ماذا ربح الأسود بعد نزال السماوي؟
الثلاثاء 07 أبريل 2015 - 12:26بنعطية والعدوة أمنا عمق الدفاع بثنائية عنوانها الإقناع
خرجة قيادي إضافي والمحمدي ربح صافي
على شاكلة ما وقع قبل سنوات خلت أمام الأرجنتين، حين خسر الزاكي بادو مباراته أمام منافس كبير وعتيد، وهي الخسارة التي لم تمنع الناخب الوطني يومها من إكمال مشروعه الذي جعله يتوصل لبناء منتخب إفريقي ظل عصيا على باقي المنتخبات الإفريقية التي واجهها خاصة بالإستحقاقات الرسمية.
نزال الأسود أمام منتخب السيليستي الأروغواياني بهدف من جزئية حاسمة غالبا ما ترافق المباريات المحمولة على صرامة تكتيكية من هذا النوع، جاء غنيا بالخلاصات وغزيرا على مستوى الفائدة والأرباح للمدرب وللأنصار على حد سواء.
قطا لن يكون للخسارة غير المستحقة بهدف نظيف أي تأثير على مستوى المقاربات المعتمدة من طرف الناخب الوطني لتشييد أركان منتخب قادر على الوفاء بأقوى رهان وهو بلوغ مونديال روسيا.
ماذا ربحنا من نزال السماوي الأروغواياني؟ وما هي الروتوشات الكفيلة بإكمال بناء صرح كان لأمس قريب مشتتا ومجهول الهوية؟
لماذا الأورغواي وليس سواها
كان الزاكي أذكى مما تصوره كثيرون وهو يحسم اختياره بمواجهة منتخب لاتيني من طينة وعيار منتخب الأوروغواي دون سواه، بعدما استقرت المفاضلة بين هذا المنتخب ومنتخبات إفريقية كانت مرشحة قوية للقدوم للمغرب، على إثر فشل التفاوض لجلب منتخبي البرازيل أو الأرجنتين.
الزاكي الذي عركته التجارب واختمر باستباق الأحداث وقراءتها من زاوية مختلفة، كان موقن أنه بعد قرار (الكاف) الظالم والجائر باستبعاد المنتخب المغربي من نسختين لــ (لكان) تواليا، لا بد من توجيه الأمور صوب وجهة أخرى تضمن أكثر من فائدة، سواء للمنتخب المغربي أو الجمهور والجامعة وحتى صورة المغرب كبلد رياضي.
الأوروغواي كانت المحك المثالي للأسود لقياس درجة التطور بعد مواجهة مماثلة قبل 9 أشهر وكانت أمام منتخب مونديالي آخر وهو روسيا بموسكو.
وللجمهور المغربي لكونها نزالا مغريا ومثيرا وذو جاذبية، يخرج الجميع من أجواء التوتر الإفريقية، وبالنسبة للجامعة لكونها توفقت في استقطاب منتخب عالمي للمرة الأولى للمغرب ليكتب في سجلاتها، وأخيرا بالنسبة للمغرب لكونه نزال يأتي أسبوع واحد فقط قبل إصدار «الطاس» لأحكامها وما يضمنه نزال من هذا النوع من تعاطف مع بلد يتنفس الكرة وجمهوره يعشقها حتى النخاع وأجهزتها تتفوق تنظيميا بشكل يفوق كل التوقعات.
صداع العرين شبه منتهي
لن أعود لاستحضار الجوانب الفنية والصراع التكتيكي القوي الذي ميز المباراة، بقدر ما ستكون المتابعة التالية منصبة حول الفوائد الكثيرة التي ربحها الناخب الوطني من وراء استثمار تاريخ رسمي قد يكون مفصليا وفارقا على مستوى قراءة طالع المستقبل.
الربح الأول يهم الحارس الذي كانت «الـمنتخب» سباقة لاستحضار قدومه ومباغثة الزاكي الجميع هناك بإسبانيا بضمه كرد فعل على طريقة سحب منير الحدادي لمعترك الماتادور.
وبغض النظر عن الرعشة الإعتيادية في مواقف مفعمة بالأحاسيس كتلك التي عاشها المحمدي لاعب نومانسيا وابن مليلية المغربية الذي يكتشف للمرة الأولى أجواء من هذا النوع، وبعض الأخطاء العادية على مستوى تشتيت الكرة بالقدم، فإن كاريزما حارس كبير وهدوؤه واتزانه في أول مباراة رسمية له واستقباله لهدف من جزاء، أعطى الإنطباع أن حراسة المرمى بكل الهواجس والكوابيس التي تسبب فيها هذا المركز للجمهور المغربي، صارت منتهية ومحسوم فيها بانضمام المحمدي منير للقائمة التي تضم (بونو وبورقادي والـمحمدي حارس الكوكب)، أي أنه صار للأسود 4 حراس من مستوى جد مقبول، إثنان من الليغا وإثنان بالبطولة الإحترافية وهذا أول الغيث.
بنعطية والعدوة باراج الآمان
ولأن الزاكي واصل ترسيم درار ولزعر كثنائية وقطبية لا مناص ولا محيد عنها لشغل مركز الظهيرين بمنتهى الإستحقاق والإقتدار، مع تواجد بديلين رائعين بنفس المقاسات (الشباك وأشنطيح)، فإن الأعين والأنظار كانت مصوبة صوب ثنائية عمق الدفاع التي عاد الزاكي من خلالها للوفاء لفكره القديم بتثبيت (العدوة وبنعطية) جنبا لجنب وهي الثنائية التي وظفت على عهد الطوسي سابقا بــ (الكان) وكانت أكثر من موفقة.
كما أن الزاكي وظفها في أول مبارياته الودية قبل أن يمنح لداكوسطا فرصة التواجد مع بنعطية ولتساهم إصابة داكوسطا وتأرجح حضوره في آخر الوديات في إعادة العدوة لاعب لافال الصيني لمركز صعب ومحوري في معادلة العمق داخل تشكيلة كل فريق ومنتخب.
الراحة التي تمتع بها الحارس المحمدي على امتداد فترات طويلة وعدم إختباره بالكرات المزعجة، يعود الفضل فيها للتناغم الحاصل بين بنعطية والعدوة، ولكونهما ينطقان ويتكلمان نفس اللغة وينفس الخطاب لا على مستوى الرقابة الصارمة بمدلولها النظيف، ولا على مستوى البناء بالكرات الموزونة الموجهة للاعبي الوسط والهجوم، ولا حتى على مستوى إفتكاك الكرة بربح السجالات والحوارات الثنائية دون التسبب في ارتكاب أخطاء قاتلة أمام المعترك.
الزاكي الذي يوقن أن بنعطية هو حجر الأساس في بناء دفاعه وتشكيلته، أيقن هذه المرة أن التجريب انتهى ومعه أيقن أن مواصلة تكليف العدوة بادوار الجوكر والإطفائي والدوبلير الذي ينقذه من الأزمات والورطات، التي تتسبب فيها الغيابات أيا كان مبررها يجب أن ينتهي وأن ينطلق ومن الآن صوب التصفيات القادمة مراهنا على هذه الثنائية إحتكاما للإقناع الذي قدمته في المباراة ولـملاءمة اللاعبين في الشكل والمضمون لبعضهما البعض.
خرجة يرد التحية بأفضل منها
انتظر الجميع إطلالته بعد غياب فاق سنتين بأشهر عدة، وغمر الفضول الكثيرين في محاولة لمعرفة أين وصل هذا اللاعب الذي يمضي سنته رقم 12 بعرين الـمنتخب الوطني كواحد من أكبر المعمرين والمخضرمين ورموز الجيل الذهبي للفريق الذي كان الزاكي هو من سهر على تصميمه.
الإيقاع القوي والصمود بوجهه ومواصلة العطاء بنفس السخاء ولو مع تراجع عادي في المنسوب، قدم الدليل على أن التفريط في هذا اللاعب على امتداد كل الفترة السابقة، كان هدرا لطاقة خلاقة وكان مضيعة للوقت في سبيل البحث عن سقاء للأسود في وقت كان هذا اللاعب ينزف حسرة وهو يراقب إبعاده غير المبرر.
خص خرجة بالغرينطا والحماس، وربح معه الزاكي قائدا إضافيا رابعا للمجموعة بنفس المقاسات وهو أمر ناذر الحدوث وقلما حضر في الفترة السابقة (بنعطية وخرجة والعدوة ثم بوصوفة).
وانضم خرجة لفيلق الإرتكاز بخط الوسط بجانب الخيارات الواسعة المتاحة للناخب الوطني (العدوة كلاعب متعدد الأدوار والأحمدي ثم العوبادي).
ملخص حضور هذا اللاعب الفذ هو كونه رد على التحية التي وجهها له الزاكي بأفضل منها وأعاد الجميل للناخب الوطني الذي انتشله من الرماد المنسي.
روسيا لن تكون بعيدة
بعيدا عن تحليل وتقييم باقي الخطوط والتألق المستمر للاعب عبد الرزاق حمد الله الذي بات يشكل اليوم الرقم 1 ومن دون منازع في حسابات الزاكي على مستوى قلب الهجوم، وهو ما برع فيه حمد الله كثيرا ولو أنه عانى هذه المرة بشكل أكبر وأكثر من كل المرات السابقة من تأثير فارق التوقيت بين المغرب والصين، وتأخر بحسب الزاكي على مستوى التخلص من هذا العبء.
اللاعبان الآخران اللذان لا يقبل الزاكي المساس بهما هما بوصوقة وخاصة القادوري وكلاهما أبلى البلاء الحسن ولو أن الزاكي كان بإمكانه الصبر قليلا على بوصوفة بعدما اتسعت المساحات والفضاءات قبل ربع ساعة من نهاية المباراة.
وحاولنا اكتشاف المسعودي الذي بشر الزاكي بكونه سيكون الأيقونة الجديدة للكرة المغربية، غير أن الحيز الزمني لم يسعفه كثيرا، مع تسجيل تألق لزعر وتواضع أداء لمرابط المكرس لتباين المردود من مباراة لأخرى.
الخلاصة:
هي واحدة من المرات القليلة جدا والناذرة التي تذوب فيها النتيجة أمام روعة الإنطباع والتفاؤل المشروع الذي انتهى إليه الجميع بعد الصافرة النهائية، وهو الإنطباع الذي يقول بكون روسيا كرهان مونديالي لن تكون مستحيلة إن شاء الله ما حضرت الإرادة وابتعد اللاعبون عن الغرور، هذا إن لم تمنح «الطاس» الأسود فرصة العراك على واجهة التواجد بـ (الكان) الذي يستحقون بالفعل أن يكونوا من فرسانه وحرام أن يأفل نجم هذا الـمنتخب عن سمائه.
منعم بلمقدم
هذا ما قاله بنعطية بالحرف قبل تسليم الشارة:
مستحيل أن أكون عميدا بتواجد خرجة
بأخلاق الفرسان وأبناء الوطن والذين لم تغير فيهم النجومية ولا الشهرة ولا حتى الإغتراب شيئا من مقومات الفروسية والشهامة، دعا الـمهدي بنعطية الجميع قبل مباراة الأوروغواي للحضور وليكونوا شهودا على قرار كان له وقع مثير وإيجابي على نفسية الكل.
بنعطية فاجأ الناخب الوطني الزاكي بادو بعدما قرر الإقدام على خطوة لم تكن متوقعة بالـمرة بحسب الزاكي ولا حتى كانت مثار نقاش أو تداول بعدما تم الحسم فيها للمرة الأولى بعد قدوم الزاكي لشغل المهمة الحالية وخلالها قال بالحرف: «بنعطية هو العميد الفعلي للمنتخب المغربي بالفترة التي سأكون فيها مدربا».
قبل المباراة أعلن بنعطية تنازله عن الشارة وبخطاب قوي ومؤثر حضره جميع اللاعبين: «مستحيل أن أكون عميدا لهذا المنتخب وأخي الحسين حرجة موجود.
إنه لاعب فذ وأعطى الشيء الكثير للمنتخب والكرة المغربية وهو أقدم مني بكثير لذلك هو أحق مني بهذا الشرف وفي هذه الـمباراة بالتحديد لذلك لا أجد هدية أقدمها له أفضل من منحه شارة العميد».
خطوة راقت كثيرا الناخب الوطني واللاعبين وخلفت تأثيرا كبيرا على نفسية اللاعب الحسين خرجة والذي أذرف الدموع لـمبادرة أحس من خلالها بالإنصاف.
وكان اللاعب بنعطية سباقا لتدوين تغريدة عبر حسابه على إحدى مواقع التواصل الإجتماعي استبقت ما أقدم عليه.. «مرحبا بأخي وصديقي الحسين خرجة وسعيد جدا بعودته للمنتخب المغربي».
ما أقدم عليه بنعطية كان واحد من المكاسب المضافة للقمة وواحد من المزايا الهامة التي ربحها الزاكي وهو يعيد للأجواء الحميمية والدفء والتوحد الذي افتقدته لفترة طويلة.
أخنوش هنأ الزاكي على مردود الأسود
قبل وبعد المباراة كان لوزير الفلاحة السيد عزيز أخنوش إتصال بالناخب الوطني الزاكي بادو، إذ يحرص أخنوش على متابعة كل المباريات الملعوبة بمدينة اكادير.
قبل المباراة أبلغه رسالته التحفيزية وبعد المباراة هنأه على المردود التقني الكبير وعلى التفاعل والتجاوب الرائع للأنصار مع لاعبي الأسود على الرغم من الخسارة التي لم تكن مستحقة قياسا بما أظهره اللاعبون من استماثة وقتالية.
لقجع شاهد جولة أولى أمام السيليستي
لم يتسن لرئيس الجامعة فوزي لقجع متابعة مباراة الـمنتخب المغربي أمام الأوروغواي لغاية نهايتها، إذ اكتفى بمتابعة 40 دقيقة فقط من الشوط الأول، قبل أن يغادر لحضور حفل العشاء الذي أقامه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد على شرف المشاركين في جائزة الحسن الثاني للغولف والتي احتضنتها مدينة أكادير.
واكتفى لقجع لمتابعة المباراة وجديدها عبر الهاتف وكان كل مرة يتفاعل مع المستجدات والأصداء التي تصله من ملعب أكادير الكبير.لقجع غادر رفقة عزيز أخنوش قبل أن يعود الإثنان على متن نفس الطائرة للدار البيضاء.
المغرب رد صفعتي فلايني والشادلي
بلجيكا تبكي المسعودي ولييرس تهتز للإختيار
«إنه الموهبة التي سيتحدث عنها كثيرا الجمهور المغربي واللاعب الذي ربحناه للمستقبل وضمه للأسود مكسب كبير للمجموعة» هذا ما قاله الزاكي بادو عن أحمد المسعودي لاعب لييرس البلجيكي.
«اللاعب لم يختر المغرب نهائيا وقال لنا بالحرف إنه فقط حضر لتجريب حظه واختياره ليس نهائيا».. الرد جاء على لسان ليس برينسيل الناطق الرسمي للفريق.
ولتتبع الحكاية أكد لنا الناخب الوطني الزاكي بادو ونور الدين بوشحاتي فصول القصة وجاءت روايتهما كالتالي:
«كان لزاما أن نحيط الموضوع بكثير من السرية ونشتغل على اللاعب بنوع من الحكمة كي لا يضيع منا كما ضاع قبله لاعبون آخرون من قبيل الحدادي وغيره، إضافة للضغط الذي مورس على أنور غازي لاعب أجاكس أمستردام.
واجهنا صعوبات جمة منها الإغراءات القوية التي مارستها بلجيكا لضمه لصفوف منتخبها ولمحاولة وكيل أعماله تغيير اتجاهه.
رئيس فريق لييرس مصري وسعى بكل جهده كي لا ينضم المسعودي للمنتخب المغربي، إلا أن العمل الذي أنجزناه كان كبيرا وهو ما خلق الفارق».
وأضاف الزاكي: «لقد أظهر سعادة كبيرة بتواجده معنا، إنه لاعب مهاري من طراز رفيع جدا ولاعب يجيد أكثر من دور على مستوى خط الوسط وسنه الصغير يؤهله لتقديم أشياء كثيرة للمنتخب المغربي مستقبلا وأنا واثق من كونه ربح ومكسب لأسود الأطلس».
بهذا رد المغرب على بلجيكا بصفعة أقوى بعدما ظلت بلجيكا تسحب لاعبين مغاربة لـمعتركها من قبيل فلايني والشادلي والغناسي، بضم المسعودي الذي سيكون له شأن كبير بحسب تقديرات الزاكي.
الزاكي أغلق ملف حراسة المرمى
بضم منير المحمدي وإشراكه أساسيا وبتواجد ياسين بونو حارس سرقسطة الإسباني وعبد العالي المحمدي حارس الكوكب يكون الزاكي قد اطمأن لثالوث الحراسة والتي ظلت تؤرق الجميع منذ فترة طويلة.
المستجد هو كون الزاكي أظهر إعجابه بقدرات الحارس محمد أمين بورقادي ليشكل هذا الرباعي قاعدة إختيار موسعة للناخب الوطني بالمعسكرات القادمة، وستحظى الأسماء الأربعة بمواكبة الزاكي ومتابعته في الفترة القادمة لتقييم أداء كل حارس على حدا.
فارق التوقيت أزعج العدوة وحمد الله
عانى عصام العدوة كثيرا للتكيف مع وضعه الجديد بعد التحاقه بالبطولة الصينية، إذ طرح أمامه خلال معسكر المنتخب المغربي بأكادير إشكال فارق التوقيت.
وبالتدريج تخلص العدوة من هذا القلق رفقة عبد الرزاق حمد الله والذي حتى وهو يمضي موسمه الثاني بالصين إلا أنه يعاني كلما حل بالمغرب من هذا الإشكال بكل التداعيات التي تترتب عنه.