كأس العرش: شباب خنيفرة ـ أولمبيك خريبكة
الثلاثاء 13 أكتوبر 2015 - 19:08هل ينجو أولاد زيان من كمين الفوسفاطيين؟
المنتخب:عبداللطيف أبجاو
لحظة تاريخية تلك التي سيعيشها شباب خنيفرة، إذ يخوض لأول مرة في تاريخه دور النصف لكأس العرش، عندما يستقبل أولمبيك خريبكة في الذهاب، لذلك سيعيش الجمهور الخنيفري هذه اللحظة وكله آمال ليواصل مغامرته الجميلة والتأهل للنهائي الحالم، ما دام أن منافسة الكأس علمتنا أنها حبلى بالمفاجآت، لكن الظاهر أن هذا الحلم لن يكون من السهل تحقيقه خاصة عندما يتعلق الأمر بفريق خريبكي لا يمزح وغير مستعد للتنازل عن تأشيرة المرور للنهائي.
مفاجأة أولاد زيان
لم يكن أشد المتفائلين من جمهور شباب خنيفرة ينتظر أن يصل فريقهم لهذا الدور وهو الذي خرج للتو من تجربة فاشلة ولم يضمد بعد جراح عودته السريعة للدرجة الثانية، ومع ذلك استطاع فريق أولاد زيان أن يتجاوز كل الصعاب ليجد نفسه في آخر درج يسبق النهائي، ويصل بالمناسبة لأول مرة في تاريخه للمربع الذهبي.
والواقع أن وصول الفريق الخنيفري لشط النصف مرَ من مباريات متكافئة على غرار مبارتي اتحاد الخميسات واتحاد المحمدية، فيما كان أصعب امتحان أمام شباب الحسيمة الذي اجتازه في دور الربع، وبين هذا وذاك يحلم الفريق الزياني أن يواصل مغامراته ومفاجآته خاصة أن خطوة واحدة باتت تفصله عن المباراة النائية، رغم أن هذه الخطوة تبقى الأصعب.
هل تكون السادسة للفوسفاطيين؟
بالمقارنة مع شباب خنيفرة يبدو أن لأولمبيك خريبكة بصمة على مستوى الكأس، فهو سبق وأن صعد لمنصة التتويج وعانق اللقب عام 2006 مع المدرب مصطفى مديح، ووصل للمباراة النهائية في أربع مناسبات سنوات 1981و1994و1995 و2005، في إشارة إلى أن الفريق الفوسفاطي غير محظوظ على العموم في المباراة النهائية فمن أصل خمس مناسبات لم ينجح في كسب الرهان سوى في واحدة.
ويبدو أن أولمبيك خريبكة بمدربه التونسي أحمد العجلاني يخطط للوصول إلى المباراة النهائية وإضافة اللقب الثاني، خاصة أن المرة الخامسة والأخيرة أي في2006 هي التي شهدت فوزه باللقب في النهايات الخمس التي لعبها، وهو مؤشر على أن الفريق الفوسفاطي إكتسب مناعة الأدوار الأخيرة وقادر على كسب الرهان مجددا.
أوغني وجحيم الأرض
لم تكن بداية شباب خنيفرة في البطولة بالمثالية والناجحة، فإلى غاية الدورة الرابعة لم يسجل الفريق الزياني أي انتصار، إذ تعادل في مبارياته الثلاث في إشارة إلى أن نتائجه في البطولة لا توازي مشواره على مستوى الكأس، حيث أثرت هذه البداية في البطولة على وضعية المدرب حسن أوغني الذي يتعرض لضغط كبير من قبل الجمهور الخنيفري، على غرار المباراة الأخيرة التي تعادل فيها أمام أولمبيك مراكش.
والأكيد أن هذا الضغط الذي يتعرض له المدرب أوغني واللاعبون قد يرخي بظلاله على نفسيتهم وقد يكون له أثر سلبي على مستوى الفريق أمام أولمبيك خريبكة، خاصة أن الأخير لا يقوى على تحقيق نتائج إيجابية على أرضه، فهو تعادل في مباراتيه أمام جمهوره في البطولة، كما تعادل أمام اتحاد المحمدية في الكأس، في إشارة إلى الصعوبات التي يجدها الفريق الزياني أمام جمهوره.
مكر العجلاني
بات لأولمبيك خريبكة بصمة تكتيكية في البطولة، بدليل أنه يعد من الأندية التي أصبح من الصعب تجاوزها للنزعة التكتيكية الصارمة التي يتميز بها وتعتبر أحد الأسلحة الفتاكة التي يواجه بها خصومه، ولنا في الطريقة التي تجاوز بها اتحاد طنجة في الدور الماضي بالكأس وكذا الإنتصار الذي سجله في الدورة الثالثة على أولمبيك أسفي خير دليل على الحضور القوي لهذا الفريق، بل يجسد العمل الذي يقوم به المدرب التونسي أحمد العجلاني كمدرب ذكي وماكر يعرف كيف يستغل إمكانيات لاعبيه والمجموعة التي يتوفر عليها، وكيف يطيح بالخصوم خاصة في المناسبات الكبيرة، على أن الاستقرار التقني الذي راهن عليه مسيرو الفريق الخريبكي كان إيجابيا، بحكم أن العجلاني يقود فريقه للموسم الثاني على التوالي.
الخبرة في مواجهة الحماس
هي مباراة من دون شك متناقضة على المستوى الفني والبشري وكذا التجربة، لكن ذلك لا يمنع أن شباب خنيفرة سيكون تلك القنطرة السهلة العبور، إذ أكد أنه يقدم مستوى جيدا عندما يتعلق الأمر بخصم يتفوق عليه على مستوى الإمكانيات والتجربة، ولنا في ذهاب دور الربع أمام شباب الحسيمة خير دليل بعد أن فاز عليه 1ـ0، لذلك سيتسلح فريق أولاد زيان بسلاح الحماس لتسجيل نتيجة إيجابية رغم الصعوبات التي يجدها على مستوى الهجوم، بدليل أنه سجل هدفين من أصل المباريات الأربع التي خاضها في البطولة.
والأكيد أن أوغني مدرب شباب خنيفرة يدرك أن الصراع التكتيكي سيكون ضاريا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمدرب التونسي العجلاني الذي يعرف أن المباراة لن تكون سهلة بضغط الأجواء الحماسية في المدرجات وكذا لأرضية العشب الإصطناعي، لذلك ينتظر أن يلعب على عنصر المباغتة، إذ يدرك أن الخصم سيحاول الضغط، وغالبا ما ينجح الخريبكيون في هذه الخطة ، ولربما يخطط الفوسفاطيون للاقتراب أكثر من شط النهائي خارج قلاعه رغم أن مباراة فاصلة أخرى تنتظر الفريقين في الإياب.