راموس: لنرى من سيعادل ما حقّقته أسبانيا
الجمعة 27 فبراير 2015 - 16:00سيكون عام 2014 أحد الفصول المميّزة في سيرة سيرخيو راموس الذاتية. فقد حصد ابن إشبيلية، الذي لعب عشرة مواسم بقميص ريال مدريد، اعترافاً غير مسبوق بعد أن أصبح عنصراً أساسياً في الفريق الملكي الذي سجّل معه أهدافاً حاسمة لرفع كأس اللّقب العاشر لدوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية FIFA.
غير أن هذه الفرحة المزدوجة بعد ولادة ابنه الأول تناقضت مع خيبة الأمل التي حصدها المنتخب الأسباني في كأس العالم البرازيل 2014 FIFA. وفي هذا الحوار الحصري الذي خصّ به موقع FIFA.com تحدّث راموس عن "أفضل عام في حياته" وأسباب تعثّر لاروخا في البرازيل والتحدّيات المقبلة في عام 2015.
FIFA.com: سيرخيو، يبدو أنّ 2014 كان عاماً استثنائياً في مسيرتك الاحترافية. هل يمكننا أن نصفه بالأفضل؟
سيرخيو راموس: نعم، أعتقد ذلك. لقد كانت سنة متميزة جداً على المستويين المهني والشّخصي. كانت سنة عظيمة مليئة بالطّاقة الإيجابية والأهداف والأحلام المحققة. لا يمكن أن أطلب أكثر من الحياة. إنه شعور فريد من نوعه أن تكون أباً وتحصل على الاستقرار العائلي، بالإضافة إلى تحقيق الانتصارات والألقاب مع فريقك. بالفعل لقد كانت سنة لا تُصدّق بالنسبة لي.
نتصوّر أن العاشرة مع ريال مدريد لديها مكانة خاصّة في قلبك. كيف كان يؤثر عليكم غياب هذا اللّقب؟
لقد فزت بجميع الألقاب خلال عشرة مواسم في ريال مدريد، ولكن كان ينقصني هذا اللّقب. إنها إضافة كبيرة لاختيار 2014 كأفضل سنة في مسيرتي. كانوا يتحدّثون دائماً داخل النّادي عن هذا الأمر كهوس. كان تحقيق هذا اللّقب بمثابة هدف إجباري. لم تر الجماهير هذه الكأس في خزانة النّادي منذ سنوات عديدة، كنا نسعى لفرض أنفسنا ووضع النّادي في المكان الذي يستحقه كمؤسسة وكفريق. على المستوى الشّخصي، كان ما عشته مميزاً بفضل تلك المساهمة الإضافية التي قدّمتها في الدّور قبل النهائي والنهائي (سجّل أهدافاً في كلتا المباراتين) واللّقب الذي أضفته إلى مسيرتي. إنها من أفضل اللّحظات في حياتي.
للمفارقة، لم تنعكس هذه اللحظات الجميلة مع ريال مدريد على المنتخب الأسباني. على عكس ما حدث في السنوات الأخيرة.
من الواضح أنه دائماً من الجيّد أن يعرف المرء كيف يفرّق ولا يخلّط الأمور، ولكن كان الأمر سيكون جنونياً لو توّجنا أيضاً بكأس العالم. لقد كان عاماً حافلاً جداً بالمباريات القوية والمتعبة وربّما لهذا لم نصل في أفضل أحوالنا إلى البرازيل. لا يجب أن ننسى أننا نحقق الانتصارات منذ سنوات عديدة، ولا يُمكن دائماً تحقيق الانتصارات والألقاب. لقد استمتعنا بلحظات فريدة من نوعها وجيل استثنائي من اللاعبين. توجنا أبطالاً للعالم وأبطالاً لأوروبا مرّتين. لنرى من سيعادل ما حققناه. ولكن تبقى كرة القدم مجرّد لعبة وعاجلاً أم آجلا سيأتي ذلك اليوم الذي نتجرّع فيه مرارة الخسارة والإقصاء. الآن علينا أن نفكّر مرّة أخرى في المستقبل، وفي مجموعة جديدة من اللاّعبين الطموحين الذي يأملون للعودة للمنافسة على الألقاب، وفي بناء فريق يؤمن بقدراته على تحقيق الفوز.
هل واصلت متابعة مباريات كأس العالم بعد الإقصاء؟
أنا من عشّاق كرة القدم. أحبّ هذه الرّياضة وبالتالي يعجبني مشاهدة أفضل اللاّعبين في حدث كبير مثل كأس العالم. ومن الطّبيعي أيضاً أن يشعر المرء بالحسرة وبعض الفرحة أيضاً للزّملاء الذين كانوا يواصلون الدّفاع عن قمصان المنتخبات الأخرى. ولكن في الحقيقة شعرت ببعض المرارة والحزن والحنق لمتابعتي باقي المباريات في المنزل وليس هناك.
هل استحقت ألمانيا الفوز باللّقب عن جدارة واستحقاق؟
بالنسبة لي نعم. كان من الممكن أن يحدث أي شيء؛ في النهائي يمكن أن يفوز أي طرف. فالأرجنتين كانت أيضاً مرشّحة منذ البداية. لكن ألمانيا تصل منذ سنوات عديدة إلى الدّور قبل النهائي، وهذا يعكس فلسفة اللّعب واتحاد الفريق من وجهة نظري وفهمي لكرة القدم. لقد فازوا باللّقب عن جدارة واستحقاق، ولديهم لاعبين من الطراز العالي. ليس فقط في الدوري الألماني، بل أيضاً عندما يجتمعون في المنتخب.
هناك من يعتقد أن ألمانيا 2014 لم تكن لتوجد لولا التأثير التكتيكي لمنتخب أسبانيا الذي فاز بكل شيء في السّابق. هل تتفق مع هذا الطّرح؟
لا أعرف. عندما يقوم منتخب بأشياء إيجابية، تحاول الفرق الأخرى استيعاب بعض الأشياء التي يمكن أن تفيدها في المستقبل. وبهذا المعنى، وبما أنني كنت طرفاً لسنوات عديدة في ذلك الجيل من لاعبي المنتخب، أعتقد أننا صنعنا التاريخ وتركنا بصمة مميزة. كانت أسبانيا فقط هي من تلعب كرة القدم بتلك الطريقة، وكانت الجماهير على جميع المستويات تستمتع بأسلوب لعبنا. ربما هناك بعض المنتخبات التي استوعبت بعض الرّسائل أو بعض المفاهيم التكتيكية أو بعض الأشياء التي ساعدتها على تحسين أدائها. فقد كنّا نواجه ألمانيا في معظم الأحيان، وأعتقد أنهم، إن صحّ التعبير، أكثر منتخب عانى من أسلوب لعبنا، لذلك ربّما تعلّموا منّا أكثر من غيرهم.
لنعد إلى الجانب الشخصي، تألقت كثيراً في 2014 بفضل الأهداف التي سجّلتها. هل تعتبر ذلك تناقضاً باعتبار أن مهمّتك الرئيسية هي الدّفاع؟
يتعايش جميع المدافعين مع حقيقة أنه لا يتم تقدير عملنا بالشكل المطلوب. لا أحد يتحدّث تقريباً عن براعتك في الدّفاع أو حفاظك على الشباك نظيفة. في نهاية المطاف، ما يلفت الانتباه هو النتيجة ومن يسجّل الأهداف. هذا ما تطلبه السوق وما يحرّك اليوم كرة القدم (يضحك). في حالتي، كنت محظوظاً لتسجيلي أهداف في الدّور قبل النهائي ونهائي دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية. ولكن كمدافع أودّ أن أقول إن الفريق يتشكّل من أحد عشر لاعباً وليس فقط من يحتفل ويسجّل الهدف. فالفريق يحتاج إلى مساعدة الدّفاع ووسط الملعب لأنها لعبة جماعية واللاعب مهما أراد ذلك، لا يمكنه أن يفعل كلّ شيء لوحده.
هذا يقودنا إلى نقطة أخرى، وهي أنانية اللاّعبين. كيف يتمّ التعايش في غرفة خلع الملابس مع العديد من النّجوم؟
الأساس هو الاحترام. لا شكّ بأن الأمر يكون أكثر تعقيداً عندما يكون هناك لاعبين من ثقافات ولغات وبلدان مختلفة... إنه مزيج من كل شيء يجب التعامل معه بشكل جيّد. وفي هذا الصدد، انطلاقاً من التواضع والاحترام، نحاول دائماً تبسيط الأمور لتسهيل تأقلم الزملاء الجدد. وهنا يقوم (كارلو) أنشيلوتي بدور مهم، فبما أنه كان لاعباً في السّابق فهو يعرف جيداً اللاّعب الذي يأتي من الخارج ويتفهّم المشاكل التي قد يعاني منها.
ما هي سمات أنشيلوتي الأخرى؟
يُلاحظ ما إذا كان اللاّعب يتأقلم بشكل جيد وينفتح أم لا عن أي زميل آخر. إنه من ذلك النّوع من المدربين الذين يأتون إليك ويتحدّثون معك ويسهّلون عليك كل شيء من الناحيتين المهنية والإنسانية. وهذا هو مفتاح النجاح، لذلك هو مدرب عظيم. بالنسبة لي، إنه من بين أفضل مدرّبين لعبت تحت إمرتهما في مسيرتي. وقبل كل شيء هو شخص جيد، وهذه إضافة مهمّة عند التعامل مع اللاّعب.
أنشيلوتي، ومن الآخر؟
هذا سؤال صعب. ربّما لويس أراغونيس أو خواكين كابارّوس الذي آمن بقدراتي عندما كنت لاعباً مغموراً. لقد تعايشت مع مدرّبين كبار. ولكن أنشيلوتي يوجد ضمن أفضل ثلاثة مدرّبين بكلّ تأكيد.