مونديالا 2018 و2022: فيفا واستراتيجية تدوير الزوايا
الجمعة 20 مارس 2015 - 20:03حاولت الجامعة الدولية لكرة القدم "فيفا" اخماد الجدل المرافق لمنح روسيا وقطر حق استضافة نهائيات كأس العالم لعامي 2018 و2022 واعتماد استراتيجية تدوير الزوايا من خلال التوصل الى عدد من قرارات "الترضية" ومن بينها تخصيص ميلغ 418 مليون دولار (390 مليون يورو) للاندية الاوروبية كتعويضات عن وضع اللاعبين بتصرف منتخبات بلادهم خلال نهائيات النسختين.
ويأتي تخصيص هذا المبلغ الكبير اذا ما تمت مقارنته بال`70 مليون دولار التي منحها للاندية خلال مونديال البرازيل ,2014 بعد ان اتخذ قرار اقامة نهائيات قطر 2022 في شهري نونبر ودجنبر نظرا لدرجة الحرارة المرتفعة صيفا في الامارة الخليجية.
وبتحديد موعد اقامة نهائيات قطر ,2022 فتح الباب الان لاعادة جدولة البطولات الاوروبية المحلية والمسابقتين القاريتين (دوري ابطال اوروبا والدوري الاوروبي) بالتزامن مع بدء العد العكسي لانتخابات رئاسة فيفا المزمع اقامتها في 29 ماي حيث سيكون الرئيس الحالي السويسري جوزف بلاتر مرشحا لولاية خامسة في مواجهة ثلاثة مرشحين اخرين هم نائبه الاردني الأمير علي بن الحسين ورئيس الاتحاد الهولندي ميكايل فان براغ والنجم البرتغالي السابق لويس فيغو.
واذا كان موعد اقامة المباراة النهائية لمونديال قطر 2022 قد حدد في 18 دجنبر, اي في اليوم الوطني القطري, فان الموعد المبدئي لانطلاق البطولة وعدد ايامها هو 21 نونبر على ان تمتد ل`28 يوما عوضا عن ,32 لكن هذين الامرين مرتبطان بعدد الملاعب التي ستستضيف النهائيات (8 حتى الان).
"لقد اعتمدنا 28 يوما لكن قد نضطر ربما الى تعديل فترة تحرير اللاعبين", هذا ما قاله امين عام الجامعة الدولية الفرنسي جيروم فالك, مضيفا "هناك فريق عمل سيجتمع في الاسابيع المقبلة ومن المفترض ان نكون قريبين في اواخر 2015 من اجل روزنامة ما بين 2019 و2022".
وقد اعرب رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم الفرنسي الاخر ميشال بلاتيني عن رضاه لتحديد يوم 18 كانون الاول/ديسمبر لاقامة المباراة النهائية لمونديال قطر, مضيفا: "يوم 18 دجنبر جيد بالنسبة للاتحاد الاوروبي - بامكاننا ان نتأقلم مع تعديلات في روزنامة دوري ابطال اوروبا لكن على فيفا حماية مواعيد المباريات الدولية للاتحادات الوطنية - اربعة تواريخ للمباريات الدولية قد تتأثر (بسبب مونديال قطر) وهذه المباريات الدولية حيوية بالنسبة للاتحادات الوطنية".
اما في ما يخص التعويضات التي ستنالها الاندية الاوروبية جراء الاتفاق بين فيفا ورابطة الاندية الاوروبية برئاسة الالماني كارل هاينتس رومينيغيه (بايرن ميونيخ), فقد رأت السلطة الكروية العليا ان ما حصل هو اعتراف بأهمية مساهمة الاندية في هيكلية كرة القدم حول العالم.
وقد رحب بلاتر بالاتفاقية التي تتناول جوانب عدة لاندماج اكبر بين كرة القدم الدولية والاندية, مشيرا الى انه من خلال توقيع هذه الاتفاقية "اتخذنا خطوة عملاقة من أجل الترويج للعلاقات بين فيفا والاندية في روح من التعاون البناء والمتبادل".
وجزء من هذه الاتفاقية يتناول توزيع العائدات التي يجنيها فيفا من كأس العالم لمصلحة الاندية, واستنادا الى النموذج الذي تم وضعه لكأسي العالم 2010 و,2014 سيتم توزيع 209 ملايين دولار على الاندية التي ستحرر لاعبيها للمشاركة في مونديال روسيا 2018. كما تم الاتفاق على دفع المبلغ ذاته في النسخة الثانية والعشرين المقررة في قطر 2022.
ويؤكد الاتفاق على المبادىء الاساسية مثل الترويج لتدريب وتطوير مستوى اللاعبين بالاضافة الى الاندماج الرياضي في المسابقات, لما فيه مصلحة اللعبة وقدرتها على جذب الجمهور, كما تتضمن الأحكام التي تنظم الإلتزام بروزنامة المباريات الدولية حتى عام ,2018 على أن تكون روزنامة المباريات الدولية للفترة من 2019 إلى 2022 مبنية على المبادىء ذاتها المرعية الاجراء حاليا.
اما بالنسبة لمونديال قطر 2022 بالذات, فقد اطلع بلاتر وفالك المجتمعين خلال الاجتماع الاول للجنة التنفيذية في 2015 على اخر المستجدات وزيارتهما الدوحة مؤخرا مع التركيز على رعاية العمال. واعترفت اللجنة التنفيذية بأن اللجنة العليا للمشاريع والارث تقوم بعمل كبير في ما يتعلق برعاية العمال وتطبيقها على مشاريع ,2022 لكنها اكدت مرة جديدة بان معايير الرفاهية المستدامة يجب ان تطبق على جميع العمال في البلاد.
"قطر فتحت ابوابها", هذا ما قاله بلاتر, مضيفا "لقد استقبلوا نائب المستشارة الالمانية سيغمار غابرييل الذي خرج بموقف ايجابي جدا في تقريره الرسمي. انا متأكد من اننا نسير الى الامام".
وقد واجهت قطر الكثير من الانتقادات بسبب اوضاع العاملين في البنى التحتية والملاعب المخصصة لمونديال 2022 لكن فالك اكد بان "وضع العمال في منشات كأس العالم افضل من وضع العاملين في منشات اخرى في قطر", مضيفا بان امير قطر يسعى الى نقل التحسن الذي طرأ على وضع العاملين في منشات المونديال الى كافة المنشات الاخرى في البلاد.
واذا انتهى فيفا من مسألة روزنامة مونديال ,2022 فانه لن يتخلص حتى الان من ذيول تهم الرشوة والفساد اذ المطالبة بنشر كامل تقرير المحامي والمحقق الفيدرالي السابق الاميركي مايكل غارسيا ما زالت قائمة.
صحيح ان فيفا رضخ امام الضغط الذي تسببت به استقالة غارسيا الذي طالب بنشر كامل التقرير الذي اعده, لكن السلطة الكروية العليا قرر ان تنشره "بالشكل المناسب" مع يحمله ذلك من تفسيرات وممكاطلة.
وكان غارسيا وبصفته رئيس غرفة التحقيق في لجنة الاخلاقيات التابعة لفيفا قدم تقريرا مفصلا بعد 18 شهرا من التحقيقات يتناول فيه الشبهات في ملف ترشح روسيا 2018 وقطر ,2022 لكن رئيس الغرفة القضائية في فيفا هانز-يواكيم ايكرت رأى ان التحقيق "يلاحظ بعض الحقائق" على "نطاق محدود جدا", "يمكن ان يقوض نزاهة منح مونديال 2018 و2022", وعلى وجه الخصوص في ملف مونديال قطر 2022 "السلوك الملتبس لشخصين عملا كمستشارين في ملف الترشيح".
واعتبر ايكرت وفيفا ان لا ضرورة لنشر كامل التقرير الذي اعده غارسيا ما اجبر الاخير الى الاستئناف الذي تم رفضه ايضا ما دفعه الى تقديم استقالته من منصبه احتجاجا على الطريقة التي تعامل مسؤولو فيفا مع ملف التحقيق.
وطالب العديد من المسؤولين في عالم كرة القدم بنشر التقرير كاملا من بينهم بلاتيني والامير علي بن الحسين, لكن بلاتر اعتبر في بادىء الامر بان نشره بالكامل يضر بمصداقية الشهود قبل ان يخرج بعدها بموقف مغاير اعلن فيه عن الموافقة على نشره "بالشكل المناسب" وعندما تنتهي الاجراءات بحق الافراد التي وردت اسماؤهم فيه.
ورأى بلاتر ان عدم نشر التقرير بشكل كامل اثر على ثقة الناس بفيفا, مضيفا "نحن بحاجة للتأكد من اننا نحترم قواعد منظمتنا وباننا لا نخرق السرية بطريقة من شأنها ان تمنع الناس من الافصاح عن المعلومات في المستقبل".
ويبقى الانتظار لمعرفة متى سيحين الموعد الذي تراه لجنة الاخلاقيات في فيفا مناسبا لنشر هذا التقرير.
وكالات