فوزي البنزرتي ربان الرجاء: الألم يحفر القلب
الإثنين 17 مارس 2014 - 15:48تأثرت للإقصاء أمام حوريا لأنها المرة الأولى التي لم أتأهل فيها لدور المجموعتين
إتفقت مع الرئيس على مواصلة العمل ومتابعة الإصلاح
مشكل الرجاء الكبير هو ضياع الفرص بشكل غير طبيعي
بعد خروج الرجاء من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية كان لا بد من الإتصال بالمدرب فوزي البنزرتي لمعرفة وجهة نظره في هذا الإقصاء وفي مجموعة من الأشياء التي تهم الفريق الأخضر وكان علينا انتظار حضوره في ثاني حصة تدريبية والتي توافق الحصة المفتوحة على وسائل الإعلام لنلتقي بالرجل، حيث بدا لنا شديد التأثر بخروج فريقه من هذه المسابقة، وعاد في تفسيره لهذا الإقصاء ليركز على افتقاد فريقه للفعالية الهجومية وحاجته لهداف وللاعب من طينة الوادي، مؤكدا تأثر فريقه بخروج هذا اللاعب، لكنه بالمقابل رفض الحديث عن بعض الأشياء الأخرى وذلك تحت ذريعة الحفاظ على استقرار المجموعة وحماية لها، ودافع أيضا عن كل لاعبيه وشكرهم على المجهود الذي بذلوه طيلة فترات المباراة، ووعد كذلك بالعمل على إصلاح الوضع في المرحلة القادمة، وإليكم أهم محاور هذا اللقاء.
- تخلفت عن أول حصة تدريبية بعد الإقصاء أمام حوريا كوناكري، فهل كانت هذه بوادر مغادرتك لفريق الرجاء؟
«لم أحضر هذه الحصة التدريبية لأنني كنت بحاجة لبعض الراحة، وأقصد هنا الراحة الذهنية والنفسية لأنني تأثرت كثيرا بهذه النتيجة وهذا الإقصاء المر والذي يصعب تقبله وتحمله خاصة بالنسبة لشخص مثلي قضى كل هذه المدة الطويلة في ميدان التدريب وحقق العديد من النجاحات رفقة كل الأندية والمنتخبات، لذا فمن الطبيعي أن يكون القلق، وحينما لا تكون الأمور على ما يرام فإنني أفضل دائما الإنسحاب».
- بعد المباراة، هل فعلا ودعت اللاعبين بمستودع الملابس؟
«كما قلت بعد المباراة كان الجميع متأثرا بهذه النتيجة وهذا الإقصاء الذي لم نكن ننتظره، ومن الطبيعي أن أكون أول من تأثر بالنتيجة، وحينها تحدثت للاعبين لكنني لم أعبر عن ذلك بطريقة مباشرة».
- هل كانت لك جلسة مع المكتب المسير في هذه المرحلة؟ وكيف كان رد فعل الرئيس؟
«تكلمنا كثيرا في هذا الموضوع وحظيت بالدعم والمساندة من طرف جميع الرجاويين وبالأخص الرئيس محمد بودريقة، وكان الإتفاق على مواصلة العمل بنفس الجدية ونفس الحماس، وسنحاول إصلاح الوضع وتحقيق نتائج أفضل في المستقبل».
- في نظرك، ما هي الأسباب التي أدت لهذا الإقصاء؟
«هذه أول مرة في حياتي أعجز فيها عن الوصول لدور المجموعتين، وهذا يعني أن الأمور لم تسر في الإتجاه الذي خططنا له، لقد خلقنا العديد من الفرص الواضحة للتسجيل والتي لا تضيع عادة، لكن للأسف لم نسجل منذ البداية حتى نتحرر ونتمكن من إضافة أهداف أخرى.
لو سجلنا في الجولة الأولى مثلا لتفوقنا على الأقل بثلاثية لأنها حينها ستكون المباراة سهلة بالنسبة لنا لأن الخصم لم يكن أقوى منا، والمشكل الكبير الذي نعاني منه داخل الرجاء هو إهدار الفرص وعدم تسجيل الأهداف.
- صحيح أنه يبقى لك الحق في اختيار التشكيل الأساسي، لكننا نود أن نعرف سبب إقحامك لبعض اللاعبين عوض آخرين رسميين؟
«أريد أن أقول أولا بأن هناك بعض الأشياء التي لا أريد أن أتكلم عنها أو أخوض فيها، وذلك لكي أحمي المجموعة أولا ثم اللاعبين أنفسهم أيضا، وأظن بأن غياب لاعب معين لا يجب أن يؤثر على أداء المجموعة ككل، ونحن هنا من أجل خدمة الفريق بغض النظر عمن يتم إشراكهم، فقد كان لزاما علينا الحذر حتى لا نقبل أي هدف وحتى لا تزداد مهمتنا تعقيدا، لذلك كانت هناك اختيارات استراتيجية لهذه المباراة بمراعاة تراجع مستوى بعض اللاعبين وأشياء أخرى لا أريد أن أخوض فيها حماية لمصالح الفريق».
- هل أثر عليكم خروج الوادي منذ البداية؟
«بالفعل كان خروجه مؤثرا لأنه لاعب مميز والوحيد الذي يجيد الإختراق والتوغل داخل المربع وكذا خلق الفرص الواضحة للتسجيل، وكان كذلك يدخل ضمن الإستراتيجية التي أعددناها للمباراة فهو عنصر أساسي لكن للأسف تعرض للإصابة ويلزمنا لاعبين من طينته».
- عصبة الأبطال كانت تدخل ضمن الأولويات بالنسبة للرجاء، الآن ما هي أهدافكم رفقة الفريق؟
«من مبادئي حين أتعاقد مع أي فريق كبير من حجم الرجاء ألا أسأل عن الأهداف التي تبقى بديهية وهي المنافسة على كل الواجهات والألقاب، صحيح أن عصبة الأبطال كانت إحدى هذه الأولويات، لكن الأهم هو كيف تفوز في المباريات التي تخوضها، لأنه حين تفوز في كل المباريات فالأكيد أنك ستفوز بالألقاب».
- في نظرك هل تعاني التركيبة البشرية للرجاء من نقص ما؟
«في نظري الفريق يلعب بشكل جيد ونتمكن في كل مباراة من خلق العديد من فرص التسجيل لكنها تضيع بنسبة كبيرة وغير طبيعية، وهذا لا يليق بفريق ينافس على الألقاب.
ما يمكن أن أقول بهذا الخصوص أنه ينقصنا لاعبين بفعالية أكبر حتى نتوفق في استغلال نسبة من هذه الفرص التي نخلقها في كل مباراة».
- وماذا عن حظوظكم على مستوى البطولة؟
«الحظوظ ما زالت قائمة بحكم عدد المباريات المؤجلة التي تنتظرنا، لكن المهمة لن تكون سهلة ويلزمنا العمل، ومرة أخرى أؤكد على ضرورة معاجلة المشكل الذي نعاني منه وهو ضعف الفعالية الهجومية وتسجيل الأهداف».
- هل سيستمر البنزرتي مع الرجاء إلى نهاية عقده؟
«العلم لله، فالنتائج بعد كأس العالم لم تعجبن وليست في مستوى فريق الرجاء وأيضا كما كنت أتصوره وهذا ما يجعل المسؤولية أصعب في الوقت الحالي، وأنا هنا من أجل إصلاح هذا الوضع وسنحاول أن نوظف كل خبرتنا لكي يعود الفريق لمستواه ويكون أفضل وأحسن إن شاء الله».
- هل لديك مشكل مع بعض اللاعبين ومنهم زمامة بالخصوص؟
«ليس لدي أي مشكل مع أي لاعب، وكما قلت سابقا فإنني لا أريد أن أتكلم عن اللاعبين لأنهم ينتمون للمجموعة ومن الواجب علي أن أحافظ على استقرار هذه المجموعة، ومهما يحصل بيننا ليس لدي الحق تبعا لقانون الكرة أن أفصح عنه.. وبالنسبة لزمامة فإنه كان مصابا كما يعرف الجميع ولمدة خمسة أشهر وهو حاليا يسترجع مستواه تدريجيا وسينال فرصته، وأي لاعب لكي يأخذ مكانه يجب أن يؤكد ذلك في الحصص التدريبية».
- كلمة أخيرة لجمهور الرجاء..
«أتأسف كثيرا لهذا الجمهور الذي ساندنا في كل المباريات وخاصة أمام حوريا كوناكري، كنا نتمنى أن ندخل الفرحة لقلوب هذه الجماهير ولم نتوفق وهذا ما زاد من قلقنا.
لكني أؤكد بأنه لم يكن هناك أي تقاعس من جانب اللاعبين، حيث كان عطاؤهم غزيرا طيلة المباراة وخلقوا أزيد من سبعة فرص واضحة سجلت منها واحدة فقط وهذا غير كافي لتحقيق التأهل، ونتأسف كثيرا لما حدث».
حاوره: إبراهيم بولفضايل