زهير لعروبي عنكبوت دكالة: لست خائنا
الخميس 30 أبريل 2015 - 17:53مجنون من يرفض عرضا يقربه من الديربي البيضاوي
توقيعي للوداد لا يعني أنني خذلت الفريق الدكالي
دعوة فاخر أشعرتني بالإنصاف الذي بحثت عنه طويلا
هو واحد من الحراس الذين تطوروا بشكل مذهل في المواسم الأخيرة، وحسنوا من أدائهم بطريقة نالوا على إثرها المكافأة التي طالما راهنوا عليها وحلموا بها.
زهير لعروبي في حواره التالي مع « المنتخب» يكشف حقيقة توقيعه عقدا للعب مع الوداد الموسم القادم ويجيب على من شككوا في وفائه.
يتحدث عن ذكريات جميلة طبعت مساره رفقة الفريق الدكالي ويستعرض سقف الأحلام والطموحات وما الذي أغراه بالتوقيع لفرسان الحمراء.
- المنتخب: تغيبت عن مباراة الوداد وهو الغياب الذي أثيرت بشأنه روايات عدة، هل لك أن تقربنا من حقيقة التخلف عن هذا الموعد؟
زهير لعروبي: بداية أتوجه بالتحية عبر منبركم لكل من ظل يدعمني طوال الفترة السابقة، بخصوص غيابي عن مباراة فريقي الحالي أمام الوداد فقد جاءت متزامنة مع إصابة ألمت بي قبل فترة وتجددت الأسبوع المنصرم، وبعد الكشوفات تأكدت إستحالة إجرائي للمباراة وهو ما صادف أن المنافس هو الوداد ليترك ذلك مجالا أمام الكثير من التأويلات وكل واحد صاغ الرواية بالشكل الذي أراحه.
بالنسبة لي فضميري مرتاح لكوني كنت دائما مثالا للإنضباط والإلتزام وهذا بشهادة الجميع وداخل كل الفرق التي مررت منها وتدرجت بصفوفها.
- المنتخب: نريدك في الحوار التالي أن تمسح الشك باليقين زهير، ما حقيقة توقيعك عقدا للعب بصفوف الوداد الموسم القادم؟
زهير لعروبي: بالفعل كل هذا صحيح ولا يوجد ما يجعلني أشعر بالخجل أو الحرج من قول هذا كل مرة، لأني بحسب اعتقادي تقيدت بضوابط الإحتراف وما يسمح به قانون الممارسة، حين اخترت التوقيع لفريق الوداد 6 أشهر قبل نهاية عقدي الحالي مع الفريق الذي أعتز وأفتخر بحمل ألوانه وهو الدفاع الجديدي، خلال الميركاطو الشتوي المنصرم جالست مسؤولي الوداد وتوصلت معهم لاتفاق بالإنضمام لصفوفهم الموسم القادم، فكان عقدا مبدئيا إحترم جميع الشروط ولم تكن فيه خيانة لأي طرف أو خذلان كما يروج البعض.
- المنتخب: ألم يكن من الممكن إنتظار نهاية الموسم مثلا لتقدم على هذه الخطوة، طالما أن ثقافة الممارسة الكروية بالمغرب لا تستوعب بعد توقيع عقود مبكرة بين لاعب وفريق؟
زهير لعروبي: لا أعتقد أن هناك لاعبا عاقلا واحدا يمكنه رفض عرض مغري من فريق بحجم الوداد البيضاوي، صحيح أن الدفاع الجديدي فريق محترم وكبير لكني في فترة من الفترات شعرت بضرورة البحث عن آفاق جديدة وعروض أفضل لتطوير المؤهلات أولا وتحسين الظروف الإجتماعية ثانيا.
لقد إلتقاني رئيس الوداد السيد سعيد الناصيري وعبر لي صراحة عن رغبته في التعاقد معي وبلغنا الإتفاق في دقائق معدودة، سارت الأمور على نحو جيد وبعد تفكير عميق وتشاور خلصت إلى أنها خطوة مثالية في مشواري كحارس ولم أتردد في قبولها.
لم يكن ممكنا الإنتظار لغاية نهاية الموسم على اعتبار أنها فرصة والحياة فرص وقد لا تتكرر فرصة اللعب لفريق كبير من حجم الوداد لو رفضتها وقتها.
- المنتخب: هل صحيح أنك إستلمت مقدم عقد من الوداد؟
زهير لعروبي: ولو أنها تبقى أمور خاصة وبطبيعة الحال ينبغي التكتم بشأنها، إلا أنه بالفعل حدث هذا، وهو ما يعكس حسن نية مكونات فريق الوداد ورغبتها الكبيرة في التعاقد معي وهو أمر يحفزني كثيرا على تقديم الأفضل والبقاء دائما بالواجهة وعلى يقظة كبيرة.
أعتقد أنها خطوة قانونية ولا يوجد ما يمنع من فعل ذلك بحسب معرفتي، لقد تابع الجميع على الساحة العالمية كيف أن لاعبين كبارا وقعوا عقودا منتصف الموسم مع فرق أخرى وأكملوا الموسم مع فريقهم ولا شيء أثير ولا ضجة قامت، وأتذكر هنا حالة الشماخ مع أرسنال حين كان لاعبا لبوردو.
- المنتخب: لكل هذه الأسباب هناك من ربط بين غيابك عن مباراة الوداد بكونك ستكون حارسا لهذا الفريق الموسم القادم؟
زهير لعروبي: صحيح هو أمر مثير للأحاسيس بعض الشيء ويتسبب في توتر الأعصاب، لأني لو شاركت وقدمت مباراة كبيرة ما كان ذلك ليرضي الوداديين، ولا قدر الله إن كنت تلقيت هدفا كان ذلك سيفسر تفسيرا مغايرا.
الله سبحانه وتعالى يفصل في بعض الأحيان تفاصيل هو من يعلم الحكمة منها، فجاء القدر ليرتب لي إصابة أنهت كل هذا الصداع وتغيبت عن المباراة.
من يعرفون لعروبي حق المعرفة يعلمون حجم التضحيات التي قدمتها وكم مرة تحاملت على نفسي والإصابات لألعب وأخدم فريقي، والتهاون لا عنوان له في قاموسي.
- المنتخب: كانت هناك رغبة من مسؤولي الدفاع الجديدي للإبقاء عليك بالفريق، لماذا رفضت عرضهم؟
زهير لعروبي: لا، لم أرفض، لقد أظهرت رغبة في الجلوس لطاولة التفاوض ومنذ بداية الموسم وأنا ألمح لهذه الخطوة، وللأسف لم يكن هناك تقدم إيجابي على مستوى سير المفاوضات والتي لم ترق للجدية المطلوبة.
بعدما علموا بتوقيعي للوداد كانت هناك محاولات للإبقاء علي داخل الفريق، ونزولا عند رغبة بعض ممن أقدرهم وفئة كبيرة من الأنصار قلت لهم بالحرف أطرقوا أبواب مسؤولي الوداد وإذا وافقوا على تركي لا مانع عندي في البقاء.
الوداد ورئيسها السي الناصيري تشبث بالتعاقد فلم يكن هناك من خيار غير قبول الأمر الواقع.
- المنتخب: كيف تفسر الطريقة التي يفرط فيها الدفاع الجديدي في لاعبيه بشكل مثير ويتركهم يرحلون تباعا في صفقات انتقال حر مجانية؟
زهير لعروبي: بخصوص حالتي فالله يشهد على أني كنت أتمنى أن يستفيد الدفاع الجديدي من صفقة انتقالي، ولكم أن تسألوا مسؤولي الدفاع الجديد أنهم تلقوا بذات الموسم عروضا بشأن انتقالي من الوداد وغيرها من الفرق وبمبالغ محترمة وتم رفضها.
لا يمكن أن أحاكم استراتيجية اشتغال هذا الفريق لأنها ليست من اختصاصي، ما أعرفه هو أن كل واحد يبحث عن مصلحته والشكل الذي طور من خلاله مساره الكروي وحتى أوضاعه الإجتماعية خاصة إذا كان مثلي وفي السن الذي أنا عليه الآن.
- المنتخب: يبدو أن مكونات الفريق الدكالي ستحمل ذكرى سيئة بخصوص طريقة إنتقالك؟
زهير لعروبي: أعتقد أن العقلاء مؤمنون بقوة موقفي وبكوني لم أقم بخيانة طرف من الأطراف ولم أرتكب جريمة أو خذلت أحدا.
لقد كانت الأمور واضحة منذ انطلاقة الموسم الحالي، كان بالإمكان أن تكون النهاية اليوم أفضل لكن لا أحد تحرك بالإتجاه الصحيح.
لقد خدمت الفريق طوال كل السنوات التي مرت بوفاء وإخلاص والجميع يعرف أخلاقي وانضباطي ولم يسجل في يوم من الأيام أني خرجت عن النص.
التاريخ لا يكذب وسيذكر أني من أبناء الجيل الذي منح الفريق الدكالي ومدينة الجديدة أول ألقابها وهذا يكفيني.
- المنتخب: ما الذي أغراك بالتوقيع للوداد دون سواه، سمعنا عن عروض من فرق أخرى؟
زهير لعروبي: طريقة التقدم لمفاوضتي والمشروع الكبير الذي يحمله رئيسه الحالي والقوة التي هو عليها الآن.
أعتقد أنه مجنون من يرفض عرضا لحمل قميص الوداد واللعب بالدار البيضاء، وأحمق من يدير ظهره لفريق يتوفر على جمهور عالمي وذواق للعبة وأيضا مجنون من تعرض عليه فرصة خوض الديربي البيضاوي ويتجاهلها.
بخصوص العروض فقد كانت بالجملة لكني كما قلت لك قلبي مال باتجاه الوداد ولا يود ندم على اتخاذ هذه الخطوة.
- المنتخب: ألا تخشى خطوة التقدم باتجاه الدار البيضاء والضغط الموجود كرويا بهذه المدينة؟
زهير لعروبي: من يروج لهذه الأشياء فلسببين: الأول مرتبط بضعف شخصية اللاعب والثاني عدم ثقته بمؤهلاته التقنية.
بالنسبة لي ثقتي كبيرة في إمكانياتي ولا تخوفات عندي بهذا الخصوص، والموسم القادم إن شاء الله سيشهد قمة المستويات التي وصلها زهير لأني في سن الثلاثين أشعر بكوني بلغت النضج كاملا وأشياء كثيرة صححتها في مساري.
- المنتخب: تتحدث بثقة عالية، من أين لك بكل هذه الثقة بالنفس والنجاح رفقة فريقك القادم؟
زهير لعروبي: هناك الكثير من المعطيات التي تجعلني واثقا من النجاح وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى بطبيعة الحال.
دعوة المدرب الكبير محمد فاخر للإلتحاق بالمنتخب المحلي أو المنتخب الرديف الذي يشهد تواجد أفضل لاعبي البطولة واحدة من هذه العوامل التي تحفز على تقديم الأفضل دائما.
مسألة ثانية وهي كون اللعب رفقة الوداد وأمام جمهور متحمس ومتابعة إعلامية أكبر تفرض يقظة أكثر وهي أشياء ورهانات جديدة سأحاول اكتشافها والإستفادة منها.
- المنتخب: في الختام، هل أنت راض على ما بلغته من مستويات، أم أنك بصدد المراهنة على آليات أقوى لتطوير نفسك مستقبلا؟
زهير لعروبي: حين يعرب لاعب أو حارس عن رضاه التام على نفسه فهذا إما دليل على الغرور أو التخاذل، لأن الطموح يجب أن يظل قائما وعلى الدوام وأن يدفع الحارس لتطوير نفسه كل مرة، وهو ما أحاول تطبيقه، أراجع نفسي والأداء الذي قدمته كل مرة وأحاول التصحيح قدر المستطاع، وأعتقد أن الكلمة السر وراء كل نجاح هي الإنضباط.
حاوره: منعم بلمقدم