الرجاء جرب كل الوصفات دون فائدة، فأين الخلل؟
الجمعة 16 أكتوبر 2015 - 13:18المنتخب: إ.بولفضايل
منذ رحيل المدرب التونسي فوزي البنزرتي، جرب فريق الرجاء كل الوصفات دون أن ينجح في إعادة سيناريو كأس العالم للأندية، و كذا المسيرة الموفقة التي بصم عليها النسور في مرحلة الإياب من البطولة رفقة الإطار التونسي، حين حصدوا الأخضر و اليابس و نجحوا في تحقيق مجموعة من الإنتصارات التي أعادتهم لتضييق الخناق، حينها على المتزعم المغرب التطواني قبل أن يتعرضوا للهزيمة في أخر دورة أمام أولمبيك أسفي، و يضيع اللقب من بين أيديهم، منذ ذلك الحين انتظرت الجماهير الرجاوية صحوة فريقها على أحر من الجمر، لكن ما تكاد تفرح بأول انتصار حتى تتوالى الإنتكاسات مجددا، فلم يعد الفريق الأخضر ذلك الفريق المهاب الجانب و الذي تضرب له الأندية ألف حساب بعد أن عجز عن تحقيق الفوز داخل قلاعه في البطولة لمدة تزيد عن عشرة أشهر.
المكتب المسير جرب كل الوصفات و استنجد بالمدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة المتوج رفقة الدفاع الحسني الجديدي بلقب الكأس الفضية، لكن مقامه لم يدم طويلا بالرغم من تجربته الكبيرة في الملاعب العربية و قيمته الفنية التي لا تناقش، بعده جيء بالبرتغالي جوزي روماو عله ينجح في إستعادة بعض الذكريات من الزمن الجميل حين قاد النسور للتتويج بلقب البطولة دون أن يفلح بدوره في مسعاه ليغادر القلعة الخضراء خائبا و منكسرا، ليتم الإستنجاد بابن الفريق فتحي جمال بشكل مؤقت و الهدف القيام بتشريح للوضعية وكذا عن موطن الداء قبل البحث عن الدواء.
وضع الرجل تقريره بين أيدي الرئيس بودريقة، و على ضوءه تم التعاقد مع المدرب الهولندي رود كرول بالرغم من عدم معرفته بالكرة المغربية، كما وضعت مجموعة من الأسماء في لائحة الإنتقالات في إطار ما سمي حينها «كراطة بودريقة» التي جرفت كل ما كان يبدو غير صالح.
و هكذا شمل التغيير الأطر التقنية ثم اللاعبين، و لم يسلم من التغيير حتى الطاقم الطبي الذي علقت عليه بدوره شماعة بعض الإخفاقات و النتائج السلبية بدعوى تعرض اللاعبين للإصابات و تأخر عودتهم للملاعب، و هكذا يبدو بأن الرجاء قد جرب كل الوصفات، و استعان بمدربين من مختلف المدارس الكروية دون أن يفلح في إيجاد موضع الداء، و تبين بأن الألقاب قد خاصمت الفريق منذ الإنفصال عن المدرب امحمد فاخر، فهل لعنة هذا المدرب هي التي أصابت الفريق، خاصة أنه حرم من حضور كأس العالم للأندية مع أنه الرجل الذي أوصل النسور للعالمية، انطلاقا من المشروع الذي جاء به و الذي استطاع من خلاله بناء فريق متكامل توج في أول موسم له بالإزدواجية كما أنه لم ينهزم بميدانه لأزيد من موسمين؟
الأكيد أن المكتب المسير ارتكب مجموعة من الأخطاء حين فرط في أهم ركائز الفريق (متولي- الراقي- ياجور)، كما أن الإنسياق وراء التغيير و عدم الإستقرار التقني لم يخدم مصالح الفريق الأخضر، فلكل مدرب فلسفته و طريقته في العمل، و الرجاء في الظرفية الراهنة بحاجة لشخص يعرف خبايا الفريق بشكل جيد عله يتمكن من إيجاد الوصفة التي تعيد النسور للسكة الصحيحة في أقرب الآجال لأن الوقت لم يعد يسمح بالتجريب.