وليد الكرتي مهندس القلعة: جمهورنا قلب نتائج كثير من المباريات
الثلاثاء 06 أكتوبر 2015 - 11:28وداد هذا الموسم أقوى لهذه الأسباب
بطولة هذا الموسم أصعب والوداد مستعد للتحدي الكبير
ــ المنتخب: حاوره: إبراهيم بولفضايل
عاد اللاعب وليد الكرتي ليتألق من جديد في بطولة هذا الموسم بعد أن أبهر الجميع الموسم الماضي، حيث كان أحد أفضل العناصر الودادية، وأحد صناع التتويج، وفي ظل الإنطلاقة الجيدة للفريق الأحمر على مستوى البطولة كان لنا لقاء مع مهندس الوسط الودادي، تحدث من خلاله عن الإقصاء من كأس العرش وما شكله من تحفيز للعناصر الودادية للتعويض على مستوى البطولة، وبالرغم من الإرتباك الذي رافق المرحلة الإعدادية للفريق البطل فإن ابن مدينة الفوسفاط يؤكد من خلال هذا اللقاء جاهزية فريقه لهذا التحدي الذي ينتظره والمنافسة مجددا على اللقب دون أن يخفي كذلك الإهتمام بمنافسات عصبة الأبطال التي تبقى في نظره أهم الأهداف الإستراتيجية التي تراهن عليها كل مكونات الفريق الأحمر هذا الموسم.
- المنتخب: مقابل انطلاقتكم الجيدة على مستوى البطولة كان هناك إخفاق على مستوى الكأس، كيف تقبلتم هذا الإقصاء؟
الكرتي: كان الإقصاء صعبا على الجميع وخاصة اللاعبين لأننا كنا نراهن على التتويج بهذا اللقب الغالي والذي غاب عن خزانة النادي لعدة سنوات، كان بودنا أن نفتتح الموسم بلقب لكن هذه كرة القدم، فلا يمكن أن نعود للوراء، ويجب أن نتقبل النتيجة ونستفيد من أخطاءنا وننظر للأمام وليس للخلف، وكما يقال «عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم»، ففي الموسم الماضي خرجنا من نفس الدور، وتداركنا الموقف على مستوى البطولة، وأتمنى أن نكرر نفس السيناريو هذا الموسم كذلك.
- المنتخب: لكن في نظرك من المسؤول عن هذا الخروج المبكر من كأس العرش؟
الكرتي: من الصعب تحديد المسؤوليات، وأظن بأننا ضيعنا فرصة الفوز في مباراة الذهاب بمدينة سلا، حيث ضاعت علينا العديد من الفرص الواضحة للتسجيل بسبب سوء الحظ وكذا أرضية الملعب التي لم تساعدنا، فهدف خارج القواعد كان سيحررنا كثيرا من الضغط، كما سيرغم الخصم على لعب مباراة مختلفة بالدارالبيضاء، إذ لن يركن للدفاع كما حدث في تلك المباراة، وهذا يعني بأننا ارتكبنا بعض الأخطاء ولم نكن في المستوى المطلوب.
- المنتخب: بالنسبة لكم، هل كانت الإستعدادات للموسم الجديد في مستوى طموحاتكم؟
الكرتي: بالنسبة لي لم تكن كذلك بحكم غيابي عن معسكر البرتغال رفقة مجموعة من العناصر الأخرى، حيث كنا نتواجد رفقة المنتخب الوطني الأولمبي، لذلك فإننا لم نستفد من الراحة الكافية مثل جميع اللاعبين الآخرين، ومن الطبيعي أن يكون هناك إحساس بالعياء، خاصة على المستوى الذهني، وذلك بفعل الخروج من إقصائيات الألعاب الأولمبية بطريقة غير مقبولة.
- المنتخب: ماذا تقصد بهذه الطريقة الغير مقبولة؟
الكرتي: هي نفس الطريقة التي خرج بها الوداد من منافسات كأس العرش، فأمام المنتخب التونسي ضيعنا فرصة الفوز بحصة عريضة في مباراة الذهاب، وضيعنا عملا امتد لعدة سنوات، مع العلم أننا كنا نتوفر على عناصر جيدة ومنتخب رائع كان بإمكانه تحقيق أشياء جميلة، فالتأهل للأولمبياد كان حلم هذه المجموعة بكاملها، لكننا للأسف خذلنا مدربنا أمام منتخب لم يكن أفضل منا، لذلك كان من الطبيعي أن نتأثر من الناحية النفسية بعد هذا الإقصاء المفاجئ.
- المنتخب: نعود للحديث عن الوداد، كيف ترى التغيير الذي عرفه الفريق خاصة على مستوى تركيبته البشرية؟
الكرتي: أظن بأنه تغيير في الإتجاه الإيجابي، مع كامل احترامي للعناصر التي غادرت الفريق والتي ساهمت بقسط كبير في تتويجنا بالبطولة، فإن التركيبة البشرية لهذا الموسم تبدو أقوى من الموسم الماضي، فهناك مجموعة من العناصر الجيدة التي التحقت بالفريق، ما يجعل كرسي البدلاء أقوى مما كان عليه في الموسم الماضي، وهذا يمنح خيارات كثيرة للمدرب.
- المنتخب: لكن تواجد لاعبين من نفس المستوى قد يخلق بعض المشاكل داخل الفريق؟
الكرتي: لا أظن ذلك فنحن كلاعبين مثل الأسرة الواحدة، هناك احترام متبادل ومنافسة شريفة بين كل العناصر، كما أن هناك مدرب كبير له شخصية قوية يعرف كيف يتعامل مع مثل هذا الوضع، وله صلاحية منح الرسمية للاعب الأكثر جاهزية والأنسب للمباراة، ولا ننسى بأننا عشنا نفس الظروف في الموسم الماضي ولم تكن هناك مشاكل، فالكل كان يعمل من أجل مصلحة الفريق سواء العناصر الرسمية أو الإحتياطية، وبما أن البطولة طويلة وشاقة كما تنتظرنا منافسات عصبة الأبطال فالأكيد أن الجميع سيأخذ فرصته في اللعب خاصة أن اللاعب معرض للعياء وللإصابات كذلك.
- المنتخب: الكبوة على مستوى كأس العرش قابلها تألق في منافسات البطولة، فماذا تعني لكم هذه الإنطلاقة الجيدة؟
الكرتي: تعني بأن الوداد في صحة جيدة وأنه لم يفقد أي شيء من مؤهلاته، وبأننا نسير في الإتجاه الصحيح، لقد خضنا مباراة قوية أمام الجيش الملكي، وخلالها قدم الفريقان مستوى جيد، ومباشرة بعد هذه المباراة كان الإقصاء من منافسات كأس العرش، لكننا استعدنا توازننا في ظرف وجيز وتوفقنا في الفوز على فريق أولمبيك خريبكة خارج القواعد، و رد فعل مثل هذا يؤكد الشخصية القوية للاعبي الوداد وقدرتهم على التعامل مع الظروف الصعبة، كما كان دور الطاقم التقني مهما جدا على مستوى تحفيز اللاعبين وإعادة الثقة إليهم، وهذا ما ساعدنا كثيرا للفوز بمدينة تادلة، ولا ننسى كذلك دعم الجمهور الودادي الذي يمنحنا شحنة معنوية مضاعفة.
- المنتخب: ألا ترى بأن بطولة هذا الموسم ستكون أقوى في ظل الإعداد الجيد لمجموعة من الفرق؟
الكرتي: بالفعل نحن ننتظر أن تكون بطولة الموسم الحالي أقوى وأصعب من الموسم الماضي، فكل الفرق الوطنية استعدت بشكل جيد وعززت صفوفها بلاعبين من داخل الوطن وخارجه، وهذا كله في صالح الكرة الوطنية وكذا الجماهير المغربية التي ستستمتع بمباريات جيدة، فالمنافسة بين مجموعة من الفرق على اللقب سيساهم في الرفع من المستوى، وهذا ما سيفرض على الفرق وكذا على اللاعبين بذل جهود مضاعفة لتحسين مستواهم ومسايرة إيقاع البطولة.
- المنتخب: لكن هذا قد يصعب من مهمتكم، وبالتالي فإن الحفاظ على اللقب لن يكون سهل المنال؟
الكرتي: هذا التتويج باللقب في الموسم الماضي يضاعف من حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقنا تجاه الجماهير الودادية التي أصبحت حاليا تعلق علينا أمالها الكبيرة، نعلم بأنه لم يعد مسموحا لنا بالتراجع عن المكتسبات، هذه هي بداية العودة لسكة الألقاب بالنسبة لجيل جديد من اللاعبين، أظن بأن الموسم الحالي سيكون أصعب لأن البطل يبقى دائما مستهدفا من طرف كل الأندية، علينا أن نستعد بشكل جيد ونكون جاهزين لكل التحديات التي تنتظرنا، وإن شاء الله سنكون في الموعد وهدفنا المنافسة بقوة على لقب البطولة وكذا عصبة الأبطال الإفريقية لنرضي جماهيرنا العريضة التي تنتظر منا الشيء الكثير، نحن كلاعبين واعين بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وسنبذل قصارى الجهود للحفاظ على هذا اللقب ونتمنى أن يكون التوفيق إلى جانبنا.
- المنتخب: إلى جانب البطولة تنتظركم كذلك منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، فماذا تعني لكم المشاركة في هذه المنافسة القارية؟
الكرتي: حاليا تركيزنا منصب على منافسات البطولة الوطنية وعلى المباراة القادمة التي ستجمعنا بالدفاع الحسني الجديدي، فلا يجب أن نحرق المراحل، وبالتالي فإننا نخوض مباراة بمباراة، لكن فريق الوداد اتخذ كل التدابير من أجل ضمان مشاركة مشرفة في المنافسة القارية من خلال الإنتدابات التي أقدم عليها، فعصبة الأبطال من بين أهدافنا هذا الموسم، ستكون تجربة مهمة ومفيدة بالنسبة لنا، أتمنى أن نكون في المستوى ونتمكن من تمثيل الكرة المغربية أحسن تمثيل، يجب ألا نكتفي بالتتويج على المستوى المحلي لأن الطموح بدأ يكبر لدى اللاعبين وكل مكونات الفريق خاصة الجماهير الودادية التي تتوق لعودة فريقها للتألق على المستوى القاري، فآخر مرة توج فيها الوداد بلقب البطولة استطاع أن يبلغ المباراة النهائية لعصبة الأبطال، حيث خسرها بصعوبة أمام الترجي التونسي.- أظن بأن الوداد قد تغير هذا الموسم نحو الأفضل وأصبحت لديه كل المقومات التي ستمكنه إن شاء الله من الذهاب بعيدا في هذه المنافسة القارية وذلك بوجود فريق متكامل يتكون من عناصر متميزة لها من الخبرة ما يكفي للذهاب بعيدا في هذه المنافسة القارية.
- المنتخب: تحدثت عن المباراة القادمة أمام الدفاع الجديدي، كيف ترى هذه المواجهة؟
الكرتي: ليست هناك مباراة سهلة، كل المباريات صعبة بالنسبة لنا، وكما قلت سابقا فإن الفريق البطل يبقى مستهدفا من طرف جميع الأندية التي ستسعى جاهدة للإطاحة به، والدفاع الجديدي يبقى فريقا محترما ويتوفر على لاعبين جيدين، ومدرب يعرف كل التفاصيل الدقيقة عن الأندية الوطنية، وغالبا ما قدم مباريات كبيرة بمدينة الدارالبيضاء، أظن بأن المباراة ستتميز بالقوة والحدة من كلا الجانبين لأن الفريق الجديدي سيبذل كل جهوده لتفادي الخسارة، في حين أن خيارنا الوحيد هو الفوز لتحقيق العلامة الكاملة والإستمرار في قيادة الترتيب العام خاصة أننا سنكون بملعبنا وأمام جماهيرنا.
- المنتخب: الجمهور الودادي عاد بقوة في الموسم الماضي، ماذا تنتظرون منه هذا الموسم كذلك؟
الكرتي: الجمهور الودادي كان له دور كبير في تغيير صورة الفريق وظهوره بهذا المستوى المشرف، فالجمهور كان هو اللاعب رقم 12، فهو المساند الرسمي للفريق وللاعبين سواء داخل الميدان أو خارجه، فحينما ندخل لأرضية الميدان ونشاهد هذا الحضور الجماهيري الكبير وهذه التيفوات و ل تلك الإحتفالية التي تصنعها الجماهير الودادية بالمدرجات فإن الحماس يزداد ويتضاعف، فقوة الوداد في هذا الحضور الجماهيري الذي كان وراء تغيير نتائج المباريات لصالحنا من خلال تشجيعاته لنا وكذا ضغطه على خصومنا، وهذا الموسم أظن بأن الحضور الجماهيري سيكون أكبر و أقو، وإن شاء الله سيكون الجمهور الودادي مرة أخرى في الموعد كعادته لتقديم الدعم والمساندة اللامشروطة، وقد أكد هذا من خلال حضوره القوي في الكلاسيكو وكذا بتنقله لمدينة تادلة.
- المنتخب: تألقت مؤخرا في دوري تولون، وأبدت مجموعة من الأندية الفرنسية اهتمامها بك، هل تفكر في خوض تجربة احترافية؟
الكرتي: إنه لشرف كبير أن أحظى باهتمام أندية أوربية، وهذا ما سيحفزني على مزيد من العمل، لكني ما زلت مرتبطا بعقد مع الوداد، وبالتالي فإن القرار بيد إدارة الفريق، وشخصيا لا أريد أن أشغل بالي كثيرا بمثل هذه المواضيع حتى لا أتأثر بها لأن لدي رغبة لتقديم مزيد من العطاء والتألق رفقة فريق الوداد والمساهمة في تحقيق مزيد من الألقاب رفقته، فهذا الموسم تنتظرنا عصبة الأبطال الإفريقية أتمنى أن نتوج بلقبها ونشارك في كأس العالم للأندية، لكن الأكيد أن طموحي لن يقف عند هذا الحد فمثل أي لاعب طموح، أتمنى أن أتألق وأطور مؤهلاتي مع فريق الوداد وبعدها سأفكر في العروض الإحترافية التي يمكن أن أتوصل بها، وكما قلت لك في لقاء سابق فإني أفضل الليغا الإسبانية التي تعتبر من أقوى البطولات على المستوى العالمي.
- المنتخب: في ختام هذا اللقاء، ما هي رسالتك للجماهير الودادية؟
الكرتي: أشكركم أولا على هذه الإستضافة، وأقول للجميع عواشركم مبروكة، كما أستغل هذه الفرصة لأشكر الجماهير الودادية على دعمها ومساندتها لنا، وأطلب منها أن تتابع تشجيعها لهذه العناصر مهما كانت النتائج، وهذا التلاحم بين الجمهور واللاعبين وكل مكونات الفريق هو مصدر قوتنا، وإن شاء الله سنعمل جميعا وسنضع اليد في اليد من أجل هدف واحد وهو اللقب رقم 19 هذا الموسم وكذا العودة بقوة للواجهة القارية.