ماذا خسرنا.. وماذا ربحنا؟
الثلاثاء 31 مارس 2015 - 14:11الآن نعرف لماذا تمنى الزاكي بادو على أسوده تحقيق الفوز على منتخب الأوروغواي في المحك الودي ليوم السبت، وهو الذي لا يمكن مثل كل الناخبين الوطنيين أن يجعل الفوز هو أقصى الغايات من مباراة إختبارية، لطالما أن المبحوث عنه في كل هذه المقاسات الإستكشافية هو الدرجة التي بلغها الإنسجام والدرجة التي وصلها التناسق التقني والدرجة التي أصبح عليها أسلوب اللعب.
تمنى الزاكي على أسوده تحقيق الفوز لأنهم كانوا يواجهون منتخبا مصنفا في الصف التاسع عالميا، ولأنهم كانوا في مواجهة منتخب له مرجعيته التقنية في واحدة من أقوى معاقل كرة القدم كونيا، ولأنهم يحتاجون في هذه الظرفية بالذات إلى ما يقوي ثقتهم بالمشروع الذي أسسوا له قبل أشهر، ولأن هناك حاجة ماسة إلى رسالة قوية لا يستطيع إلا الفوز على الأوروغواي إيصالها إلى العالم، بعد أن أجهزت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم على كثير من أحلامهم بأنها جردهتم من المشاركة في نسخة كأس إفريقيا للأمم 2015 وحال بينهم وبين المشاركة في نسختين قادمتين للكأس الأممية الإفريقية.
لغاية الأسف أن أسود الأطلس لم يحققوا لمدربهم ما كان حقيقة يتطلع إليه، ولكن هل ينكر عليهم أحد أنهم قدموا مباراة جميلة، عامرة بالندية وبالكفاح وملأى باللحظات القوية وبالإحتكاكات البدنية؟
هل يستطيع أي منا أن يقول بأن الفريق الوطني إستحق فعلا هذه الهزيمة التي تعرض لها أمام المنتخب الأوروغويائي؟
هل تستطيع الهزيمة التي لا يأمن أحد تبعاتها وأوجاعها أن تنسينا في الطريقة التي أدار بها أسود الأطلس مباراتهم التي لم يكن لها وفيها من الودية إلا الإسم، في ردات الفعل وفي كل الجمل التكتيكية المصاغة على امتداد عمر المباراة، وكلنا يعرف أن من كان في مواجهة الـمنتخب الوطني منتخبا هو الأشرس بين كل المنتخبات اللاتينية؟
هل نحتفظ مثل ذاكرة التاريخ بالمآل النهائي للمباراة ونرمي وراء ظهورنا كل الدروس التي أفرزها هذا النزال الودي القوي أمام واحد من العلامات الكبيرة لكرة القدم العالمية؟
بالطبع يجب أن نسعد بكل الذي شاهدناه خلال هذه المباراة بمعزل عن نتيجتها التي لم تكن صورة ناطقة عن مضامينها، يجب أن نسعد بأن الفريق الوطني نجح وهو الذي كان مفصولا عن أجواء النزالات الرسمية وأيضا عن المحكات الودية الثقيلة، في أن يقدم لنا دليلا على تطور أدائه الجماعي وعلى قوة شكيمته النفسية وعلى إصراره على المضي في بناء الشخصية المؤثرة والفاعلة بل والقادرة على إعادة الكرة المغربية إلى مكانتها الطبيعية على المستوى القاري قبل العالمي.
ولو نحن قرأنا المباراة بلغة الأرقام والإحصائيات، للنزالات المربوحة وللتمريرات الناجحة ولعدد الكرات التي خرجت من فوهة المدفع نتيجة ما كان من ضغط رهيب على حامل الكرة، لوجدنا في أداء الفريق الوطني، في ردات فعله وفي كل الأسلحة التكتيكية التي وظفها لربح معارك شرسة وفي مردوده التقني الجماعي قبل الفردي ما يقول أنه ربح من وديته أمام الأوروغواي أكثر من نتيجة الفوز، لقد ربح رصيدا كبيرا من الثقة بالقدرات الجماعية وربح تقدير كل الذين شاهدوه وأولهم المدرب الرائع تاباريز ربان منتخب الأوروغواي الذي لم يجامل وهو يقدم كل الإشادات بلاعبي الـمنتخب الوطني، وفوق هذا وذاك ربح مجددا حب الجماهير الذي كان مفتقدا لزمن طويل، ومن دون هذا الحب لا يكون هناك عزم ولا إرادة ولا شهية للبحت عن اللحظات السعيدة.