نفوز.. وبأي حصة؟
الجمعة 04 شتنبر 2015 - 11:44 وضمان الثلاث النقاط التي سيستمر بها في صدارة مجموعته أيا كانت نتيجة منتخب الرأس الأخضر في نزاله أمام منتخب ليبيا بمصر، ولن نختلف على أن نتيجة أخرى غير الفوز هناك بساوطومي ستكون شروعا فعليا في الإنتحار، إلا أن الإختلاف بيننا هو في الشكل والصورة التي يجب أن يأتي بها هذا الفوز، فمن يريده فوزا عريضا، ولماذا لا يكون كذلك ومنتخب الببغاوات كشف في آخر مباراة له أمام منتخب الرأس الأخضر عن ضعفه المقدر والمعلل بضعف البنية وضحالة الإمكانيات وخواء الرصيد الدولي، ومن يريده فوزا عريضا مقترنا بالأداء الجماعي الذي يرفع ما يصيبنا به الفريق الوطني منذ مدة من خوف وفزع ولا طمأنينة بحكم القهر النفسي الذي يقتل الكثير من بذرات الإبداع.
والحقيقة أن الفريق الوطني بالجزم الذي لا مزايدة ولا مبالغة فيه، لا يمكنه إلا أن يفوز وبحصة عريضة على منتخب ساوطومي وبرانسيبي طبقا للفوارق الكبيرة الموجودة، والمؤكد أنه لتحقيق ذلك فالفريق الوطني محتاج فعلا لأن يتغلب على الهواجس التي تسكنه ومطالب بأن يقضي على كل المثبطات النفسية التي ما فتئت تظهر من وقت لآخر، وكانت مباراة ليبيا الأخيرة صورة لها، محتاج لأن يبطل مفعول ما يربك أداءه الجماعي ويصيبه بالعجز التكتيكي فلا يقدر على الإتيان في المباراة بما هو أهل له تقنيا وتكتيكيا.
يضع ملعب ساوطومي بأرضيته العشبية الإصطناعية وهندسته الصغيرة مقارنة مع مسارح التباري التي تعود عليها أسود الأطلس أمام ضرورة حل الإشكال الإستراتيجي بشكل سريع وفعال لإعطاء نوع من الإنسيابية في الأداء ولفرملة كل طموح جارف لعناصر ساوطومي التي تحلم بأن تكون مباراة يوم السبت ميلادا دوليا لها، وما أكثر ما سمح فريقنا الوطني للعديد من المنتخبات الإفريقية التي كانت رقما صغيرا في معادلة الكرة الإفريقية بأن تبني لها تاريخا على حسابه وبأن تحلق من سمائه.
يحتاج الفريق الوطني إلى الفوز بأي صورة لكي لا يترك بساوطومي نقاطا يندم عليها في رحلة إقصائية، المؤكد أنها ستكون مشتعلة مع الرأس الأخضر، ولو جاء هذا الفوز مقترنا بالرقم والصورة والأداء الذي يقدم الفريق الوطني بصورة جديدة في المشهد الكروي الإفريقي فسنكون أسعد الناس بذلك.
.....................................................................
نفهم ما مدى الإكراهات التي تواجهها لجنة المسابقات والبرمجة داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لوضع جدولة متناغمة ومنسابة وعادلة أيضا لمنافسات الموسم الكروي، فمن يتحدث عن مصالح الأندية التي لا يجب أن تمس والتي يجب أن تعامل بكامل العدالة دون تفضيل ناد على أخر، يتحدث أيضا عن حقوق الجامعة التي تحصل على الجانب الكبير من الإيرادات المالية من تسويق المباريات بالإذعان لإرادة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المالكة الوحيدة لحقوق البث، ومن يتحدث عن بطولة ناجحة ومسوقة التسويق الحديث، لا بد وأن يتحدث عن بطولة منتظمة في الزمان والمكان ولا تشوبها أية شائبة.
نفهم هذا كله ونفهم أكثر منه أن القيمين على البرمجة كلما دعوا لوضع برمجة منافسات الموسم الكروي بمختلف أجناسه، إلا وصادفوا معاناة لا حدود لها، فهم كمن يمشي على خيط من نار، إلا أننا مع هذا التفهم الكبير للإكراهات لا نستطيع أن نتفق على حالة الإرتباك الكبير التي تسببت فيها لجنة البرمجة والمسابقات وهي تحشر حشرا منافسات ذهاب الدور ثمن النهائي لكأس العرش ومنافسات الدورة الأولى للبطولة الإحترافية في أسبوع دولي سيكون فيه الفريق الوطني المغربي في مواجهة نظيره من ساوطومي عن إقصائيات كأس إفريقيا للأمم، والمفروض أن نبدي كما هو حال كثير من دوريات العالم التي تحترم نفسها، الإحترام الكامل لرمز الوطن وهو يدخل إستحقاقا قاريا يستأثر باهتمام كل المغاربة أينما وجدوا، بأن نخلي هذا الأسبوع من كل المنافسات المحلية ليظل التركيز كاملا على أسود الأطلس بكل الرمزية التي يحملونها.
محزن فعلا أن يكون هذا الإصرار الغريب على إطلاق البطولة الإحترافية في قسمها الأول نهاية هذا الأسبوع، قد فرض على الأندية أن تتعبأ على نحو كبير للجمع بين منافستي الكأس والبطولة في ظرفية دقيقة لا تقبل أبدا بحشد اللقاءات بلا وجه حق، كما سيفرض على جماهير الكلاسيكو بين الفتح الرباطي والرجاء البيضاوي وجماهير مباراة إتحاد طنجة والمغرب الفاسي بأن تخير بين نداء الوطن ومشاهدة مباراة الفريق الوطني وساوطومي منقولة على شاشة التلفزة إن أمكن ذلك ونداء القلب الذي يجر لمشاهدة ومناصرة الفريق المحبب.
غير القلق الكبير الذي يستبد بالمدربين والدخول الكروي يشهد هذا الضغط الكبير للمباريات، وما لذلك من تداعيات سلبية على الجانب البدني والنفسي قد تصل حد تقرير مصير مدربين، بحكم البيئة الهاوية التي تعيش فيها كرة قدم وطنية أريد لبطولتها الأولى أن تكون إحترافية، والتي لا تتواني في قطف رؤوس مدربين بعد هزيمتين متتاليتين، فإن إطلاق موسم كروي بهذا الشكل المرتبك سيلزم كل المتدخلين وفي طليعتهم العصبة الإحترافية بإيجاد نظام جديد يهيكل المسابقات ويقننها أخذا بالإعتبار مصالح الأندية ومصالح الشركاء ومصالح المسوقين والمستشهرين ولا يسمح باجترار مثل هذه المواقف المسيئة للمشهد الكروي وللفكر الإحترافي.