الكوكب المراكشي يبحث عن رئيس
الجمعة 26 يونيو 2015 - 15:23رفض فؤاد الورزازي تقديم ترشيحه لرئاسة الكوكب المراكشي لولاية جديدة، حيث لم ينجح منخرطو نادي الكوكب المراكشي خلال الجمع العام العادي الذي انعقد مساء الأربعاء في إقناع الورزازي عن التراجع عن استقالته، غير أن تدخلات كل من مندوب الشباب فضلا عن محمد نكيل ممثل المجلس الجماعي لمراكش وعبد العزيز العلوي المودني رئيس عصبة الجنوب، أفضت إلى منح الورزازي مهلة تفكير لأسبوعين على أن يتحمل فيهما المكتب المديري للنادي الذي يرأسه يوسف ظهير نائب الورزازي على مستوى فرع كرة القدم مسؤولية التدبير الإداري للفريق موازاة مع إعلانه المسبق عن انعقاد جمع استثنائي عقب ذلك لانتخاب مكتب مسير جديد.
ومرت أشغال الجمع العام الذي حضره 24 منخرطا من أصل 33 جددوا إنخراطهم بسرعة، حيث لم تستغرق أكثر من 20 دقيقة، تم خلالها قراءة التقريرين ومناقشتهما، بيد أن الجمع بعدم وضع أي ترشيح للرئاسة بإدارة الفريق ما شكل مطبا قانونيا حسمه مندوب الشباب والرياضة باختيار المنخرطين بين اللجنة المؤقتة وتحميل المسؤولية للمكتب المديري الذي سيتولى تدبير مرحلة الفراغ الإداري المؤقت.
فؤاد الورزازي الذي يمثل الفريق المراكشي بالعصبة الإحترافية ربط استقالته بغياب جو نظيف للعمل وفي ذلك تلميح للضغط الذي شكله الجمهور المراكشي عليه حين طالب الكوكب الفوز بلقب البطولة، مع مقاطعتهم المتكررة لمباريات الفريق وتناقص عدد المتابعين منهم، واصفا الموسم بالأسوإ من حيث مداخيل الملعب بسبب غياب الجمهور من جهة وسوء الفهم الكبير الذي رافق حجز شركة سونارجيس على مداخيل الفريق لاستخلاص ديون لها على الكوكب، وهو إجراء لم يرق مكتب الفريق المراكشي.
مصادر «المنتخب» أكدت أن الضغط الأكبر الذي يؤرق الورزازي هو مطالبته بإقالة عضوين من مكتبه مقابل كسب ود الجمهور، في حين يعتبر العضوان ركيزتين مهمتين في المشروع الذي يقوده بالنظر للتجربة التي راكماها في تدبير الفريق ومعرفتهم بخباياه.
وتوقع المصدر أن يعود الورزازي ليعلن ترشحه لرئاسة الفريق المراكشي، مؤكدا أن اتصالات خارجية من طرف سلطات مراكش وبعض الشركاء ستدفعه إلى تقديم ترشيحه، خصوصا وأن مسؤولي الكوكب تعودوا على فسح المجال للمؤقت والفراغ ثم العودة على أن لا أحد يقدر على تدبير فريق من حجم الكوكب، بل أن المتاريس وضعت لمسيرين قدموا للفريق من طرف مسؤولين سابقين به.
وكان منخرطو الفريق المراكشي قد صوتوا بالإجماع على التقريرين الأدبي، إذ قام الورزازي بجرد لمجمل الأنشطة السنوية للفريق، في الوقت الذي عرض التقرير المالي مداخيل السنة وحددها في مبلغ 21.441.951 درهم بزيادة مليون درهم عن المتوقع، فيما بلغت المصاريف 21.576.446 درهم بنقص عن المتوقع يقدر بمليون درهم أخرى، ليسجل التقرير المالي أن دين الفريق لم يعد يتجاوز 50 مليون سنتيم، توازيها ما بذمة مستشهرين بما يقارب 30 مليون سنتيم علاوة على مبلغ 77 ألف درهم في الرصيد البنكي للفريق.
الورزازي: أدعو إلى جلسة للمساءلة في جمع تحضره كل المكونات
قرار الرحيل له عدة أسباب ولا أسمح بقصف فريق كل المراكشيين
هل هناك أكثر من الشفافية بوضع الإنخراط بالبنك؟
قال فؤاد الورزازي رئيس الكوكب المراكشي بأنه لم يقدم إستقالته بقدر ما إنتهت ولايته، وأن رحيله أملته العديد من المعطيات، أبرزها الأجواء التي أصبحت تحيط بالفريق، من أشخاص همهم تدمير ما تم بناؤه في السنوات الأخيرة، وكذلك محاولة التشويش على العديد من المكتسبات التي تحققت بإرادة جل أعضاء المكتب المسير، في الوقت الذي عانى فيه الكوكب الويلات عندما كان في القسم الثاني.
وأضاف الورزازي بأنه يريد جمعا عاما مع كل مكونات الفريق وليس مع المنخرطين، لعقد جلسة للمساءلة حول الإضافة التي قدمها أي واحد للكوكب:
- المنتخب: إنتهت ولايتك مع الكوكب وأعلنت الرحيل ليعيش الفريق فترة فراغ قاسية، ما هي دوافع عدم إستمرارك برغم وجود العديد من المكتسبات التي تحققت في عهدك؟
الورزازي: أولا لا بد من التذكير على أنني لم أستقل، فقد إنتهت ولايتي الأولى، وبالتالي كان لابد من تقييم للوضع وقراءة الواقع، فوجدت بأن الأمور لا تسير بالشكل الذي يريده المكتب المسير برغم كل المجهودات التي نبذلها بالتشارك مع كل المكونات المراكشية دون إقصاء أي طرف، بحيث كان الباب مفتوحا للجميع ولكل من وجد في نفسه القدرة على تقديم الإضافة المطلوبة، ولتأكيد حسن نيتنا كنا قررنا على أن يكون الإنخراط عن طريق البنك دون اللجوء للمسطرة الجاري بها العمل، والحمد لله حقق المكتب المسير العديد من المكتسبات التي يشهد بها الجميع، فبعد أن كان الكوكب في دائرة الظل ولسنوات، وذاق المرارة في بطولة القسم الثاني، عمل المكتب المسير على وضع إستراتيجية لإعادة الكوكب لمكانه الطبيعي، كل هذا في إطار عمل جماعي وتشاركي مع محيط الفريق، وكان حب الكوكب يجمعنا، وبذلك بدأت الخطوة الأولى بالصعود، وبالبحث عن موارد مالية للفريق وخلق شراكات قوية مع الفاعلين بالمدينة من مجالس ومؤسسات حتى أصبحت للفريق موارد قارة، والحمد لله نجحنا في هذا المخطط الإستعجالي كمكتب مسير عمل كل ما في وسعه ليكون الكوكب ضمن مصاف الأندية الكبيرة.
- المنتخب: ولكن هل ترحل في ظل مكتسبات كبيرة تحققت والفريق أنهى الموسم الكروي ثالثا وسيشارك في كأس الإتحاد الإفريقي ونافس على لقب البطولة؟
الورزازي: نحن فخورون بما تحقق على مستوى هياكل الفريق، وبالطريقة التي دبرنا فيها المرحلة الحرجة التي لم تكن للكوكب موارد، واسألوا الرؤساء السابقين الذين رحلوا عن الفريق وقدموا إستقالتهم، أنا اليوم أطالب بعقد جمع عام مع كل المكونات، وليس مع المنخرطين فقط، لنقوم بعملية مساءلة كل من موقعه، لنقف عند حجم الضرر وعند الإضافة التي قدمها أي واحد منا، لقد وضعنا كل هذه التساؤلات في التقرير الأدبي والمالي، وقلنا بأن أي واحد منا أعطته مراكش موقعا متميزا وعلى هؤلاء أن يردوا الدين لهذه المدينة الضاربة في عمق التاريخ، كيف لي البقاء وأنا أتعرض للضغوطات برفقة أعضاء المكتب المسير، وصلت حد السب والقذف؟ كيف لفريق حقق نتائج إيجابية وقارع الكبار ويتعرض لاعبوه ومدربه للقصف؟ هل أسمح للغرباء بأن يدمروا صرحا كرويا يجمعنا نحن كل المراكشيين؟ تذكرون عندما قدم المدرب هشام الدميعي إستقالته كان الفريق على أهبة الإفلاس لولا أن أعضاء المكتب المسير والمنخرطين قاموا باللازم وعدل المدرب عن إستقالته، أتساءل ماذا يريدون هؤلاء الغرباء من الفريق؟ فمن أراد الرئاسة فليأتي من الباب وسنسلم له المفتاح بلا ضجيج، لأنني لست من هواة الكراسي والتهافت على المناصب، يكفيني فخرا أنني ترأست فريقا مر منه رجالات كبار ونجوم سطعوا عالميا، وحققت معه هذه المكاسب، لذلك لن أسمح لأحد يريد خلق البلبلة والتشويش على فريق يمثل صورة المراكشيين، وللحفاظ على هذه المكتسبات قررت الرحيل عند نهاية ولايتي والمجال مفتوح لمن أراد الرئاسة.
- المنتخب: لكن المنخرطين ورئيس المكتب المديري تشبتوا ببقائك، ومواصلة المسيرة بعد الولاية الثانية؟
الورزازي: لا تفوتني الفرصة دون أن أقدم خالص شكري لكل أعضاء المكتب المسير الذين ساندوني في ولايتي والذين كانوا خير سند وقدموا من منطلق مسؤولياتهم كل التضحيات المطلوبة بلا مقابل من منطلق القناعات التي نشترك فيها، ثم الشكر موصول لكل المنخرطين الذين كانوا صفا واحدا مع سياسة الكوكب، وكل مكونات الفريق والجمهور الكوكبي الوفي لفريقه، وكل من قدم أياد بيضاء للدفع بهذا المشروع نحو الأمام، كما أشكر رئيس المكتب المديري للكوكب يوسف ضاهر الذي قال في حقي كلمة مؤثرة جدا، وأتمنى أن يجدوا للفريق رئيسا جديدا الذي أتمنى له كل التوفيق.
- المنتخب: هل رحيلك لا رجعة فيه؟
الورزازي: أنا متشبت برحيلي، ولا أتمنى أن يكون هذا الرحيل قضية تشغل بال كل المراكشيين، الأمور بسيطة، رئيس يغادر الفريق بمحض إرادته، وهذه سنة الحياة لكل شيء بداية ونهاية، وسيبقى قلبي محبا لفريقي ولن أدخر أي جهد في دعمه، وأعترف بأن الكوكب منحني صورة كبيرة وطنيا وأفتخر بها كما منح للاخرين أهليتهم في المجتمع، كل هذا بدافع الحب والقناعة التي تجمعنا حول هذا الفريق الذي له مكانة كبيرة عند المراكشيين والمغاربة.
يوسف ضاهر: من الصعب إيجاد مسير مثل الورزازي
قال يوسف ضاهر رئيس المكتب المديري للكوكب المراكشي بأن رحيل فؤاد الورزازي عن فرع كرة القدم يعتبر خسارة كبيرة للفريق الذي حقق معه العديد من المكتسبات التي وضعت الفريق في مصاف الفرق الوطنية الكبيرة بعد الأزمة التي لازمته عندما كان يعاني بالقسم الثاني.
يقول ضاهر في هذا الصدد: «بكل صراحة مغادرة فؤاد الورزازي للكوكب أعتبرها شخصيا خسارة كبيرة للفريق، لقد قلت خلال الجمع العام بأن ما حققه الورزازي لم يحققه أي رئيس مر بالكوكب، في عهده أصبح الفريق قوة كبيرة في المنظومة الكروية الوطنية، أعطى للبطولة الإحترافية رونقا وتنشيطا حرك معه باقي الفروع التي تنتمي للمكتب المديري، مع كامل الأسف اليوم أصبحنا مجبرين للبحث عن رئيس جديد خلال الآجال القانونية، حيث سنعقد جمعا عاما إستثنائيا ما دام أن فؤاد الورزازي تشبت بالرحيل بعد نهاية ولايته، وهنا أفتح قوسا لأقول بأنه من الصعب إيجاد مسير بقيمة الورزازي في هذه الظرفية، سنرى ماذا ستحمله الأيام القادمة من جديد في الموضوع، لكننا سنحافظ على المسطرة القانونية في هذا الصدد حتى يعبر الكوكب بسلام هذا الفراغ الذي لم نكن نتمناه، وسنفتح باب الترشيحات لتعويض الرئيس الورزازي».
بنشقرون الرئيس السابق للكوكب: الحديث عن المركز الثالث تسويق لوهم
إنتقد محمد بنشقرون الرئيس السابق لفريق الكوكب المراكشي، طريقة تصريف أشغال الجمع العام العادي التي جرت الأربعاء الماضي، مستغربا عدم استدعائه لحضور أشغال الجمع كما يفرض ذلك القانون المنظم.
وانتقد بنشقرون مسؤولي الفريق المراكشي بحرمان بعض قدماء المنخرطين ورؤساء جمعيات أنصار الفريق من ولوج القاعة التي عرفت احتضان أشغال الجمع العام بسبب تخوفهم من انتقاد طريقة تدبير النادي وبروز رأي يعارض تصورهم لطريقة تسيير الكوكب.
وأضاف الرئيس السابق للفريق المراكشي أنه في حال لو حضر اشغال الجمع في ظل الظروف القائمة لوجد مسيرو الفريق في ذلك مشجبا يعلقون عليه البعض من مشاكلهم الداخلية وسوء علاقتهم بمحيط الفريق، مشككا في النجاحات التي ينتشي بها مسيرو الكوكب المراكشي، معتبرا إياها تسويقا لوهم وتحريفا لواقع الحال، ذلك أن النتائج لم ترق لطموح الجماهير التي احتجت بمقاطعتها للملعب وعزوفها عن متابعة المباريات، علاوة على تناقص عدد المنخرطين سنة بعد أخرى، حيث بلغ رقما «كارثيا» تمثل في 33 حضر منها 24 منخرطا فقط خلال الجمع العام.
وظل الحاضرون يتوددون للورزازي بالعودة لرئاسة الفريق وتقديم ترشيحه في مشاهد سخيفة، بعد أن لم يظهر أي ترشيح لرئاسة الفريق، كما إلتمس مندوب الشباب والرياضة بمراكش وممثل المجلس الجماعي الذي تولى تسيير الفريق في وقت سابق، الإستجابة لطلب المنخرطين الذين كان بعضهم خارج السياق بعد أن أشار إلى أن عمر المكتب الحالي سنتين.
أنصار الكوكب المراكشي من خلال جمعيات محبيه، رأت أن ما حصل هي «مسرحية» تعود مسؤولو الفريق القيام بها للبقاء بمكتب النادي وخدمة مصالح خاصة، بدليل أن العديد منهم عمّر لأكثر من عشر سنوات دون أن يتزحزح من مكانه، في الوقت الذي يملأ فيه أعضاء آخرون مقاعد دون القيام بأية وظيفة، عدا تسجيل الحضور خلال الجموع العامة وبعض مباريات الفريق وخلال الندوات الصحفية دون تقديم أية إضافة على مستوى التدبير أو على مستوى الدعم المالي.
إنجاز : محمد الشاوي