعة وينرز يحميها، فيسلط عليه النمل الأحمر للسخرية منه.
بعد اليوم لن يضطر أيضا لقجع لتوجيه العتاب واللوم لنائبه وصديقه المفضل بوشحاتي ولن يكون الأخير مكرها كل مرة على السفر للحسيمة للرد عبر رسائل مشفرة وأخرى بالواضح والإحتماء بدرعه الواقي لصد الغارات.
وبداية من اليوم ستعود المياه لتندلق بشكل طبيعي داخل الجامعة، سيمر التيار كما كان في السابق سهلا مهلا، وسيعود الصفاء ليخيم على الأجواء بعد أن هبت رياح الشمال بنسائمها لتطرد كل السموم التي علقت بالأجواء.
ترك محمد جودار صداع البرمجة وخيباتها، واستغل توقف البطولة ليبرمج لقاء قمة من نوع آخر ضم صقورا تفنن نافخو الكير وهواة النفخ على جمر الفتن في إذكاء الصراع بينهم وجرهم لصراع فارغ، ليقتاتوا على فتات التلاسن والتراشق وليستهلكوا سمومهم أكثر بالمواقع والمقالع والأبواق المفتوحة بوجه الكلام المباح الذي لا يخضع لمكابح ولا تحكمه القيم والفرامل.
لعب جودار دورا رياديا في جر رفيقه الرجاوي بودريقة لمصالحة أخرى مع الناصيري وهذه المرة هي مصالحة واقعية وليست كسابقاتها التي ذهب ميثاق شرفها أدراج الرياح بعد أول ريح هبت قبل لقاء الديربي الشهير.
إصطحب جودار خيطه الأبيض مرفوقا بصديق مشترك لبودريقة والناصيري وهو نور الدين بوشحاتي والغاية هي أن يصطف قائدا سفينتي الغريمين في ذات الصف الواحد، وأن يتناغما في المواقف والأفكار وأن لا يكونا النشاز الذي تتأثر معه الكرة المغربية ويجر مريدي الفريقين الكبيرين لخندق توتر لا يفيد إلا هواة النفخ على الكير.
من الرائع أن يعود الود و الصفاء ليخيم على علاقة بودريقة والناصيري والأروع أن تأتي الهدنة متزامنة مع ظرفية تحتاج فيها كرة القدم المغربية كل قيمها المضافة لتواكب ما تنشده جامعة الكرة من طفرة وارتقاء بالأداء والمنتوج.
ومن الرائع أيضا أن يتجرد رئيسا الرجاء والوداد من الأناة ويحكمان العقل وسلطان الحكمة ليجلسا لذات الطاولة ولو أن الفصل الثاني من التطبيع لم يكتب له أن يكتمل بعد أن تواعد الإثنان على إن ينهيا كل خلافاتهما بتونس، حيث تنقل بوشحاتي والناصيري لدعم المحليين وتخلف بودريقة الذي ظل بالدار البيضاء لتغيير نظام فريقه الأساسي وجعله مطابقا لرهانات المرحلة.
الخير الموجود في الصلح الذي تم بين كوادر الجامعة ولو مع اختلاف في الطريقة وفي قوة الحدث، بعد أن اكتفى لقجع بمصافحة نائبيه بتطوان دون تشخيص دقيق لواقع الخلاف والإختلاف الذي أصاب علاقة الثلاثي بالشرخ العميق خلال الفترة السابقة، هذا الخبر قاد المكتب الجامعي للتناغم والتضامن على مستوى مقاطعة أنشطة «الكاف» المنتهية يوم أمس بالقاهرة، وهي مقاطعة ما كانت لتبلغ مرادها لو سافر بودريقة وتخلف عن سرب المقاطعين المحتجين على بؤس المناصب التي لا تليق بالمقام، والذين فهموا رسالة حياتو كونها فيها تحقير واستفزاز أكثر منها مكافأة وتقدير للأدوار.
سيسأل حياتو ولا شك بلخياط عن سر غياب لقجع وتخلف بودريقة وبقية من ألحقهم بلجان جهازه، وما المقصود بالرسالة المراد توجيهها.
أكيد لن يجد السي سعيد من جواب غير الرد أن وخز إيبولا وتداعيات فيروسها ما زالت لم تشف وجروح قرار حكمه الشهير بالإعدام على المنتخب المغربي لم يندمل بعد.
وسيرد عليه آخرون أن صلح لقجع مع بوشحاتي وبودريقة كان لا بد وأن يثمر مقاطعة لاجتماعات القاهرة بعد أن اشتغل بودريقة بجد طيلة أيام الأسبوع على تحضير تأشيرة دخول قاهرة المعز فجاءه الأمر بالبقاء حيث هو.
يسرنا أن ينتهي هذا الصلح بهذا الإجماع والتوافق، وأن يقود الأعضاء للتضامن فيما بينهم في إطار نصرة الأخ ظالما أو مظلوما.
لكن سيسرنا أكثر لو نجح كل هؤلاء الصقور في جر الزاكي وحجي لمصالحة صادقة تقطع الطريق على نافخي الكير المتربصين بهما وتعيد لصاحبي الكرة الذهبية صفاء الذهن الذي يخلصهما من قهر وساوس الشياطين الذين يتبعهم كما الشعراء الغاوون.