إيبولا فالطاس
الثلاثاء 24 فبراير 2015 - 12:14إنتهى الكان بغينيا ولم تظهر «للأسف» إيبولا اللعينة، أقول للأسف لأن هناك فعلا من تأسف على عودة الوفود لديارها سالمة غانمة، وخاب ظن أوزين ومن راهنوا بالدعاء على أن يهد عرس الكان فوق رؤوس أصحابه من الكاف لبقية المقبلين على البضاعة المهربة.
سلامة المولد الكافاوي وخلوه من أعراض إيبولا صار اليوم حجة ضدنا وما كان في عرف الوزير قوة قاهرة سيصبح في تقدير القانونين والفقهاء حجة فاترة وغادرة، فيما يشبه انقلاب السحر على الساحر وفيما يعكس رهانا على مبرر لم يقنع كثيرين منا للأسف، فكيف السبيل لجعله سندا يكيف على أنه «فورص ماجور»؟
قضية إيبولا هاته كانت مفيدة جدا لأنها أشاحت اللثام عن مركبات نقص وانفصام شخصية غريب يغذي سلوكنا، لأننا تعاملنا مع إيبولا بمنطق من يكذب ويحاول مجاهدة النفس لتصديق كذبته، وأكاد أجزم أن نصف الشعب لم يصدق منذ اليوم الأول طرح إيبولا والنصف الثاني الذي كان مدافعا عنها قوة قاهرة، عاد ليتخلى عن تنطعه وتحلى بالواقعية التي جعلته للأسف يصطف في صف حياتو.
قد تكون إيبولا ظهرت فعلا بغينيا الإستوائية وهناك من تستر على تسريب خبر شيوعها لأن الكاف كانت في حرب باردة مع المغرب، والحرب عادة كر وفر وخدع، ومن حقها أن تخفي السلاح الذي حاول المسؤولون الكرويون عندنا استعماله ضدها.
وحين أتحدث عن انفصام الشخصية والسلبية الموحشة التي تتملك إعلامنا وهذا واقع لا يرتفع، بدليل أن الأخبار والمعلومات التي تحرك المياه الراكدة وتغير مجرى النهر وتخلق حالة الإستنفار، ما زال المسؤول ببلادنا يعتمد على قصاصاتها التي تحملها «لوفيغارو» و«الباييس» و«لوموند» وباقي شقيقاتها، ويتعامل مع يعرض على أعمدة وصدر صفحات المنتوج المحلي بـ «كم حاجة قضيناها بتركها» و «القافلة تسير...».
لا أحد تجرأ ولو من باب لفت النظر لأوزين ومن سار في فلكه، على تنبيهه إلى أنه كان بالإمكان أفضل مما كان، كان من الممكن أن نخترع عشرات الأصناف لقوات قاهرة تغنينا عن صداع التنظيم ونترك إيبولا وشهادة منظمة الصحة العالمية التي تغرف من خيرات الفيفا والكاف والجيو الأولمبي جانبا..
لا أدري ما الذي جعل الكثيرين منا ممن آمنوا أنه خلف الأكمة ما خلفها، وعلى أن القضية أكبر ربما من إيبولا والجذري والجذام وتعدته لطاعون وبلاء أكبر، تكتموا وابتلعوا لسانهم ونصروا المسؤولين الكرويين عندنا ظالمين وظالمين في صراعهم مع «كاف» تجعل «الكان» من المقدسات التي تشبه طلة الشهر العربي، لا يتأخر عن موعده وإن فعل فإن ذلك يحدث بليلة واحدة لا غير؟
ألم يكن ممكنا طالما أن الأمر حمل على محمل الطابع السيادي الدهر بأسباب أخرى غير إيبولا كانت من موانع التنظيم؟
ألم يكن بالأمر المحمود والمقنع لو أن السيد الوزير المخلوع جر معه وزير السياحة بدل وزير الصحة المسكين واستعرضا جوانب أمنية وسياحية معرضة للخطر في حال حل هلال الكان في موعده؟
وأخيرا ألم يكن في الممكن لو أن من راهن على إيبولا استشار مع فقهاء قانونيين (بالقانون المدني والتجاري) ليكيفوا النازلة التكييف الحسن قبل أن يتحول كل واحد لمفتي ويمنحها صفة قوة قاهرة؟
من حق حياتو وتنفيذيته وهم يجرجرون لـ «الطاس» أن يكتفوا بقولة واحدة ليسفهوا أحلام ورهان لقجع على استئنافه بهذه المحكمة فيقولوا «ما قلتم أنه قوة قاهرة، لم يقهر أحدا بالكان ولم تعد تقهر باقي الأفارقة كما كان الحال قبل شهرين من الآن».
تعددت الأسباب إذن والحسرة واحدة، يفعلها المسير الغليظ عندنا ويتورط الصغار للأسف في مشاكسات وانتصار هذا لذاك، وتحول الثالث لمحامي والرابع لبوق والخامس لخائن والسادس لعميل والسابع لمندس.. وهلم شرا..
كلنا أيقنا في لحظة من اللحظات أن إيبولا حق أريد به باطل، واستحضرت ما قلته أول مرة من كون هذه القنبلة تخفي بداخلها بارودا وصواعق وكثير من المدلهمات، ومع ذلك صرنا جميعنا، حيث يصير من يلم «لحمه الخانز».
داخل إيبولا الوزير كانت إيبولا مصالح وضرب قوي تحت السرة «اللعب الكبير» وكعكة التنظيم وصراعات طلبات العروض، كانت كلها إيبولات حقيقية سبقت الفيروس الذي اختفى بالكان وما عاد قوة قاهرة بل عابرة..
ونحن نضع بيضة إيبولا فـ «طاس» لوزان أملنا كبير أن لا تحترق وتطلق المزيد من «الشياط»، لأنه يكفي أن رائحة كرتنا أزكمت الأنوف منذ سنوات بصدمة الخيبات والإخفاقات، وعادت لتزكمها خلال الشهور الماضية بعد أن اكتشف العالم طريقة تجفيفنا المبتكرة للعشب وكيف يصر السياسي على لبس لبوس القانوني فيكف مرضا على أنه قوة قاهرة حتى ولو قالت ديبلوماسية جنوب – جنوب ولارام العكس، و الله يستر من الضربة القادمة؟