نهاية المسخرة
الأربعاء 26 مارس 2014 - 11:43مقدمات الأحد المقبل للمصادقة على القوانين الملائمة مضمونا وشكلا مع التشريعات الدولية لـ «الفيفا» في الجمع الإستثنائي الذي طال أمده لمدة تقارب الأربعة أشهر، سينهي فصول المسخرة والمسرحية الدرامية لفصول المشاكل المتعارف عليها قانونيا والتجاذبات والصراعات التي طالت أيضا واقع اللعبة، وسيكون الأحد المقبل بداية لمحو نقطة النهاية مع الإرث السلبي لقوانين مستهلكة بمعيار ملاءمة وتطابق فعلي للأنظمة الصادرة عن الإتحاد الدولي. وهذا الضوء الجديد لهيكل النظام النموذجي لا يمكن أن يزلزل على الإطلاق مستقبل الجامعات المقبلة بما أنها ستضطلع على جديد هذا الإرتقاء الكبير لقوانين مضبوطة في كل المناحي الخاصة بالمنظومة الهيكلية للنظام الأساسية للجامعة والمنظومة الكروية بالبلاد.
وعندما نؤسس لهذه القفزة العلنية في شكلها القانوني الجديد، نكون أمام واقع آخر لجامعة منتخبة مفروض أن ينسجم معها رجل المرحلة أو رجال المكتب التنفيذي بالمرونة وبالحصافة الفكرية التي تضع الكوموندو التسييري في قالب إحترافي منسجم مع الملفات الكبرى التي تنتظرهم ليس من الصفر كما يعتقد دائما ولكن من الإستمرار في الأوراش التي انطلقت فعليا. طبعا ما يفترض في واقع المرحلة المقبلة للجامعة هو تقسيم الإستقلالية بين ما هو إداري وتقني، أي بعزل الأمور التقنية عن الملفات الأخرى للجامعة حتى لا يكون هناك تداخل في الإختصاصات وتضييع الوقت في كل ما ينسجم مع المنتخبات الوطنية المتحكم فيها دائما من لجان بعيدة عن الإختصاص، بينما الواقع وكما وما زلنا نقول ونؤكد على حضور إدارة تقنية لها رجالها وأهلها بعيدة صناعة القرار الجامعي رغم أنها تدخل في الهيكلة العامة للجامعة كما هو متعارف عليه بالجامعة الفرنسية أو غيرها من الجامعات الأوروبية.
ونهاية المسخرة يجب أن تنساق مع ابتعاد من أصابوا كرة القدم الوطنية بأورام الخذلان في أكثر المحطات عطالة دونما أي اجتهاد في بناء الأوراش الذاتية بالأندية قبل التحكم في القرارات الجامعية.
ونهاية المسخرة يجب أن تنظف بيوت الأندية أولا من جحيم المعاناة والإستهلاك السنوي لرؤساء لم يقدموا أي شيء من الإجتهاد الذي يؤسس فعلا لثقافة تنمية النادي من القاعدة إلى القمة، مثلما يجب تنظيف الميدان التقني الذي لا يكرس تقديم أقوى المدربين إلا بنتف قليلة من الديبلومات والكفاءة العالية في غياب تأطير منفعي يوصل فعلا لمفهوم الإطار التقني المتكامل مع أن هذا المصطلح مستهلك بحدة في المنظومة الكروية وليس كل من يدرب فريقا ما سواء في الكبار أو الشبان أو القواعد الصغرى يعتبر إطارا.
ونهاية المسخرة، يجب أن تعطينا بطولة قوية بثمار منتوج أندية لها موارد بشرية هائلة وإرادة قوية لبناء مشروع النادي على أنه محترف بالشكل والمضمون، وأداء يؤهل الأجيال على أنها تمتهن لعبة إحترافية يشاهدونها في العالم مثل إنجازات أفضل نجوم العالم بمعزل عمن يتقاضونه بالسيولة المالية في الدقيقة ولكنهم يلعبون بنفس الروح والعطاء المستديم أسبوعيا وبما لا يقل 70 مباراة في الموسم.
ونهاية المسخرة، يجب أن تضع اللاعبين في البطولة على أنهم محترفون يتدربون مرتين في اليوم وليس لحصة واحدة لمعرفة قدراتهم الذاتية والمهارية والبدنية وحتى الدولية، لا أن يرفضوا هذا الواقع التقني مثلما صرح به أحد المدربين، وفي ذلك مساس بالإلتزامات المفروض أن تكون بندا صريحا بالأندية.
ونهاية هذا المسخ الكروي يضع المسير المغربي في خانة التباعد الفكري مع مسيري الأندية العالمية، ولم يستأنسوا يوما بــ "البريستيج" الذي يقدمه أفضل رؤساء الأندية الأوروبية ليس في الشخصية والهندام الرسمي في أية مباراة، ولكن في طريقة بناء النادي على أنه عظيم في الإرتقاء النموذجي من النادي العادي إلى النادي العالمي. بل لنا مسخ تسييري يتدخل في كل شيء ولا يحترم مكانه الطبيعي في المدرجات ولكنه متدخل في مدربه وتشكيلته وزيد.. وزيد والله يستر من الملهاة والمسخرة والمسرحيات التي تكرس وضع الكرة في المغرب على أنها فاقدة لمفهوم قدرات التنمية من القاعدة إلى القمة.