مازيمبي الكونغولي ـ المغرب التطواني:مواجهة كالنار والتأهل فيها أجمل خيار
الجمعة 11 شتنبر 2015 - 23:02المنتخب: عبدالسلام قروان
برمجت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم مباراتي الجولة الأخيرة من دور المجموعتين لعصبة الأبطال الإفريقية في ذات التوقيت باعتبار أنهما سيتحددان فيهما الفريقان المؤهلان إلى المربع الذهبي.
ورحل المغرب التطواني لمواجهة تيبي مازيمبي الكونغولي هذا السبت على الساعة الثالثة والنصف بالتوقيت المغربي، في حين سيواجه الهلال السوداني فريق سموحة المصري الذي خرج من المنافسة بعد الهزيمة الأخيرة أمام المغرب التطواني.
وانحصر التنافس على بطاقتي العبور للنصف النهائي في ثلاثة فرق وهي المغرب التطواني والهلال السوداني ومازيمبي الكونغولي، إذ يحتلون المرتبة الأولى برصيد 8 نقاط مع امتياز لفريق الحمامة البيضاء الذي حقق الإستثناء في اللقاءات المباشرة برصيد نقاط 5 من (تعادلين وفوز)، يليه الهلال السوداني بـ (تعادلين وفوز) ثم مازيمبي الذي تحصل على هزيمة وتعادلين.
موقعة ملعب لوبومباشي بالكونغو لا تهم المغرب التطواني فقط، بل ستشرئب لها أعناق الهلال السوداني الذي يعلق آماله على مازيمبي بالفوز على المغرب التطواني، بينما عليه تجاوز سموحة المصري ليضمن تأهلا سهلا، لكن الفريق المصري يريد حفظ ماء وجه الكرة المصرية في عصبة الأبطال الافريقية، حيث لن يكون سهل التجاوز، ووهو نفس طموح المغرب التطواني الذي يأمل بأن يطيح الفريق المصري بالفريق السوداني لتضمن الحمامة البيضاء مرورها لدور النصف النهائي، مهما كانت نتيجة مقابلته، وسيدافع الفريق التطواني على كامل حظوظه لتحقيق نتيجة إيجابية أمام خصم من العيار الثقيل، والعناصر التطوانية عودتنا في هذه المنافسة على الإطاحة بالكبار، ما سيكون ورقة ضغط كبير على الفريق الكونغولي مازيمبي في هذه المقابلة المصيرية.
الرحلة صعبة
لا خيار للمغرب التطواني في هذه الرحلة الصعبة من بين الرحلات الخارجية التي قام بها في المنافسة الإفريقية سوى تحقيق الإنتصار بملعب لومومباشي، كما هو خيار وحيد للفريق الكونغولي الذي يريد هو الآخر الفوز في هذه المقابلة ليكون ضمن الأربعة الكبار، وسيعمل على استغلال عاملي الأرض والجمهور هذا الأخير عودنا على مؤازرة مازيمبي في مثل هذه المباريات الفاصلة وسيكون ورقة يراهن عليها الفريق للضغط على خصمه التطواني، لكن كرة القدم لا تخضع للمنطق، ولا تعترف بامتياز الأرض والجمهور، ولا تعير اهتماما لتصنيف الإتحاد الدولي فيفا الذي يضع نادي مازيمبي ضمن الفرق القوية على الصعيد الافريقي، لذا فالملعب هو الفيصل وصاحب كلمة الحسم.
تفاؤل كبير
يعرف الطاقم التقني للمغرب التطواني على أن المقابلة لن تكون سهلة وكيف لها أن تكون والخصم من العيار الثقيل يتوفر على لاعبين مجربين على الصعيد الإفريقي، لذلك سيبرز عنصر الحيطة والحذر من الجانبين خوفا من أية مفاجأة واردة في مثل هذه المباريات المصيرية التي ستحدد المتأهل إلى المربع الذهبي، ولتحقيق نتيجة إيجابية كانت استعدادات المغرب التطواني مكثفة طيلة الأسبوعين الماضيين، حيث ركز الإسباني سيرجيو لوبيرا على الجانب البدني والتقني للوقوف أكثر على مدى جاهزية لاعبيه لهذه المقابلة، إذ ساد الإستعدادات التي جرت على أرضية ملعب سانية الرمل بتطوان بحضور جميع اللاعبين نوعا من الإنضباط والجدية والتفاؤل لتحقيق الفوز وتقديم مقابلة في المستوى المطلوب أمام خصم ليس كباقي الخصوم والذي سيكون مؤازرا بجماهير غفيرة قد تملأ جنبات ملعب لومومباشي.
وليكون الفريق جاهزا لهذه المقابلة إرتأى المدرب الإسباني سيرجيو لوبيرا متابعة أشرطة لبعض مباريات مازيمبي للوقوف على مكامن الخلل داخل النهج التكتيكي الذي ينهجه مدربه الفرنسي باتريك كارتيرون، وقد قدمت له هذه الأشرطة صورة واضحة على النادي الكونغولي الذي يتوفر على فريق قوي خصوصا على مستوى خطي الوسط والهجومي، وسيكون المغرب التطواني في هذه المواجهة الملغومة مكتمل الصفوف بعدما استرجع جميع لاعبيه المصابين بمن فيهم كروش وكرادة والخلاطي، وستسجل المقابلة غياب أحمد جحوح الموقوف لمقابلتين وزهير نعيم الذي استأنف تداريبه مؤخرا بشكل عادي وما زال ينتظر الضوء الأخضر من المدرب لوبيرا للعودة إلى التشكيلة الرسمية للفريق.
قمة إفريقية صادمة
يجمع جميع المتتبعين على أن مواجهة مازيمبي الكونغولي والمغرب التطواني عن الجولة السادسة لدور المجموعتين لعصبة الأبطال الإفريقية التي سيحتضنها ملعب لومومباشي يوم السبت المقبل تعد قمة قوية وصادمة، لأنها ستكون مصيرية بالنسبة للفريقين معا وكل واحد سيدافع عن كامل حظوظه لتحقيق نتيجة مرضية تؤهله إلى المربع الذهبي لاعتبارات عديدة، ففريق الماط قدم مستوى جيدا في اللقاءين الأخيرين أمام الهلال السوداني وسموحة المصري عن عصبة الأبطال وأمام الجيش برسم سدس عشر نهائي كأس العرش، وبرهن للجميع على أنه استرجع كل مقوماته وقادر على مواصلة الطريق الصحيح في هذه المنافسة شريطة أن يكون التحكيم في المستوى المطلوب أمام خصم له سوابق في هذا المجال بضغطه الكبير على الحكام كما فعل مع الوداد البيضاوي سابقا، بالمقابل فريق مازيمبي وبعد أن مني بهزيمة بالسودان أمام الهلال يريد الدفاع عن كبريائه في هذه المقابلة وتعويض خسارته، لكن هذه المرة الخصم هو المغرب التطواني القادر على خلق المفاجأة كما سبق له أن أطاح بفرق كبيرة داخل قواعدهم (الأهلي المصري - الهلال السوداني)، والمغرب التطواني عودنا على مثل هذه المفاجآت لأنه يكبر مع الفرق الكبيرة ويقدم صورة مثالية عن الكرة المغربية ما جعله ينال عطف المغاربة الذين يرون فيه الممثل الوحيد للكرة المغربية في هذه المنافسة القوية والقادر على المرور إلى المربع الذهبي والوصول إلى المقابلة النهائية.
الخصم معروف
نادي تيبي مازيمبي الكونغولي واحد من الفرق القوية على الصعيد الإفريقي ومعروف بصولاته وجولاته في هذه المسابقة التي فاز بلقبها أربع مرات سنوات (1967ـ1968ـ2009ـ2010)، وهو من الأندية الكبيرة بالكونغو، ومواجهة مثل هذه الأندية في حد ذاته حافزا مهما للاعبين ما سيدفعهم للتركيز بشكل كبير، والرغبة في المرور إلى المربع الذهبي تفرض التعامل بذكاء واستغلال الفرص التي ستتاح لمهاجمي المغرب التطواني في المباراة.
مقابلة ملغومة والخوف من التحكيم
سيكون المغرب التطواني أمام محك حقيقي، حيث سيخوض المباراة أمام مازيمبي بشعار نكون أو لا نكون، إذ بات الفوز هو الخيار الأنسب للعناصر التطوانية إن هي أرادت مواصلة المشوار بنفس العزيمة والإرادة، والمسؤولية أصبحت على عاتقها لكي تحقق المبتغى، دون انتظار نتيجة سموحة المصري والهلال السوداني، فهل تدرك العناصر التطوانية أنها ستكون في مواجهة ملغومة أمام مازيمبي الذي هو الآخر سيعمل كل ما في وسعه لتحقيق الفوز تبقيه في المنافسة؟
بينما يبقى هاجس الخوف لدى الجماهير التطوانية والمغربية عامة وجميع مكونات المغرب التطواني هو التحكيم الذي قد يكون الفاصل في مثل هذه المباريات الحاسمة، في حال إذا لم تتدارك الكونفدرالية الموقف وتعين حكما في المستوى الكبير، لأن الفريق الكونغولي له عدة سوابق للضغط على الحكام واستغلال عاملي الأرض والجهور الذي يعتبر القوة الضاربة لهذا الفريق، نتمنى أن يكون الطاقم التحكيمي الذي عينته الكاف بقادة الحكم الزامبي جاني سيكازوي في المستوى المطلوب ويعطي صورة مثالية عن التحكيم الإفريقي.
كومندو جاهز للإقلاع
بكل تأكيد وقياسا بما قدمه المغرب التطواني من قناعات جد محترمة في المباريات الأخيرة أمام كل من الهلال السوداني وسموحة المصري عن دور المجموعتين لعصبة الأبطال الإفريقية والجيش الملكي عن دور سدس عشر نهائي كأس العرش، لا يمكن إلا التأكيد على أن التركيبة التطوانية الحالية والكومندو المشكل لها ورغم مجموعة من الغيابات الوازنة قادر على الوفاء بالأدوار المنوطة به في هذه المقابلة النارية..
تنوع الإختصاص وتواجد رجال بأدوار منوعة ولاعبين لهم من الكفاءة والتجربة، خاصة ما يؤهلهم لربح الموقعة مهما كانت درجة خطورة وصلابة المنافس، أبرهون، لكحل، الحواصي، خضروف، بلخضر والميموني، رجال الخبرة والتجربة ينضاف إليهم تواجد لاعبين يحذوهم الحافز الكبير للتألق وتجاوز حاجز مازيمبي.
مخطط لوبيرا
لكل مقابلة أسلحتها التكتيكية وذلك بالنظر لطبيعة الخصم وإمكانياته، والأكيد أن المدرب الإسباني لوبيرا من خلال المباريات الأخيرة لفريقه يحمل في ذهنه تصورا عن الأسلوب والنهج التكتيكي الذي سيعتمده في هذه المقابلة أمام مازيمبي، ومن دون شك فإن الخصم سيحاول المجازفة وسيبحث عن الفوز هو الآخر لأنه يعرف جيدا أن المقابلة لن تكون سهلة، والمغرب التطواني عازم على الإطاحة به داخل قواعده لأنه يعي جيدا مفاتيح المواجهة وكيف سيستغلها لصالحه ليخرج متفوقا فيها.