الـملائكة لن تحلق بالدار البيضاء
الإثنين 24 غشت 2015 - 11:11الـملائكة لن تحلق بسماء «كازانيكرا» بكل تأكيد مادام هناك من يصر على وضع يديه بعش الدبابير ويصر على شيطنة الـمشهد، وجر قوم الكرة لحافة السياسة وتمقليع السياسيين، في الأيام التي تسبق معرض «كاراجات» سوق الألوان الإنتخابية، باستغلال قاعدة كبيري كرة «كازا» لقضاء الكثير من الـمآرب..
اليوم فقط نحتاج فيه لبلاتير وبعدها ليرحل هذا السويسري المشؤوم، لأن حاجتنا اليوم كبيرة لشرطي يردعنا ويجبذ أذني مسؤولي الكرة عندنا ليفصلوا بين الكرة والسياسة ويعيدوا رسم الحدود بينهما.
مؤخرا نطق مهندس خارطة الرجاء الكروية الفقيه البوصيري، وأصدر تعليماته لشعب الرجاء وأنشأ حسابا فيسبوكيا خاصا أطلق عليه صفحة «عشاق البوصيري».
البوصيري يدعو الرجاويين الأحرار وليس النكرات للتصويت على حزب اللامبة ومقاطعة التراكتور، ورئيس الرجاء يخرج في اليوم التالي ليتبرأ من دعوة مستشاره وتركه «أورجو» وهو الذي صادق ذات يوم على قوله «أنا وبودريقة واحد».
عدد كبير من الرجاويين تفاعل مع دعوة البوصيري لأن جمهور الكرة تحركه العاطفة، وتكفيه إشارة بالأصبع الصغير لينخرط في الثورة الكروية، كلما شعر أن فريقه يتعرض للظلم وصدق نظرية المؤامرة.
البوصيري كان ذكيا ولعب على وتر الرجاويين وصوت شعبها الأخضر الحساس، وأشعرهم بأن الفريق الذي يجر خلفه قاعدة مليونية من العشاق والأنصار تحذق به أخطار ودسائس هي من صنيعة حزب من الأحزاب وفي ذلك لمز وغمز للناصيري رئيس الوداد الذي نشط مؤخرا في منافسة الرجاء على كل لاعب وضعته تحت مجهر رصدها، لدرجة أن رئيس الرجاء بودريقة خرج بصريح التعبير الدارج ليقول «الرجاء إلى بغات تشري مش الوداد غادي تزايد معاها عليه».
قبل خرجة البوصيري خرج رئيس الحكومة ووضع يده في هذا العش ويومها حذرت من المآل الخطير الذي سنصله ما لم يرجع السياسي لـمعقله ويترك الكرة لأصحابها.
بوحمرون الذي إجتاح بنكيران جعله يلعن في خطبة لاحقة الكرة وصداعها وقال بعبارته التلقائية الشهيرة» آش بيني وبين شي كووورة».
من سماهم بنكيران بالبلطجية كانوا سببا في تواريه وردعه، لكن وزيرا في حكومته وهو عبد العزيز الرباح لم يردع ورأى في حراك النقاش الدائر بين الرجاويين والوداديين ما يخدم صالح المصباح الذي فقد شعلته في الإنتخابات المهنية ويراهن على استعادة «الفتيلة» في الإستحقاق الجزئي القادم.
الرباح ضرب سوارت الرباح على تصريحات البوصيري وهاجم حزب الجرار ورأى أنه يحاول بلقنة المشهد واستغلال جماهير الوداد لـمصالح انتخاباوية، دون أن يعترف الرباح أنه نفسه يراهن على صدى حلالة ومحبي الكرة بالقنيطرة لدعم بقائه.
وتذكرون تصريح رئيس الجامعة الخطير وغير المسؤول و لا المسبوق حين هدد بوقف نشاط الكرة وكونه فكر وقدر، ووهاد ليعدل عن قراره ويلعن الشيطان وأنه لما اختلى بنفسه ذات مرة كان قريبا من تفعيل قرار يدرك الجميع أنه أكبر منه بكثير، لكنه تصريح جر عليه انتقادات وسخرية عارمة، لدرجة أن افتاتي الـمصباح تحداه في تصريح نحتفظ بتسجيله «إِلَى كُنْتِي رَاجَلْ وَقّفْ الْكُرَة».
اليوم هناك من ينظر لتقارب الناصيري ولقجع وسيطرة الرجلين على شؤون الكرة، واحد بالجامعة والثاني بالعصبة على أنه تجسيد وتفعيل لـما تكهن به كثيرون بخضوع فسيفساء الكرة ببلادنا لرسم هندسي ستتحكم فيه فئة وعينة محسوبة على نفس التيار.
ولو حالف الحظ بريجة ليرأس عصبة الهواة فالأكيد أن الحكاية ستكتمل بسيطرة من يعتبرون موالون لحزب الجرار على ريح الكرة وسنجد أنفسنا أمام بوليميك وسجال خطير ورياح ساخنة ستهب «جريحتها» على الجميع..
داخل الجامعة وجوه كثيرة مسيسة لدرجة أن رئيس الجهاز لن يسافر مع الـمنتخب الوطني لساوطومي لكونه سيكون نفس يوم المباراة منشغل بنتائج الإقتراع.
نائبه البوشحاتي سيعسكر بإمزورن بالحسيمة لنفس السبب وأجاف بالعيون وعدال بمكناس والزيتوني باكاديروجودار بالدار البيضاء والبيضي ببرشيد وأبرون سيراقب ميزان نجله أشرف كي لا يختل.
وحدهما بودريقة وأبرون الأب متفرغان ومحايدان ويراقبان المشهد لينطقا في اليوم التالي للإستحقاق الإنتخابي «اللهم انصر من أصبح»..
رجاء مرة أخرى أتركوا جماهير الوداد والرجاء لإبداعات التيفو ولا تخندقوهم في حساباتكم السياسية الرخيصة..
رجاء لا تزايدوا على هذه الفئة بمزايداتكم ونفاقكم الـمكشوف، لا تشيطنوا الـمشهد ولا تحركوا الفتنة حتى لا تنزل عليكم لعنة موقظها..