عيد النخوة النسائية
الإثنين 10 مارس 2014 - 14:24أنظروا إليها بطلة ونجمة وطنية وإفريقية وعالمية.. ولا تنظروا إليها ملهاة واستصغارا.
أنظروا إليها كأم وأخت وزوجة.. ولا تنظروا إليها كنزوة وإشباع للجمال والتحرش..
وانظروا إليها كيف إنتصرت لقضاياها واخترقت أكثر من جدار لتصبح الرجل على قدم المساواة.. صحيح أن المرأة إنتصرت في الموقع الأول لتجعل زوجها عملاقا في كل المناصب العليا، لكن هل سمعنا يوما بقدرات الرجل في تزكية نفس الفعل والرد على أن يكون المثال حيا «وراء كل إمراة رجل عظيم؟».
قليل من الرجال من يعطي للمرأة هذه الميزة ليجعلها قوة قكرية وإبداعية ومهارية في المواقع العليا للقرار مثلما زكته في أكثر الملفات الكبرى بالبلاد أو على المستوى القطاعي والبرلماني والديبلوماسي وحتى النضالي على مستوى الحركات النسائية.
وعيد النخوة النسائية للثامن من مارس إنما يجسد نتيجة جامعة لسنة من الإنجازات التي تنتصر إليها إرادتهن في المعادلة التنموية ومباركة المساواة في هذا الإتجاه، وليس عيبا أن نحتفل معهن مادام الرجل لا يملك هذا اليوم المشهود له عالميا .
وما يجعلني أحتفي بهذا اليوم الإستثنائي وبخاصة في شقه الرياضي، هو كون هذا المرتع العالمي في منطقه الروحي يعطي لنجمات العالم في كل الاختصاصات احتراما ساميا لكل الحضارات وبالإهتمام الشديد والرعاية الخالصة والإستثمار الحقيقي للعنصر النسوي في جميع الاختصاصات عطاء وموهبة واحترافا وتكوينا و.. و.. لكن عندنا بالمغرب يشكل المرتع النسوي الرياضي وبخاصة في كرة القدم الوجه الحقيقي للسوداوية التي يخجل الواقع من ذكرها، ولكنها الحقيقة المرة في عيد نخوة نسائية ترى الظلامية في كل شيء مثلما قدر لنا البوح بذلك في ملف اخترناه عنوة في هذا العيد عله يكون إنصافا ومصالحة مع الجامعة القادمة.
ولم نكن لنتصور هذا العالم الغريب والخبيث في هوايته على انه غير منصف وعادل داخل جامعة ربما رشت الأندية بنتفة مال لا تفي بالأغراض الجامعة لنادي معين في تدبير موسمه وتنقله وأكله وشربه وأخلاقه التي تبقى العنصر الأساسي لحماية اللاعبات من كل أذى، ولم نتصور على الإطلاق كيف تعيش أكثر الأندية هشاشة من دون ملعب ولا مال ولا جاه ولا حتى أجر محترم للاعبة تنطلق من المنزل إلى الملعب عبر بوابة من المشاكل الأسرية والأخلاقية قبل أن تنطلق في الشارع تحت وابل من التحرشات الجنسية، لتصل إلى الملعب أو الحي أو الغابة لتنهشها أحرف المعاناة بلا طائل.
هي الحقيقة التي لا يعرفها البعض، حتى أن ناديا ما يهيئ وجباته من طبخ اللاعبات في غياب مناخ نادي مؤهل لإحترام شعور وطقوس رعاية اللاعبات معنويا في الفنادق كما هو مسيطر لدى الكرة الذكورية، طبعا لا قياس مع وجود الفارق بين الذكورة والأنوثة، لأن المعنيين بالواقع لا يعيرون للمرأة أو اللاعبة أو الشابة أي اهتمام فعلي لجعلها عنصرا فعالا في معادلة التنمية.
هي الحقيقة التي لا يعرفها البعض، أن المنتخبات الإفريقية والمغاربية النسوية تقدمت علينا كثيرا ليس في النتائج ولكن في طريقة وكيفية الوصول إلى النتائج الكبيرة من خلال الإهتمام الشديد للجامعات بالكرة النسوية وما أكثرها على مستوى الإختصاصات بوضع استراتيجية موحدة لصناعة الأجيال مع ان الموارد البشرية بجنسها الأنثوي موجودة في أكثر المدارس والجامعات وحتى ممن تخلين على الدراسة ليصبحن لاعبات أو بطلات أو ما شابه ذلك ، وفقط افتقد الإهتمام وأسيء إلى الجنس اللطيف بكرة قدم راقية كان من المفروض أن ينجزها البيت الجامعي بكثير من الروية لأهل الإختصاص وببطولة قوية بأقسامها وعصبها حتى ولو اقتصر الأمر على جعل العصب مرتعا لقرب سيدات الكرة من محيط الجهة على أساس امتصاص الجودة والإنتقائية لأفضل لاعبات المنتخبات الوطنية.
وفي هذا العيد النسائي الربيعي، نكون قد وفينا هذا العنصر حقه من العناية اللازمة بمعزل عن الأندية التي تحترم نفسها لتزكية العنصر النسوي على أنه طرف حقيقي في معادلة الإنتصار الوطني، آملين أن يكون العيد القادم قطرة أولى نتائج رائعة من صلب جامعة جديدة لا بد أن يكون داخلها جهاز خاص بالكرة النسوية على أعلى مستوى من المهنية حتى ولو كانت سيدة القرارعلى المستوى الإداري.