عين على خصوم الأسود في مشوار تصفيات كأس إفريقيا 2017 بالغابون
الثلاثاء 28 أبريل 2015 - 11:03من يكونون؟ كيف يستعدون؟ وماذا عن جاهزيتهم ومصادر خطورتهم؟
الرأس الأخضر.. منافس مشاغب أينع بسرعة
هو منتخب كان إلى زمن قريب مغمورا فأضحى في ظرف وجيز مشهورا بعدما حرق الـمراحل ليصير من الـمنتخبات العنيدة في القارة السمراء، وإكتسب شهرته ونجوميته في الخارطة الكروية بعصامية وكبرياء وطموح لا يُقاوم.
بطاقة تعريفية
الرأس الأخضر هو بلد يتألف من مجموعة جزر تقع في الـمحيط الأطلسي قبالة سواحل السنغال، كانت مستعمرة برتغالية قبل أن تستقل عام 1975، عاصمتها برايا وعدد سكانها يتجاوزون نصف مليون نسمة بقليل.
اللغة الأولى هي البرتغالية والديانة المسيطرة هي الكاثوليكية حيث يعتنقها أزيد من 90 في الـمئة من المواطنين والذين يتمركزون أساسا في مدينتي برايا وساو فيسينتي.
هذا البلد الذي يتشكل من أزيد من عشر جزر يعتمد على السياحة والصيد البحري والثروات الطبيعية في إقتصاده، ويشتهر بانتاج جيد لبعض الفواكه كالـموز إضافة إلى إستخراج الملح، ويتلقى مساعدات وإعانات دولية من منظمات عالـمية تخفف من آلامه اليومية بحثا عن لقمة العيش الكريم.
الكرة نافذة على القارة
تم تأسيس جامعة لكرة القدم رسميا سنة 1982 وإنضمت إلى (الفيفا) عام 1986 وإنتظرت طويلا قبل أن تلتحق بالكونفدرالية الإفريقية سنة 2000، وطيلة هذه الفترات كان منتخب الرأس الأخضر يبحث عن الذات ويختبر القدرات بمواجهات ودية تارة وبطولات إقليمية وجهوية تارة أخرى بعيدا عن الأعين والمنافسات القارية والعالـمية الرسمية.
المشاكل الكبيرة وقلة الإمكانيات وصعوبة تشكيل منتخب قوي من لاعبين محترفين ومدرب متفرغ كانوا من أبرز العراقيل التي واجهته، إذ كان الكل يفضل الإنشغال بالتجارة أو إمتهان إحدى الحرف أو المهن التي تؤمن له الحياة الكريمة في تخوف من ممارسة الرياضة وكرة القدم التي كانوا يعتبرونها هواية للإنشراح والإستمتاع لا غير.
لكن مع مطلع الألفية الثالثة تحرر الشعب من هذه الأفكار فتأكد لهم بأن اللعبة سلاح ونافذة ليطلوا عبرها على الأفارقة والعالم، فإنضموا إلى (الكاف) وطلبوا تسجيلهم في المنافسات القارية ليبدأ المشوار بعد طول توجس وإنتظار.
إكتشاف وصمود وإصرار
بدأ منتخب الرأس الأخضر مشوار تصفيات كأس أمم إفريقيا عام 2000 وظل منذ هذا التاريخ حاضرا ومشاركا في كل مراحل الإقصائيات المبكرة التي تسبق الحدث القاري، فتنافس هذا المنتخب المغمور والصغير مع كبار القوم وأشهر النجوم ليكون السمكة الضعيفة التي تُلتهم سريعا قبل أن تلتقط الأنفاس.
شارك القرش الأزرق في كل تصفيات (الكان) من 2000 إلى 2012 وتعرض للإقصاء في كل مرة، رغم أنه كان على وشك التأهل إلى دورة 2012 بالغابون وغينيا الإستوائية والتي غادرها في اللحظات الأخيرة، لكنه لم يستسلم ولم ييأس وبقي صامدا ومصرا على مواصلة القتال والبحث عن التأهل التاريخي.
ولأن لكل مجتهد نصيب فقد جاءت ساعة الفرج ولحظة التأهل التاريخي لبطولة 2013 بجنوب إفريقيا، حينما كافأ الإصرار والحماس رفاق بلاتيني ليعبروا عن جدارة وإستحقاق إلى النهائيات، خالقين الحدث الأعظم في البلاد ومشعلين شرارة الفضول والتساؤل من طرف الأفارقة الذين لم يكن يسمع أغلبهم بإسم هذا الرأس الذي أينع.
دخول التاريخ في أول ظهور
كان القرش يخوض طيلة عقد ونيف تصفيات كأس العالم لكنه يشرب من بحر الإقصاء المبكر والمنطقي، إلى أن كُتب له رؤية النور وتوقيع شهادة الميلاد قاريا يوم 19 يناير 2013 والذي سيبقى تاريخيا وشاهدا على أول ظهور له في الساحة الإفريقية، بعدما لعب المباراة الإفتتاحية للبطولة بجنوب إفريقيا، وإستبسل وأبهر الكل بإجباره الأولاد على التعادل السلبي وخطفه لنقطة خالدة في أول إطلالة أمام أزيد من 50 ألف متفرج.
الفرحة بهذا الإنجاز جعل للاعبي الرأس الأخضر أجنحة حلقوا بها في العلياء ليواصلوا العزف على أوتار الـمـفاجآت، فعذبوا أسود الأطلس وجلدوهم ليظفروا بنقطة ثمينة ثانية أمامهم، قبل أن يدخلوا التاريخ من أوسع الأبواب حينما تأهلوا عن جدارة إلى الدور الثاني من البطولة في أول مشاركة، عقب هزمهم لأنغولا في ثالث مباراة 2ـ1، إلا أن قوة غانا كانت لها الكلمة العليا لتقطف الرأس في ربع النهاية منهية الـمغامرة الجميلة.
رأس أينع وكوطة ترتفع
تذوق هذا الصغير الذي أصبح كبيرا بعد إنجازه في جنوب إفريقيا حلاوة اللعب مع الكبار، فأبى إلا أن يدون إسمه في لائحة المشاركين في الدورة الموالية بغينيا الإستوائية عام 2015، فجاء التأهل مرة أخرى بتوليفة منسجمة شحنت البطاريات بتجارب وخبرات جمعتها من خلال الـمباريات المكثفة التي خاضتها خلال السنوات الأخيرة.
اللاعبون الذين جلبوا الأنظار وأفلحوا في جذب سماسرة وكشافة بعض الأندية الأوروبية كبرت طموحاتهم وأمسوا مؤمنين بضرورة تطوير الأداء وعدم جعل إنجاز الرأس الأخضر سحابة عابرة، فحلوا بغينيا الإستوائية بمعنويات مرتفعة وتمكنوا من تجنب الخسارة أمام ثلاثة أبطال سابقين للقارة، وهم تونس وزامبيا والكونغو الديمقراطية لكن سيناريو 2013 لم يتكرر فغادر زملاء الحارس فوزينها من الدور الأول بعد ثلاثة تعادلات لم تسمن ولم تغن عن جوع.
فالنسختين الأخيرتين من كأس أمم إفريقيا كانتا شاهدتين على ميلاد منتخب الرأس الأخضر العنيد والمتميز والمحارب، فخاض سبع مباريات تعادل في خمس وفاز في واحدة وخسر في مثلها، وتأهل لربع النهاية مرة واحدة، إلا أن الأرباح كانت كبيرة وغزيرة سواء فيما يتعلق بإحتراف اللاعبين في أكبر الأندية الأوروبية أو السمو بمستوى اللعبة في الجزر، وكذا صعود كوطة الـمنتخب في سلم (الكاف) و(الفيفا) وحفره لإسمه بعمق في خارطة المنتخبات الإفريقية المحترمة في الثلاث سنوات الأخيرة.
إنجاز كبير بهزم الـمستعمِر
يعود آخر ظهور لـمنتخب الرأس الأخضر إلى نهاية شهر مارس الـماضي حينما لعب مباراة ودية من الحجم الكبير والعالـمي، وبحمولات تاريخية وضعته في مواجهة البرتغال أب الأمس والمستعمِر الذي إستنزف ثرواته طيلة سنوات وهزمه.
اللقاء التاريخي الثالث بين البلدين أجري بمدينة إستوريل البرتغالية وحضره سيليساو أوروبا بكامل نجومهم بإستثناء رونالدو، وكانت المفاجأة الكبيرة بهزيمة أصحاب الأرض بهدفين نظيفين حملا توقيع فورتز وغيغي في نزال أسطوري سيبقى الأبرز في ذاكرة شعب الرأس الأخضر.
ونبشا في آخر خمس مباريات للرأس الأخضر والتي كانت جميعها خلال السنة الجارية فرجال الـمدرب البرتغالي روي أغواس ربحوا مباراتين وتعادلوا في ثلاث ولم يعرفوا بعد طعم الهزيمة، وآخر ترتيب لهم في سلم (الفيفا) هو المركز 37 عالميا و6 إفريقيا.
النجم.. هيلدون
السهم السريع والسم القاتل في الخط الهجومي، والهداف التاريخي لـمنتخب الرأس الأخضر بــ 13 هدفا في 34 مباراة.
صاحب 26 سنة بدأ مسيرته الإحترافية في البرتغال مع أكاديميكا ثم كانيسال ففاتيما وماريتيمو، ويلعب هذا الـموسم في تشكيلة سبورتيغ لشبونة حيث وقع له هدفين في 14 مواجهة.
المدرب.. روي أغواس
برتغالي الجنسية من مواليد سنة 1960 بلشبونة، يشرف على تدريب منتخب الرأس الأخضر منذ قرابة عام، وهو مدرب مساعد سابقا في أندية بنفيكا وبراغا وماريتيمو بالبرتغال.
المهاجم السابق للمنتخب البرتغالي في عقد الثمانينيات والذي سجل له 10 أهداف في 31 مباراة، يخوض أول تجربة له كمدرب مبتدئ في أول محطة له خارج بلده، ورصيده خالِ من أي لقب ومسيرته التدريبية ما زالت في بدايتها.
إعداد المهدي الحداد
نتائجه في آخر خمس مباريات
31 مارس 2015: البرتغال ـ الرأس الأخضر: 0ـ2
26 يناير 2015: الرأس الأخضر ـ زامبيا: 0ـ0
22 يناير 2015: الرأس الأخضر ـ الكونغو الديمقراطية: 0ـ0
18 يناير 2015: تونس ـ الرأس الأخضر: 1ـ1
10 يناير 2015: الرأس الأخضر ـ جمهورية الكونغو: 3ـ2
البطاقة التقنية
تاريخ التأسيس: 1982
اللقب: القرش الأزرق
مرتبته في ترتيب (الفيفا): 37
المدرب: روي أغواس
مشاركاته في كأس إفريقيا: مرتان
إنجازاته: ربع نهائي في كأس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا
ـــــــــــــــــــــــ
ليبيا.. الثوار في أزمة وعن الفرج يبحثون
يعاني الـمنتخب الليبي من الـمرض وهو طريح الفراش حاليا ويرقد وحيدا من دون عناية أو مراقبة، حيث جفت عروقه وإنكسرت عظامه بسبب الحروب في البلاد والتي أثرت بشكل كبير جدا على قطاع الرياضة وعلى رأسها لعبة كرة القدم التي أصابتها السكتة القلبية.
بطاقة تعريفية
هو بلد صديق وجار يشكل أحد أضلع الـمغرب العربي، ووطن كبير بمساحة عريضة وكثافة سكانية تناهز 6 مليون ونصف نسمة، عاصمتها طرابلس المطلة على البحر الأبيض المتوسط والقريبة من الحدود التونسية.
كانت مستعمرة إيطالية وإستقلت عام 1951، حكمها إدريس المهدي السنوسي قبل أن يبسط معمر القذافي قبضته عليها بيد من حديد من سنة 1969 إلى عام 2011.
يتحدث الليبيون العربية والأمازيغية ويعتمد الإقتصاد المحلي على الفلاحة والتجارة ويبقى إنتاج النفط الرافعة الأساسية، حيث تملك ليبيا أول إحتياطي في إفريقيا وثاني منتج للنفط في القارة بعد نيجيريا.
إنجازات كروية على المقاس
لا يتوفر المنتخب الليبي على صيت كبير إفريقيا أو مغاربيا إذ يبقى من المنتخبات المتواضعة عموما، وتاريخه يتحدث عن منتخب وطني بمستوى متوسط ومشاركات قارية معدودة وإنجازات كروية على المقاس.
الليبيون لم يسبق لهم قط وأن تأهلوا لكأس العالم وإكتفوا بالخروج المبكر من كل التصفيات منذ 1982، وأطلوا على كأس أمم إفريقيا في ثلاث مناسبات فقط سنوات 1982، 2006، 2012 وتبقى الدورة الأولى الأفضل لهم بحيث نُظمت على أرضهم وإستغلوها ليصلوا إلى المباراة النهائية لكنهم إنهزموا بالضربات الترجيحية أمام غانا.
وغير هذا الإنجاز فسجل ليبيا خالٍ من الكؤوس والألقاب بإستثناء لقب كأس إفريقيا للمحليين خلال السنة الفارطة، والمركز الثالث في الألعاب المتوسطة سنتي 2005، 2009، ووصيف بطل العرب عامي 1964، 2012.
الحرب توقف النشاط
تئن الرياضة وكرة القدم الليبية حاليا جراء الحروب الأهلية وغياب الأمن والإستقرار في البلاد، إذ يسود الصراع والقتال وتعجز الحكومة المؤقتة عن السيطرة على شؤون الوطن الذي يتخبط في مشاكل تتزايد يوما بعد آخر.
الليبيون لا يفكرون في شيء غير عودة الإستقرار وبناء دولية ديمقراطية بعد مخلفات الثورة التي أطاحت بالحاكم السابق معمر القذافي، وهم بصدد التفاوض بين مختلف الأحزاب والكتل لإيجاد مخرج وإنفراج للأزمة الكبيرة والطويلة التي يعاني منها هذا البلد المغاربي.
ولأن لا مكان للرياضة في الحرب فإن نشاط كرة القدم متوقف منذ مدة بسبب التهديدات وإستحالة تنظيم المباريات في ظل الظروف القاهرة والإعتداء على اللاعبين والمدربين بالإغتيالات، فلا بطولة تُلعب ولا مباريات تُقام في ليبيا، إلا أن بعض الأندية المشاركة قاريا تخلق الإستثناء بحضورها المنافسة مع إستقبالها لمنافسيها خارج الميدان وتحديدا في تونس، وتبقى الوضعية عصيبة وكارثية على كافة الأصعدة.
فرسان الـمتوسط مكبلون
يتشكل المنتخب الليبي غالبيته من لاعبين يمارسون في البطولة المحلية، ويشكون من غياب التنافسية وإنعدام أبسط شروط الممارسة وإستحالة اللعب والعطاء تحت صوت الرصاص والتهديدات بالقتل.
آخر مشاركة للفرسان في (الكان) كانت عام 2012 حينما خرجوا من الدور الأول، ليغيبوا عن نسختين بعدها بسبب الحرب والصعوبات الكبيرة التي إعترضتهم، لكن إصرارهم وعنادهم خلق الحدث الأكبر والإنجاز الأعظم في تاريخ الكرة الليبية حينما فاز المنتخب بكأس إفريقيا للمحليين عام 2014 بجنوب إفريقيا، مشعلا فتيل الأفراح لأيام ومساهما في خروج الشعب الليبي للشوارع للرقص هذه المرة وليس للقتال.
ومنذئذ والـمنتخب في ركود وتيه وآخر ظهور له كان ضد أسود الأطلس في لقاء ودي في شتنبر الماضي بمراكش خسره بثلاثية نظيفة، والجامعة تتخبط في مشاكل من كل جهة، فطلبت الإنسحاب من تصفيات الألعاب الأولـمبية للسنة الـمقبلة وتستعد لفسخ عقد مدربها الإسباني كليمنتي بسبب عجزها عن تسديد مستحقاته منذ سنة، والكرة مشلولة والـمنتخب مكبّل بسلاسل الإعدام شتى إشعار آخر.
النجم.. فيصل البدري
صانع ألعاب فرسان المتوسط وأفضل لاعب في ليبيا خلال الموسم الماضي، والمايسترو الـمتميز الذي يقود الـمنتخب الشاب والجيل الصاعد الذي خلف جيل الزاوي وأحمد سعد والتائب.
قاد ليبيا للفوز بكأس إفريقيا للمحليين سنة 2014 وإنتقل من الهلال إلى إتحاد بنغازي قبل أشهر، لكن توقف الممارسة والنشاط يعيقه لـمواصلة التألق والتوهج، ويجد في المنتخب ضالته التي يفجر فيها طاقاته رغم المشاكل وغياب الدعم والحروب بالبلاد.
المدرب.. خافيير كليمنتي
الإسباني الشهير وإبن الباسك صاحب التاريخ العريق في كرة القدم الإيبيرية، وقائد سفن العديد من الأندية الإسبانية أبرزها بلباو، إسبانيول، صوصيداد، إشبيلية، أتليتيكو مدريد..إضافة إلى مروره بفريق مارسيليا الفرنسي ومنتخبي صربيا والكاميرون.
أفضل مدرب في الليغا 3 مرات وبطل إسبانيا في مناسبتين تولى زمام أمور الـمنتخب الليبي في أكتوبر 2013 وقاده بعد أشهر إلى الظفر بكأس إفريقيا للمحليين محققا أول لقب كروي في تاريخ ليبيا، ومنذئذ وهو يعاني ولا يتوصل بمستحقاته الـمالية والأخبار تشير إلى أن الجامعة تقترب من فسخ عقده قبل نهايته في أكتوبر المقبل.
نتائجه في آخر خمس مباريات:
7 شتنبر 2014: المغرب ـ ليبيا: 3ـ0
31 ماي 2014: رواندا ـ ليبيا: 3ـ0
18 ماي 2014: ليبيا ـ رواندا: 0ـ0
5 مارس 2014: جمهورية الكونغو ـ ليبيا: 0ـ0
1 فبراير 2014: غانا ـ ليبيا: 0ـ0 (3ـ4)
البطاقة التقنية
تاريخ التأسيس: 1962
اللقب: فرسان المتوسط
مرتبته في ترتيب الفيفا: 111
المدرب: خافيير كليمنتي
مشاركاته في كأس إفريقيا: 3 مرات
إنجازاته: وصيف بطل إفريقيا (1982) بطل إفريقيا للمحليين (2014) وصيف بطل العرب (1964، 2012) الميدالية النحاسية للألعاب المتوسطية (2005، 2009)
ـــــــــــــــــــــ
ساوطومي.. بلد الشكولاتة المغمور هل يرى النور؟
لم تكن تعلم الأغلبية الساحقة من المغاربة أن هناك منتخبا يسمى ساوطومي وبلدا إفريقيا تحت هذا الـمسمى، إلى أن أسفرت قرعة تصفيات (الكان) لسنة 2017 عن وقوعه في مجموعة الأسود التي تضم منتخبا حديث المعرفة هو الرأس الأخضر إلى جانب الشقيقة ليبيا.
بطاقة تعريفية
جمهورية ساوطومي وبرانسيب بلد من أصغر البلدان الإفريقية وهو عبارة عن جزر تقع في سواحل المحيط الأطلسي على بعد 350 كلم من غينيا الإستوائية والغابون، وتضم كثافة سكانية لا تتجاوز 190 ألف نسمة تقطن على مساحة تقدر ب 1000 متر مربع.
ساو طومي هي العاصمة وأكبر مدن هذا الوطن الذي إستقل عن البرتغال سنة 1975، ويتحدث لغة المستعمِر إلى جانب لغة محلية تسمى كريول، ويعتنق المواطنون الديانة المسيحية الكاثوليكية بنسبة أزيد من 90 في الـمئة فيما يوجد أقلية من المسلمين لا يتعدون 3 في الـمئة يؤدون طقوسهم بمنازلهم في غياب كامل لأي مسجد أو مدرسة إسلامية.
هذه العروس النائمة في المحيط تأسر العيون بجمال طبيعتها وسحر شواطئها ومعالمها إلا أنها تعاني من الفقر وغياب إقتصاد قوي، وترتكز أساسا على السياحة والإعانات الدولية لكن تم مؤخرا إكتشاف النفط في سواحلها، وهي تلقب بجزيرة الشوكولاتة وكانت تحتل المرتبة الأولى عالميا في تصدير الكاكاو الخام صاحب الجودة العالية.
منتخب هاوٍ، فقير ومغمور
تاريخ الجزيرة الكروي فقير جدا فلا إنجازات ولا بصمات موجودة، فهو مغمور وعدد مبارياته منذ تأسيس إتحاده المحلي قليلة، وإنتصاراته معدودة على رؤوس الأصابع.
وبالإحصائيات والأرقام فمنتخب ساوطومي خاض منذ عام 1976 21 مباراة رسمية إنهزم في 17 مقابلة وتعادل مرتين وفاز في مثلهما، وتعتبر أكبر خسارة له ضد جمهورية الكونغو بحصة 11ـ0 سنة 1976 وأكبر إنتصار ضد غينيا الإستوائية 2ـ0 عام 1999.
لم يسبق له وأن تأهل لكأس إفريقيا للأمم وإكتفى بحضور التصفيات في أربع مناسبات لنسخ 2000، 2002، 2006، 2013 وكان يغادر من الأدوار التمهيدية الأولى، والشأن ذاته بالنسبة لتصفيات كأس العالم لدورات 2002، 2006، 2014.
حلقة صغيرة متى تكبر؟
يتشكل منتخب ساوطومي من لاعبين هواة يمارسون في البطولة الـمحلية وأبرز فرقها فيتوريا دو ريبوك الشهير في البلاد، والـمحترف الوحيد هو المهاجم لويس ليال (27 سنة) والمزداد في البرتغال والحامل لأقمصة سابقا لأندية عديدة برتغالية وسعودية وإماراتية وحاليا يمارس بغازي عنتاب التركي.
ويدربه الربان المغمور غوستافي نيومبا إبن الوطن منذ يناير 2011 بقبعة مدرب هاوٍ ومجهول، ويستقبل المباريات بالملعب الوطني 12 يوليوز بالعاصمة ساو طومي ويتسع لزهاء 7 متفرج، ويعود آخر ظهور لهذا المنتخب النائم والغائب عن التنافسية إلى حوالي سنة كاملة حينما خسر ذهابا وإيابا ضد البنين بنفس النتيجة 2ـ0 عن إقصائيات كأس إفريقيا 2015، ولم يلعب أي مباراة سنتي 2013 والسنة الجارية ويعود آخر فوز له إلى 29 فبراير 2012 بعدما تجاوز سيراليون 2ـ1.
جزيرة الكاكاو تحلم بالمعجزة وتتهيأ لمفاجأة الخصوم في أعراس إحتفالية خالدة، وتعترف بأنها الحلقة الأضعف والمرشحة لتذيل المجموعة بهزائم ثقيلة، إلا أنها تؤمن بحظوظها الضئيلة وتتمنى قلب الموازين وتطبق المقولة المغربية «لعود لي تحكرو يعميك».
النجم.. لويس ليال
إسمه الكامل لويس ليال دوس أنخوس ولد بالبرتغال عام 1987 من أصول ساوطومي، يلعب كمهاجم ويعتبر المحترف الوحيد والنجم الأول لمنتخب بلده الأم.
لعب لأندية برتغالية كإستوريل وموريرينس وليريا والأهلي السعودي وإتحاد كلباء الإماراتي، والذي أعاره هذا الـموسم إلى غازي عنتاب التركي حيث لم يظهر معه سوى في 5 مباريات من دون يفلح في التهديف.
المدرب.. غوستافي نيومبا
هو إبن البلد يحمل جنسيته وترعرع بين شواطئه، يبلغ من العمر 45 سنة ويشرف على تدريب منتخب ساو طومي منذ يناير 2011.
مدرب مجهول لـمنتخب مجهول لا يملك أي إنجاز يُذكر أو سيرة ذاتية يُعرّف بها، ويبقى تلميذا للمدرسة الكروية البرتغالية الـمعروفة بإعتمادها على المهارات والتقنيات واللعب الهجومي السريع.
نتائجه في آخر خمس مباريات
1 يونيو 2014: البنين ـ ساو طومي: 2ـ0
17 ماي 2014: ساو طومي ـ البنين: 0ـ2
16 يونيو 2012: سيراليون ـ ساو طومي: 4ـ2
29 فبراير 2012: ساو طومي ـ سيراليون: 2ـ1
22 يناير 2012: ليسوثو ـ ساو طومي: 0ـ0
البطاقة التقنية
تاريخ التأسيس: 1975
اللقب: الخضر والصفر
مرتبته في ترتيب الفيفا: 190
المدرب: غوستافي نيومبا
مشاركاته في كأس إفريقيا: لا شيء
إنجازاته: لا شيء