محمد أوزين وزير الشباب والرياضة ضيفا على زوار الموقع الإلكتروني لـ «المنتخب»
الخميس 13 مارس 2014 - 13:38ــ بصوت عال أقول «بيا ولا بيهم»
ــ علاقتي ليست متوثرة مع الفيفا وبلاتير قدم لنا التهنئة على نجاح المونديال
ــ لا أعرف تروسيي بشكل شخصي ولا صحة لانتصاري له مدربا للفريق الوطني
ــ حوروا عشاء عاديا جمعني بفوزي لقجع وصاغوا بشأنه روايات وقصصا
الجزء الأول
كعادته وبصدر رحب وبأريحية كبيرة معهودة فيه منذ تقلده مهمة وزارة الشباب والرياضة، قبل السيد محمد أوزين مشكورا أن ينزل ضيفا على قراء الموقع الإلكتروني لـ «المنتخب»، حيث تفاعل مع أسئلة منها ما هو محمول على تلقائية كبيرة ومنها ما هو مستفز في بعض الحالات في طرحه.
أوزين الوزير الثوري الذي اختار سياسة التطهير كما يحب أن يسميها أجاب عن أسئلة منها ما ارتبط بواقع الكرة المغربية المريض وكثير منها إرتبط بوضع المنتخب المغربي والمدرب القادم أو المفترض والحدود التي يقف عندها الوزير كلما لمس تقصيرا أو خروجا عن النص.
لقراء جريدة «المنتخب» نقدم الجزء الأول من حوارنا مع أوزين بمحاوره القوية ورسائله الصريحة التي كشفت جملة من مواقفه.
- منذ قدومك السيد الوزير وأنت تنهج أسلوب التطهير كما سميته في عدد من مداخلتك، هل معنى هذا أنك وجدت مناخا رياضيا ملوثا، أم هو مناخ مريض وغير خاضع لضوابط صحيحة ومن المسؤول عن كل هذه التراكمات؟
محمد أوزين: فعلا مكره لا بطل في هذا السياق، لأن واقع كرة القدم المغربية مريض والمرض تسببت فيه الكثير من المعطيات، وأسفي كبير لأنني استغرقت سنتين بالتمام والكمال في قيادة حملات التطهير وإعادة الشرعية لبعض الجامعات وهو ما أضاع علينا بعض المكاسب.
الحديث عن مناخ ملوث أو مناخ غير خاضع للضوابط مبالغ فيها بعض الشيء لأنه لا يمكن تسويد الصورة بأكملها في ظل وجود بعض الإشراقات.
تحديد المسؤول عن كل هذه التراكمات في غاية التعقيد لأنها منظومة وخيوطها متشابكة والمسؤولية قد تكون مرتبطة بخلل وليس بأشخاص، ومع ذلك فأنا مرتاح للقرارات التي استصدرتها ومرتاح أيضا لما قررته وبعد اليوم «ما كاين غير اللجان المؤقتة» لمن يزيغ ويخرج عن جادة الصواب وروح القانون.
- ألا تعتقد أنك خسرت الرهان مع عدد من الجامعات القوية التي تسمى جامعات السيادة واستقويت على جامعات مسكينة لا حول لها ولا قوة، والدليل عجزك عن التدخل لحل جامعة كرة القدم حين خالفت تطلعات الجمهور المغربي بكأسين إفريقيتين وظل رئيس الجامعة السابق بعيدا عن وصايتك؟
محمد أوزين: لا ليس صحيحا ولكم أن تراجعوا مواقفي مع الجامعات التي كانت تسمى بجامعة السيادة، ما حدث مؤخرا مع جامعة كرة السلة و«الفيبا» كان أكبر معبر عن كوني لم أضع تمييزا بين الجامعات ولم يكن هناك فارق بين أي منها إلا باحترام الشرعية والقانون.
لقد قالوا لي بالحرف أن «الفيبا» وهي أعلى هيأة مسؤولة عن كرة السلة العالمية ستمنعنا من خوض مباريات خارجية وهنا أتساءل عن السياقات التي يشارك فيها منتخب كرة السلة المغربي، وفي نهاية المطاف كان إصرارنا كبيرا على أن نطبق القانون بحذافيره وهو ما تم.
بخصوص جامعة كرة القدم فإن تدخلنا كان في إطار التوجيه والحدود المتاحة أمامنا ولم يكن ممكنا أن نتجاوز هذا الإطار.
تفاجأت وما زلت أتفاجأ لبعض التحاليل لأنني محتار فعلا، فتارة هناك من يصوب قذائفه اتجاهي ويتهمني بالتدخل السافر في شؤون بعض الجامعات، في وقت يصر آخرون على ضرورة التدخل وضرورة أن تكون لنا بصمة، لذلك نحاول أن نمسك العصا من الوسط بمبدإ لا ضرار ولا ضرار وفي الحدود المتاحة أمامنا قانونا على وجه الخصوص.
- نريد جوابا واضحا وصريحا حول مدى تسبب الوزارة الوصية التي تمثلونها في الأزمة الحالية التي دخلتها جامعة الكرة، هناك من يقول أن الفيفا تعاقبنا بسبب تدخلكم؟
محمد أوزين: يضحك قليلا.. المسألة تثير الضحك فعلا لأن الجمهور الرياضي والكروي على وجه الخصوص بالمغرب ذكي ولا تنقصه الفطنة كي يضع الأمور في سياقها الصحيح.
لسنا مسؤولين ولا نتحمل في ذلك ذرة مسؤولية واحدة فيما آلت إليه جامعة الكرة من أوضاع، وشخصيا طالما لم أتوصل من الفيفا بمراسلة رسمية في الموضوع تحدد موقفا من هذا الجهاز فإنني لا أبالي بكل ما يقال.
من تحدث عن عقاب من طرف الفيفا للمنظومة الكروية بالمغرب بسبب تدخلي أو تدخل الوزارة فهو بصدد تصدير الأزمة للخارج وبصدد إبعاد المسؤولية عنه.
لم نرتكب أي خطإ ونعرف المساحات التي نتحرك فيها، كما لا يمكن أن نرى العبث يمارس أمامنا ونسكت عليه بسبب جهاز إسمه الفيفا، لأن هذه الفيفا هي أول وصي على الشرعية واحترم الجامعات للنظم الديموقراطية.
- لماذا لم تتحلوا بالجرأة الكافية لمحاسبة الجامعة السابقة على طريقة صرفها موارد مالية كبيرة وباهضة دون نتائج تذكر على الرغم من تأكيدكم في الكثير من الخطابات على ربط المسؤولية بالمحاسبة؟
محمد أوزين: سبق وأن أجبت عن هذا الموضوع وقدمت بشأنه ما يكفي من توضيحات ومن بين هذه التوضيحات أننى مساحة التدخل محدودة أمامنا.
دورنا كوزارة صحيح هو تقديم الدعم المالي لكن أيضا هو المساءلة النقدية البناءة وإن لم تحل الجامعة فقد كانت لنا مواقف قوية وضعنا من خلالها الأصبع على مكمن الخلل وطرقنا ما يكفي من أجراس الإنذار.
الجموع العامة سيد نفسها في نهاية المطاف والأندية التي تمثل دينامو الجامعات لها القوة على المحاسبة لأنني أعتقد أن إجراء وقف الدعم لما لمسته من اختلال على مستوى الكثير من التدابير كاف ويلخص كل شيء.
- عرفت مسابقة كأس العالم للأندية الأخيرة تواجدا قويا للوزارة وكنت حاضرا في كل المباريات بين أكادير ومراكش، في نهاية المطاف أشادت الفيفا بجوانب التنظيم وأشياء أخرى كل هذا رائع وجميل ولن نتحدث عن النقاط السوداء، نريد جرأة في كشف أرقام المصاريف التي تتوفر عليها وزارتكم؟
محمد أوزين: بخصوص الأرقام قريبا جدا ستكون متاحة أمام الجميع ويجري التحضير لعرضها من طرف سكرتارية الوزارة وبدقة وشفافية ولا يوجد ما نخفيه بهذا الخصوص.
أما عن علاقتي بالفيفا وما تم تسجيله من نقاط سوداء، فقد ذهلت صراحة لما يتم ترويجه بخصوص علاقتي المتوترة مع الفيفا، لقد توصلت من بلاتير برسالة تهنئة تلخص كل شيء بعد النجاح التنظيمي الكبير لمونديال الأندية، لا يمكن للفيفا أن تمارس الوصاية على أمور تدبيرية داخلية كما لا يمكنني أن أنشر رسائل التهنئة لإبراء ذمتي.
لقد كشفنا عن وجه حضاري للمغرب وعن رقي في الممارسة والعقلية وعرفنا بهويتنا الأصيلة بالشكل الصحيح ولم يساورنا شك للحظة واحدة في كوننا نجحنا في أن نرتقي تنظيميا عاليا جدا.
- هل يستطيع المغرب وبعد تجربة النسخة السابقة لمونديال الأندية أن يفرض بعضا من شروطه بالنسخة القادمة على الفيفا كأن يضمن المشاهد المغربي فرصة مشاهدة فريق من الفرق الوطنية بالمجان ودون دفع؟
محمد أوزين: علينا أن نوضح مسألة في غاية الأهمية للمتتبع الكريم حتى يكون على بينة من الأمور وكيف تتم، حيث نرتبط بدفتر تحملات يمثل لنا المرجع الذي نحتكم إليه في علاقتنا مع الفيفا بخصوص مونديال الأندية.
لذلك لا توجد مستجدات أو وعود بخصوص مراجعة بعض الشروط لأنه جرى التنصيص عليها في نسختين على التوالي وبالتالي النسخة الأولى تمثل مرجعا ولا يمكن إجراء تعديل جوهري وكبير سيما على مستوى الإستفادة من مجانية نقل ومتابعة مباريات الدورة وحتى تلك التي يوجد ممثل لكرة القدم المغربية بها.
- السيد الوزير يعاب عليك أنك لحد الآن لم تتواصل ولو لمرة واحدة في لقاء رسمي وبقبة البرلمان بالأمازيغية رغم انتمائك للمنطقة ودستورية اللغة ما تعليقك؟
محمد أوزين: أود أن أشكر القارئ الكريم الذي تفضل بطرح السؤال لأوضح له مسألة في غاية الأهمية وهي كوني لست فصيحا جدا بالأمازيغية لكني سليط بهذه اللغة وأخشى أن أزيغ عن إيصال المعلومة والخطاب بشكله الدقيق والصحيح.
دسترة الأمازيغية والإنتماء للمنطقة لا يمكنهما إلا أن يشعراني بالفخر والإعتزاز بهذه الجذور وقد يحين الوقت لبلورة الفكرة بشكلها الصحيح حين تختمر اللغة بداخلي بقوة.
- سيحتضن المغرب كأس إفريقيا للأمم بعد أقل من سنة من الآن، لن ندخل في الجوانب التنظيمية، هل أنت على استعداد للإستقالة إذا فشلنا في الفوز بالكأس، لقد سبق وقلت مؤخرا أنك تشعر وكأنك وزير منحوس وربما أنت سبب الخيبات الحالية؟
محمد أوزين: لا يمكن أن ألتزم بقرار من هذا النوع لأنه لا مسؤولية لي في ما جرى ويجري ولكم أن ترجعوا للتأريخ الزمني لبداية الأزمة ومقارنتها مع تاريخ وصولي كي نربط المسؤولية بمن تسبب فيها.
لا يمكن كمواطن مغربي قبل أن أكون وزيرا إلا أن أتمنى صادقا تتويج المنتخب المغربي بالكأس ولنا من المقومات البشرية واللوجيستيكية ما يؤهلنا فعلا لذلك إن شاء الله، شريطة تظافر الجهود وصفاء النوايا.
فعلا سبق وأن صرحت بشيء من هذا القبيل وقد أكون أنا مثلا المسؤول عن كل الإخفاقات والخيبات والخسارة في كل المباريات وهذا قصدت به أشياء كثيرة طالما أن من كان سببا في كل هذه النكبات إما أنهم تواروا للخلف أو لم يتحلوا بالجرأة الأدبية للإعتراف بفشلهم.
- هل صحيح أنكم تنتصرون لتعيين السيد فيليب تروسيي مدربا للمنتخب المغربي، البعض شاهدك معه مرارا في الفترات الأخيرة ويؤكدون أنك تدعم ملفه؟
محمد أوزين: أستغرب فعلا لكل ما يتم الترويج له ولو أنه من حقي أن أرفض إجابة على بعض الأسئلة إلا أنني أراها مناسبة سانحة لتوضيح بعض الأشياء.
بخصوص ما قيل بهذا الموضوع فهو غير صحيح على الإطلاق، وذلك لأنني لا أعرف تروسيي بشكل شخصي ولا صحة لانتصاري له مدربا للفريق الوطني، لست مسؤولا عن الإختيارات كما أنني أجهل تماما أسباب استبعاد الزاكي في الكثير من المرات لأنها مسألة لها مختصون أدرى بها مني.. تروسيي إلتقيته بمطعم وتبادلنا التحية وانتهت المسألة.
للمنتخب المغربي أصحاب اختصاص ودوري كوزير للشباب والرياضة لا يمنحني هذه الخاصية للتدخل وتعيين أسماء مدربين للإشراف على الفريق الوطني كيفما كانت أحواله.
هناك من ربط ذهاب بنعبيشة على رأس منتخب المحليين للشان بكوني أنا من اختاره وهذا غير صحيح، أنا دفعت باتجاه تعييين مدرب وليس تحديد إسمه وضغطت بهذا الإتجاه والجامعة هي من تولت التعيين في نهاية المطاف وعلى الجميع أن يدركوا الفرق بين الحالتين.
- لماذا لم يستطع محمد أوزين فرض مطالب الجمهور المغربي والذي لو خرجت للشارع وأجريت استفتاء صريحا لأكدوا لك كلهم رغبتهم في تولي الزاكي مهمة تدريب المنتخب المغربي؟
محمد أوزين: لقد أجبت على هذا السؤال وقلت أنها مسألة بعيدة كل البعد عن إطار اختصاصي، دوري منحصر في المراقبة والتوجيه كلما كان خروج عن جادة الصواب.
هناك فارق كبير بين الرغبة وترجمتها على أرض الواقع، كما أن هناك فارقا كبيرا بين من هو معني باتخاذ قرار وجهاز داعم يتولى المراقبة عن بعد ولا سلطة له في هذا السياق التقني الذي له أصحابه وأنا معني بالشطر الثاني.
- حاربت بعض الجامعات التي سميتها بالفاسدة وهللنا لهذا السلوك التطهيري، هل تملك نفس الجرأة لمحاربة بعض السماسرة الذين يطوفون بالفريق الوطني وتسببوا في خرابه بتحريض اللاعبين وفرض أسماء على المدربين؟
محمد أوزين: أنا هنا أتحمل فوق طاقتي ومن يسأل هنا إما أنه يجهل حقيقة الأشياء أو أنه غير عالم بجوهر الإشتغال، مسألة محاربة السماسرة والمفسدين غير متاحة ولا يمكن ضبطها وهي مرتبطة بضمير مهني وبكاريزما وقوة شخصية المدرب ومن يشتغل بجانبه.
حين يتحلى كل واحد بالجرأة على مستوى فضح مثل هذه الممارسات لن نكون بحاجة لا لوزير ولا من سواه وسيستقيم الوضع وتصبح الممارسة وبيت المنتخب الوطني محصنا ونظيفا.
- ما حقيقة خلافك مع العضو الجامعي أحمد غايبي، حيث راجت أخبارا على أن هناك حربا باردة بينكما وعلى أن خلافات قوية عززت هذه الهزة وعمقتها، نريد توضيحا في الموضوع؟
محمد أوزين: يسكت لبرهة ثم يجيب.. لا توجد خلافات، قد يكون هناك اختلاف ولا يوجد ما يعزز هذا الوضع بيننا، كما لا يمكن أن ننساق دائما خلف كل ما يتم الترويج له.
لست عدوا لغايبي ولا يوجد ما ينمي العداء بيننا، هو مسؤول جامعي وأنا وزير مسؤول عن قطاع، قد يكون هناك اختلاف على مستوى المواقف، لكنه اختلاف لا يفسد للود والإحترام قضية.. لقد إحترت فعلا حين أتدخل للتوجيه أتعرض للوم وحين أتراجع للخلف يتهموننا بالعجز والسلبية.
- راجت أخبار عن كونك تكلفت بميزانية منتخب «الشان» وكنت ممن اختاروا حسن بنعبيشة للمهمة على حساب مدربين مغاربة من أصحاب الخبرة والكفاءة، ما حقيقة الخبر و المعلومة؟
محمد أوزين: أجبت تقريبا على هذا السؤال وقلت في فترة من الفترات أنه لا يمكن السكوت على وضع المنتخب المغربي المحلي الذي كان غريبا بعض الشيء باقتراب «الشان» دون أن يكون لنا مدرب.
دوري كان قويا وأنا أعترف بهذا على مستوى الضغط باتجاه تعيين مدرب ولم أسميه ومن اختاره هو الجامعة، أنا وفرت ميزانية لهذا المنتخب، كما تكلفت الوزارة الوصية بأداء رواتب موظفي الجامعة ولا علاقي لي بتعيين بنعبيشة بالإسم.
- تردد في الكواليس على أنك دعمت فوزي لقجع في انتخابات الجامعة الملغية لأنه صاحب مشروع، هل تواصل دعمك لهذا المرشح في الإنتخابات القادمة؟
محمد أوزين: وقالوا أشياء أكثر من هذه ولا يمكن أن نساير كل مرة الشائعات أو ما ينسجه البعض من وحي خيالهم وقراءاتهم الإفتراضية للأحداث.
حوروا عشاء عاديا جمعني بفوزي لقجع وصاغوا بشأنه روايات وقصصا تابعتها بدهشة بالغة، من حقي أن أدعم المشروع الذي أراه قادرا على خدمة الكرة المغربية، لكنني أتحدى رئيسا واحدا لفريق مغربي طلبت منه أن ينضم للائحة لقجع أو دعوته لدعمه ويصوت له.
بعد لقجع إلتقيت أكرم وقد ألتقي أي مسؤول عن ناد من الأندية والمسألة عادية في تقييمي الشخصي، المهم فيها هو أن يخرج مسؤول واحد لنا ويؤكد أنني وجهته لدعم هذا الطرف على حساب الثاني ولو بالتلميح والإشارة.
حاوره : بدرالدين الإدريسي ـ منعم بلمقدم ـ أمين المجدوبي ـ عدسة بلمكي