مارادونا.. قلتها لكم
الجمعة 05 يونيو 2015 - 11:00الزلزال الذي ضرب عرش الفيفا بعد أنباء فضيحة الفساد الخاصة بشيوخ المحراب من العديد من الإتحادات الكونية تنبأ له النجم العالمي مارادونا (أبرز أعداء الفيفا) منذ مدة وصرح به في مواقف لم يصدقها احد حين أكّد وجود رشاوي داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وطالب بمعرفة اين ذهبت أموال مونديال قطر 2022 ومن الذي حصل عليها، مؤكدا في ذات السياق: «تعبت كثيرا من الكلام عن هذا الموضوع الموجود داخل الفيفا، ولكن ما يؤسفني أن هناك كرويين داخل الفيفا ومنهم بلاتيني (الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي) إستسلموا لهذا الأمر، مع وجود العواجيز مثل جوزيف بلاتر (رئيس الفيفا) والأرجنتيني غروندونا (رئيس الإتحاد الأرجنتيي)، لقد فاض الكيل بسبب هذه الأفعال الخارجة عن الأخلاق الرياضية، وأتمنى أن تعود كرة القدم لعبة المتعة والاستمتاع وتبتعد عن الرشاوى والفساد الموجود فيها في الوقت الراهن، كثير من القرارات التي تصدر في الفيفا تكون عن طريق المال، وأتأسف كثيرا لمن دخلوا هذا المكان من اللاعبين ولم يستطيعوا تصحيح الأوضاع بالشكل المناسب بل انساقوا وراء هذه الفوضى من الرشاوى، إذا تم تجديد ولاية بلاتر لفترة رئاسة أخرى إذن فنحن جميعا مجانين، فبلاتر يتعامل مع كرة القدم من منظور «البيزنس»، وأنا أرى أنه يجب أن تكون من منظور يهتم مصلحة اللاعبين والجماهير، وأنه من الممكن العمل والقيام بأشياء كثيرة لكي يستطيع اللاعب والناشئ الصغير أن يقدم بشكل أفضل».
وحول الشائعات التي تطال مونديال قطر 2022 قال مارادونا «بالفعل هناك رشاوى كبيرة في الاتحاد الدولي، ولكن يجب محاسبة كل مسؤول عن هذه الوقائع، خاصة فيما يثار حاليا بشأن الملف القطري بخصوص استضافة مونديال 2022 ، ولا بد من معرفة أين ذهبت هذه الأموال، ومن الذي حصل عليها، ولماذا حصل عليها دون مراوغة».
واليوم يخرج مارادونا في أبرز توضيح يؤكد من خلاله أن تصريحاته أصبحت مبررة للجميع عندما قال:
«قال الناس أني مجنون، لدى فيفا احتياطي بقيمة 1.5 مليار دولار، بينما هنالك لاعبون لا يتقاضون أكثر من 150 دولار، كان القبض على هؤلاء الكاذبين مفاجئاً للبعض، لا توجد كرة قدم ولا شفافية اليوم، إنهم فقط يكذبون على الناس ويقومون بعمل ضجة لإعادة انتخاب بلاتير، سنرى الآن إذا ما كان سيعاد انتخابه بعد كل ما حصل، أين كان بلاتر عندما حصلت كل هذه الأشياء، إن ما قام به الأميركيون كان عملاً لا تشوبه شائبة والآن عليهم أن يشرحوا للناس ما يحدث».
هذه القصاصات الجريئة لمارادونا بين تصريح سابق قبل الزلزال وبين لغة التبرير والتشفي بعد إعلان منطوق الفساد، أكدت أن الرجل أقرب إلى وسط المحراب وله بوصلة تمرر له أدق تفاصيل التلاعبات حتى ولو قال بلاتير نفسه «إنه لا مكان للفساد في الفيفا، نحب كرة القدم لحبنا لها وليس للسلطة أو الوجاهة أو الأموال.. الأشهر القليلة المقبلة لن تكون سهلة والمزيد من الأخبار السيئة ستأتي ولكن من الضروري استعادة الثقة بالفيفا».
ومارادونا عندما فجر الزلزال سابقا لم يثق به أحد، ولكن كلامه لم يذهب سدى بعد أن اهتمت وتدخلت الولايات المتحدة في الموضوع، فبحسب السي ان ان يعود السبب إلى ما ذكرته السلطات القضائية السويسرية، والتي قالت أن طلب وزارة العدل الامريكية بالقبض على المسؤولين لأنهم خططوا لجرائم الفساد أثناء وجودهم بالولايات المتحدة، وأن الحصول على الأموال تم من خلال تعاملات ببنوك أمريكية .
إلى هنا، اتضحت رؤية مارادونا الحقيقية حول مآل الفيفا ومن يحكمها من شيوخ وعجزة تولوا جرائم الفساد والرشاوي على أكتاف دول جاهدت من أجل ترشيحها لتنظيم كأس العالم ومن بينها المغرب الذي ذهب ضحية مؤامرة دنيئة من جاك وارنر، نائب جوزيف بلاتر السابق، المتهم بالحصول على 10 ملايين دولار من جنوب إفريقيا لمساعدتها للفوز بتنظيم المونديال على حساب الملف المقدم من لدن المغرب لاحتضان العرس الكروي الدولي سنة 2010 ، ومن يدري فقد يكون عيسى حياتو أحد خيوط ذلك حين كشفت تقارير إعلامية عن وثائق مهمة تثبت تورط ثلاثة أعضاء من الفيفا»، من بينهم عيسى حياتو في قضية فساد واستلام الرشاوى سابقا، بالإضافة إلى «ريكاردو تيكسيرا» رئيس الاتحادية البرازيلية لكرة القدم وعضو في لجنة التنظيم لكأس العام، وكذلك البراغوياني «نيكولا ليوز» رئيس كونفديرالية أميركا الجنوبية لكرة القدم .إذ تلقى الأعضاء الثلاثة الرشاوى من طرف وكالة الاتصالات المتخصصة في التسويق الرياضي، لتقوم ببيع الحقوق الحصرية لكأس العالم.
وعلى أية حال تبينت خيوط الفساد بالفيفا كمحراب كوني لا يحترم ثقافة الكرة وروح الإنسانية السمحة، ولكنه محراب موبوء بشراء الذمم، وسنواصل تداعيات هذه المصيبة الكبرى بعناية.