ADVERTISEMENTS

فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حصريا لـ«المنتخب»: (الجزء الثاني)

الجمعة 30 يناير 2015 - 13:49

نجاحنا في تنظيم نسختين لكأس العالم يعزز ثقتنا بتنظيم كأس العالم للمنتخبات
بهذه الطريقة سنستفيد من الإرث الكبير لمونديال الأندية 
سنكسو 100 ملعب بالعشب الإصطناعي وكل مباريات البطولة الإحترافية ستلعب على عشب طبيعي وبإنارة عالية الجودة
الزاكي سيستمر ناخبا وطنيا وفق شروط لم تتضح بعد..
من واجبي كرئيس للجامعة أن أتدخل لوقف الإختلالات والإدارة التقنية الوطنية وضعناها على السكة الصحيحة

ــ المنتخب: إنتهى المغرب من تنظيم النسخة الثانية على التوالي لكأس العالم للأندية بحمولات كثيرة وبإشادات واسعة، كنتم كرئيس للجامعة على اتصال وثيق بواحدة من كبريات المنافسات الدولية، كيف تقيمون هذه التجربة وما طبيعة الإرث الرياضي والتقني الذي يتركه تنظيم كأس العالم للأندية، وكيف يمكن إستثمار هذا النجاح لتكون له تداعيات إيجابية على المنظومة الكروية الوطنية؟
ــ فوزي لقجع: عند تقييم تنظيمنا للنسخة 11 لكأس العالم للأندية نستحضر بالأساس الرسالة التي خاطبنا بها السيد جوزيف بلاتير رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم والتي كان مضمونها الإشادة والثناء بنجاح التنظيم، ونستحضر أيضا الشهادات الطيبة التي إستقيناها من كافة الفعاليات الرياضية سواء المشاركة أو المدعوة لهذه التظاهرة، وهي إشادات وإطراءات ليس فيها ذرة واحدة للمجاملة، فمن العادة طبعا عندما تنتهي دولة من تنظيم حدث ما تكون هناك خطابات ود ومجاملة لتوجيه الشكر ولكن ما يتعلق بكأس العالم للأندية كان هناك شيء أكبر من الإشادة بطبيعة التنظيم بشكل عام، لطالما أن هذه المنافسة شهدت مجموعة من الأحداث التي حضرت فيها الحكمة والجرأة في إتخاذ القرار، وأعني هنا قرار نقل مباراة ريال مدريد وكروز أزول من الرباط إلى مراكش بعد تدهور حالة عشب ملعب الأمير مولاي عبد الله بما كان يعنيه ذلك من مرونة كبيرة في تأمين هذا الإنتقال لوجستيكيا وتنظيميا بشكل لم يؤثر على المنافسة في حد ذاتها.
أعتقد أنه كانت هناك قناعة راسخة لدى جميع من حضر كأس العالم للأندية بأن للمغرب القدرة على إنجاح تظاهرات كروية أكبر من كأس العالم للأندية، كما أن أرقام المشاهدة تدل على أن المغرب استضاف واحدة من أنجح النسخ، لقد إشتغلنا مع ما يقرب من 30 مقاولة من حفل الإفتتاح الذي شهد بروعته الجميع والذي كان عنوانا لإبداعات مغربية خالصة، إلى المباراة النهائية.
أنا أؤكد على أن الإشتغال على العشرة أيام التي تطلبتها المنافسة إستمر قبلها وخلالها لأيام وشهور، بالطبع حضرت نواقص هي من طبيعة تنظيم أي منافسة من هذا الحجم وقد تعاملنا معها جميعا بحكمة كبيرة، أنا معك في أن تنظيم الحدث ترك لنا إرثا كبيرا على كافة المستويات من جوانبه نظام التذاكير الإلكتروني، لقد كان بإمكاننا أن نكتري هذه الآليات ونضعها بشكل مؤقت في الملاعب، إلا أننا آثرنا شراءها لتصبح في ملكية الجامعة وسنبدأ في وضعها تدريجيا بالملاعب الوطنية لنمر عبر حلقات إلى ما يصطلح عليه بالإقتناء الإلكتروني للتذاكير وبما يتطلبه ذلك من مجهودات داخل الملاعب من تعديد أبواب الدخول إلى ترقيم المقاعد، واللجنة التي إشتغلت على هذا النظام الجديد للولوجيات الإلكترونية خلال مونديال الأندية هي نفسها التي اشتغلت على المباراة الإستعراضية بين باريس سان جيرمان وأنتير ميلان وهي نفسها التي ستشتغل على المباراة الدولية التي سيجريها الفريق الوطني شهر مارس القادم أمام منتخب عالمي كبير، وهي نفسها اللجنة التي ستتجول بين الملاعب لتمكين الأندية من قدرة تدبير هذا المعطى الجديد.
الإرث الآخر الذي تركته كأس العالم للأندية هي الملاعب التي أعيد تعشيبها بعشب طبيعي من النوع الممتاز لإستضافة تداريب الأندية المشاركة والتي ستصبح من الآن في ملك الأندية الوطنية ومنها ملعب مولاي الحسن بالرباط وملعب جديد وجميل بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة إضافة لملاعب التداريب التي أنجزت برسم النسخة الماضية بكل من مراكش وأكادير، إذا هناك إرث على المستوى اللوجستيكي متعلق بنظام الدخول إلى الملاعب وهناك إرث على مستوى البنيات التحتية، وسنحاول ما أمكن أن نعممه على كل الأندية الوطنية، دون أن أنسى الإرث المعرفي المتمثل في أن هناك طاقات مغربية اشتغلت على المنظومة الدولية في تنظيم كبريات الأحداث الرياضية، ولا بد من الإستفادة الكبيرة من هذا الإرث.
ــ المنتخب: هذا يقود إلى ضرورة خلق خلية عمل دائمة تجتمع فيها كل الأقطاب التي ساهمت مع الفيفا في تنظيم مونديال الأندية من أجل نقل هذه المنظومة التنظيمية إلى مباريات البطولة الإحترافية؟
ــ فوزي لقجع: هو نفس النهج الذي نسير عليه، فقد حافظنا كما قلت على روح العمل عندما نظمنا مباراة باريس سان جيرمان وإنتير، ووجهنا هذه اللجنة إلى وضع تصور عام يتم من خلاله تنزيل هذا الإجراء التنظيمي الإحترافي ليشمل ملاعب البطولة الإحترافية، لذلك كان قراري هو الإبقاء على هذه اللجنة التنظيمية مجتمعة، وستشتغل باستمرار من أجل خدمة البطولة الإحترافية للوصول بها إلى أفضل صورة ممكنة.
ــ المنتخب: هل في اعتقاد فوزي لقجع أن هذه الإشارات التي تم تقديمها دوليا، وهذا النجاح المعترف به على مستوى الفيفا يمثل تمهيدا لطلب المغرب تنظيم كأس العالم للمنتخبات خلال العقد الثالث من الألفية الثانية؟
ــ فوزي لقجع: من دون الدخول في منطق المقارنات بين المغرب بما يتوفر عليه الآن من إمكانات ومن ملاعب ومن مناخ، وما توفرت عليه دول سبقتنا إلى تنظيم كأس العالم، فإنني أجزم بأن المغرب وأقول هذا بكامل الموضوعية مؤهل لتنظيم كأس العالم.
أنا أقول على أن القول بأن المغرب مؤهل لوجستيكيا ورياضيا وجغرافيا بحكم موقعه الإستراتيجي ومؤهل أيضا بحكم التراكمات التي تركها تنظيمنا الجيد لكأس العالم للأندية لتنظيم كأس العالم للمنتخبات لا يكفي، فلا بد أن تكون هناك قراءة إستباقية لمعطيات مستقبلية هي ما سيتحكم بالتأكيد في إسناد النسخ القادمة لهذا البلد أو ذاك، لنكون بكامل الجاهزية للتعاطي مع هذا الأمر.
ــ المنتخب: خاصة وأن آليات تحديد البلد المنظم لكأس العالم ستختلف في القادم من النسخ، إذ سيصبح التصويت على البلد المستضيف للمونديال مكفولا للجمعية العمومية وليس فقط لأعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا؟
ــ فوزي لقجع: أتفق معك ولكن أؤكد أيضا على أن الأشخاص الذين يؤطرون ويتحكمون في هذه العمليات الإنتخابية ليسوا كثيرين، ثم إن أكثر شيء يمكن أن يعتمد عليه المغرب في سعيه لتنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى هو مصداقيته التي يتميز بها في محيطه القاري والدولي.
ــ المنتخب: نأتي الآن للحديث عن الحلقات التي لم تستكمل بعد في بناء أضلاع المكتب المديري، نعرف جيدا على أن النظام الأساسي نص على مجموعة من التمثيليات، قلتم عند انتخابكم رئيسا أن مكونات المكتب المديري ستكتمل بنهاية الموسم الحالي، هل أنتم موقنون من ذلك؟
ــ فوزي لقجع: قبل شهر يونيو سيكون من الحتم أن تكتمل أضلاع المكتب المديري، أنا أقول أن هذه المسألة ليس فيها اختيار، لم يكن قطعا من الضروري أن نذهب إلى تحديد من يمثل مجموعات المدربين والحكام واللاعبين الدوليين السابقين وكرة القدم المتنوعة قبل أن نرسي دعائم العصبة الإحترافية لما لها من أهمية كبيرة في منظومة الإشتغال وبالنظر أيضا لظروفها، فمتى أنشأنا هذه العصبة الإحترافية بإشراف من لجنة الإنتخابات، متى كان ممكنا أن تتولى هذه اللجنة نفسها الإشراف على كل العمليات الإنتخابية التي ستنبثق منها هذه التمثيليات وفقا لما تشير إليه الأنظمة، وكما أسلفت مع تعيين هذه اللجنة سيكون ممكنا أن نعرف خارطة الطريق التي ستحدد المواعيد الزمنية التي ستنتخب خلالها مختلف التمثيليات، وآنذاك سيستكمل البناء القانوني للمكتب المديري وسيكون مرحبا بالجميع.
ــ المنتخب: هذا الأمر من شأنه أن يساعدك في تفويض كثير من المهام وشغل لجان تحتاج إلى أشخاص من دوي الإختصاص؟
ــ فوزي لقجع: أنا أنطلق من قناعة هي أن المجال يتسع للجميع، وكل من يرغب في خدمة كرة القدم الوطنية على أي صعيد، ليكون متأكدا أنه سيجد داخل الجامعة آذانا صاغية.
ــ المنتخب: المنتخب الوطني مثل لكم أولوية كما يمثل لأي مكتب جامعي أولوية مطلقة، نعرف في ظل الإكراهات التي أتيتم فيها لرئاسة الجامعة المقاربة التي اعتمدتموها في اختيار الناخب الوطني، نعرف أيضا أن هذا الفريق الوطني كان يهيء لإستحقاق قاري ضاع منه، ونعرف أن العقد المبرم مع الزاكي إرتبط بكأس إفريقيا للأمم التي لم يعد لها مكان في رزنامة الأسود، هل أدى هذا إلى مراجعة عقد الناخب الوطني؟
ــ فوزي لقجع: ما أقوله عن الزاكي كناخب وطني للمنتخب الأول سينطبق على كل مدربي المنتخبات الوطنية، ما يربط الجامعة بكل مدربي المنتخبات الوطنية علاقة إحترافية مؤسسة على أهداف ومؤسسة أيضا على إمكانيات لوجستيكية ومادية تضعها الجامعة رهن إشارتهم، إن بلغنا هذه الأهداف هنأنا المدرب الوطني وعرضنا عليه تمديد العقد، وإن لم نبلغ هذه الأهداف نلجأ للتقييم وعلى ضوئه نحدد ما إذا كانت هناك فائدة في إبقاء التعاقد أم لا.
هذا المنطق لا بد أن يخضع له المكتب الجامعي أيضا، فهذا الأخير أنيطت به مسؤوليات وأهداف إن بلغها فمرحبا به وإن لم يبلغها فعليه أن يترك المكان لغيره، هذا الأمر يجب أن يتحول إلى ثقافة يقول مبدؤها الأول أن هناك مسؤولية تناط بالأشخاص ولا بد أن يحاسبوا عليها.
ما يتعلق بالمدرب الزاكي كان العقد ينص على هدف واحد هو بلوغ نهائي كأس إفريقيا للأمم، إن تحقق الهدف جددنا العقد ليكون الهدف القادم هو بلوغ نهائيات كأس العالم 2018، وإن لم يتحقق الهدف إنتهى العقد تلقائيا.
صحيح أن الأمر تغير اليوم بحكم أن الفريق الوطني المغربي أبعد من نهائيات كأس إفريقيا للأمم وبالتالي إنتفى الهدف الذي على أساسه قام العقد، للأمانة أؤكد لك أننا إلى الآن لم نجلس مع الزاكي لنحدد الهدف الجديد للعقد، لأن ذلك مرتبط إرتباطا وثيقا بالقرار النهائي الذي سيتخذه الإتحاد الإفريقي لكرة القدم بشأن الجامعة لمعرفة حجم الإنتظارات.
ــ المنتخب: إذا هل نعتبر أن الزاكي ناخب وطني مؤقت؟ وهل أنت راض على العمل الذي أنجزه؟
ــ فوزي لقجع: ليس إلى هذا الحد، أنا أعتبر أن الزاكي لا ذنب له فيما حصل، فقد كان بصدد تحضير فريقه بشكل يمكنه من بلوغ الهدف المتفق عليه قبل أن يحدث ما حدث.
المسألة ليست مسألة رضى شخصي، ما يمكن أن أقوله أن الفريق الوطني المغربي كان يشتغل وفق ظروف وإكراهات نعرف قوتها على المستوى الرياضي حتى لا يعتقد البعض أنني بصدد إعطاء حكم قيمة فني فهذا الأمر لا يدخل في إختصاصي ولست مؤهلا للتحدث فيه، ولكن أؤكد أننا وضعنا كافة الإمكانيات الممكنة لتكون هذه التحضيرات في المستوى العالي.
ــ المنتخب: أنت تتحدث إذا عن إكراهات حدثت على مستوى إعداد الفريق الوطني في ظرفية زمنية قصيرة جدا؟
ــ فوزي لقجع: بالطبع لا بد من مراعاة هذا الجانب في قراءة الحصيلة والمستوى الذي بلغه الفريق الوطني، اليوم كما قلت نحن في انتظار ما ستقرره الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لنعرف، هل سيكون الهدف القادم هو نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2017 أو إقصائيات كأس العالم 2018.
ــ المنتخب: نفهم إذا أن الجامعة في نيتها الإبقاء على الزاكي بادو ناخبا وطنيا؟
ــ فوزي لقجع: بالطبع ولكن سنشتغل على أفقين، أفق 2017 وأفق 2018، ولكل أفق ضوابطه، المهم أنه ستكون هناك إستمرارية ولكنها مشروطة بما سيفضي إليه الأمر في علاقتنا مع الكاف، وكدليل على ذلك أننا باشرنا منذ وقت غير قصير الترتيب للمباريات الودية التي سيخوضها الفريق الوطني المغربي قبل حلول الإستحقاقات القارية والدولية.
ــ المنتخب: ونحن نستحضر النجاحات التي حققها المغرب في إستضافة آخر نسختين لكأس العالم للأندية ونستحضر مع ذلك ما مثله بعض التظاهرات الكروية مثل كأس محمد الخامس للأندية وكأس الحسن الثاني الدولية للمنتخبات من تأثير إيجابي على كرة القدم الوطنية يبرز السؤال، هل يفكر المكتب المديري الجامعي في مقاربة جديدة ليصبح المغرب مجددا قبلة لهذه الأندية والمنتخبات العالمية؟
ــ فوزي لقجع: المقاربة بسيطة وواضحة، أنا أظن أنه للجامعة في ما يتعلق بمثل هذه الأحداث الرياضية الكبرى دورا لا بد أن تلعبه، أي أن تستغل الظروف التي يعيشها المغرب سياسيا وإقتصاديا لتجعله أرضا للمنافسات الكروية ذات المستوى العالي، بهدف مزيد من الإشعاع الرياضي وبهدف تطوير منظومة كرة القدم الوطنية وبهدف إشباع نهم الجماهير الرياضية المغربية التي أثبتت خلال كأس العالم للأندية أنها شغوفة بكرة القدم ومتذوقة لفنها الرفيع.
إستضافتنا للمباراة الإستعراضية بين باريس سان جيرمان الفرنسي وإنتير ميلان الإيطالي كانت تنزيلا لهذه المقاربة التي تحدثت عنها، وسيكون لها إستمرار في مستقبل الأيام، فنحن نبحث جديا إمكانية بعث مسابقة كأس محمد الخامس للأندية، بل ونشتغل عليها لتكون لنا في أقرب الآجال دورة دولية تستضيفها مدينة معينة ولها تاريخ معين وتستقطب كبريات الأندية العالمية.
ــ المنتخب: نأتي الآن للحديث عن الإدارة التقنية الوطنية كخيار إستراتيجي ورد في سياق الأهداف المراهن عليها، تابعنا الطريقة التي اعتمدت في تنزيل هذه الإدارة التقنية لتكون واحدة من حلقات العمل الجامعي، تابعنا ما حدث من تشنج في العلاقة بين ناصر لارغيت كمدير للمنتخبات الوطنية ومراكز التكوين وبين حسن حرمة الله كمدير لقطب تكوين الأطر، ما فرض تدخلك شخصيا لتعلن في الأخير عبر بلاغ رسمي أن الإدارة التقنية الوطنية بكامل هياكلها أوكلت لناصر لارغيت، هل يمكن القول أن قطار الإدارة التقنية عاد لسكته؟
ــ فوزي لقجع: عندما ننشئ إدارة تقنية وطنية بمفهومها الحديث ونختار لها العديد من الكفاءات والأطر لتضطلع بمختلف الأدوار المناطة بها، طبعا فعلنا هذا وأكثر ما حرصنا عليه أن لا نقصي أيا من الكفاءات الوطنية ما دام أن المجال يتسع للجميع، أعتقد أنه في نظام متشابك مثل هذا لا بد وأن تظهر بعض الإضطرابات وقد ظهرت، لذلك كان واجبي كرئيس للجامعة أن أتدخل لأمنع تفاقم هذه الحالة وتحديد المسؤوليات، عقدنا إجتماعا بين الطرفين ووقع الكل على محضر يقول بأن الإدارة التقنية الوطنية لها مدير واحد هو السيد ناصر لارغيت وأن الجميع كل في مجاله يعمل تحت إمرته.
أتصور أن هذه الوقفة أزالت اللبس ووضعت بالفعل الإدارة التقنية الوطنية أمام مسؤولياتها الجسيمة والتاريخية طبقا لبرنامج تكوين وتأهيل صادقنا عليه وجار أجرأته، وكل واحد سيعمل في إختصاصه باحترام ما يوجد بين كل الأطر من رباط تقني وباحترام أيضا ضرورة أن توحد الأهداف بين الجميع.
ــ المنتخب: هل يمكن تحديد الغلاف المالي المرصود من الجامعة للإدارة التقنية الوطنية؟
ــ فوزي لقجع: تعرفون جيدا أن ما يتفرع عن الإدارة التقنية الوطنية أشياء كثيرة وإختصاصات، هناك ما يتعلق بتأطير المنتخبات الوطنية وما يتعلق بالإشراف على مراكز التكوين وما يتعلق أيضا بقطب تكوين مختلف المتدخلين في الفعل التقني إضافة إلى ضرورة تشجيع التوثيق والبحث العلمي في هذا المجال، فإذا نحن كمكتب مديري عندما نراهن على إدارة تقنية وطنية بالمفهوم الحديث فإننا نعرف أن ذلك يحتاج إلى رصيد بشري كبير منتقى بحسب الكفاءة ويحتاج إلى إمكانات مادية كبيرة، وحتى الآن نحن ماضون في الإستجابة لكل الطلبات، لذلك يصعب علي أن أقدم رقما محددا لما ستكلفه ماليا الإدارة التقنية الوطنية.
ما أريد أن أتحدث عنه ويغيب عن التداولات هو المركز الوطني لكرة القدم الذي تحدث بداخله أشياء لا بد من الإنتباه إليها، فنحن بصدد تحويل هذا المركز إلى تحفة رياضية متكاملة تستطيع أن تكون مأوى للمواهب والكفاءات لتتكون بطريقة علمية حديثة وفقا لأحدث المعايير الدولية، بحيث أن هذا المركز الذي وافقنا على مشروع تحديثه سيمكن بعد استكمال العمل فيه خلال سنة على الأكثر، كل المنتخبات الوطنية من أن تستعد للإلتزامات الخارجية في ظروف أكثر من جيدة.
ــ المنتخب: ماذا عن المراكز الجامعية الجهوية التي قلتم أنها ستعزز ترسانة كرة القدم الوطنية؟ وما العلاقة التي يفترض أن تربطها بالمركز الوطني الأم الذي يتم تحديثه بالمعمورة بضاحية سلا؟
ــ فوزي لقجع: في واقع الأمر كنا نخطط لإقامة أربعة مراكز جهوية جامعية، وعندما اجتمعنا بالسيد ناصر لارغيت المدير التقني الوطني قال أنه عوضا من بناء أربعة مراكز جهوية كبيرة يستحسن بناء ستة مراكز متوسطة وقابلة للتوسع بحسب الحاجة، وتساعد على الإحاطة بجميع المناطق الجغرافية.
هذه المراكز تحتاج إلى وعاء عقاري وإلى دراسات، نحن الآن في مرحلة تحضير دفاتر التحملات، وأعتقد أنه بتظافر كل الجهود يمكن القول أن العمل سينطلق في أولى هذه المراكز الجهوية بعد سنة على الأكثر، وبنفس القدر نحن مهتمون غاية الإهتمام بمراكز تكوين الأندية لتصبح عن قريب قيد الإشتغال بالإحترام الكامل لما ينص عليه دفتر التحملات تقنيا ولوجستيكيا.
في اعتقادي أن هذا هو أهم الأوراش التي يشتغل عليها المكتب المديري للجامعة لتكون لكرة القدم في العشر سنوات القادمة الأساسات القوية التي يقوم عليها المنتوج الكروي الوطني والتي يجب أن تؤهله للمنافسة قاريا وعالميا.
ــ المنتخب: نأتي إلى قضية مثيرة للجدل ومفضية إلى كثير من التناوش بين مسيرين ولاعبين ومدربين، قضية التحكيم التي طفت مجددا على السطح بعد أن جددت الأندية شكواها من وقوع ظلم تحكيمي عليها، كيف تعاطيتم كرئيس للجامعة مع هذه القضية بكافة تداعياتها؟
ــ فوزي لقجع: إذا ما تحدثنا عن التحكيم واحتجنا إلى عملية التقييم باعتبار أن هذه العملية مفروضة فرض عين في كل عمل، إذا ما أردنا أن نقيم التحكيم في المغرب علينا أن نكون موضوعيين ونتنازل عن العقلية الضيقة، عن عقلية الفريق، وعلينا أيضا أن نكون على دراية كاملة بكرة القدم.
أنا أتأسف إن كنت حادا في الرد على بعض الأشخاص الذين سولوا لأنفسهم تقييم التحكيم وهم ليسوا موضوعيين وليسوا على دراية كاملة بكرة القدم وبقانون التحكيم.
نحن نتحدث عن التحكيم ليس فقط بعد مرور أربع أو خمس دورات ولكن بعد إنقضاء مرحلة الذهاب، أي أننا أجرينا أكثر من 240 مباراة في القسمين الأول والثاني، وهنا أسأل كم هي الحالات التحكيمية المثيرة للجدل؟ وما هي النسبة التي تمثلها في عموم المباريات؟ إذا قلنا 20 مباراة كم هي عدد النقاط التي ضاعت بسبب ما يقال أنها أخطاء تحكيمية، بطبيعة الحال أنا أتفق على أن لكل نقطة قيمتها في رصيد أي فريق، ولكن عندما أختار مثلا مباراة أتلتيكو مدريد وبرشلونة في الدوري الإسباني وأحصي عدد الحالات التحكيمية أجد أنها تستوجب ثلاثة أضعاف الإحتجاجات التي تصدر عنا في المغرب، لقد سجل برشلونة هدفا من لمسة يد واضحة لميسي واحتسب الحكم ضربة جزاء لا وجود لها لأتلتيكو مدريد، هذا لا يعني أن حكامنا لم يرتكبوا أخطاء، لقد إرتكبوا أخطاء بالفعل ولكن عندما يعطي أي شخص لنفسه الحق في مهاجمة حكم وتوجيه وابل من الشتم له وينعته بأقبح الصفات وهو ليس مؤهلا لأي تقييم من أي نوع، وليس له أي هاجس سوى التغطية على أخطائه التسييرية عند حدوث الهزيمة.
أنا أقول أن التحكيم محتاج مثل كل القطاعات الأخرى التي لها علاقة بمنظومة كرة القدم إلى وقفة للتأمل.
ــ المنتخب: كيف تتصور إذن أنت تكون وقفة التأمل هاته؟
ــ فوزي لقجع: أنا أقول أن شرطي النزاهة والحياد من الضروري، بل من الواجب توفرهما في الحكم، وإلا فلن يسمح لأحد بأن يمتهن هذه الوظيفة.
الآن لنعترف بأن ما نفعله مع الحكام مختلف كليا عن ما نفعله مع الأندية ومع اللاعبين، الأندية تتربص في معسكرات تتطلب أموالا طائلة وأدوات لوجسيتيكة من وسائل عمل ومن تغذية ومن تطبيب من أجل التحضير للموسم، وتبرمج معسكرات مماثلة عند توقف البطولة بنهاية مرحلة الذهاب، بينما الحكام لا يمكنون من أي نوع من أنواع هذه التربصات مع أنه يطلب منهم أن يكونوا مؤهلين بدنيا ونفسيا وتقنيا لقيادة المباريات، ما نفعله معهم أننا ندعوهم للإختبارات البدنية.
لذلك أنا أقول أن علينا كجامعة أن ندعو أربعين أو خمسين حكما من الذين يديرون مباريات الصفوة لتربصات قبل بداية الموسم الكروي وعند إنتصافه لمعسكرات تدوم أسبوعين ويوظف لها كل الإمكانات البشرية واللوجستيكية لتأمين تحضير عالي المستوى لهؤلاء الحكام على كافة المستويات، وأؤكد لك أن هذا الأمر سيدخل حيز التنفيد مع نهاية الموسم الكروي الحالي، وبعد أن ننشئ العصبة الإحترافية سيكون كل همي المنتخبات الوطنية والتحكيم، وقد إقترحت في هذا المجال أن تكون المباريات الودية التي تخوضها الأندية تحضيرا لمواسمها هي المباريات التي يختبر فيها الحكام للوقوف على لياقتهم البدنية ولتصحيح الأخطاء التي يقعون فيها، وبهذه الطريقة يمكن أن نساعد التحكيم المغربي على أن يضطلع بدوره كاملا في مصاحبة التطور الذي ننشده على كافة المستويات.
وأعود لأؤكد أنه قياسا بما نضعه من إمكانيات مادية ولوجستيكية لتأهيل ومرافقة الحكام لا بد أن نكون راضين كل الرضى على أدائهم، بل إنني أجزم على أنهم يفعلون المستحيل من أجل أن يكونوا في الموعد.
والأمر يتعلق أيضا بالمراقبين الذين يوكل إليهم صياغة تقارير عن هؤلاء الحكام، لذلك أنا مقتنع أن نظام المراقبة لا بد أن يتغير ونظام مكافأة الحكام لا بد وأن يتغير، وقد باشرنا بالفعل هذا الأمر كخطوة إجرائية أولى ستعقبها بلا شك خطوات أخرى لنصل في النهاية إلى الإطار الأمثل لتحكيم عالي الجودة.


حاوره: بدرالدين الإدريسي

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS