"المنتخب" تروي تفاصيل الأحداث الدامية بمجزرة سطيف
السبت 02 ماي 2015 - 09:48شهدت مباراة وفاق سطيف والرجاء البيضاوي قمة الشغب والأحداث الدامية التي راح ضحيتها من أول مسؤول عن الوفد المغربي إلى آخر مشجع من الفصائل التي إنتقلت إلى الجزائر لتشجيع النسور.
"المنتخب" ومعها باقي رجال الإعلام المغاربة لم يسلموا من الضرب والسب وكل أنواع العنف اللفضي والجسدي، أما حكاية الإستفزازات فكانت في أسوء مظاهرها والعجيب أنها أتت من الصحفيين ورجال الشرطة الجزائريين الذين تفننوا في قمع الوفد المغربي إضافة إلى الإعتداء على بعض الزملاء وكأن المشهد يعود إلى حرب شرسة.
الحكاية بدأت قبل المباراة بدقائق حينما تعرضت الصحافة المغربية للإستفزاز في المقصورة التي خصصت لها، حيث تم إدخال الكثير من الغرباء الجزائريين من أجل التحريض خاصة بعض الشبان الذين سبوا الصحفيين، وزادت الشرارة بعد تسجيل الهدف الأول للوفاق مطلع الجولة الأولى لتنطلق الحرب على الوفد المغربي في المدرجات.
الصراع كان مرعبا ويصعب وصفه تحت أنظار القنصل العام المغربي الذي لم يحرك ساكنا ومعه رجال الدرك والشرطة والقوات العمومية، وعاين هؤلاء الضرب واللكم من فئة كبيرة من الجماهير التي هاجمت الصحفيين بمقصورتهم في فوضى عارمة وغريبة.
ولأن الفريق المضيف كان مصرا على إستفزاز وسب كل من هو مغربي فقد إنتقل العنف إلى أرضية الميدان وتحديدا كرسي البدلاء، إذ جاء رئيس وفاق سطيف حمار فور تسجيل فريقه للهدف إلى إحتياط الرجاء وإنهال عليهم بالشتم والبصق ونعتهم باليهود والمستعمر وألفاظ مخزية، كما تعرض الرئيس محمد بودريقة إلى الضرب من الشرطة إضافة إلى الكاتب العام الطنطاوي الذي جُلِد من الجميع وكاد أن يسقط بإصابة بليغة لولا تدخل اللاعبين.
وطيلة 90 دقيقة لم يتفرج الصحفيون في المباراة وظلوا في حرب وشد وجذب مع الجمهور الجزائري والشرطة والمخابرات التي توحدت كلها في عبارات السب والإستفزاز في صورة لا علاقة لها بالروح الرياضية، وتعرض الرباعي بوجاد، الوادي، لكناوي، نور الدين الذين لم يضعهم المدرب روماو في اللائحة وصعدوا إلى المدرجات إلى الضرب العنيف والمقصود.
ومع صافرة الحكم التي أعلنت ضربة جزاء للرجاء في الوقت بدل الضائع إنفجرت الأحداث داخل أرضية الميدان وخارجها، والبطل كان الشرطة الجزائرية وبعض أنصار الوفاق الذين هاجوا وأصابتهم الهستيريا بعد التعادل 2-2، فرموا بأجسادتهم وأدرعهم في وجوه وأبدان الصحفيين والمشجعين، لتكون الحصيلة كسور وجروح لعشرات الضحايا خاصة أنصار الخضر.
وفور نهاية المباراة بفوز (المضيف) بالضربات الترجيحية إستمر الجزائريون في الإستفزاز والشتم والضرب قبل أن ينصرفوا تاركين الشرطة تكمل المهمة، ليبدأ عدّ المصابين ومعها تدخلات الوقاية المدنية رفقة الطاقم الطبي للرجاء، مع إرسال العديد من الحالات البليغة إلى المستشفى، وبعدها غادر الفريق الملعب بعد ساعة ونصف من الرعب بصعوبة بالغة مجروحا متألما من الظلم والإعتداء أكثر منهم من الإقصاء من عصبة الأبطال، متوجها إلى المطار مباشرة حيث إنطلقت رحلة العودة إلى الدار البيضاء في حدود الساعة 11 مساءا.
هذه سطور قليلة وصورة مصغرة نقلتها المنتخب بالأمانة التي حضرت المشهد والمجزرة، أما القصة الكاملة للجمعة السوداء بسطيف بالصور والتعليق والتصريحات فستجدونها في العدد الورقي لجريدة المنتخب ليوم 4 ماي 2015.
مبعوث المنتخب إلى سطيف المهدي الحداد