ADVERTISEMENTS

لا تنقلبوا عليهم..

الثلاثاء 07 أبريل 2015 - 11:35

غير مسموح لي أو لغيري أن ينقلب بالكامل على أسود البطولة الوطنية، فيحول ما كان من إنطباعات جيدة وأحكام قيمية إيجابية بعد الفوز في ودية الجمعة الأخير على شياطين الكونغو برازافيل، إلى تشكيك وازدراء وتقليل من الشأن بعد الخسارة في الودية الثانية الإثنين الماضي أمام خيول بوركينافاسو، لا المنطق يقبل بذلك، ولا موضوعية التعاطي مع المحكات الودية على اختلاف مقاساتها وطقوسها وسياقاتها الزمنية يبيح هذا التعاطي السمج مع المحصلة النهائية، فأنا ما زلت على يقين من أن المحكين الوديين أما شياطين الكونغو وأمام خيول بوركينافاسو إنتهيا بنا جميعا إلى ثلاث حقائق دامغة..
الحقيقة الأولى أن ما كنا نريده أن يكون إنعكاسا إيجابيا لدخول البطولة الوطنية زمن الإحتراف منذ أربعة مواسم على مؤدى اللاعبين ذهنيا وتكتيكيا بدأنا بالفعل نتلمس شيئا منه، فما قدمه المحليون في مجموع المباراتين الوديتين أمام منتخبين يعتمدان بنسبة كبيرة جدا على لاعبين تمرسوا بالطقوس الإحترافية الأوروبية، ينبئ فعلا بوجود خصوبة على مستوى الثقافة التكتيكية ويؤشر على أن لاعبي البطولة الوطنية إن واصلوا العمل الممنهج والمطبوع بالإحترافية، فإنهم سيتوصلون بالتدريج إلى الإستئناس باللعب في المستويات العالية المحكومة بالإيقاعات المرتفعة والتي تتطلب قدرا عاليا من التركيز وقدرا أعلى من التهييء البدني والتكتيكي.
الحقيقة الثانية والتي توجب التعامل بكثير من الحرفية مع المحصلة الرقمية للمباريات الودية، هي أن المنتخب المحلي خاض بتشكيلة لم تتغير إلا بنسبة ثلاثين بالمائة مباراتين وديتين في أقل من 72 ساعة، أمام منتخبين لم يكونا في نفس وضعه، أي أن كلي المنافسين إقتصر على مباراة واحدة.
والقصد هنا أن لاعبي المنتخب المحلي برغم ما ظهر عليهم من رعشات على مستوى الأداء الجماعي في مباراة بوركينافاسو، نتيجة ما كان عليه المخزون البدني من نقص في الوعاء الإحتياطي، إلا أنهم كشفوا عن ردات فعل قوية تتسم بالشجاعة وبالرغبة للعب في المستويات العالية والإيقاعات المرتفعة والتي تبرز في قوة التلاحمات والصدامات الثنائية.
الحقيقة الثالثة هي أن المدرب امحمد فاخر يعمل في إطار من وضوح الرؤية، فغيره ربما كان سيكتفي بالفوز المعنوي الذي حققه المحليون في مباراتهم أمام الكونغو، ولا يلتفت إلى ما كان من دروس تقنية وتكتيكية أفرزها اللقاء الودي الثاني أمام خيول بوركينافاسو، وإذا كان فاخر قد إنزعج كحال كل مدرب يكره الهزيمة، إلا أنه في قرارة نفسه وصل إلى مستوى جد متقدم من الإقتناع بالتركيبة البشرية سواء تعلق الأمر بالنواة الصلبة أو بالبدائل وقطع الغيار التي لا يجب أن تقل كفاءة وإصرارا وطموحا، وبلغ أيضا درجة ما من الإقتناع بأسلوب اللعب الذي يمكن أن يضع هذا المنتخب المحلي في الهيئة التكتيكية التي تعبر عن حقائقه الفردية قبل الجماعية.
....................................................
وبعد أيام من المحكين الوديين للمنتخب المحلي بإيجابية الخلاصات والحصائل، تشاء الصدف أن يدخل لاعبو البطولة الإحترافية من خلال ثلاثة أندية في محك يهمنا فيه أن تحضر نتيجة الفوز والتأهل لضمان إستمرار الأندية الوطنية في منافسات عصبة الأبطال وكأس الإتحاد الإفريقي، بعد أن كان الدور التمهيدي لكأس الكاف قد أقصى نهضة بركان متأثرا بضعف تجربته.
وإذا ما كانت حصيلة جولة الذهاب للدور الأول والتي تميزت بفوز أندية الرجاء والمغرب التطواني والفتح الرباطي بحصص متفاوتة، تجعلنا أكثر وثوقا من أن سفراء البطولة الإحترافية الثلاثة سيواصلون المسير الإفريقي، حيث تنتظرهم في الدور الموالي جبال كروية شاهقة، فإن ما شهدته جولات سابقة من لدغات سامة يوجب إلتزام كل الحذر في التعاطي مع نتائج مباريات الذهاب ومع الصورة التي قدم بها كل من كايزر تشيفز وكانو بيلارز والميناء الطوغولي أنفسهم، فلا أشك إطلاقا في أن هذه الأندية ستقلب لنا ظهر المجن، وستكشف عن صورة متناقضة لتلك التي كانت في الذهاب، فنحن في حضرة قارة إفريقيا التي لا يثبت فيها أي شيء على حاله.
نأمل أن يكون الرجاء قد تخلص نهائيا بلاعبيه وجماهيره من الصدع النفسي القوي الذي أحدثته مباراة البطولة أمام حسنية أكادير والتي كانت فيها الخسارة إيذانا بتبخر نسبة كبيرة من أمل مطاردة لقب البطولة، وأن يكون التوجه بنفسيات معافاة من كل جرح لمباراة كايزر تشيفز الذي يعرف أن خسارته ذهابا بهدف للاشيء لا تجعل من التأهل أمرا مستحيلا، كما نأمل أن يدخل المغرب التطواني المباراة هناك بكانو مجردا من كل الذي قدمته مباراة الذهاب من تقدم وكأنه ينطلق من الصفر في بحثه عن التأهل، وذات الأمل نضعه على الفتح الرباطي الذي فتح جزئيا أبواب الميناء الطوغولي، على أن يستكمل عملية الفتح هناك بلومي، والله الموفق. 

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS