حكمت المحكمة
الثلاثاء 10 مارس 2015 - 10:47لا أخاله إلا سؤالا يثقل الظهر ويعذب العقل، لأن كل جواب عليه لا يحتمل القطع ولا يحتمل الجزم أيضا،
كيف سيكون حكم المحكمة الرياضية الدولية في ما عرضته عليها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من طعن في الأحكام الصادرة بسبق تنزيل لروح القانون من قبل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم؟
للمغاربة كل الحق في أن يتوجسوا ويخافوا ويرتعبوا، فما أتاهم من المكتب التنفيذي للإتحاد الإفريقي لكرة القدم كان قاصما للظهر، هم من ظنوا من الذي أبداه رئيس الجامعة من تفاؤل مشروع بعد مرافعته أمام عيسى حياتو، أن الأحكام ستأتي مخففة.
للمغاربة كل الحق في أن لا يأمنوا كثيرا لما يراق من أمل وتفاؤل على جوانب من عقول متشنجة، لهم الحق في أن لا يستسلموا للغة التسويف التي لا تتأسس في العادة إلا على الظن، وما أكثر ما خاب الظن، ما أكثر ما جلب الظن سوى الغم والهم.
الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وبعد أن إستوعبت ماذا يعني قرار الدولة وما يلزمنا به هذا القرار من تماسك ومن إجماع، قررت اللجوء للمحكمة الرياضية الدولية للطعن في عقوبات المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وقد فضلت ذلك على خيار الإستعطاف الذي يتركه في العادة القانون للمتضررين، عندما يذهب المعاقبون إلى الجمعية العمومية باعتبارها الهيئة الأعلى داخل الكونفدرالية الإفريقية يطلبون إما الصفح عنهم أو التخفيف من عقوباتهم، وبالطبع لا يستطيع أي منا أن يناقش قرار اللجوء للمحكمة الرياضية لأنه قرار سيادي، كما لا يقدر أحد الجزم بأن المحكمة الرياضة الدولية ستسقط كل العقوبات الرياضية التي نطقت بها الكاف، لأن النقطة الخلافية الموجودة تتعلق بالتكييف القانوني للقوة القاهرة التي تذرع بها المغرب ليطلب مرة ومرتين تأجيل نهائيات كأس إفريقيا للأمم سنة كاملة، فكما أن الجامعة عبر الهيئة الموكلة للترافع لصالح المغرب تستطيع أن تكيف القوة القاهرة المتمثلة في وباء إيبولا التكييف القانوني الذي يدافع عن الطرح المغربي، فإن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم تستطيع عبر وكلائها القانونيين أن تجد لوباء إيبولا التكييف القانوني الذي لا يجعل منه قوة قاهرة.
نحن إذا أمام تجاذب قانوني بين طرفين لا أحد يعلم من منهما سيبرع في إقناع المحكمة بوجاهة رأيه وبقوة تكييفه للقوة القاهرة، وإن كان الموكلون للدفاع عن الطرح المغربي قد قالوا بأن بنية القرارات العقابية الصادرة عن الكاف والأساسات القانونية التي قامت عليها فيها الكثير من الثقوب التي يمكن أن يمر منها الماء.
قال المكتب التنفيذي للجامعة من خلال البلاغ الذي أصدره عن إجتماع عقده يوم الإثنين الماضي، أن الظرفية الحالية تتطلب أعلى مستويات التعبئة، وكأني به يستنفر الرأي العام لوجود بوادر معركة رياضية شرسة لن تنتهي حتما مع إصدار المحكمة الرياضية الدولية لحكمها النهائي، وقد كان من موجبات هذه التعبئة والإستنفار أن يكون الإعلام مساهما في بناء الموقف الجماعي لا مطلوبا فقط لتعبئة لا يعرف لها سببا ولا حجما ولا طريقا، فما يقول المكتب المديري للجامعة أنه إخبار بأشياء لا وجود لها في الحقيقة وجالب لمضرة نحن في غنى عنها، سببه الأول والأخير أنه ليست هناك مقاربة تواصلية كاملة، فقدل كان ملف شائك كهذا الذي يمثله صراعنا مع «الكاف» يتوجب أن تكتمل الإحاطة الإعلامية وأن تتقوى المقاربة التواصلية، لا أن يترك الخبر عاريا يلبسه كل واحد جلبابا على مقاسه، بل إن هناك من سفه الخبر بتحريض من أشخاص يعملون في الظلام.
المؤكد أن ما سيأتي يوم تصدر المحكمة الرياضية الدولية قراراها النهائي والفاصل، سواء بالطعن أو بالتأييد للعقوبات سيكون قويا ومصيريا وحاسما، فالكرة المغربية بحاجة إلى مشروع رؤية خلاقة، رؤية مختلفة للمستقبل القريب، رؤية لها أكثر من رهان، رهان تصويب ما إعوج في المشروع الإحترافي ورهان تصحيح وضعيتنا المختلة داخل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الرؤية التي لا تطالب كاريكاتوريا بهجرة المغاربة للوكر الإفريقي إشهارا لاحتجاج يموت في مهده، ولكنها تطالب باعتماد مقاربة جديدة لجعل المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بيتا يأوي الكفاءات وينتصر لمصلحة الكرة الإفريقية ولا يقيس القوانين والقرارات على مقاسات من هم في المقود أبد الدهر، وتلك معركة ضارية لن يربحها المغرب لوحده بل إنه سيربحها بالمشاركة الفعلية لكل أصدقائه ممن يناصرون التغيير.