ADVERTISEMENTS

وليد الركراكي الثعلب المحظوظ الذي حرق المراحل (الجزء الأول)

الثلاثاء 26 ماي 2015 - 15:45

فريقي كالحرباء يتلون بلون الخصم
موسمنا مثمر لفتح الشهية وانتظرونا خلال السباق المقبل

شاب طموح، ذكي، عاشق للتحدي، مدرب مبتدئ، يتعلم بسرعة ويخطف الأضواء والنجومية ببراعة، لا يكترث للمنتقذين والحساد ولا يعترف بشيء آخر غير المهنية والأخلاق والعمل الجاد.
شغل عقول الناس هذا الموسم وسلب أفكار المناصرين والخصوم بعصاميته وأساليبه وتواصله العفوي الملئ بالمصطلحات العجيبة وغير المعتادة في الساحة الوطنية، ليخلق لنفسه شكلا بات معروفا بصخبه وحيوته لدى الجميع مع فريق رباطي هادئ لا يحرك ساكنا عادة.
هذا المحترف الذي حرق المراحل وتلقد منصب مدرب الفتح وقبله مساعد للناخب الوطني لم يتسلق الدرج كالعديد من المدربين، ولم ينتظر سوى أسابيع قليلة على توليه المهمة ليرفع أغلى كأس في المغرب، ممتنا للحظ وشاكرا لرضى الوالدين ومدينا للفتح الذي فتح له دراعيه واثقا في مؤهلاته رغم قلة التجربة وندرة الزاد.
وليد نموذج المحترف الصادق والصريح كان في الموعد وأبى إلا أن يفتح قلبه الكبير لـ «المنتخب» في حوار ليس كباقي الحوارات الكلاسيكية، ليتحدث عن العديد من المواضيع والنقاط ويجيب عن الأسئلة المستفزة أحيانا بجرأته ونظرته الماكرة، نابشا في التاريخ والحاضر والمستقبل ومؤكدا على مهارة الرجل العالية جدا في التواصل والخطاب الذكي، لمدرب كالثعلب يتربص بمكره بالسؤال قبل أن ينقض على الجواب ليفترسه من كل جوانبه.

ــ ما هي أسباب خروج الفتح من كأس الكاف على يد الزمالك المصري؟
«إنها نقص التجربة والخبرة التي عاقبتنا وابتسمت للزمالك المعتاد على اللعب تحت الضغوطات في هكذا مباريات، فالخصم مخضرم جدا بمدرب عالمي ولاعبين دوليين سواء بالمنتخب المصري أو بعض المنتخبات الإفريقية، فالطريقة التي واجهَنا بها الزمالك وإصراره على العودة في النتيجة رغم تقدمنا يثبت أن الفريق مجرب وسبق وأن مر بسيناريوهات مماثلة، نحن ما زلنا نتعلم، حيث خاض العديد من اللاعبين هذه المسابقة لأول مرة وأنا بدوري إكتشفتها وتعلمت منها، صحيح أن بوخريص وباطنا والجاريسي سبق لهم وأن تذوقوا طعم كأس الكاف إلا أن الأغلبية الساحقة لم يسبق لها وأن لعبت في هذه المنافسة، هو إقصاء أتحمل فيه المسؤولية بعدما قمت ببعض الأخطاء لكنني أخذت منه الدروس التي ستفيدني مستقبلا».
ــ عاب عليك البعض سوء تعاملك التكتيكي خاصة بعد التقدم في الشوط الثاني 2ـ1، ما هو ردك؟
«سمعت ردود أفعال كثيرة بعد المباراة عاتبتني على عدم إغلاق اللعب بعد التقدم بهدفين، وهنا سأعيد ذاكرة الناس إلى مباراة الموسم الماضي بين الدفاع الحسني الجديدي والأهلي المصري حينما كان الفوز لصالح الدكاليين الذين أغلقوا اللعب وتراجعوا للدفاع قبل أن ينتحروا بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع عرضهم للإقصاء المر، شخصيا لم أكن أرغب في التراجع للخلف وأمرت لاعبي بالهجوم والإندفاع بحثا عن أهداف أخرى تقتل المباراة، وإتضح ذلك بعد إقحامي لكوندي وباها وتوفقنا في إختياراتنا التكتيكية، لكن بعد إصابة سعدان تزعزع خط الوسط ووقعنا في إخطاء قاتلة كلفتنا غاليا، يجب أخذ الإقصاء بخلاصات إيجابية وأنا راضٍ على الأداء ورجوع الجمهور إلا أن الخسارة أفسدت الإحتفالية، وحتى مدرب الزمالك فيريرا تساءل بعد اللقاء كيف فاز في المواجهة التي تسيدناها نحن وكنا فيها الأفضل قبل أن نسقط بسبب الأسباب التي ذكرتها من قبل».
ــ ألا ترى بأن الفتح فوت على نفسه فرصة مواصلة الإبحار قاريا خاصة وأنه يملك كل المقومات لبلوغ آخر الأدوار في المسابقة؟
«لا يجب نسيان أننا خرجنا على يد متصدر البطولة المصرية وبفارق كبير عن الأهلي، وقفنا الند للند ولولا قلة التجربة لعبرنا إلى الدور الموالي، تعلمنا الكثير خلال هذا الموسم الشاق والطويل والذي أبحرنا فيه على أكثر من واجهة وتوفقنا في التألق والمنافسة على جميع الجبهات، في حال تجاوزنا للزمالك كنا مرشحين لبلوغ آخر الأدوار إلا أن القدر كتب علينا الإقصاء وهو خير، إذ سنخلد إلى الراحة وسنحضر بشكل جيد للموسم المقبل عكس المتأهلين الذين لن يتوقفوا عن اللعب طيلة الصيف ولن يستمتعوا بالراحة والعطلة، الحمد لله أنا راض وسعيد بما قدمناه هذا الموسم والحصيلة حسنة في إنتظار الأحسن».

ــ ما تعليقك على خروج الرجاء من العصبة والتأهل التاريخي للمغرب التطواني إلى دور المجموعتين؟ وهل من حظوظ لهما لبلوغ الأدوار المتقدمة في المنافستين القارتين؟
«الجميع يطمح لأن تكون لدينا تمثيلية مشرفة وقوية في المنافسات الإفريقية وأنا سعيد من أجل المغرب التطواني وحزين على الرجاء، فالأخير خرج على يد حامل اللقب وكاد يقلب التوقعات بعد لقائه البطولي بسطيف لكن لا حديث مع ضربات الجزاء، وأتمنى أن يكمل النسور التحليق العالي في كأس الكاف ويتخطوا عقبة النجم الساحلي حتى نضمن فريقا مغربيا في دور المجموعتين مع عمالقة القارة الذين إكتسحوا كأس الكونفدرالية بشكل إستثنائي هذا الموسم، أما بالنسبة لحمامة تطوان فأراها بطلة لإفريقيا لعدة أسباب، فالفريق صار يمتلك تجربة أكبر وإنسجاما عظيما بين لاعبين الذين يجاورون بعضهم منذ سنوات، وإنفتحوا أكثر من مرة على الخارج سواء في المنافسات القارية أو كأس العالم للأندية، فالمغرب التطواني بمسؤوليه ومدربه ولاعبيه المجربين والشبان وجمهوره العريض قادر على عبور مجموعته المتوازنة بسلام والتأهل للمربع الذهبي ثم النهائي، وأرى خيرا في تطوان التي تملك كل الوسائل والظروف لرفع كأس إفريقيا».
ــ لنغلق صفحة المشاركات الإفريقية ولنفتح ملف البطولة الوطنية، هل فقدانك للسرعة النهائية وعدم تركيزك الكامل على البطولة جعل الفتح يخسر سباق المنافسة على الدرع؟
«أنا لم أقل أبدا أننا ننافس على البطولة ولم نضع الدرع كهدف للموسم الجاري، بل الجمهور والصحافة هي من وضعتنا في خانة المنافسين، فمن الجنون أن أنافس على البطولة وأنا في بداية مشواري وأول موسم لي كمدرب ولا أملك من الخبرة والتجربة إلا الشيء القليل، بعد إقصائنا للمغرب التطواني في كأس العرش كبُر طموحنا فركزنا على هذه المسابقة ووضعناها كهدف منشود الشيء الذي دفعنا ضريبته بإهدار العديد من النقاط في البطولة، الحمد لله جاء التتويج بكأس العرش المفاجئ وبعدها وجدنا أنفسنا متخلفين بفارق كبير عن المتصدر الوداد البيضاوي الذي كان مركزا على البطولة وحدها، فشرعت في تطبيق المخططات والمشاريع التي وضعتها مسبقا والمتركزة أساسا على أسلوب اللعب والفرجة والإستحواذ على الكرة، والناس أرادوا أن يحمّلونا أكثر مما نتحمل لأن وليد المبتدئ لا يمكنه أبدا أن يحرز ثلاثة ألقاب في أول مواسمه كمدرب».
ــ لكن في وقت من الأوقات كنتم في تنافس حاد وشرس مع كوكبة المقدمة..
«بالفعل، لكن أبدا لم نكن نضع الدرع كهدف لأننا كنا محدودين على مستوى الطموح، فرضنا إيقاعنا ونهجنا في مرحلة من المراحل وهنا لابد من الإشادة بالعمل الذي قام به المدرب السابق جمال السلامي الذي ترك لي أرضية صالحة للإشتغال، فواصلت ما بدأه مع مشروع تحسين جودة الفريق وإخراجه من العتمة إلى النور تنافسيا وإعلاميا».
ــ بأي نية وأهداف جئت للرباط للتعاقد مع الفتح الرباطي؟ ولماذا إخترت تدريب هذا الفريق؟
«الفتح هو نادي كبير بالإسم لكن ليكبر أكثر بين الكبار وجب أن يظفر بالكؤوس والألقاب وينافس دائما على درع البطولة الوطنية، وأن تكون لديه فلسفة خاصة به وأسلوب لعب معروف عنه كالذي تُعرف به الوداد أو تطوان حاليا وهذا لا يتحقق إلا بإدارة وجمهور ولاعبين ومركز تكوين، والأهم من ذلك هو ظروف الإشتغال الإحترافية والمدة الكافية له، فالفتح قبل سنوات كان يتعذب في الدرجة الثانية لكن بعد تظافر الجهود وعقلية المسيرين وعمل بعض المدربين كجمال السلامي أصبح للفريق هوية وقيمة محترمة على الصعيد الوطني يجب تطويرها والمرور إلى ساحة المعارك والمنافسة على الألقاب».
ــ لم تجبني على السؤال، لماذا إخترت الرباط كمدينة والفتح كفريق في مستهل مسيرتك التدريبية؟
«إنه إختيار ذكي بالقدوم إلى الرباط والفتح تحديدا كوجهة إحترافية بإدارة ناجحة لفريق لا تُسلط عليه الأضواء ولا يعاني من الضغوطات، سيقول البعض أنني إخترت الفتح لأنه فريق بلا جمهور ومن السهل العمل فيه، لكن هل يُعقل أن يفضل أي مدرب الإشتغال واللعب في غياب الأنصار، فهؤلاء يدعمون الفريق في اللحظات الصعبة وهم ملح كرة القدم، حينما قررت المجيء إلى الفتح لم أسأل عن الجمهور وإنما سألت عن المسيرين والمشاريع، أتذكر جملة كان قد قالها لنا المدرب امحمد فاخر أثناء التكوين وتحضير الرخصة «أ» وهي ضرورة التعاقد مع أي فريق بعقد يتضمن مشروعا وأهدافا متوسطة وبعيدة المدى، وحتى بتواجد المشروع يجب التوفر على الوقت الكافي والصبر من المكتب المسير الذي يبقى هو الحامي والحارس الأول للمدرب، جئت إلى الرباط لمعرفتي التامة بعقلية الإدارة الفتحية التي تثق في الطاقم التقني الذي يعمل معها وتمنحه الوقت ولا تضغط عليه وتقيله بعد ثلاث أو أربع هزائم، فالمدرب حينما يعلم أن منصبه مضمون ومؤمّن لثلاث سنوات فإنه يعطي ويشتغل بأريحية وهدوء ومعنويات مرتفعة، من الجنون أن يرفض أي مدرب عرضا من الفتح ومسؤوليه وشخصيا أملك «كارت بلانش» تسمح لي بالقيام بعملي على أحسن ما يرام في ظروف ملائمة وإحترافية على أعلى مستوى».
ــ تخرج أحيانا بتصريحات نارية ومستفزة، هل هي سياسة إثارة الأضواء أم أنها صراحة وعفوية منك؟
«هو مزيج بين الإثنين، صراحتي تقودني للحديث بعفوية ونية صادقة وأيضا هي إستراتيجية للفت الإنتباه وإثارة الأضواء، أختار كلماتي بدقة وليس من الصدفة أن تجد إستهلاكا من المتتبعين والجمهور، فهذا هو هدفني حتى أمنح الفتح ومضة إعلامية وأنفض الغبار عنه كنادي يعاني من التهميش والظل الإعلامي ولا يأخذ حقه بين الرأي العام كما يستحق، ينعتونني بالأحمق والمجنون حينما أطلق العنان لتصريحات رنانة لكنهم لا يعلمون أنني أنجح في الوصول إلى مبتغاي عن طريق الكلمات أيضا، في المغرب تنقصنا الصراحة وإستراتيجية التواصل الموجودة في أوروبا لكنها للأسف لم تصل بعد إلى وطننا، كرة القدم عالم كبير لا ينحصر فقط فوق أرضية الملعب والتباري لمدة 90 دقيقة وإنما تسبقها وتتبعها مباريات بين مختلف الأطراف المتدخلة في اللعبة وخاصة المدرب، أنا مغربي أحب بلدي حتى النخاع وأريد خدمته والمساهمة في تطوير اللعبة فيه ولو بالقليل بعد سنوات من التجارب كلاعب، وإيماني بالتواصل الحديث يأتي من قدرة هذه الوسيلة على ربح الكثير من النقاط وحماية فريقي ولاعبي، حيث أفضل بتصريحاتي أن ينشغل الناس بها عوض الحديث عن اللاعبين وإنتقاذ الأخطاء التي إرتكبوها، أحترم نفسي كما أحترم الجميع ولا أؤذي أحدا بما أقول، وسيأتي يوم يدرك فيه البعض أهمية التواصل بهذه الطريقة كما يفعل أكبر وأحسن المدربين عالميا».
ــ هل هي خطة وإستراتيجية تستمدها من أحد المدربين مثلا؟ أم أنك منجذب للإندفاع بتصريحات تُحسب لك أحيانا وضدك أحايين أخرى؟
«أحب كرة القدم وأدرسها وأتعلم منها يوميا، فبعد مسيرتي كلاعب لم أفضل الإنزواء والإبتعاد عنها بعد الإعتزال وإنما قررت مواصلة الإبحار في العالم التدريبي، أتعلم على يد العديد من المدربين وأتتبع الكثير من المدارس، فأنا عاشق لتكتيك غوارديولا والأسلوب الذي يلعب به والذي خلق ثورة في العالم، أحب أيضا ما يقوم به الإيطالي أنشيلوتي مع ريال مدريد والعصامية الكبيرة للمدرب الأرجنتيني دييغو سيموني، كما أنني مجنون ومتتبع شديد لتصريحات وخطابات السبيشل وأن جوزي مورينيو صاحب الشخصية العظيمة، كوني مدرب مبتدئ يتعلم فمن الواجب أن أتخذ مدربين كقدوة لي وأتعلم منهم الدروس التي يلقونها للعالم أجمع في كل أسبوع، وأكرر أنني هنا لخدمة بلدي بوفاء وإحترافية وإحترام لكل الخصوم والجماهير بعيدا عن النية لإيذاء أحدهم».
ــ هل توقعت وصول الفتح إلى نهائي كأس العرش والفوز بأول ألقابك بعد ظرف وجيز من توليك مهام الإشراف على إدارته؟
«أبدا، ولا يوجد مدرب في العالم يتوقع مسبقا أن يفوز بأحد الألقاب فبالأحرى رفع كأس ثمينة بعد أسابيع قليلة من تولي مهمة تدريب الفريق وخصوصا في بداية المشوار المهني، حينما تعاقدت مع النادي جلست مع اللاعبين وقلت لهم بأن موسمنا الأول مع بعض يجب أن نكون طموحين ونقطف فيه باكورة الثمار ونحاول فيه الفوز بأحد الألقاب، وكان هذا خطة مني لمنحهم الثقة وتحفيزهم معنويا لمضاعفة المجهود والرفع من معدل الأطماع، ومن أجل الظفر بالألقاب خصوصا في الكأس يجب أن تكون محظوظا عكس البطولة التي تُلعب في 30 جولة ويمكن لك أن تتدارك التعثرات داخل فصولها، لم ترحمنا قرعة كأس العرش حينما أوقعتنا ضد المغرب التطواني ذهابا في الرباط وإيابا في تطوان، إسقاطنا للحمامة كان أكبر حافز ودافع للبحث عن بلوغ المباراة النهائية، ولم يكن الأمر بالسهل حيث واجهنا المخاطر أبرزها اللغم الصعب ليوسفية برشيد، الحمد لله تغلبنا على العراقيل ورفعنا كأس العرش الثمينة بقتالية من المجموعة ومساهمة رئيسة من الحظ».

أنجز الحوار: المهدي الحداد

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS