ADVERTISEMENTS

الزاكي ورياح الخريف المسمومة

الإثنين 26 أكتوبر 2015 - 09:40

شيء ما ليس على ما يرام هذه المرة يطبخ على نار هادئة وبتوابل حارة لحرق الزاكي أو لتتسبب له على أقل تقدير في عسر هضم مزمن.
رياح الخريف هبت مسمومة ومبكرا هذه المرة على عرين أسود، هناك من لا يريد لها أن تشفى من علاتها وأسقامها وهناك من يسره رؤيتها كسيحة مريضة وبلا أنياب.
سياط نقد لاذع وفي فترات أخرى جارح ملهب للظهر وحتى مفتقر للموضوعية من رفاق درب الزاكي، ممن اقتسموا معه غرفات الفنادق التي أوتهم لاعبين ضمن صفوف المنتخب المغربي، ومن زملاء مدربين يصطفون اليوم في طابور طويل لإحصاء زلاته وأنفاسه واستحضار قاموس هجاء بقوافي مخزية أحيانا.
هذه الأيام الزاكي وسط العاصفة حتى وإن  كان الرجل يملك قفازا خشنا وتعود على الوقوف في مرماه سدا منيعا يصد الغارات والهجمات ويبرع في إبعاد الخطر عن حماه.
كوكطيل منوع من المهاجمين، من الغفير حتى الوزير ومن الصفير بالملعب لغاية كتابة الخواطر وتدوينها بالموقع الأزرق.
السيد بوليف اللطيف ترك ما هو أهم ويشغل بال الشعب أكثر من الزاكي ولاعبيه وصوب مدفعيته الثقيلة تجاهه، وفجأة اكتشف الجميع أن الوزير يملك رخصة تدريب يجهلها ماندوزا ولا علم لبقية أفراد قبيلة التدريب بها.
ترك وزيرنا مشاكل الطرقات وحروبها الدامية وحفرها الكارثية وبحث في حفر خندق  للزاكي وعدد مساوئه وطالب باستبعاده لأنه يغار على مال الشعب، ولم يستفد بوليف من دروس كثيرة جنى فيها أصحاب السياسة على منتخبات بلدانهم بحشر أنفهم فيما ليس من صلب الإختصاص.
ليس بوليف وحده من أكلته نار الغيرة على منتخبنا الوطني، المالي موسى سيسوكو بدوره نال تفويضا للبحث عمن يخلف الزاكي ويحل مكانه.
سيسوكو هذا هو وكيل أعمال المهدي بنعطية والعهدة على المواقع الإلكتريكية الفرنسية وحتى غيرها ممن تداولت الخبر، وأكدت أن سيسوكو مفوض من لقجع لإيجاد مدرب طوارئ يحل مكان الزاكي في استباق لنكبة ما قد يحدث أمام غينيا الإستوائية.
لم يخرج لقجع رسميا لينفي تورطه في تفويض سيسوكو، من خرج هو بنعطية ودائما عبر الفيسبوك النشيط هذه الأيام والذي دافع عن وكيله ونفى نفيا قاطعا أي صلة له بمؤامرة الإطاحة أو الإنقلاب على ربان الأسود.
أخطأ بنعطية لأنه ناب عن وكيله، ولأن خروجه هذا هو ما أعطى للموضوع أهمية وقيمة ومن كان حري به أن يخرج للنفي هو سيسوكو وليس بنعطية.
خالف قائد الأسود قواعد اللعبة وتحول لناطق رسمي باسم وكيل أعماله في وقت تفرض أعراف الكرة أن ينوب الوكيل عن اللاعب في التصدي للغارات وترك اللاعب يحترف الكرة ولا يعرف غير هذا.
ننتهي من بوليف والمدربين وحتى بعض الإعلام الذي لا تعجبه نسخة الزاكي 2015 وهو يقارنها بنسخة 2004، ونأتي لتسريبات انطلقت باردة وانتهت مشتعلة تتحدث عن خلاف بين الزاكي وحجي.
خرج الإثنان لينفيا ويؤكدا أن علاقاتهما سمن على عسل وعلى أن من يروج لهذه الأباطيل والأراجيف إنما ينفخ بالزناد على جمر الفتنة.
غير أن الحقيقة الساطعة هو كون الزاكي وحجي فعلا على خلاف، والزاكي لا يعجبه بعض من فعل حجي الذي يسوق لنفسه صورة الحامي لمصالح المنتخب وعرينه برفض حضور منير الحسوني في غرفات تبديل اللاعبين واقترابه منهم، وهو بذلك يعيد للأذهان سيناريو قديم لهذا الوكيل أيام حضور فاخر وقبله الزاكي بالمنتخب المغربي وإمساكه بزمام الأمور حين قاد كتيبة مؤثرة من اللاعبين (حجي والشماخ ) وهو ما لم يرض يومها الركراكي ووادو.
اليوم نفس المشهد يتكرر وحجي واحد من الرياح التي قلت عنها مسمومة لن تنتهي دون أن تسقط أوراقا كثيرة بهذا الخريف ودون أن تخلف وراءها الكثير من الغبار.
الحكاية ولكم أن تتذكروا هذا جيدا، ستنتهي بأحد الأمرين، إما بطلب حجي استقالته وتنحيه رغم رفض لقجع أو طلب الزاكي استبعاد حجي كما أبعد قبله بودربالة والذي ستثبت الأيام القادمة أنه كان مجرد ضحية لمقلب ما.
تدوينة بوليفة وسلخانة الإعلام وحزن مستور وخراطيم مياه لقجع وإحباط حجي.. أليست هذه مقدمة لعاصفة تنتظر مرور باراج غينيا الإستوائية لتهب على عرين الأسود ولتعصف بالكثير من الرؤوس.
فماذا أنت فاعل يالزاكي لتصمد أمام هبات هذه الرياح المسمومة والتي إن لم تسقط رؤوسا ستترك أثرا سلبيا وجروحا لن تندمل بالنفوس؟

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS