علي الكروني حارس القلعة العسكرية:
الجمعة 20 فبراير 2015 - 11:52أنا مع الحراس الأجانب، لكن بشروط
تقبلت الإحتياط وقوتي أستمدها من الجدية والإرادة
أتمنى أن أكون في حجم وثقة مكونات الجيش
نعيش موسما إستثنائيا وكل الأندية لها نفس الحظوظ
عاش في الموسمين الأخيرين في الظل، بل ظل رهين كرسي الإحتياط، ولم يشفع له الموسم الجيد الذي كان قد قدمه قبل موسمين مع الجيش، حيث أبعد عن المنافسة، قبل أن يعود في المباريات الأخيرة ليكسب رسميته ويعود إلى الواجهة.
الحارس علي الكروني المشهود له بالأخلاق العالية وجديته يدرك أنه ليس من السهل القبض على الرسمية داخل فريق مثل الجيش الملكي اعتبارا للمنافسة التي يعرفها عرين العساكر، لذلك يراهن على تقديم الأفضل والتأكيد على أنه أهل بتحمل هذه المسؤولية، ويؤكد في هذا الحوار أنه بالإجتهاد أكثر سواء في المباريات أو التداريب سيكون في مستوى الثقة التي منحها له الطاقم التقني، كما أكد أن الجيش قادر على العودة لمستواه، معتبرا أن البداية المتواضعة التي سجلها لها أسبابها ولا تعكس المستوى الحقيقي للفريق العسكري، كما تطرق لمشكل حراسة المرمى في البطولة الوطنية.
- المنتخب: إبتعدت عن المنافسة في الفترة السابقة، كيف عشت هذه الفترة خاصة بعد أن وقعت على موسم جيد مع الجيش قبل ابتعادك؟
الكروني: في الواقع لم تكن هذه الفترة سهلة، لأني لم أتقبلها في البداية، تعرف أن الحارس عندما يقدم موسما جيدا يكون من الصعب عليه الإبتعادد فجأة عن اللعب دون مبرر، لذلك تألمت بعض الشيء، لكن في الأخير خلصت إلى أن الطموح لا بد أن يقود إلى النجاح، لذلك آثرت العمل والإجتهاد وعدم التوقف، حيث كنت أعرف أن اليأس يقود إلى الفشل، لذلك رفضت الإستسلام لأنني واثق من أن لكل مجتهد نصيب ولا بد أن تأتي الفرصة لكي أقدم ما تملكه جعبتي، لذلك أتمنى أن أكون عند مستوى الثقة التي منحتها لي جل مكونات الفريق العسكري.
- المنتخب: برأيك ما سبب ابتعادك عن المنافسة وعدم اختيارك كأساسي مباشرة بعد الموسم الجيد الذي وقعت عليه مع الجيش قبل سنتين؟
الكروني: هي فقط اختيارات الطاقم التقني، فرغم أنني تفاجأت بوضعي في كرسي الإحتياط إلا أنني تقبلت في الأخير قرارات المدربين السابقين إعتبارا إلى أني لاعب محترف وأمارس في فريق محترف، وأنا من طبعي لست من اللاعبين المتمردين على قرارات المدرب أو المسؤولين، كان همي فقط هو أن أتدرب بشكل جيد ولا أستسلم.
- المنتخب: لكنك طالبت في إحدى فترات البطولة تغيير الأجواء لعدم الاعتماد عليك في المباريات؟
الكروني: شيء طبيعي أن أبدي رغبتي في تغيير الأجواء لعدة أسباب، أهمها بعد شعوري أن الوقت قد حان لدخول تجربة جديدة ووجدت أنه لم يعد من مصلحتي الجلوس أكثر في الإحتياط، لكن أكثر ما زاد من رغبتي في تغيير الأجواء هو توصلي بعروض من أندية مغربية وازنة، وهو ما شجعني على دراسة هذه العروض وفتحت وقتها الموضوع مع المدرب السابق رشيد الطوسي الذي قال أنه يثق في إمكانياتي وما زال بحاجة لخدماتي، لكن في الأخير طويت صفحة رغبتي في تغيير الأجواء، خاصة بعد أن كسبت رسميتي.
- المنتخب: ألم تتأثر بفترة غيابك خاصة أن حارس المرمى يكون دائما بحاجة للمنافسة اعتبارا لحساسية مركزه؟
الكروني: صحيح أن حارس المرمى هو دائما بحاجة للمنافسة وليس من مصلحته الجلوس في كرسي الإحتياط، لكن عليه في الأخير أن يكون ذكيا ويعرف كيف يتعامل مع فترة غيابه، وذلك بالإجتهاد في التدريبات والتركيز والمثابرة واستغلال كل الفرص، الحمد لله أنني اكتسبت تجاربا من المواسم السابقة، فبعد مشاركتي في المباريات شعرت أني لم أتأثر كثيرا بفضل مساعدة الطاقم التقني وكذا زملائي في الفريق.
- المنتخب: عدت في المباريات الأخيرة لتحرس المرمى كعنصر رسمي، كيف ترى هذه المسؤولية؟
الكروني: لقد انتظرت طويلا هذه الفرصة وكنت مؤمنا بوضعيتي في كرسي الإحتياط اعتبارا إلى أن كرة القدم هي لعبة المنافسة وكل لاعب مطالب بالإجتهاد لاستغلال كل الفرص التي تتاح أمامه، ولو أن الرغبة الجامحة كانت تروادني للعودة لحراسة المرمى، فكما يعلم الجميع لعبت طيلة الموسم ما قبل الماضي كأساسي وقدمت مستوى جيدا، الحمد لله أن الفرصة أتيحت لي اليوم وأنا رهن إشارة فريقي، حيث أتمنى أن أقدم إضافات ترضي جميع المكونات.
- المنتخب: كيف كانت البداية بعد عودتك للمنافسة؟
الكروني: عودتي كانت أمام المغرب الفاسي، المباراة لم تكن سهلة خاصة أنها كانت الأولى لي كرسمي، شعرت ببعض الضغط في البداية لأنه لم يكن من السهل في البداية تحمل هذه المسؤولية، إذ كنت مطالبا بتقديم المستوى الذي يخول لي الحفاظ على رسميتي وتأكيد أنني أهل للثقة التي وضعها في الطاقم التقني، ومع مرور دقائق المباراة زال الضغط، وبات أدائي جيدا بشهادة المدرب الذي أثنى على ما قدمته في المباريات.
- المنتخب: قلت أنك توصلت في السابق بعروض في الفترة الأخيرة من بعض الأندية، هل ما زلت تفكر في تغيير الأجواء بعد أن استعدت رسميتك؟
الكروني: فعلا توصلت بعروض من أندية أبدت رغبتها في انتدابي، لكن كل شيء كان رهينا بإدارة فريقي التي لها الحق في تقرير مصيري بحكم أنني مرتبط بعقد احترافي، لكن حاليا أركز على وضعيتي مع الفريق وأريد تقديم الأداء الذي يخول لي الحفاظ على رسميتي مع الجيش وترك الأمور للأيام القادمة، خاصة أني أجد كل الدعم من جميع مكونات الفريق وهو ما شجعني وحمسني لتقديم الأفضل.
- المنتخب: لم تكن نتائج الجيش بالمتوازنة هذا الموسم، حيث كان الكل ينتظر أن تتألقوا في البطولة، ماذا جرى؟
الكروني: فعلا لم نسجل النتائج التي كنا نتوخى تحقيقها هذا الموسم رغم المجهود الذي قامت به جل مكونات الفريق، مع الأسف أن مستوانا لم يعرف الإستقرار المنشود وهو ما جعلنا نبتعد عن الصفوف الأمامية، كما أن الغيابات الكثيرة كان لعبت دورها وكذا بعض العوامل الخارج عن إرادتنا منها أرضية ملعب الفتح التي لم تساعدنا في العديد من المباريات على تقديم المردود المنتظر منا وأيضا إجراؤنا مجموعة من المواجهات بدون جمهور بسبب العقوبة، ناهيك عن الحظ الذي لم يكن يحالفنا في مجموعة من المباريات، لكننا استعدنا توازننا مؤخرا وهو مؤشر علي أن الجيش سيظهر بمستوى أفضل في مرحلة الإياب.
- المنتخب: ما يثار أيضا داخل الجيش أن الفريق يتوفر على تركيبة بشرية غنية ولاعبين مجربين، ومع ذلك ما زال بعيدا عن المستوى المنتظر، هل تعتقد أن كثرة النجوم أثرت على مستواكم؟
الكروني: لا أعتقد، لأن الفرق الكبيرة تتميز بكثرة النجوم والمنافسة الحادة بين اللاعبين، بل إن هذا المعطى بتعدد النجوم يرفع من مستوى الفريق خاصة أن كل اللاعبين هم مطالبون بالرفع من مستواهم في المباريات والتدريبات لكسب رسميتهم، كل ما في الأمر أننا كنا بحاجة لبعض الإنسجام، وهو ما تحقق مع توالي المباريات، ثم لا ننسى أيضا اللاعبين الشباب الذين كسبوا أيضا رسميتهم وقدموا مستويات جيدة في المباريات الأخيرة.
- المنتخب: هل تعتقد أن الفرص ما زالت أمامكم من أجل المنافسة على اللقب؟
الكروني: كل شيء رهين بما سنحققه في المباريات القادمة، أعتقد أننا إن نجحنا في الحفاظ على النسق التصاعدي الذي نسير عليه فإننا حتما سننافس على اللقب، خاصة أن فرق المقدمة غير مستقرة في نتائجها، كما أن فارق النقاط بين كل الأندية ليس كبيرا، حيث نعيش موسما استثنائيا وكل الفرق لها نفس الحظوظ، لذلك سنرى ما ستأول إليه المباريات القادمة من أجل تحديد أهدافنا هذا الموسم، ولو أننا نتمنى أن نعيد الهيبة لهذا الفريق الذي يستحق مركزا أفضل اعتبارا لقيمته.
- المنتخب: لم يستقر بعد مسؤولو فريقكم على أي ملعب لاستقبال مبارياته، ألم يؤثر هذا المعطى على فريقكم؟
الكروني: صحيح أن الجيش أصبح مثل الفريق الرحالة، حيث استقبلنا خصومنا في البطولة بملاعب الفتح والخميسات وسلا، طبعا هذه التنقلات لها تأثير، لأن أي فريق يتمنى أن يلعب في ملعبه وبين دفء جماهيره، مع الأسف أن مستوانا تأثر خصوصا عندما لعبنا بملعب الفتح الذي يتوفر على أرضية سيئة، أتمنى أن نستأنس بهذا الإغتراب في مرحلة الإياب وأن تبتسم لنا النتائج التي نتوخى تسجيلها.
- المنتخب: بحكم تجربتك في البطولة، هل في رأيك أن الكرة المغربية تعيش أزمة حراس؟
الكروني: لا أعتقد، لأن لدينا حراسا في المستوى، كل ما في الأمر أننا نعيش أزمة ثقة ليس إلا، المغرب دائما كان سباقا لإنجاب أفضل الحراس، لكن المشكل يكمن في التكوين القاعدي، لأن ليس هناك اهتمام بالفئات الصغرى على مستوى الحراس، ما جعل السنوات الأخيرة تعرف نوعا من الصعوبات في هذا المركز، علما أن الكرة المغربية لها مواهب كثيرة لكن ما ينقصها هو التكوين، ولو أن المسؤولين في السنوات الأخيرة فطنوا لهذا الإشكال وأصبح هناك مدربون لحراس المرمى في مراكز التكوين والفئات الصغرى، ما يؤكد أنه لا خوف على هذا المركز.
- المنتخب: أثير مؤخرا موضوع إنتداب الحراس الأجانب، هل أنت مع أو ضد هذه الخطوة؟
الكروني: كما أكدت في السابق أن الكرة المغربية تملك حراسا في المستوى ومواهب بحاجة للإهتمام بها، ومع ذلك أنا لست ضد عودة الحارس الأجنبي شرط أن يكون هذا الحارس أفضل من حراسنا المحليين، حيث نتابع في أقوى الدوريات العالمية اعتماد أنديتها على حراس أجانب دون أي تأثير، لذلك لا مانع من ذلك شرط أن تكون لهذه الخطوة استفادة كبيرة للكرة المغربية، لذلك يجب دراسة هذا الموضوع من كل جوانبه قبل التفكير في العمل به.
- المنتخب: هل يمكن اعتبار علي الكروني غير محظوظ؟
الكروني: أنا أولا محظوظ لأنني أمارس في فريق كبير من قيمة الجيش الملكي، وأي لاعب إلا ويحلم بحمل ألوانه، حيث يعد من أفضل الأندية المحلية وأنجب العديد من النجوم التي صالت وجالت في الملاعب العالمية، كما أن خزانته مرصعة بالعديد من الألقاب.
أستطيع أن أقول أنني غير محظوظ لأني لم أنصف كثيرا، خاصة بعد الموسم الجيد الذي قدمته مع الجيش، حيث بلغنا مركز الوصافة ولعبنا نهائي كأس العرش، كانت انطلاقتي الحقيقية مع الجيش، لكن سرعان ما ذهب المستوى الذي قدمته أدراج الرياح، على العموم أنا راض على ما قدمته ولو أني ما زلت أطمح للمزيد.
- المنتخب: هل يبقى الجيش آخر طموحك؟
الكروني: كل لاعب إلا ويحلم بالقمة واللعب في مستويات عالية، أعتقد أن الطموح إلى الأفضل حق مشروع لأي لاعب، بل هو سلاح علينا أن نتسلح به نحن اللاعبون، حيث يساعد على تطور المستوى، حاليا وكما أكدت أمارس بفريق كبير من قيمة الجيش، وهو في حد ذاته إنجاز بالنسبة لي، لذلك لا أدري ما تحمله الأيام القادمة، أنا حاليا أركز على فريقي وأتمنى أن أقدم أفضل المستويات التي تخول لي توسيع دائرة أحلامي وطموحاتي.
حاوره: عبداللطيف أبجاو