ماذا أنت فاعل يا فوزي؟
الجمعة 01 ماي 2015 - 22:55لو تحالفت كل ملكات الإجتهاد ولو إقترنت كل صيغ الصرامة مع مواقف البطولية والشجاعة فإن فوزي لقجع لن يستطيع أن يجعل من كرة القدم المغربية مشهدا مثاليا ينال عليه يوما جائزة نوبل للشفافية والنزاهة.
بالقطع لا أقصد التعجيز ولا أستكثر على فوزي لقجع برغم ما يبديه من حدة طباع وشراسة مزاج، أن يتصدى بصدر عار لا يهاب نبالا ولا يخشى لومة لائم، لكل الغارات الممنهجة التي تستهدف كرة القدم الوطنية من تجار الذمم الذين ينشطون في الأماسي التعيسة ومن الذين يرمون جزافا أو عن عمد تصريحات إن لم تزرع فتنة هي أشد وطأة وأقوى أثرا من القتل، فإنها تنشر البلبلة وتشوش على كل مشروع هادف للتخليق، ليس لي أية نية لأسائل فوزي لقجع عن تصريحات رباعية الدفع كان قد أطلقها يوما وهو يتوعد كل من له نية للمتاجرة بقيم كرة القدم، من أنه لن يتوانى في تطبيق القانون بأحكامه الصارمة وحتى الصادمة في حق من خرج عن النص الأخلاقي، ولكنني حتى الآن لم أعثر في دفاتر المكتب المديري المصرح بها والتي تحمل جردا وسيرة ذاتية لما أنجز، على ما يضمن فعلا رصد كل عناصر الهدم والتشويش وعرضها طبقا للقانون على المساءلة ومعاقبتها إن تبثث جنحتها.
صدمني مثل الكثيرين أن تكون لجنة الإنضباط قد أوقعت عقوبة التوقيف لمدة سنة، ستة أشهر منها نافذة، في حق المدرب عبد الهادي السكتيوي إستنادا على تقرير حكم مباراة فريقه حسنية أكادير أمام أولمبيك خريبكة من دون أن تكلف نفسها وهي التي ستنطق بحكم ثقيل جدا، عناء الإستماع إلى المعني بتهمة القذف العلني للجهاز التحكيمي وأيضا بمكونات الجامعة، تماما كما قد يصدمنا جميعا أن تمر التصريحات القوية والنارية للعضو الجامعي ولرئيس يوسفية برشيد نور الدين البيضي والتي رمى من خلالها بتهم صريحة لا مبطنة، من دون أن تكون لها ردة فعل رسمية، فباستثناء ما قاله رئيس الجامعة أثيريا تعقيبا على التصريحات التي أطلقها البيضي مباشرة بعد نهاية مباراة فريقه يوسفية برشيد أمام شباب هوارة، من أن القانون سيأخذ مجراه في تعقب مثل هذه التصريحات بما تتسبب فيه من رجة إعلامية قوية، لم نطلع على موقف آني وحازم من الجامعة يقول لتهدئة الرأي العام ولإشاعة الثقة في تطبيق القانون، بأن تصريحات البيضي هي اليوم موضوع بحث وتدقيق داخل غرفة القيم التي أحدثتها الجامعة وأناطت مسؤوليتها بالأستاذ أحمد الوردي.
لا أحد سيقيل من الجامعة أن تكيل بمكيالين، أن تضرب أعناق اللاعبين والمدربين بلا هوادة وأحيانا من دون الإستماع إليهم كما هو مكفول لهم قانونا عند الإدعاء عليهم، وأن تتثاءب في ملاحقة الأعضاء الجامعيين والمسؤولين عن الأندية كلما كسروا الطوق وساهموا بتصريحات لا مسؤولة في إثارة الفتنة وفي التشجيع على الشغب، وأنا هنا لا أقصد نور الدين البيضي لوحده، وإن كنت أتمنى أن يقدم تفسيرا يقبل به العقل لكل ما قاله تحت تأثير الغضب من ضياع فرصة البقاء في صف المطاردة المباشرة لبطاقة الصعود الثانية للبطولة الإحترافية، بل هناك إنفلاتات كثيرة حدثت في توقيتات مختلفة سمع فوزي لقجع بكثير منها إلا أنه لم يطبق عليها مسطرة الملاحقة القانونية من خلال غرفة قضائية ما أحدثها وما أعطاها الإستقلالية الكاملة، إلا لأنه يراهن على تخليق المشهد الكروي وتنزيهه من كل العوارض القبيحة التي كانت تظهر عليه مع كل نهاية موسم فتصيبه بالخلاعة وبالإنحلال الأخلاقي.