الزاكي بادو يُشَرِّح حصريا لـ «المنتخب» مباراة ساوطومي:
الأربعاء 09 شتنبر 2015 - 16:34أهتم بالأداء الجماعي ولكنني لا أضعه أبدا فوق النتيجة
أرضية الملعب كانت خصما أكثر شراسة من منتخب ساوطومي
نحتاج إلى عمل متواصل لرفع النجاعة الهجومية إلى أعلى مستوياتها
ساوطومي: حاوره أمين المجدوبي
أكد الناخب الوطني الزاكي بادو بعد الإنتصار على ساوطومي بثلاثة أهداف لصفر بأن الفريق الوطني حقق من مباراته ما هو أهم، أي النقاط الثلاث التي تخول له البقاء في الصدارة والإستمرار في المنافسة على البطاقة المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم بمعنويات مرتفعة، من دون أن يخفي ما أظهرته المباراة مجددا من خلل على مستوى المنظومة التكتيكية بسبب إرتكاب أخطاء يتم تصحيحها تدريجيا.
- المنتخب: ما جئتم من أجله إلى ساوطومي تحقق، هل كنت تتوقع أن يكون فوز الفريق الوطني بهذا السيناريو؟
الزاكي بادو: أي مدرب إلا ويضع سيناريوهات محتملة لأي مباراة يلعبها إنطلاقا من معرفته بفريقه وأيضا انطلاقا مما يعرفه عن الفريق المنافس، أعتقد أننا في هذه المباراة كنا مواجهين أكثر بحاجز إستراتيجي تمثل في أرضية الملعب الإصطناعية والتي لا تناسب في الغالب إمكانيات لاعبين مثل لاعبينا الذين يريدون توظيف المهارات الفردية في تمرير الكرات، أعتقد أن السيناريو الذي جاءت به المباراة لم يفرضه منتخب ساوطومي بل نحن من فرضناه بفعل أننا دخلنا المباراة برهان تحقيق الفوز ولا شيء غيره ما دام أننا نراهن على البقاء في الصدارة.
لقد خططنا لإعتماد الهجمات السريعة ومباغثة الفريق المنافس منذ ضربة البداية، وكما شاهدتم أضعنا العديد من الفرص قبل أن نتمكن من تسجيل ثلاثة أهداف في أقل من عشر دقائق، وهذا معطى فني ومعنوي يستحق الدراسة.
- المنتخب: هل تملك تفسيرا لتأخر الفريق الوطني في تسجيل الهدف برغم كم الفرص التي حصل عليها؟
الزاكي بادو: كل مباراة خارج ميداننا إلا ونبدأها بطريقة متحفظة وحذرة بهدف قراءة نوايا الخصم وبهدف التأقلم مع أرضية الملعب، وهنا بساوطومي ما شغلنا أكثر هي أرضية الملعب المكسوة بعشب إصطناعي من جيل متقادم ومهترئ أكثر ما شغلنا منتخب ساوطومي الذي اختلف أداؤه نسبيا عن الأداء الذي ظهر به في مباراته السابقة أمام منتخب الرأس الأخضر وخسرها بالسبعة، ومع ذلك فقد إجتهد لاعبونا في الدخول إلى المباراة بشكل مبكر وتمكنوا برغم سوء أرضية الملعب من إنتاج العديد من الفرص، إلا أن الأهداف تأخرت نسبيا ولكنها أتت مثل الشلال الذي يروي الظمأ، فقد أنهينا الشوط الأول متقدمين بثلاثة أهداف وبذلك أقفلنا كل الأبواب وأصبحنا مطمئنين على فوزنا وعلى نقاطنا الثلاث.
- المنتخب: توظيف اللاعبين على مستوى وسط الميدان ما فتئ يشهد تغييرات كثيرة، ما يفقد الفريق الوطني القدرة على إنتاج نفس الأداء من مباراة إلى أخرى؟
الزاكي بادو: الأمر يتعلق بمنتخب وطني لا يجتمع ولا يجري مباريات إلا من فترة لأخرى ويخضع أيضا لمنطق الغيابات إما بسبب الإصابات وإما بسبب ضعف التنافسية التي تتحكم فيها وضعيتهم داخل أنديتهم، إلا أنني حريص على ضمان الإستمرارية قدر ما أستطيع للحفاظ على النواة الصلبة، وقد شاهدتم أننا في مباراة ساوطومي إفتقدنا للمهدي بنعطية عنصر الإرتكاز في وسط الدفاع الذي يملك بالفعل شخصية القائد، لأن وجوده في الغالب يحرر عصام العدوة الذي يجري توظيفه في وسط الملعب أحيانا، لم يكن أيضا بالإمكان أن نعتمد على الحسين خرجة للأسباب التي ذكرتها آنفا، كما أن هناك متغيرات كثيرة فرضت غياب عناصر مثل برادة وبلهندة وبوصوفة، لذلك نسعى دائما لأن نتعامل مع ما هو متاح، وقد لعبنا مباراة ساوطومي بأفضل تشكيل ممكن، وتمكن وسط الميدان من السيطرة على أجواء المباراة وسمح لنا بفرض إيقاعنا، عموما لنا خيارات كثيرة يمكن أن نعتمدها في بناء وسط الميدان الحلقة الأقوى في منظومة اللعب، مع أنني ثواق للوصول إلى توليفة ثابتة لا تتغير من مباراة إلى أخرى بهدف الإبقاء على الإنسجام وعلى تناغم وتصاعد الأداء.
- المنتخب: هل قصدتم أن تكون الجولة الثانية بذاك الإيقاع المنخفض، إلى الدرجة التي لم نتمكن معها من التسجيل؟
الزاكي بادو: عندما تدرك أنك تلعب فوق أرضية سيئة، أو على الأقل لا تتطابق مع إمكانيات اللاعبين ومع ما تعودوا عليه، وعندما تتقدم في جولة أولى بثلاثة أهداف تحسم بها نتيجة المباراة لمعرفتك اليقينية أن الخصم ليس من العيار الذي يمكن أن يقلب المباراة رأسا على عقب، فإنك تعمل بشكل تلقائي على خفض الإيقاع وتجنب كل الصراعات الثنائية التي قد تتسبب في إصابات لا قدر الله، علما بأن لاعبي ساوطومي أبدوا في الشوط الثاني ردات فعل عنيفة، لطالما أن كبرياؤهم كان مجروحا.
كان بالإمكان أن نسجل أهدافا أخرى في الشوط الثاني من فرص سانحة لولا سوء التركيز الذي يلازم لغاية الأسف إنهاء الهجمات منذ وقت طويل، ونحن نشتغل باستمرار على هذا الجانب لرفع إنتاجية الخط الهجومي، عموما سجلنا إلى الآن في الإقصائيات جيد، سجلنا أربعة أهداف من عشرات الفرص السانحة ولم يدخل مرمانا أي هدف.
- المنتخب: هل أنت راض على أداء عناصرك في هذه المباراة؟
الزاكي بادو: عندما نقف على حقيقة الظروف الإستراتيجية التي ميزت المباراة وعلى حقيقة الضغوط الممارسة على اللاعبين، فإنني أبدي كامل الرضى على الأداء وعلى النتيجة فهي بالتأكيد لم تأت من فراغ، قد لا يكون الأداء قد راق الكثيرين ولكن في مباريات من هذا النوع تلعب في هذه السياقات وفي هذه الظروف يكون ضروريا أن ننتبه إلى النتيجة أكثر ما نكثرت بالأداء الذي أظنه يتحسن من مباراة لأخرى، وعندما يحين موعد مواجهة منتخبات من العيار الثقيل آنذاك سنحضر بالروح والأداء والتصميم على تحقيق الفوز، لأن هذه هي أبرز السمات التي تطبع علاقاتنا كطاقم تقني وكلاعبين.
- المنتخب: تخلصت الآن من مباراتين بأفضل حصيلة ممكنة، وستواجهك مرحلة حاسمة ومفصلية عندما تلتقي منتخب الرأس الأخضر ذهابا وإيابا، هل تعتقد أن بمقدور الفريق الوطني أن يحسم هذه المواجهة المزدوجة لصالحه؟
الزاكي بادو: طوينا اليوم صفحة ساوطومي وما أصبح يشغل تفكيرنا الآن هما المواجهتان الوديتان اللتان سنخوضهما تباعا شهر أكتوبر القادم أمام منتخبي كوت ديفوار وغينيا بهدف التحضير للمواجهة القوية أمام منتخب غينيا الإستوائية برسم الدور الأول لتصفيات كأس العالم 2018، أما ما يتعلق بمواجهة منتخب الرأس الأخضر فتاريخها هو شهر مارس من السنة القادمة ومؤكد أن أشياء كثيرة ستحدث، من دون أن تغير من اعتقادنا من أن هذه المواجهة ستكون حاسمة ومصيرية، ولكن ليثق الجميع من أننا سنتعامل مع كل مباراة بالجدية المطلوبة.
- المنتخب: لا بد أن الأجواء التي واكبت مباراتنا أمام ساوطومي، أجواء الإستعداد بأكادير وأجواء السفر قد ساعدت كثيرا على تحقيق الفوز بثلاثية؟
الزاكي بادو: بطبيعة الحال، فعندما يتعلق الأمر بمباريات نجريها في العمق الإفريقي يكون ضروريا أن نجهز كل الظروف بقدر الإمكان للتخفيف عن اللاعبين وتحضيرهم للمواجهات بالشكل المطلوب، فكلنا يعرف صعوبة الأدغال الإفريقية التي يدعى الفريق الوطني للعب فيها، وعندما يضاف لهذه الصعوبة صعوبة التنقل تزداد المهمة تعقيدا، لذلك أشكر من صميم القلب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وعلى رأسها السيد فوزي لقجع على أنها تعاملت بكامل الإحترافية مع سفرنا إلى ساوطومي، بدءا من المعسكر الناجح الذي أقمناه بأكادير مرورا بالمعطيات التي توفرت لنا عن ساوطومي من تقرير بعثة الجامعة وانتهاء بسفرنا على متن طائرة خاصة والحرص على أن تكون إقامتنا جيدة بساوطومي، هذه الإحترافية في التعاطي مع مباريات الفريق الوطني هي بالتأكيد عنصر من عناصر نجاح المهمة.