ADVERTISEMENTS

الزاكي بادو ل"المنتخب": حجم الإستفادة كان كبيرا

الجمعة 16 أكتوبر 2015 - 20:00

حاوره: منعم بلمقدم

                                  العرابي لا يلام ولو كان الحظ رجلا لقتلناه جميعا

زياش لم يفجر بعد كل طاقاته وهو ربح كبير للمستقبل

أمام غينيا الإستوائية سنكشف وجها مغايرا سيفاجئ الجميع

أكد الناخب الوطني الزاكي بادو أنه مرتاح بشكل كبير للمحصلة التي أفرزتها مبارتي كوت ديفوار وغينيا حتى وإن فشل الفريق الوطني في تحقيق الإنتصار، وكونه خرج بانطباع إيجابي بخصوص العمل الذي أنجزه وكذا تجاوب اللاعبين.
الزاكي بطبعه المتفائل كشف لـ «المنتخب» كونه يشعر بالرضا التام إزاء أداء اللاعبين وتقيدهم بالتعليمات وحرصهم الشديد على تطبيقها، ولم يخف سعيه لتحقيق المزيد معلنا متمنياته بأن يكون الأسود مكتملي الجاهزية، وبفعالية ونجاعة مطلقتين أمام غينيا الإستوائية في مباراتين لا تحتملان الأخطاء.
في الحوار التالي نعرض لقراءة نقدية يقدم من خلالها الزاكي تشريحا مفصلا للخلاصات المستقاة من نزالي الفيلة ومنتخب السيلي الغيني، وما الذي  استفاده وما ينبغي تصحيحه وترميمه قبل باراج شهر نونبر الحاسم.
- المنتخب: كما جرت العادة ونحن نواكب معك مختلف التطورات المرافقة لأداء المنتخب المغربي، نود أن تقدم لنا في البداية تقييما مختصرا لخلاصة النزالين الوديين؟
الزاكي بادو: بطبيعة الحال أنا جد مسرور بما تحقق ولا أقصد بطبيعة الحال النتيجة وإنما أمورا أخرى، وما استفدناه ونحن نواجه منتخبين لهما تاريخ حافل بالإنجازات بالقارة الإفريقية كان مهما للغاية.
قلت مرارا وكررت هذا كلما أتيحت أمامي الفرصة أن النتيجة لا تكون عادة مهمة في مواعيد مثل هذا النوع بقدر ما يكون التوجه منصبا نحو أمور أخرى يعرفها المدرب أكثر من غيره.
تذكرون جيدا أني قلت ونحن نحقق ذات مرة انتصارا عريضا بـ 6 أهداف أني لست مسرورا للنتيجة ولم أكن راضيا على الأداء، لذلك قمت باستعراض هذا النموذج كي أؤكد أني لست من طينة المدربين الذين يرتمون في أحضان النتائج الإيجابية ويختفون عند كل هزيمة، لذلك تقييمي للنزالين هو كونهما قدما لنا هامش الإستفادة المرجو وأكثر بعض الشيء مما توقعت ولو أن البعض سعى خلف الإنتصار أكثر.
- المنتخب: تؤكد هذا حتى والمنتخب المغربي يفشل في هزم غينيا بعدما اطمأنت الأغلبية وهي تتابع الأداء أمام كوت ديفوار لإمكانية بلوغ هذا الهدف؟
الزاكي بادو: لن أستهلك نفس الأسطوانة مجددا لأحكي كيف تحكمنا في زمام الأمور ونحن نواجه كوت ديفوار وغينيا وكيف ضاعت على لاعبينا فرصا سهلة، لكونها الحقيقة لكني، على الرغم من ذلك كنت أسعى ونحن نواجه غينيا لأن نكون في يومنا وأن تحضر النجاعة الهجومية التي غابت في المباراة الأولى.
للأسف تواصل نفس المشهد وهو ما جعلني أؤكد أن هامش الإستفادة كان كبيرا من هذين النزالين واللذين قدما لنا خدمة كبيرة.
- المنتخب: ألا تعتقد معي أن نزالات من هذا النوع ينقلب فيها السحر وبالتالي قد تكون مناسبة لزرع الشك في النفوس أكثر؟
الزاكي بادو: علينا تحديد المعنى بهذا الشك؟ بالنسبة لي واللاعبين نحن مدركون ما تمثله مثل هذه المباريات والغاية منها وهي تختلف كليا عن المواعيد الرسمية، ولا أعتقد أنها بتأثير سلبي على منظومة العمل الذي نشتغل عليه.
أما إذا كنت تقصد الجمهور فأتمنى صادقا أن لا يخضع هذا الجمهور لبعض التأثيرات الجانبية وأن لا يوجه بالشكل السلبي الذي يشككه في قدرات منتخبه ولاعبيه وشخصيا كنت مسرورا بالدعم الذي حظينا به لآخر دقيقة من مباراة غينيا.
- المنتخب: بالعودة لنزال كوت ديفوار، جرى لغط كبير بعد المباراة وكان منصبا على بعض الإختيارات وتم حصرها فقط في اللاعب العرابي، ما تعليقك؟
الزاكي بادو: «اللي لقا أحلى من العسل يلعقو»، لذلك لا أرى أننا نتوفر هنا بالبطولة على من هو أفضل من العرابي، وأي لاعب أختاره ليلعب للفريق الوطني فهو يستحق حضوره ويستحق هذا التشريف.
صحيح أن المرمى أدارت ظهرها للعرابي أمام كوت ديفوار وهو استمرار للحظ العاثر الذي يعاند هذا اللاعب في آخر المباريات، لكن على من بالغوا في الإنتقاد أن يستحضروا تحركات العرابي، وأن يكافئوا اللاعب ويعطوه أجر المجتهد لكونه صنع فرصا من لا شيء وطلب الكرة في ظهر اللاعبين وتحرك وناور وأزعج دفاع المنافس وهذا ليس سهلا، ومن لعب مهاجما يعلم قيمة هذا المجهود.
- المنتخب: لكن البعض لم يتقبل دفاعك عن العرابي كل مرة يفشل فيها في هز الشباك؟
الزاكي بادو: الكرة المغربية ككل تعاني أزمة مهاجم، وتعاني أزمة متمم للعمليات بفعالية كبيرة ومطلقة وأرقام هدافي البطولة في السنوات الأخيرة تحكي هذا.
بالنسبة لي أعتقد أنه من حقي أن أدافع ليس على العرابي فحسب بل على كل اللاعبين، لأني أنا من اختارهم وأنا من ضمهم للمجموعة وبالتالي هو دفاع عن قناعات واختيارات أنا من سيحاكم عليها بعد نهاية المسار وعقدة الأهداف التي تربطني بالجامعة وليس من مباراة رسمية، بل وحتى ودية ترتبط بجزئية غابت عن لاعبه ولم ترافقه وهي جزئية الحظ العاثر.
- المنتخب: ومع ذلك هناك من عاب على الفريق الوطني وخط هجومه افتقارهم في المباريات الأخيرة للنجاعة المطلوبة، فقد تابعنا هذا أمام الأوروغواي وليبيا وساوطومي وكوت دبفوار؟
الزاكي بادو: لا أعتقد أن هناك عاقل كان يطلب منا أن نسجل بمرمى الأوروغواي 4 أهداف مثلا، كما أعتقد أننا أنجزنا المطلوب أمام ليبيا وساوطومي وتحصلنا في هذين المباراتين الرسميتين على 3 نقاط وهذا هو المهم في هذا النوع من التصفيات وليس شيء آخر.
ورغم ذلك خرجت بشجاعة وقلت أن هذه ليست هي النجاعة التي أتمناها وقلت أننا سنشتغل عليها كثيرا.
ما يثلج صدري هو أن نصل لمرمى كل هذه المنتخبات في 7 أو 9 مناسبات وأن نخترق دفاعهم من كل الممرات (الأجنحة والوسط والعمق ومن كل الأطراف) وهو ما حدث أمام كوت ديفوار وغينيا وهما منتخبان بأسلوب مختلف، وحين ستحضر النجاعة سأكون سعيدا بطبيعة الحال، لكن علينا النظر للجانب الإيجابي المرتبط بسخاء الفرص التي نصنعها والتي هي ثمرة عمل كبير في العمق.
- المنتخب: ألن يدفعك هذا للبحث عن عيارات بديلة بإمكانها أن تصنع الفارق وتريحك وتريح أعصاب الجميع؟
الزاكي بادو: من يملك مهاجما أفضل مما هو موجود فليدلنا عليه، بصفوف الفريق الوطني هداف تركيا وهداف غرناطة وهدافان للبطولة (ياجور وحمدالله) بل هداف بالنرويج وبعدها الصين.
وعلى الرغم من ذلك باب المنتخب الوطني مفتوح ومشرع في وجه كل من يستحق وكل يمكنه تقديم الإضافة لأننا هنا ندافع عن الراية المغربية وهمنا واحد هو أن نكون متوحدين ويجمعنا نفس الهم والهدف.
- المنتخب: بدت بعض مراكز الفريق الوطني غير متجانسة، نحن نتحدث عن وجود خلل مثلا في وسط الإرتكاز وفي بدلاء بجودة عالية في الهجوم؟
الزاكي بادو: لا أشاطرك الرأي إطلاقا، لأن الخيارات المتاحة أمامي لا في خط الوسط ولا على مستوى الهجوم لا تقلقني وترفع مؤشر الضغط عندي عاليا لكونه لم يحدث في تاريخ المنتحب المغربي خلال آخر 10 سنوات وأن وجدت تركيبة بهذا الزخم القوي من الأسماء والتي تتنافس بنفس القوة وبنفس القيمة على رسميتها وعلى مجرد أن تكون بديلة كما هو موجود اليوم.
- المنتخب: لكن هناك من لم ينل فرصته على الرغم  من حضوره المتكرر لمعسكرات المنتخب المغربي؟
الزاكي بادو: (يضحك) غريب بالفعل ما يثار من نقاش، لأنه حين أعتمد تشكيلا قارا هناك من يطالب بمنح الفرصة للاعب الفلاني، وحين نمنح هذه الفرصة لعناصر أثبتت أحقيتها في التواجد معنا نجح من يتحدث عن كثرة التجريب.
أمام كوت ديفوار وغينيا وهما مبارتان هامتان لضبط الكثير من الأمور قبل مواجهة غينيا الإستوائية لم يكن أمامي هامش كبير لاختبار الكثير من الأفكار، فقد كنت مقيدا بهدف واحد بلغته ولله الحمد وهو الإطمئنان على الفريق الذي سأركب به تحدي هزم غينيا الإستوائية واستحضار بعض الطوارئ الممكن حدوثها وما الذي ينبغي علي فعلها حينها.
- المنتخب: هناك من ينتقد إقدامك على تجريب واستدعاء لاعبين كثر وكونك لم تستقر على تشكيل مثالي بعد كل هذه المدة التي توليت من خلالها مقاليد الفريق الوطني؟
الزاكي بادو: من يتحدث بهذا الشكل إما أنه يتابع منتخبا آخر غير واقع المنتخب المغربي أو أنه يملك تصورا آخر لا نفهمه في تقييم الأمور الخاصة بكرة القدم.
قبل قدومي وهذا بشهادة الجميع وجدت منتخبا مغربيا مشتتا، لم أجد إرثا قويا وهوية المنتخب كانت مشوهة ومجهولة.
ولكم أن تعودوا لتقترنوا بين الوضع الحالي والوضع السابق، منذ حلولي قررت حصر النواة الرسمية للفريق الوطني والإشتغال كل مرة على إضافة بقيمة وجودة عالية ننعش من خلالها المجموعة ونعزز الصفوف وهو ما تم.
لو حصرنا القائمة ولم نقدم باستدعاء لاعبين جدد هذا معناه قتل روح الإبداع والحماس لبعض اللاعبين وزرع الفشل والتقاعس لآخرين وهذا ليس مفهوما صحيحا للتحفيز.
- المنتخب: أنت مقتنع بأنه صار للمنتخب المغربي على عهدك هوية؟
الزاكي بادو: هذا لا شك فيه، اليوم صار بإمكان المتتبع والجمهور المغربي معرفة التشكيل الرسمي و تخمينه، واستثناءات قليلة فقط هي ما تحدث بسبب إكراه الإصابات والغيابات الإضطرارية، هذا الأمر كان مستحيلا في السابق.
اليوم أيضا بإمكانكم أ التعرف على  أكثر من 90 بالمائة من أسماء القوائم الموسعة ومن يحضر من لاعبين جدد، لا أعتقد أن هناك جدل بخصوص استحقاقهم التواجد معنا.
- المنتخب: على ذكر التنقيحات واللاعبين الجدد، ما هو تقييمك لحضور لاعب من طينة زياش داخل صفوف المنتخب المغربي؟
الزاكي بادو: لا يوجد مدرب في العالم لا يتمنى أن يتواجد معه لاعب مهاري ومبدع بل لاعب فنان من طينة زياش.
لقد اشتغلت على هذا اللاعب لأكثر من طينة وكنت وما زلت مقتنعا بأنه سيصنع لنفسه إن شاء الله تاريخا وإسما من ذهب بالمنتخب المغربي، فترة طويلة لم نعاين لاعبا بهذه المواصفات معنا.
حضور زياش يسعدني كثيرا وأظنه سيمنح المنتخب المغربي مساحة حلول كان بحاجة إليها ولا أعتقد أن هولندا تبكي تخلي اللاعب عنها هكذا مجانا.
- المنتخب: وماذا عن طنان؟
الزاكي بادو: حسرتي كبيرة على غيابه وتخلفه عن هذين اللقاءين، كان بودي تقديمه هو الآخر للجمهور المغربي ولم يساورني الشك ولو للحظة أنه رفقة زياش كانا سيمثلان ملهمين جديدين بصفوف المنتخب المغربي، ومع ذلك سأواكب تطورات وضعه الصحي وأتمنى أن يعود أقوى مما كان لأن مكانه محجوزا بيننا ويملك مواصفات اللاعب الكبير التي نحتاجها بالفعل لتعزيز الحلول الهجومية.
- المنتخب: يعود قريبا بعض من ثوابت المنتخب الوطني الذين غابوا للإصابة، أمر أكيد يسرك ويريحك كثيرا؟
الزاكي بادو: هذا لا شك فيه ولو أني كما قلت مرارا «محزم بالرجال» ومن حضر نيابة عن اللاعبين تغيبوا لأسباب مختلفة أدوا الدور المنوط بهم بمنتهى الشجاعة وتوفقوا فيه، عودة المصابين ومن تغيب عن مباراة كوت ديفوار ستعزز الحلول وستجعلني مطمئنا بعض الشيء للخيارات الممكن استعمالها واستغلالها أمام غينيا.
- المنتخب: أقل من شهر على مباراة غينيا الإستوائية، ما الذي يدور بخاطرك قبل هذا النزال،  وهل تقدم وعودا بعبور هذا الجسر؟
الزاكي بادو: لو كنت سأشك في هذه المجموعة فلا أصلح أن أكون ناخبا وطنيا، أنا دائما واثق من هؤلاء اللاعبين وكونهم يملكون الحافز والإرادة لبلوغ الأهداف المسطرة.
كنت صريحا وأنا أصرح بعد القرعة مباشرة على أنه بغض النظر عن إسم المنتخب الذي سيقابلنا علينا أن نتأهل على الأقل لدور المجموعات، ولا شيء تغير عندي بخصوص هذه القناعات، بل زاد يقيني وتضاعفت ثقتي بما لمسته من ردة فعل إيجابية للاعبين وسعيهم للفوز بهذه المباراة.
صدقني نتيجة آخر مباراتين وديتين أفادتني ولم تضرن في شيء، ما كنت أبحث عنه بلغته ووصفة هزم غينيا الإستوائية مختلفة تماما عن طريقة تدبير المباريات الودية.

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS