الجيش أكبر منك يا بن شيخة
الإثنين 19 أكتوبر 2015 - 12:11عتابي كبير على فريق العشق الذي يعشقه كل المغاربة، ولومي أكبر على مسؤوليه ولاعبيه وكل من كان له يد من قريب أو بعيد في مآله الحزين هذا.
أصابنا ما يعيشه فريق الجيش الملكي حاليا من تدهور ومرض مزمن في سويداء القلب وأضر الخاطر أن يصبح هذا الفريق المرجعي قنطرة يعبرها الكل دون أن يبذلوا مجهودا كبيرا، وصارت مبارياته فرصة ليصحح منافسوه أوضاعهم، لكن ما آلمني أكثر هو أن تصل الجرأة بمدرب أجنبي ليبدي عطفه ولو بمكر وخبث على زعيم الكرة المغربية، ويقول بصريح العبارة أنه واجه أسوأ نسخة لفريق الجيش الملكي في تاريخه.
بن شيخة مدرب اتحاد طنجة ترك تحليل مباراة فريقه والكشف عن وصفة الفوز التي حققها بقلب العاصمة على حساب الجيش، وابتعد عن الإحترافية التي تلزم المدربين بالخوض في أحوال فرقهم وتركوا الفرق المنافسة جانبا.
قارنت بين ما قاله بن شيخة جنرال الجزائر وبين تصريح لويس فيرنانديز بعد مباراة الأسود وغينيا، لأنه حين حضر فيرنانديز وهو المعروف في أوساط المدربين بفرنسا أن فمه ليس به ماء ويطلق عادة الكلام المالح، تحلى باحترافية تستحق أن تدرس لبن شيخة وغيره ممن يزيغون عن السكة وينظرون مثل الجمل لسنم غيرهم.
سأل أحد الزملاء فيرنانديز عن رأيه بالمنتخب المغربي، فقال بالحسم والجزم» «ليس من الأخلاق أن أصدر حكم قيمة كيفما كان نوعه على منتخب له مدرب آخر، لذلك ليس من اختصاصي تقييم فريق أو منتخب لا أدربه».
كان بإمكان فيرنانديز أن يقول مثلما قال بن شيخة أنه تعادل مع أضعف نسخة للمنتخب المغربي ليقلي السم للزاكي وللمسؤولين المغاربة الذين أداروا ظهرهم له في السابق بعدما عرض سيرته وكان من بين منافسي الزاكي قبل تعيين الأخير بمنصبه.
لم يقل فيرنانديز ما قاله المدرب الجزائري، وليخلف موقفه انطباعا إيجابيا أكسبه تقديرا مضافا لما خلفه في مساره لاعبا مميزا رفقة التيركولور الفرنسي.
ولأن بعضا من الإعلام الجزائري وحتى بعض من أشقائنا المحادين لحدود «زوج بغال» هناك بالجزائر تتملكهم عقدة اتجاه كل ما هو مغربي، فلم يفوتوا فرصة حمل تصريح بن شيخة على غير محمله وساقوه بالسياقات الخبيثة التي تكشف حقدا دفينا الكل على علم واطلاع به وبأحجامه.
تداول بعض الفيسبوكيون تصريحات بن شيخة وكيفوها على مقاسهم وقالوا أن الجنرال بن شيخة هزم العساكر وانتقد نسخة العساكر وهلم شر من إيحاءات بها الكثير من المكر وتقطار الشمع الذي ضاعف كتلة لومي على لاعبي هذا الفريق حتى أصبح القاصي والداني والعادي والبادي يتجرؤون على حماه.
ليس العيب في بن شيخة لأن الكرة حرب والحرب خداع وتصريحات وغمز وكثير من اللمز، العيب فيمن ترك صديقنا الجزائري الذي سلمه الدكاليون مفاتيح الجديدة فغادرها من الباب الخلفي قبل أن يقذفه الرجاويون من النافذة لاحقا يصرح بهذا التصريح ويمعن في الشماتة من وضع الفريق العسكري.
ولأن كثيرا من الظن إثم، فقد خمنت وأنا أتابع تصريحا خلا من كل احترافية لمدرب تناول ما ليس من شأنه، لأني أريد أن أعرف رأي بن شيخة فيما لو خرج العجلاني وبعده لوبيرا وكلاهما سجل بمرمى فريقه بالشوط الثاني وأحرجوه بطنجة والذي هو شوط المدربين. وقالا بالحرف أنهما واجها أضعف فريق في تاريخ طنجة.
فتشت في دفاتر أكثر المدربين خروجا عن المألوف وحتى الأخلاق لعلي أهتدي لما يشبه فداحة ما ارتكب بن شيخة، قلبت دفاتر مورينيو وهو يهزم أرسين فينغر في 10 من أصل 12 مباراة رفقة أرسنال لعله يكون قد قال يوما أنه واجه أضعف نسخة لأرسنال فلم أجد لمثل هذا المقال حضورا.
وأخيرا فتشت في سيرة بن شيخة وما الذي دفعه لمثل هكذا تصريح محمول على المجانية والرعونة فوجدت أنه في مثل هذه الفترة من السنة المنصرمة لعب أمام نفس الفريق الجيش الملكي وبنفس الملعب، فضربه العساكر بركلة قوية جعلته يغادر الرجاء ويقذف بعيدا صوب كلباء الإمارات.
لذلك هو الجيش الملكي يا بن شيخة التي لم يتجرأ أي من المغاربة في كل زمن وأي زمن على أن يقولوا فيه ما قلته، هو الزعيم الكبير الذي لا يحتاج لتقييم منك لأن تاريخه أكبر منك بسنوات ضوئية أنت أدرى بها.